أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - تعريف المقدس أستدلالا بالقصد المعنوي النصي














المزيد.....

تعريف المقدس أستدلالا بالقصد المعنوي النصي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5615 - 2017 / 8 / 20 - 00:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المقدس
قبل الدخول في موضوع المقدس عموما لا بد لنا بوقفه مع المعنى والنوع فهما وتحديدا لتمييزه عن غيره من الموضوعات التي تشكل لبس معرفيا أو إشكالا في الأستعمال الوظيفي في دلالته أو في المدلول عليه، فقد شاع اليوم الكثير من التوظيفات لكلمة المقدس أو المقدسة للتدليل على معاني مثل (عظيم الاحترام، عظيم التشريف، التقدير، المطهر، المنسوب إلى الديني، منسوب للمثل العليا) وغيرها من الأستعمالات المجازية التي لا علاقة لها أصلا بموضوع القداسة والتقديس المنسوب لله أو لما سماه الله به.
فالله هو الوحيد القدوس وهي من أسمائه الحسنى التي لا إمكانية لأحد أن يستخدمها أو يطلقها على شيء أخر كما في الرحمن أو السبوح أو حتى لفظة الجلالة الله، والتقديس لغة هو التخصيص المطلق لمخصوص بذاته، أي أنه قدوس أي أنه مخصوص بخاصية لا يشاركه فيها أحد على أنها أعلى درجات التحديد وغي قابل أيض للتدنيس إي أنتهاك هذه الخصوصية، ويقدسونه أي يخصوصنه بما خصص نفسه بها كما نقول سبوح قدوس أي بالغ التخصيص في التسبيح له والتنزع والأمتناع الذاتي عن التدنس، مع كون التسبيح بمعنى الذكر المتكرر كثيرا باسم أو صفة ومعصومية له من وجود ما يستحقه لغيره، هو تعظيم مطلق لذات من يسبح بأسمه {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}البقرة30، {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}الواقعة74.
كما أن هناك معنى أخر للمقدس هو معصومية المقدس من التنجس أو تعلق النجاسة به أو تأثيرها عليه طبيعيا وأبتدائيا مع أستحالة فرض ما سواه، والنجاسة في اللغة هو ما يفقد الأشياء طهارتها الطبيعية الذاتية والموضوعية، ولا تزال النجاسة إلا بالتطهير من خلال إزالة عينها وأثركها ومؤثرها، وحيث أن الله هو مصدر التطهير كما في النص {وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}المائدة6، والمطهر لا يمكن تصور أنه قادر على فعل التطهير إلا إذا كان طاهرا بالمطلق ومعصوما من النجس والتنجس {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}الأحزاب33، فالمقدس إذا هو المخصوص بالتطهير مطلقا بجمع المعنيين على معنى كامل
في النصوص القرآنية عندما يذكر التسبيح فيحدد بمسبح به لتبيان وجه التخصيص، أما تسبيح باسم الله أو بحمده مما يعني أن، ما نسبح به يجعل منه سبوحا أي كثير التكرار بذكر ما سبحنا به من أسم له أو بفعله المخصوص دون الغير، فالسبوح هو المخصوص به على أنه الوحيد الذي يستحق ما إلحق بكلمة التقديس دون شك أو تردد، لذا فهو المستحق لهذا التخصيص لأنه مستحق للمنزلة القدسية بذاته.
ما يلحق الذات الألهية أو ما يرتبط به أيضا على الوجه السابق بنص منه فهو مقدس، فبيت الله العتيق ليس مقدسا لأنه لم يخصصه لحالة محددة أو نص بمعصوميته من التنجس والتندنيس وكثيرا ما دنس البيت حين وضعت النصب والأوثان فيه وعبدت وأحتمالية عدم الطهارة كلا أو جزأ، كما خصص مثلا للقدس أول القبلتين لفرادة في كون من يحج للقدس لا يحق له أن يشرك مع هذا الحج بمنفعه عكس الحج إلى مكة {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}الحج28.
ونجد نفس القياس فيما سماه الواد المقدس أستنادا إلى موضوع الطهارة حينما جاء النص ليؤكد ذلك وينهى عن تدنيسه {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}طه12، لا بمعنى التوقير أو التكريم أو الأحترام كما يرى البعض من الشراح والمفسرين، مع كون الكثير من بقاع الأرض جرت فيها وقائع وأحداث تتصل بذات المقدس أو تعلقت بفعل تقربا له، كما جرى مثلا في قضية الإفداء من إبراهيم أو ولادة عيسى أو غيرها من القضايا التي تعلقت بحدث معظم ومكرم لكنها تبقى غير مقدسة، لان الله لم يذكرها كذلك، فمن الوهم والخطيئة والظلم أن نقدس ما يمكن أن يكون غير مخصوص أو معصوم من النجاسة والتنجس، كما يجري اليوم وعلى نطاق واسع.
وتأسيسا على ذلك سنفرد وننفرد يدراسة المقدس الغيبي بمطلب أول بذاته وبأسمائه وصفاته وبما أراد من أمر جعل له منهجا من خلال ما نسميه (المقدس الحضوري) تسامحا وتطبيقا في المعنى مع عدم الخلط بين المقدس بذاته لذاته (الله) وبين المقدس بذات غيره لذاته (النبي) وما يمثله من دور في الإبلاغ والأعذار وإتمام ما تكلف به من ربه، ثم نختم الدراسة بما لحق النبوة من تقديسات فرعية وهب هي من ضمن مفهوم القداسة أم مجرد أستقراء وأستنتاجات للنصوص فقط.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا رجل بلا .......
- النداء الأخير لسباق الأحلام
- في وحدة عالم المقدس الغيبي
- رأي في وحدة الأسماء و(الصفات) ومكانتها في الفكرة الدينية
- الشخصية العراقية بين التمرد والثورة مشروع بأنتظار القدر
- إلى صديقي ذياب أل غلام وكل رفاقه وأصدقائه ومحبيه ومن شاركه ا ...
- دور التنمية الأقتصادية و المال في بناء مجتمع إنساني
- تحالفات جديدة أم إعادة انتاج التحالف القديم
- الدين بين طبيعة العقل ووظيفة النقل طريقان للإدراك أم نتيجة و ...
- في فهم الغيبي والحضوري
- وحدة الجماهير المدنية والديمقراطية هي الطريق الأوحد لبناء دو ...
- حقية المحمدية كما نقرأها في سلسلة دين الإسلام
- الموقف المعرفي من حقيقة وجود الفروع في الدين
- الأختلاف الفكري والفلسفي في مفهوم الوعي الفردي وعلاقته بالوع ...
- هل لعب الفكر الديني دورا في التحولات الوجودية في عالم الإنسا ...
- مفهوم أولي الأمر وجدل الأشتقاق اللغوي
- المعيارية القياسية للتفريق بين منطق المحكم وشبهة المتشابه
- تفريع اصول الدين أم تأصيل المتفرعات الجزئية ج2
- تفريع اصول الدين أم تأصيل المتفرعات الجزئية ج1
- حقيقة الدين كفكرة وشكلية التدين كصورة وضل


المزيد.....




- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور
- دلعي طفلك بأغاني البيبي الجميلة..تحديث تردد قناة طيور الجنة ...
- آلاف البريطانيين واليهود ينددون بجرائم -اسرائيل-في غزة
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ادعى أنه رجل دين يعيش في إيطاليا.. الذكاء الاصطناعي يثير الب ...
- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - تعريف المقدس أستدلالا بالقصد المعنوي النصي