أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الشخصية العراقية بين التمرد والثورة مشروع بأنتظار القدر














المزيد.....

الشخصية العراقية بين التمرد والثورة مشروع بأنتظار القدر


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5611 - 2017 / 8 / 16 - 20:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مما لا شك فيه أن غالبية العراقيين قبل الغزو الأمريكي للعراق ترى في صدام حسين ووجوده مشكلة لا بد من حلها، ولا بد من وجود بديل حقيقي يضمن للجميع عدالة وحرية وفرصة لتطبيق المواطنة وحرية الرأي ونوع من الديمقراطية التأهيلية التي تستطيع أن تنقل المجتمع من فروض الديكتاتورية وسلطة الحزب الواحد إلى التعددية وحرية الرأي كبقية الشعوب والأمم الأخرى، أما كيف والمنهج والعمل الخلاق فكانت تلك هي المفردات الغائبة عن الواقع وعن الحضور حتى في الجزء المعارض له أو الذي يسعى إلى التغيير، هذه الحالة ليست وليدة زمنها ولكنها تسجل على إرث الشخصية العراقية تأريخيا ومن متلازمات السلوك الجمعي له، ويمكن تأشير الكثير من هذه النماذج السلوكية تأريخيا أيضا، فكان العراقيون على النقيض السياسي الفكري مع نهج المدرسة العربانية المحافظة في صدر الإسلام ويأملون في القضاء عليها، ولما تصدى الإمام علي ع ومن بعده ولديه الإمامين الحسن ةالحسين لم يجدوا لهذا الشعور والموقف العام ترجمه حقيقية له في أرض الواقع وحصل ما حصل.
ومن التأريخ الحديث نسجل ذات الموقف الأجتماعي والسياسي في مسألة التسلط العثماني على مقدرات العراق كبقية المستعمرات التي كانت تديرها تركيا بقوة الحديد والنار والإذلال الذي كانت تمارسه ضدهم، ولم يتبلور موقف جدي وحقيقي لمنهج الخلاص أو التمرد على ذلك بأنتظار أن يلعب القدر دوره وينجو العراقيين من قبضة الوالي التركي ومن خلفه قبضة السلطان المتعسف لينال العراقيون حريتهم وأستقلالهم، وعندما سقط الوجود العثماني تحت أقدام الغازي البريطاني لم ينالوا شيئا مهما يجعلهم أن يتمسكوا به وهو الذي لا يقل بربرية ولا فسادا عما سبقه، حتى سقطت الملكية العراقية التي كانت الوجه الأخر للدهاء البريطاني والخبث الأنكليزي المعروف، حتى تلاقف الجميع جهد فئة من العسكر حاولت التغيير، فتنافس القميون مرة والشيوعيين مرة المنجز وأصبحوا ينسبون كل ذلك لنضالاتهم ولجهدهم الوطني والبقية معروقة، وصولا إلى ما حل بنظام صدام حسين وأدعاء الكثيرين لتلك البطولات الورقية الموهومة التي أدت إلى ما حصل في 9-4-2003.
الدراسات الأجتماعية والنفسية التي تؤكد أن الشخصية العراقية شخصية متمردة بطبيعتها على واقعها، بسبب أو بدون سبب تحدد من جهة أخرى أن هذا التمرد ليس فعالا ولا منتجا لسلوك مادي مملوس، أقصى ما يظهرة هو حالة التشكي والتذمر دون فعل أخر يرتقي بالتمرد أو ينظمة ليتحول إلى فعل ثوري أو حتى للتعبير عنه، والدليل أن كل التاريخ الذي مر والواقع الحالي لم يشهد فعل شعبي تغييري مثل لهذا التمرد والرغبة في التعيير صورة حقيقية بدون تدخل أو بفعل الجماهير وحدها، قد تخرج الناس للشارع وتعبر ولكنها سرعان ما تنسى ما خرجت من أجله لمجرد إلهائها بوضع أو فعل يثير جدلها وإنقسامها ويتركها تتخبط لتعود إلى حالة التذمر والتشكي والمناكفاة التي تفرغ حالة التمرد من حالة الفعل والولادة إلى حالة الألم والتحسر واليأس من فعل شيء مهم أو جدي، وهكذا أدرك أصحاب السلطة وصناعها حقيقة الشخصية العراقية ليجروها من دائرة الفعل إلى دائرة ردة الفعل وأجهاض المشروع قبل ولادته.
في واقعنا اليومي وخاصة ما بعد مرحلة 2014 وفشل التجربة السياسية التي سميت بالديمقراطية وظهور صوت جماهيري له ملامح وطنية ومتمتع بنوع من المصداقية في العمل والطرح، والذي يحمل مشروع عراقي حقيقي للتغيير يتناغم مع ميل عام لمحاربة الفساد والأنحلال والسرقات والفوضى وكل العبث السياسي المجنون، نرى قطاعا واسعا بل غالبا في المجتمع العراقي يعلن وبكل تحدي تمرده عليه ورغبته الجادة في الخلاص، لكن المشكلة الأزلية ذاتها تعود لتسجل حضورها أن هذا التمرد يبقى في حدود الفعل العاجز والمتعجز، ولا يدفع بصاحبة للبحث عن ترجمه حقيقية له ليتخلص من قائمة أخطاءه التاريخية، فلا نفع التمرد في الضغط على السلطة وأدواتها ولا أستجاب للصوت المعارض وسانده لفعل التغيير، بل نجد كثيرا من هذا التمرد يتحول إلى أدواة للصراع بين الفاسدين وسلاحا لهم في المواجهة والتسقيط ودعم سلطة الفساد تحت مسميات وعناوين لا تنتج مصلحة للشعب ولا تساهم في حركة التغيير أصلا.
إن الزعم بأن مراحل القهر والأستلاب والديكتاتورية التي مورست ضد الشعوب هي السبب في تدجين حالة التمرد وتعطيل الفعل الثوري، ولا يصمد هذا الزعم مع تجارب الشعوب الأخرى ولا يماثل منهج السيرورة التأريخية في التحولات الثورية كما يقول الكاتب العراقي هشام العيسى، بل أن هذه العوامل مع توفر النخب الواعية وأمتلاكها لرؤية أفق يمتد من الروح المتمردة إلى منهج الثورة إلى نتائج التغيير، هي القادرة دوما على إحداث التحول العمودي والأفقي في سلوك الجماهير مع طغاتها ومستغلي وجودها، ليس حقيقي اليوم ما نراه من تمرد عام في ما يفكر به ويصرح الشعب عن مكنونه التغييري، لأن الفعل اليومي لا يثبت لهذا التمرد من وجود قاعل وجاد، بل الغالب أن مظاهر التمرد هذه تشكل ظاهرة مرضية تحسب ضد الشخصية العراقية ولا تحسب لها، أو أنها تؤشر على فعل قادم، طالما أنها مستعدة لأن تقايض هذا التمرد بمصالح فردية أو تحقيق نتائج محدودة لا تساهم في تبرير حالة الثورة والتغيير.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى صديقي ذياب أل غلام وكل رفاقه وأصدقائه ومحبيه ومن شاركه ا ...
- دور التنمية الأقتصادية و المال في بناء مجتمع إنساني
- تحالفات جديدة أم إعادة انتاج التحالف القديم
- الدين بين طبيعة العقل ووظيفة النقل طريقان للإدراك أم نتيجة و ...
- في فهم الغيبي والحضوري
- وحدة الجماهير المدنية والديمقراطية هي الطريق الأوحد لبناء دو ...
- حقية المحمدية كما نقرأها في سلسلة دين الإسلام
- الموقف المعرفي من حقيقة وجود الفروع في الدين
- الأختلاف الفكري والفلسفي في مفهوم الوعي الفردي وعلاقته بالوع ...
- هل لعب الفكر الديني دورا في التحولات الوجودية في عالم الإنسا ...
- مفهوم أولي الأمر وجدل الأشتقاق اللغوي
- المعيارية القياسية للتفريق بين منطق المحكم وشبهة المتشابه
- تفريع اصول الدين أم تأصيل المتفرعات الجزئية ج2
- تفريع اصول الدين أم تأصيل المتفرعات الجزئية ج1
- حقيقة الدين كفكرة وشكلية التدين كصورة وضل
- الدين بين المفهوم القدري والحقيقة الأجتماعية
- ما معنى أصول الدين هل هي توصيفات أساسية أم مواصفات أسية؟
- مهمة أستنطاق النص الديني وجدلية الذاتي والموضوعي
- مسائل ووسائل فكر التجديد الديني
- مشروعية التجديد الديني وضروراته


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الشخصية العراقية بين التمرد والثورة مشروع بأنتظار القدر