حيدر سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5612 - 2017 / 8 / 17 - 19:01
المحور:
الادب والفن
الكارثة جنة أيضاً !
الضياع وصول آخر مغاير عن المألوف !
انا تدهشني الكارثة و تعطيني دائما مالم أجده ميسورا .
هكذا تخرخ حكمة لقمان من فم مريدي الموصد .
سوق متغضن بمشاهد عصية على الفهم ، تغسل عينيك بلقطات سريعة و متشابكة لكن ليست فارغة ، رغم ان الفراغ يعج هنا في اقصى ايقاعاته الملتبسة ، لكنه يبدو مالئا افئدتنا ! قد يملئها بالحريق و الشهد في آن واحد .
ابو علي ، يغدق علينا بكتب جميلة ، و لطالما غادرناه ممتلئين ببهجة بيضاء ، عندما تغلق الصدر افواج الدخان ، تاتي من ابو علي فتوحات روحية تغلسك نسائمه الشفافة .
أتذكر انني باول لقاء لي معه ، قدمني اليه صديقي وائل ، و اوصيته عن كتب لدوستويفسكي الذي هو بدوره قال الكثير عن عظمته و اسرف في اعجابه ، آنها تحدثنا عن ماركس و عن ذكرياته مع اليساريين وحين ارتفع صوت الاذان توجه بالدعاء بنورية خاصة ؛ مبهرة اخذت لبي و عاطفتي ، بقيت مدهشا لأيام كيف يستطيع الجمع بين هكذا تقاطعات فكرية ، لكنني بالتردد الدائم وجدت مرة عنده الانجيل الى جانب كتب علمية واخرى ادبية ، اقتنيت الانجيل وبعدها اقتنيت كتاب اسمه الف حكمة للامام علي ، حين اهديته لصديقي هو ايضا اصيب بنفس الدهشة ، و هكذا هذه الدهشة انتقلت وستنتقل للاخرين و تمتد .
أن تاخذ الجمال من كل الاماكن ، و لا تنشد الراحة النفسية او العقلية باطار معين ، فالاطارات حدود ، و الراحة لا تشبعها الاسيجة ، لذا تعلمت أن لاتكون الجنة في مديات شاسعة ، قد تجدها عند دكان ابو علي الذي لا يتجاوز المتر .
في دكانه صورة للزعيم عبد الكريم قاسم و للائمة و كتب فرويد و روزا لكمسبورغ و القران و الانجيل و دراسات عن الصائبة ؛ الخ .
كيف لهذه الكارثة ان تعطي هذا كله ؟
فهكذا تنبت من الكارثة جنة !
ياللكارثة !
#حيدر_سالم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟