أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يوسف بوستة - وداعا المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم! لك المجد والخلود!














المزيد.....

وداعا المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم! لك المجد والخلود!


يوسف بوستة

الحوار المتمدن-العدد: 5609 - 2017 / 8 / 14 - 09:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تلقينا بأسف عميق نبأ وفاة المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم، أحد أبرز القادة التاريخيين لحركة التحرر الوطني بالسودان وللحركة النسائية العربية والعالمية، وبرحيلها تفقد الحركة الديمقراطية واليسارية السودانية والعربية والعالمية، أحد أعمدة النضال الوطني التحرري، واحد النساء الرائدات في العالم من أجل تحقيق مجتمعات الحرية والكرامة والمساواة بين الرجل والمرأة والحرية لجميع الشعوب، وهي أحد أبرز القادة في الحزب الشيوعي السوداني حيث انتخبت عضوة في اللجنة المركزية منذ 1967، وقادت إلى جانب رفاقها ورفيقاتها العديد من الثورات الشعبية بالسودان على مدى أكثر من نصف قرن، وواجهت خلاله عبر مسيرة نضالية طويلة كل أشكال القمع والديكتاتورية والهمجية السلطوية للأنظمة الاستبدادية، سواء في عهد نظام عبود الذي اغتال رفيقها وزوجها القائد العمالي والشيوعي أحمد الشفيع، أو في عهد السفاح جعفر النميري الذي ساهمت مرة أخرى في إسقاط نظامه هو الآخر، وبعدها واجهت تحالف الترابي والبشير سواء من داخل الحزب الشيوعي الذي ظل محظورا لسنوات او في اطار التجمع الديمقراطي المعارض.

وشكلت فاطمة إبراهيم مثالا للمناضلة والقائدة التي كرست جهدها وحياتها للنضال الطبقي بشكل متوازي مع النضال الديمقراطي النسائي التحرري، بالكفاح من أجل إقرار المساواة الفعلية بين الجنسين، والدفاع عن قضايا المرأة فكرا وممارسة ومواجهة كل أشكال التمييز والاضطهاد والاستغلال المزدوج للمرأة السودانية والعربية.

تلك النضالات والتضحيات جعلت من فاطمة أحد أبرز قادة الحركة النسائية العربية والعالمية، حيث تم انتخابها رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي سنة 1991، مما جعل نضالها يشمل مساحات أوسع وأشمل في التأطير والمرافعة والكفاح من أجل العدالة والمساواة لنساء العالم وإبراز وضع المرأة العربية، دون أن تغفل عن استكمال المهام النضالية داخل الوطن المسيج بالأغلال والقيود الرجعية والظلامية، ورغم المرض والوهن الذي حد نسبيا من تحركاتها في الآونة الأخيرة، فقد ظلت واقفة بشموخ قل نظيره في الدفاع عن قضايا المرأة العادلة وعن الحرية والكرامة للشعب السوداني، الا ان رحيلها المفاجئ لم يمهلها حتى تحتفل بالنصر للمرة الثالثة وإسقاط الديكتاتورية العسكرية لعمر البشير.

لقد رحلت دون أن تبلغ ذلك الحلم المتجدد باستمرار، رحيل بلا شك سيشكل خسارة كبيرة يصعب تعويضها في هذا الظرف الدقيق، الذي تتصاعد فيه نضالات الشعب السوداني وقواه الديمقراطية من أجل إسقاط نظام البشير ومن أجل دحر الطغيان الذي أنهك الوطن والشعب، وبناء النظام الديمقراطي الحقيقي العادل لمجتمع متحرر، وهي الأهداف التي كرست حياتك من اجل تحقيقها بصمود وإصرار.

وأمام هذا الخطب الجلل لا يسعنا وبقلوب مفجوعة إلا أن نتقدم باحر التعازي للشعب السوداني الشقيق ولكل النساء المناضلات وكل الديمقراطيين والاحرار، خاصة منهم رفاق الدرب والتضحية والنضال، رفاقك ورفيقاتك ايتها المناضلة الخالدة فاطمة أحمد إبراهيم. فلك المجد والخلود وانت ترحلين إلى متواك الأخير مع الشهداء والابرار.

وداعا ايتها الشامخة ولترقد روحك بسلام!



#يوسف_بوستة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد توجيه 5 تهم له بالاغتصاب.. بارتي -متأكد من براءته-
- واقعة تهز أستراليا.. بتر ذراع امرأة بعد هجوم أسد
- مبادرة لمحو الأمية للنساء في شرق السودان
- “رابط شغال” طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- لا يكتمل التسجيل بدونها! .. شروط منحة المرأة الماكثة في المن ...
- لكل سيدة لا يوجد لديها مصدر دخل! .. منحة المرأة الماكثة في ا ...
- لاعب أرسنال السابق توماس بارتي يُواجه تهمًا بالاغتصاب والاعت ...
- ما الذي تواجهه النساء في اللجوء والنزوح والهجرة؟
- بريطانيا: اتهام توماس بارتي بالاغتصاب
- ممرضة كندية في -أطباء بلا حدود- تروي -جحيم 3 أسابيع في غزة- ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يوسف بوستة - وداعا المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم! لك المجد والخلود!