أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم ناجي الصنوي - ما تقوله الذات للذات في المساء














المزيد.....

ما تقوله الذات للذات في المساء


هيثم ناجي الصنوي

الحوار المتمدن-العدد: 5601 - 2017 / 8 / 4 - 23:58
المحور: الادب والفن
    


(ما تقولهُ الذاتُ للذاتِ في المساء)

هيثم ناجي

 الأمسية الأولى:
في الليل فقط أستنجد النهار، الظلام يكبت شجني للحلم؛ فأمزق أوراقي المبعثرة حولي، وأبعثر قصاصات كتاباتي في المجهول..
أبحث عن مساءٍ يليق بي، أرفض الصمت والبكاء وظلاماً يراه الجميع، أين أنا بين هذه الجموع التي لا تغفر لي؛ إذا فكرت أو منحت الكلمات حقها من الحرية...
السكون جمود، والعقل كالجلمود لا يكف عن التفكير لضعضعة ۱ المساء، والخفر ۲ وراء جدران الكبت؛ للاحتماء بترهاتٍ كتبتها ومزقتها.
قالت لي أمي يوماً، وهي تكابد التعب:
إن الإنسان بحرٌ والليل يمحو زرقته، وإن النهار كالوسادة يتكئ عليها من يسهر باحثاً عن وميض.
كان المساء قد أزف ۳ ، ولكن طماه ٤ يملأ الطريق إلى الحقيقة.

  أمسية على الشاطئ:
كان البحر ملاذي قبل ألف عام، حين كان الليل يحيك من خيوط القمر قصة عشقٍ مع هدير الأمواج، التي تعود إلى التيه من جديد، أما الآن فقد صار البحر متاهتي وأنا قبطان شاردُ لا يستسيغ قراءة الطرق، ولا حتى الإبحار في المجهول!
أجلس القرفصاء في الشاطئ، أنظر نحو البحر، أضواء المدينة تنظر إلى الماء نيكرسوس٥ ، مبانيها زاهية مثل ماضيها.
إن القصائد تستطيع محاكاة هذا الليل، ليتني كنتُ شاعراً أو قصيدة ً أو حكاء ً يحكي حكايات المدائن، حيث الموج هو بيت القصيد وموسيقى التائهين.

 أمسية تائه:
أنا حلم، شارد بين خمرة الأمس واليوم.
إن الشراب ولوج في المثالية، إبحار في بحر من رمال بقاربٍ من خشب، لن نصل به إلا إلى شاطئ اليقظة وفهمٍ للواقع كقراءةٍ نصٍ كتب على عجلٍ.
أحاول الخروج إلى الضوء، أترنح ممسكاً بيدي جدار الغرفة، أبحث عن طريقٍ إلى النهار.. لا شيء يرشدني، رفاق الشراب تائهون، يبحثون عن سعادةٍ من عدم.
شراب أحمر يمكنه أن يمنح قليلاً من الفرح ولكنه لا يغير اللون الأسود إلى أبيض.
ساعدني أيها الليل وانقضِ، اترك مكانك للضوء ليستيقظ أبناء الفقراء، لنملأ النهار بالعمل والضوضاء، يكفي أريد للسواعد أن تقضي حياتها بصنع النهار.. انقضِ أيها الليل.. أنا ابن الضوء!

 الأمسية الأخيرة:
جلست على ركبتيّ، أنظر من نافذة الليل نحو المدينة، أبحث فيها عن وميض يرشدني صوب الحقيقة؛ فالليالي التي مضت، محاها الزمان والعقل، وما ظننته صواباً وجدته بعد إدراكٍ وهماً لا يمكن أن يتجسد.
كنت أتسلق برجاً عاجياً، أحاول الوصول إلى قمة الطوباوية؛ لأتلذذ بأوهامي التي خلقها الجهل، وضيق الأفق.
ولكن هذا المساء جديد، سأمحو فيه الوهم، لا طوباوية بعد هذا الليل، ولا أبراج عاجية، أنا ابن من حولي، سأبكي لبكائهم، وأفرح لأفراحهم.
إن المدينة تشبه كل الليالي التي مضت، وأنا أشبه المدينة.
___________________________
هامش: ( المرجع: معجم الوجيز)
۱ ضعضعة: هي، الإخضاع والتذليل.
۲ الخفر: بمعنى أجاره أو أخفاه.
۳ أزف: بمعنى عجل.
٤ الطمى: وهو، الطين يحمله السيل ويستقر على الأرض رطباً أو يابساً.( الطين بعد مرور السيل بما يحمله من حجارة وغيره).
٥ نبكرسوس (النرجسية) : وهي، عشق المرء لذاته، والمصطلح يرجع إلى أسطورة "نيكرسوس" اليونانية، الذي أعجب بذاته عجباً بعد أن لمح وجهه على الماء.



#هيثم_ناجي_الصنوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم ناجي الصنوي - ما تقوله الذات للذات في المساء