أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امريم الصغير - بنية الخطاب السردي وجمالية اللغة في رواية -عندما يبكي الرجال- لوفاء مليح















المزيد.....



بنية الخطاب السردي وجمالية اللغة في رواية -عندما يبكي الرجال- لوفاء مليح


امريم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 5597 - 2017 / 7 / 31 - 18:04
المحور: الادب والفن
    


ـ تقديم
لم يعد الحديث، ولا التأريخ للمراحل التي قطعتها المرأة للوصول إلى مرحلة امتلاك القلم ودخول عوالم الكتابة، حديثا ذو أهمية، بل أهمية عن تراكم النصوص التي كتبتها شعرا أو نثرا خاصة في مجال التجريب الروائي، حيث تعزز المشهد الإبداعي العربي عموما والمغاربي على وجه التحديد بالعديد من الأسماء النسائية التي تحدثت عن نفسها بلغات عديدة بدل اللغة الواحدة، تكشف عن قوة المتخيل النسائي الذي يبعدها عن كل التصنيفات، فمن ثم استطاعت المرأة الكاتبة عبر إبداعها الاحتفاء بالأنثى المبدعة في علاقتها بالآخر من جهة، وفي علاقتها بالأشياء من حولها من جهة ثانية، فبصمت ابداعاتها بخصوصية أنثوية متفردة، وصرفت مجموعة من المواقف عبر شخصيات تراوحت بين شخصيات مثقفة وشخصيات بسيطة ثارة، وثائرة متمردة وثارة أخرى، وانخرطت في إشكالات وجودية معقدة. وتمكنت من خلق بنيات الخطاب التخييلية والجمالية والسردية واللغوية.
على غرار الكاتبات المشرقيات، خاضت الكاتبات المغاربيات غمار الكتابة والتعبير بواسطة اللغة، فخرجت إلى الوجود مجموعة من المتون الروائية، تفردت بخصوصية لغوية وسمت المنطقة المغاربية، وظهرت مجموعة من الأسماء التي أغنت المشهد الإبداعي الروائي باصدارات تستحق الوقوف والدراسة.
ومن بين الروائيات اللائي استطعن فرض وجدهن في الساحة الأدبية، نجد الكاتبة المغربية وفاء مليح. فبعد إطلالتها الأدبية الأولى من خلال مجموعتها القصصية (اعترافات رجل وقح) الصادرة سنة 2004، أطلت من جديد برواية أخرى تحت عنوان "عندما يبكي الرجال"، لتؤكد من خلال هذه النقلة النوعية في مشروعها الإبداعي السردي أنها كاتبة جريئة قادرة على إثارة مواضيع ذات حساسية ظلت مغيبة في قاع المسكوت عنه.
فكيف حاولت هذه الروائية، بلغتها الخاصة والمتميزة بتعدديتها، الخوض في إشكالات وجودية، في روايتها "عندما يبكي الرجال وتجرأت على طرح مختلف التيمات التي كانت بالأمس القريب حكرا على الرجل؟
تطرح رواية "عندما يبكي الرجال" الصادرة عن إفريقيا الشرق سنة 2007 في 175 صفحة من الحجم المتوسط، قضية العلاقة بين الرجل والمرأة في مجتمع متخلف وتائه، فاقد لبوصلته ولا يدري أين تسير به خطواته. تتكون الرواية من عشرة فصول معنونة ومرقمة، تتوسط غلافها صورة فوتوغرافية لقصبة الأوداية، من إنجاز الكاتبة، لكون قصبة الأوداية أحد الأمكنة الحساسة في الرواية، لهذا اتخذتها الروائية أيقونة غلافية، ويتصدر الغلاف الأخير صورة فوتوغرافية للكاتبة وهي جالسة في وضع لا يخلو من إيروتيكية، من إنجاز المصور الفوتوغرافي مصطفى الروملي، تقابلها فقرة مقتطفة من الرواية على لسان السارد.
إن كل هذه المداخل والعتبات التناصية مؤشرات على عالم الرواية وفحواها، وعبر الصوتين السرديين المتناوبين على السرد في هذه الرواية، صوت الساردة "فاتن الإدريسي"، وصوت السارد "أحمد الوكيلي" من خلال مذكراته نطل على عالم الرواية، فنجد "فاتن الإدريسي" الطالبة الجامعية الحاصلة على الإجازة في الحقوق، تجمعها علاقة غامضة بأستاذ جامعي في الخمسينات من عمره يدعى "أحمد الوكيلي"، الرجل الأعزب والمناضل السياسي الذي يسعى بنوع من الإصرار إلى المساهمة في إصلاح بلاده، من خلال النضال السياسي والإصلاح الاجتماعي والثقافي، لكن المفارقة التي تهيمن على الرواية وتمنحها بعدا عميقا، تتجلى في أن هذه الشخصية التي تسعى إلى إعادة بناء الحزب الذي تنتمي إليه من أجل أن يقود قاطرة الإصلاح الثوري في البلاد، والنضال على مجموعة من الواجهات، هي نفسها تعاني من عطب في كينونتها ونفسيتها... هذا الرجل المثقف يعاني من ضعف جنسي، يجعله عاجزا عن تلبية رغبة امرأة، مما يجعله دائم الهروب منها، وهو ما يحدث للطالبة "فاتن الإدريسي" المعجبة به والتي تقف مستغربة من هروبه الملتبس وغير المبرر منها، تقول: «أحاول أن أكسر صمتك. أتمدد على شواطئ أسرارك. لكنك تصر على التدثر بعباءة الصمت... لماذا هذا الشجن الذي يلون تقاسيم وجهك رغم حالات الفرح التي تهزك بين فينة وأخرى؟؟. أنظر إليك لأقاسمك الشجن ظنا مني أنني أنتزع منك مؤامرة الأشياء التي تحوكها ضدي لتمارس غوايتك على أنوثتي التي تتعرى أمامك. وأنت تلعب لعبتك في الخفاء» (ص 8).
وأمام تخبط أحمد الوكيلي في عجزه الجنسي والنفسي راح يبحث عن علاج مناسب لحالته المستعصية، باللجوء الى العلاج الشعبي تحت تأثير والدته وصديقه إبراهيم حارس العمارة التي يقطن فيها ، فيتوجه بعد ذلك نحو العلاج النفسي، لكنه يفشل في كل محاولاته، فيبقى فريسة عجزه النفسي، لهذا تلعلع الشكوى على لسانه فنجدها تتخلل صفحات الرواية، مصرا في الوقت ذاته على مماهاة مأساته مع مأساة الوطن، يقول معبرا عن ذلك: « بين جسدي والوطن ميثاق كتب من حبر نفس واحدة. ليس جسدي إلا وطنا شكلت خريطته من نضال فتحت بابه على مصراعيه لأطارد الريح. كيف أرتاح وأنا أطارد ريحا هوجاء عاصفة. ريحا صيرتني خصيا. انتزعت مني خصيتي وتركتني أرضا جرداء لا تطرح نباتا. نفسا مستكينة في المضاجع. ثائرة في الأنين والوجع؟؟...» ( ص 172 – 173).
وينتهي الامرباختيار "أحمد الوكيلي" قرار الانتحار، بعد أن أوصى بأن تسلم مذكراته "لفاتن الإدريسي" حين نال منه العجز وأصاب رجولته في مقتل مما دفعه إلى البكاء صنيع الأطفال الصغار والنساء، وهذا ما يعبر عنه عنوان الرواية "عندما يبكي الرجال" وتلخصه الفقرة الحساسة: «ليست المرأة وحدها تبكي، البكاء يعني الرجل أيضا. كنت فيما مضى أنزع إلى السخرية والتهكم في مواقف تدعو إلى البكاء وأقول في نفسي كما علمتني أمي. الرجال لا يبكون. لكني في حالتي هاته أبكي بحرقة الرجولة الضائعة. لو يعلم النساء أن بكاء الرجال أشد ألما لتوقفن عن بكائهن...» (ص 100).
هكذا تحتفي رواية "عندما يبكي الرجال" بالبوح والشكوى وترسم للوطن وجها حزينا، يشبه وجه البطل "أحمد الوكيلي" الذي صرفت الروائية عبر شخصيته مجموعة من القضايا التي تؤرق المجتمع برمته، على رأسها مشكل البطالة و تمثله شخصية "فاطمة"، زوجة سالم صديق البطل، الحاصلة على الدكتوراه في الأدب الفرنسي، والتي تناضل إلى جانب مجموعة من المعطلين من أجل الحصول على عمل قار؛ تظهر في الرواية شخصية عنيدة صامدة «لكنها لم تفلح في أن يكون لها منصب قار. تنقلت بين عدة مهن صغيرة ليست لها علاقة بتكوينها الجامعي. أحيانا تعمل سكرتيرة لشركة سرعان ما تغلق أبوابها، أحيانا عاملة تطبع بحوث نهاية السنة الدراسية الجامعية للطلبة،وأحيانا أخرى نجدها تعمل في مخدع هاتفي، وأحيانا أخرى بدون عمل» (ص 27 -28)..
ولم تغفل الروائية مشاهد الاحتجاج والنضال ،أمام قبة البرلمان التي باتت مألوفة كمشهد عادي يؤثث فضاء شارع محمد الخامس.
لقد حاولت الكاتبة من خلال روايتها "عندما يبكي الرجال" تعرية الواقع الهش الذي تعيشه النخبة المغربية، وتصريف مواقفها عبر شخصيات مثقفة: فاتن، أحمد، سالم، فاطمة ، إدريس، عبد الله، عبر تصوير محيطها وواقعها اليومي العائم في التناقضات...
وقد تطرقت الرواية للمواضيع الحساسة والطابوهات، هاتكة الستار في جرأة أدبية عن موضوعات سرية جديدة كالعجز الجنسي، والدعارة، وغيرها؛ هذا فضلا عن حضور الجسد والرغبة واللذة، باعتبارها من المكونات الجوهرية الطبيعية لهوية الإنسان ذكرا كان أو أنثى، لتكشف أن للجسد دواخل وبواطن يجب أخذها بعين الإعتبار.
لقد كانت مدينة الرباط ومآثرها العمرانية، مسرحا لأحداث رواية "عندما يبكي الرجال" شاهدة على قصة "فاتن الإدريسي" التي ضمخت لغة الرواية بأنفاسها الحارة وأججها "أحمد الوكيلي" بلواعجه التي لا علاج لها.
I ـ قراءة في عنوان : "عندما يبكي الرجال".
إذا كان العنوان يعني مجموع النص، يظهر معناه باعتباره مرآة النسيج النصي، والدافع للقراءة، بل هناك من يعتبره الشرك الذي ينصب لاقتناص المتلقي، فإن الأهمية التي يحظى بها نابعة من اعتباره مفتاحا للتعامل مع النص في بعده الدلالي والرمزي.
وقد عملت الروائية " وفاء مليح" على منح عملها الروائي هذا العنوان "عندما يبكي الرجال" للتعبير عن الإحباط السياسي والجنسي والنفسي والفكري الذي يعيشه بطل الرواية.
ويثير عنوان الرواية مجموعة من التساؤلات عند مشاهدته للوهلة الأولى من قبيل ما هي الأسباب التي تدفع الرجال إلى البكاء؟
يحيلنا فعل البكاء الذي يتوسط عنوان الرواية على أن هذا الفعل الفطري يحدث نتيجة ضعف نفسي يمر به المرء ولا يستطيع تحمله، فالرجل يبكي عندما يواجه أزمة كبيرة تزلزل وجوده، وتغير مسار حياته إلى حد كبير، فتنقلب عنده معاني الأشياء، وتكسب حياته معاني جديدة.
من هنا نفهم أن الرواية تتناول موضوعا شائكا يتمثل في العجز الجنسي باعتباره تيمة محظورة وحساسة تدخل في باب الطابو أو اللامفكر فيه لكونها تسبب « جرحا نرجسيا » لرجولة وفحولة الرجل، في مجتمع أبيسي زاه بقيم الرجولة والفحولة.
هذا ما يمكن أن يوحي به ظاهر عنوان "عندما يبكي الرجال" الذي يضمر تيمة أخرى محايثة وهي تيمة العجز السياسي أو الخصاء السياسي النضالي، الذي اعترى اليسار المغربي في الآونة الأخيرة وزج به في أنفاق وكواليس المهادنات والمصالحات.
فالخصاء الجنسي/ الفحولي الذي يعاني منه البطل في رواية وفاء مليح، هو في ذات الوقت خصاء سياسي في الأساس، أملته تحولات هذه المرحلة وإكراهاتها وتحدياتها التي سببت انكسارات وإحباطات مست الفرد والمجتمع والدولة أيضا.
من هنا نستطيع القول إن رواية وفاء مليح "عندما يبكي الرجال" هي رواية الإحباط المركب بامتياز: إحباط البطل السياسي والجنسي والنفسي، وإحباط الأحزاب السياسية وفي مقدمتها اليسار، وإحباط جيل بكامله من العاطلين والمعطلين وأبناء هذا الوطن؛ تقول الساردة معبرة عن هذا الوضع المأساوي: « لم أفكر ولو مرة واحدة في أن أغادر الوطن رغم أن جيلنا منذور أن يعيش بلا أفق، بلا أمل، بلا عمل، وضع نعيشه يشل الحركة والهزيمة». (ص 14)
فكانت إرادة الصمود التي تعيشها بعض الشخصيات، إحدى نقاط الضوء والقوة في هذه الرواية.
وبذلك يكون العنوان"عندما يبكي الرجال" قد لخص مضمون رواية بهمومها وأسئلتها وأشجانها،التي أمست سياطا قاسية تجلد شخصيات الرواية.
II ـ التعدد اللغوي في رواية " عندما يبكي الرجال".
إلى جانب الرؤية السردية، والبنية الزمانية والمكانية، والفضاء والشخصيات والوصف والأحداث، تبقى اللغة من أهم مكونات الخطاب الروائي، إذ هي المميز الحقيقي للرواية عن باقي الأجناس الأدبية الأخرى، كما أنها المادة التعبيرية التي ترتكز عليها الرسالة الإبداعية التي يرسلها الكاتب إلى القارئ عبر جمل سردية ووصفية وبلاغية. فاللغة تحمل نوايا المؤلف وأطروحاته المباشرة وغير المباشرة، فلا يمكن لأي كاتب أو كاتبة روائية أن يكون كذلك إلا إذا امتلك ناصية اللغة وقواميسها الحرفية والمجازية، وأحسن توظيفها توظيفا أدبيا واستثمرها في سياقات تواصلية وتداولية ذات مقاصد فنية وتعبيرية حاملة للفكر ومضامين النص وأبعاده المرجعية.
1 ـ التناص في رواية ( عندما يبكي الرجال).
إذا انطلقنا من مقولة باختين التي يؤكد فيها على أن « الخطاب الروائي خطاب خليط متصل بتعدد اللغات والأصوات، ولا تستحق الرواية اسمها إذا لم تكن خليطا»(1). سنجد أن الرواية موضوع دراستنا، قد توسلت بتعدد لغوي متنوع وغني، مما جعلها مدونة خصبة، إذ حاولت الكاتبة بناء الشكل الفني لروايتها على التناص وتداخل الأجناس، لترتقي بلغة الكتابة الروائية إلى مستوى جمالي تبرهن فيها على إذابة الحدود الوهمية في صناعة الكلمة الأدبية، وأنه لا حدود بين الأجناس والفنون، وحدها الرواية بمرونتها قادرة على أن تستوعب الكل.
أ ـ النصوص المقتبسة والإشارات الثقافية.
يتضمن الخطاب السردي في رواية "وفاء مليح" مجموعة من النصوص الأدبية، تتصدرها أبيات من قصيدة الشاعر السوري نزار قباني التي افتتحت بها الرواية:
« أكبري عشرين عاما ... ثم عودي
إن هذا الحب لا يرضي ضميري
حاجز العمر خطير....... وأنـــا
أتحاشى حاجز العمر الخطير.....
نحن عصران فلا تستعجلي
القفز، يا زنبقتي، فوق العصور،
أنت في أول سطر في الهوى
وأنا أصبحت في السطر الأخير......» (ص 5).
هذا المقطع الشعري الذي أوردته الساردة لتخبرنا أن "أحمد الوكيلي" كان يردد هذه القصيدة في لقاءاته بها، وقد تعمدت الروائية إدراجها في الصدارة بهدف وضعها كآلية للتشويق واستفزاز القارئ باقتحام وخرق أفق التلقي ، وانفتاحها على مختلف الفنون بما فيها الشعر وجعلها تتسرب بعمق إلى أعماق القارئ.
هكذا تتداخل أجناس الأدب في مناخ الرواية الخصب، لتخلق مساحة لحرية الكلمة. وهذا ما يبرر حضور الأغنية الشعبية كذلك التي وظفت في سياقات مختلفة من الرواية، فنجد الروائية تستحضر رموز الأغنية المغربية ممثلة في الراحل "محمد الحياني" بأغنيته المعروفة «بارد وسخون، ياهوى، تحاميتو في بزوج أنت وأسمر اللون..." » (ص 40).
إلى جانب أغنية الحياني تحضر أغنية الراحل إسماعيل أحمد المشهورة "خفة الرجل" «آشداني، لاش مشيت ، غير نظرة من عيونو راه كواني ....» (ص 66).
ثم أغنية " الصينية" لمجموعة ناس الغيوان:
« فين اللي يجمعوا عليك أهل النية
وووواهيا الصنية
دوك اللي ونسوك
فين أهل الجود والرضى
فين حياتي، فين حومتي واللي لي... » (ص 69).
هذه الأغنية المشهورة وردت على لسان البطلة، التي أحست أنها تعبر العالم مع دندنة هذه الأغنية التي ألهبت جيلا بكامله، وتمضي الكاتبة إلى التعريف بهذه المجموعة الشعبية والتي سمتها بالظاهرة الغيوانية، داعية من خلال روايتها إلى البحث في أصلها وأسبابها تقول: « الألم. الحرمان. التهميش. الفقر. أصل الولادة. شرذمة من أبناء الحي المحمدي. الحي الشعبي بمدينة الدار البيضاء، تقلب تاريخ جيل في بداية السبعينات جاءت من مسرح الحي، عاش أفراده فقرا دقيعا، متشبثين بشرفهم وكرامتهم، لا يتركونها حتى وإن كانت ثمنا للمجد والشهرة. يثورون إذا خدشت كرامتهم. من جحيم القهر جاءت حناجر تغني للثورة والتغيير. كلمات عروقها متواصلة مع مغرب الهامش. تلك هي أغنية الشعب. عربدة. مجون. فقر كبرياء. موت من أجل الكرامة... تلك هي دروب أبناء الحي المحمدي. ناس الغيوان. غفالة على الرؤوس. شعر غزير... يعلن ثورة النفوس. مجموعة شباب بآلات مغربية مغمورة وحقيرة أحيانا ألهبت الشعب... غنت عذاباته. وأوجاعه نبتت بين طيات ضلوعه في فترة كان يعيش فيها تحت عناء سياسة تحاسبه على تنفسه الفكري والفني...» (ص 72 – 73)
وقد صممت وفاء مليح على إغناء روايتها وتضمينها عناصر ومكونات هي من صميم الثقافة المغربية معبرة عن انشدادها القوي إلى الذاكرة المتوارثة، المعروفة بخصوصيتها وغناها وتنوعها، وكذا إثارة الانتباه إلى ظواهر فنية قد يطالها النسيان مع مرور الزمن، لذلك تعمد الروائية إلى التأريخ لهذا النوع من الأغاني.
ولتحقيق نوع من التميز في الكتابة، وظفت وفاء مليح الموروث الشعبي المتمثل في زيارة الأولياء والصالحين والتبرك بهم والاعتقاد الأعمى بالشعوذة وغيرها من الأمور المترسخة في المجتمع المغربي، نتيجة الجهل وضيق الأفق المعرفي والفكري الذي يسم المجتمعات المغاربية؛ تقول الساردة على لسان أمها: « هذ العشوب أولدي مزيانين ليك. باش حيدو عليك الضيم اللي نت فيه.
ـ كيفاش غنخذها ؟
ـ هاهي طحنتها ليك وطبختها غدي تبقى تأخذ الماء ديالها ملعقة كل صباح...» (ص 125).
هذا المقطع يظهر بجلاء الاعتقاد في جدوى الأعشاب في شفاء العجز الجنسي الذي يعاني منه بطل الرواية.
ونجد المشهد نفسه يتكرر مرة أخرى مع السيدة التي أحضرتها الأم إلى البيت لتعالج ابنها العاجز يقول: «دخان كثيف ينتشر في كل غرف البيت. السيدة تدخل غرفة. غرفة بالمسخنة وهي تحرك شفتيها وتنطق بصوت خافت كلاما مبهما. ما إن رأتني حتى قالت لوالدتي:
ـ هذ الولد عندك خاصو يزور؟؟
ـ شنو غنزور القبر؟؟» (ص 126 – 127).
والملاحظ أن هذه المقاطع الدالة على تدني درجة الوعي والسذاجة لم ترد على لسان المرأة فقط، بل ورد ت على لسان الرجل من خلال شخصية (إبراهيم) حارس العمارة، الذي كان الشخص الوحيد الذي استطاع البطل أن يعترف له بعجزه بشكل غير مباشر، مدعيا أن أحد أصدقائه هو من يعاني هذا العجز يقول البطل: «استجمعت قواي وسألته بصوت خافت.
ـ إبراهيم. واحد صاحبي ما قادش يدخل بمراتو. واش كتعرف شي دوا لهذ المرض؟؟
ـ واش بغيتي تقول ماشي راجل؟؟
ـ إيه شنو خاصو يدير؟؟
ـ كنعرف واحد العشاب كيبيع الدوا ديال هدتشي؟؟ إلا بغيتي نشوفلك ونسول؟؟
ـ ما فيها باس إلى سولتي؟؟ » (ص 122).
إلى جانب حضور هذه المقاطع التي تعكس بساطة العقلية وتأثرها بالترهات والأكاذيب، يحضر كذلك المثل الشعبي، ليضفي خصائصه الكلامية والحكمية على الرواية، أهمها المثل الوارد على لسان البطل وهو يمازح والدته يقول : « إلى مشى الزين كيبقاو حروفو، أقول لها حين أرغب في مداعبتها وأذكرها بالزمن الجميل الذي كانت تنعم فيه بجمالها...» (ص 99).
مما يعكس رغبة الكاتبة في ترصيع روايتها وإثرائها بمكونات الثقافة المغربية المتنوعة، فإلى جانب المثل العامي يحضر المثل العربي الفصيح، هذه المرة على لسان "فاتن الإدريسي": «تموت الحرة ولا تأكل من ثدييها» (ص 61). لتعبر من خلاله عن عدم استسلامها للإغراءات رغم ما تعيشه من أزمات مادية صعبة بسبب العطالة وضيق ذات اليد.
وفي علاقة بالواقع دائما والإحالة عليه، ورغبة من الكاتبة في التعبير عن مجموعة من المكونات التي تطبع المجتمع المغربي وواقعه اليومي، تحضر إلى جانب المثل العامي والفصيح، النكتة بوصفها شكلا من الأشكال التعبيرية الحاضرة بقوة في أوساط المجتمعات المغاربية، تقول النكتة: « جاء تاجر يريد اقتناء دماغ إنسائي من محل تباع فيها الأدمغة.سأل عن الأثمنة، فوجد أن أغلى دماغ هو الدماغ المغربي. تساءل باستغراب عن السر،جاءه الجواب أن الدماغ المغربي ما زال يحتفظ بطاقته لأنه لم يشغلها بعد. » (ص 84)، فالنكتة متنفس مهم لأبناء هذه الشعوب التي تعيش الضغط والقمع والاضطهاد، ذلك ما حاولت الكاتبة إبرازه من خلال إدراجها لهذه النكتة، ثم اتبعتها بتعليق البطل عن التمزق الذي يعيشه هو وزملاؤه، « في واقع ينخره العفن وأمراض أخرى مزمنة نغسل أنفسنا من أدران العجز والمرارة. نخرجها من متاهة ضعفها...» (ص 34).
كما نسجل حضورا مكثفا للغة الخطاب السياسي بين صفحات الرواية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام وفاء مليح بقضايا وطنها، تقول: « ابتدأ يومي بنزيف داخلي. احترقت فيه أعصابي. كل ما أرى وأسمع وأقرأ يلسع جسدي بسياط الألم والوجع. نمتح من هموم البؤس في العلاقات الإنسانية. علاقات الحزب يشوبها الخراب. خراب في الفكر والسلوك سنوات النضال داخل الحزب التي أخذت من حياتي الكثير... » (ص 23). وتقول في موضع آخر « كنا على موعد للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي تنظمها جمعيات المجتمع المدني ضد الرشوة التي تنخر جسد الأمة وتمتص دم شعب يدفع ثمن أخطاء هوغير مسؤول عنها...» (ص 38).
إن القارئ لرواية " عندما يبكي الرجال"، يثيره الحضور المكثف للخطاب السياسي، وهو تأكيد على أن الروائية مسكونة بقضايا وطنها ومؤمنة بأن النضال هو السبيل الوحيد نحو التغيير.
لقد جاءت رواية "عندما يبكي الرجال" لوحة تتمازج فيها مجموعة من الخطابات والإشارات الدينية، كإدراج الساردة موقفها من الحجاب كما تراه وتفهمه تقول: «هو أن ألتزم التزاما صارما بمبادئي وأخلاقي وصدقي مع نفسي ومع الآخرين...» (ص 60). وبذلك نستطيع القول إن هذه الرواية رواية مغربية بامتياز بما تتضمنه من استحضارات وحوارات عامية مغربية وغيرها من الإشارات.
ب ـ اللغة التاريخية:
عملت وفاء مليح في روايتها "عندما يبكي الرجال" على توظيف وقائع تاريخية هدفت من ورائها إلى إضفاء نوع من الواقعية على أحداث الرواية، إذ « يسعى الحدث التاريخي إلى تحديد الإطار العام الزماني والمكاني الذي ستتحرك فيه وعبره الشخصيات، ويربط الحدث التاريخي الحدث الأدبي بواقعه من خلال تلك الوقائع الأكثر شيوعا بين الناس» (2).
كما أن توظيف التراث التاريخي في الرواية يعد من التطورات التي عرفتها الأعمال السردية منذ الثمانينيات، لتتخلص نسبيا من الأشكال السردية الغربية، وإتاحة فرصة للبحث عن أصالة لمجال الإبداع العربي وتأصيل الكتابة الروائية، لخلق حداثة تتواصل مع السرد العربي القديم وتتجاوب مع خصوصيات القارئ.
وقد عملت الروائيات المغاربيات على توظيف المحكي التاريخي ضمن كتاباتهن الروائية بهدف التوثيق لمراحل تاريخية معينة، ففي رواية "عندما يبكي الرجال" تسربل التاريخي والواقعي بالسرد الروائي فتساكنا معا في صيغة فنية مميزة، حاولت من خلالها الكاتبة شد القارئ وإثارة انتباهه إلى قيمة المآثر التاريخية التي تؤرخ لحقب بعيدة من تاريخ المغرب، في محاولة منها إضفاء نفحة واقعية على روايتها، تقول على لسان الساردة: « أريج عبق التاريخ يند إلى أنفي وذاكرتي. يضمخ الجو. أتجول بين فضاءات ذاكرتي. فضاء. فضاء. ترافقني ذكراه. أحسه بجانبي يمسك بيدي وكل ركن نزوره يسرد تاريخه. بت أعرف تاريخ تأسيسها حجرة حجرة. وتاريخ ساكنيه يحكي الحكاية...» (ص17).
إضافة إلى الرغبة الواضحة للكاتبة في سرد وقائع تاريخية حقيقية بين صفحات روايتها بهدف توثيقها وإفادة القارئ وتعريفه بحقب معينة من تاريخ المغرب، هذه الحقب التي عرفت تشييد مجموعة من المآثر العمرانية بقيت خالدة حتى يومنا هذا، فعملت على التعريف بها وذكر معلومات تخصها، تتحدث الساردة معرفة بقصبة الوداية: « - القصبة. النواة الأولى لمدينة الرباط. اقترن اسمها باسم قبيلة الأوداية العربية التي سكن عدد من أفرادها القصبة بعد أن جاء بالقبيلة الملوك العلويون لتقوم بحراسة منطقة الرباط في وقت كثرت فيه هجومات القبائل المعارضة. ارتبط تاريخ القصبة بالموحدين الذين اختاروا موقعها لتكون إحدى قواعد عبورهم إلى الأندلس. تعلق أول الخلفاء الموحدين بموقع الأوداية الحالي. فأمر ببناء قصبة جديدة بها أطلق عليها اسم المهدية تبركا بإمامه المهدي بن تومرت واسما دالا على العقيدة الموحدية» (ص 18).
لقد حاولت الكاتبة استيحاء حوادث من تاريخ المغرب، بهدف لفت الانتباه إلى فترات متميزة من هذا التاريخ الذي نقلته إلى عوالمها التخييلية، بواسطة تقنيات سردية، كالاشتغال على الذاكرة والاسترجاع؛ تقول على لسان الساردة واصفة صمود أسوار القصبة: « زخرفة أحجار أسوارها تطل علينا لتحكي حكايات تاريخ الزمن الغابر. تحكي صمودها أمام أهوال المعارك والنزاعات التي دارت بين أهل القصبة وأهل المدينة أو الغزاة الأجانب.» (ص 18).
والملاحظ أن هذه اللغة التاريخية حضرت متواشجة وملتحمة مع اللغة السردية، حيث يتداخل عبر هذا التواشج اللغوي الماضي في الحاضر، فيصبح كل منهما صورة للآخر؛ تقول الساردة: « أتلصص فأجد فناء عاري السقف، تتوسطه نباتات خضراء أو نافورة ماء فأتذكر بيوت مدينة فاس القديمة. تند إلى أنفي رائحة الزمن الذي ولى واقترب أكثر من المورسكيين الذين سكنوا القصبة وشيدوا فيها بيوتهم على الطريقة الأندلسية.... بناية شيدها السلطان العلوي المولى إسماعيل. نمر على الإسقالة التي تعود إلى عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله» (ص 20).
وعبر هذا المقطع السردي الممزوج بالحقائق التاريخية وغيره من المقاطع السابقة، تتخلل اللغة التاريخية لغة الرواية على شكل أخبار ومعلومات، تصور المجد الذي عرفه المغرب في عهد الموحدين والسعديين والعلويين، والرواية حين تعود لهذه الأحداث التاريخية، فإنها تحاول أن تحلل التاريخ وتعيد قراءته بأساليب جديدة، وسبر أغواره والتأسيس لعلاقات جديدة معه.
وتقف الروائية بشخصياتها ممثلة في بطلي روايتها في أتون أحداث تاريخية، فتضعهما وجها لوجه أمام وقائع من التاريخ تستحضر أخبارا ومعلومات تخص فترة بعينها، " تنغرس الأقدام أمام الباب الضخم لقاعة اعتبرت دارا للحكم في زمانها. حيث كان الخلفاء يستقبلون مواطنيهم ويحكمون فيما بينهم." (ص 21).
هكذا نلاحظ أن اللغة التاريخية في رواية وفاء مليح "عندما يبكي الرجال" جاءت لتمجيد الماضي والتغني بانتصاراته، لتقدم لنا وقائع تاريخية ميزت فترة معينة من تاريخنا العريق.
2 ـ العامية في رواية " عندما يبكي الرجال"
يتمظهر التهجين في رواية وفاء مليح " عندما يبكي الرجال" في المزج بين اللغة العربية واللهجة العامية، وذلك بهدف التعبير عن الانتماء للفئة البسيطة من المجتمع، والتقاط اللغات واللهجات المتفاعلة في رحم المجتمع المغربي، وذلك ما يحقق تنوعا أسلوبيا يمتح من بلاغة العامي والمأثور واليومي، وهذا ما يظهر من خلال المقطع الذي يجمع بين البطلة "فاتن الإدريسي" وأمها حول أوضاعها التي باتت لا تعجب هذه الأخيرة.
" ... جيت نكوليك واش عجباك حياتك هكذا؟؟
لا خدمة لا زواج. عمتك صفطاتلك الأوراق من فرنسا باش تمشي عندها أمبغيتيش. الراجل للي كيجي يخطبك مكتقبليش. راه قلبي كيتقطع عليك.
ـ أولا فرنسا شكون كاليك بأنني غنلق شي حاجة مزيانة حسن منهنا. ثانيا الرجال اللي كتكلمي عليهم زوج رجال ما عندهم حتى الباك وما يوكلو حتى راسهم.
ماما اللا يخليك ما بقيتش كنتحمل نتكلم في هذا الموضوع.
ـ واخ أللا على خاطرك حتى نشوف شغديري." (ص 58 – 59)
وقد تكررت المقاطع المعبرة عن غضب الأم وتمرد الفتاة عبر صفحات الرواية، حيث غطت مساحة لا بأس بها من فضاء هذا المتن الروائي، إذ تخلق الدارجة نموذجا في التشخيص اللغوي، فنجدها تعبر عن مواقف البطل ونزوعه التشاؤمي، ونظرته السوداوية للعالم وللأوضاع المحيطة به، ويظهر المقطع التالي الذي يعبر عن فلسفته في الحياة:
-" عمي واش انت حمار؟؟؟
-أحيانا أحتاج إلى أن أكون حمارا لأهادن الريح.......
- شنو كتكل أعمي إلى كنت حمار؟؟ سألني بمرح طفولي.
ـ أتعرف. غذائي قليل من الشعير وكثير من المرارة.
لم يفهم جوابي. نهرني ضاحكا:
ـ جري. جري بي أعمي ......."(ص 28 – 29).
كما يظهر نغمة اليأس التي يعيشها البطل، وحالة التشظي والتمزق اللذين جعلاه دائم التشاؤم.
وتحضر اللهجة الدارجة داخل الرواية من خلال توظيف المثل الدارج « إلى مشى الزين كيبقاو حروفو» (ص 99)، وذلك بهدف تحقيق تنوع في لغة الرواية وجعلها نصا شديد الارتباط بالواقع الإجتماعي؛ لذلك لونت الكاتبة روايتها بمقاطع من الدارجة في الصفحات 122-125-127...
ولإغناء هذا التنوع وظفت الروائية كذلك اللهجة السوقية المبتذلة بما تقوم عليه من سباب وشتم عاريين من الحشمة، تعبيرا عن واقع عنيف أصبح يؤثث المشهد اليومي لحياتنا: « واخ عليك... دابا نوريك الرجال بحالي علاش قادين...
- إلا كنت راجل ديرها ولا تقد غير على العيالات. أشداك لختي تهضر معها خليك غير فالحشيش ديالك.» (ص 137).
وقد عملت الكاتبة على دمج هذه المقاطع الحوارية، هادفة من وراء ذلك تصوير مشاهد من حياة الأحياء الشعبية بكل تلقائيتها وعفويتها، ناقلة ذلك إلى عوالمها السردية بتقنياتها الخاصة، وعبر الدارجة دائما نقلت الكاتبة مواقف سياسية ظهرت في خضم حديث السارد عن النائب البرلماني وأصدقائه في مقهى (باليما) الواقعة قبالة مبنى البرلمان:
« جيب لي براد أتاي كبير ويكون بالنعناع وما تعطلش راه تابعني الشغال.
ـ أقول في نفسي :
- ما هلك البلاد غير الشغال ديال اللي بحالك.......» (ص 87).
هذا الزخم الهائل من المقاطع يعكس رغبة الكاتبة في مقاربة الواقع المغربي باعتبار العامية أقدر اللهجات على التعبير عن الهموم اليومية التي يعيشها الفرد، لذلك تحاول الروائية خلق منحى جديد من خلال إقامة علاقة بين الرواية كجنس أدبي وبين لغات التداول الشعبي واليومي، لتظهر إمكانية خلق كتابة جديدة تمتح مادتها من الواقع اليومي المعيش، وتنقله إلى عوالم سردية، وتكسير أحادية الملفوظ وخلق حوار جديد، ومساحة واسعة للغة داخل النص الروائي النسائي المغاربي.
المراجع:
1 - مخائيل باختين : الخطاب الروائي، ترجمة محمد برادة، دار الفكر للدراسات والنشر القاهرة باريس 1987 ص 16.
2 - محمد معتصم : النص السردي العربي الصيغ والمقومات / شركة النشر والتوزيع – المدارس، الدار البيضاء، طبعة 1 2004 ص 167



#امريم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امريم الصغير - بنية الخطاب السردي وجمالية اللغة في رواية -عندما يبكي الرجال- لوفاء مليح