أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار (التحدي) التحرر الديمقراطي المغرب - الحراك الشعبي بالريف: رصد لملامح كفاح استثنائي















المزيد.....

الحراك الشعبي بالريف: رصد لملامح كفاح استثنائي


تيار (التحدي) التحرر الديمقراطي المغرب

الحوار المتمدن-العدد: 5596 - 2017 / 7 / 30 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر الحراك الشعبي في مناطق الريف من أضخم وأوسع النضالات الاحتجاجية التي يشهدها المغرب، منذ انكفاء حركة 20 فبراير. فطيلة الاربع سنوات السابقة، عمل النظام على اغلاق قوس التنازلات الشكلية التي فرضها سياق السيرورات الثورية بالمنطقة المغاربية والعربية. لكن عمق اثار سياساته التقشفية، وإفساد "الحقل السياسي" ازاح القناع عن استبداده المفضوح وشكل الأرضية الموضوعية لانبعاث النضالات الاجتماعية من جديد.
واذا كانت معظم حركات الاحتجاج الاجتماعي التي شهدها المغرب منذ اواسط التسعينات حتى اليوم، لم متزامنة في توقيتها، وطغت على مطالبها الجزئية والعفوية وافتقارها للنفس الطويل،مما سهل استيعابها من خلال حوارات مغشوسشة ووعود زائفة اوقمعها واجتثاتها، فان النضالات التي شذت عن هذه القاعدة معدودة على رؤوس الاصابع ( كفاح سكان طاطا من اجل مجانية الخدمات الصحية، كفاح سكان بوعرفة من اجل الخدمات الاجتماعية وضد الغلاء، اعتصام اميضر، اعتصام اكديم ازيك، كفاح افني ايت باعمران لاجل مطالبهم الاجتماعية). واذا كانت تجربة تنسيقيات مناهضة الغلاء في 2007 وحركة 20 فبراير في 2011 ، بمطالبهما وبعدهما الوطني والسياسي الواضح (خاصة 20 فبراير)،قد شكلتا حالة استثناء، فان الحراك الشعبي بالريف يشكل مؤشرا على تحول الاستثناء الى قاعدة. وهو ما يستدعي تحليلا عميقا لمسبباته ومطالبه وظروف نشوئه وشروط توسعه.
الاطار التحليلي العام لفهم حراك الريف:
بقراءة سريعة لمعظم لتحاليل بما في ذلك تلك الصادرة عن المجموعات اليسارية المختلفة، نستنتج اختزال هذه التحاليل للصراع الطبقي في بعده الاقتصادي. وهو اطار تحليلي لا يسمح بفهم خلفيات الحراك ولا يساعد على استخلاص دروسه.
صحيح ان المطالب الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية هي عناوين هذا الحراك، لكن ملهم و محرك ووقود التعبئة والتحريض والاستمرارية يكمن في عوامل تاريخية وإثنية ولغوية وفي علاقة الريف بـ"المركز". فالحراك لدى نشطائه الرئيسيين وفي الذاكرة الجماعية للريفيين،يحيل الى الجمهورية عبد الكريم وانتفاضة 1958. ويعتبر العلم الامازيغي وراية الجمهورية الريفية الادوات الرمزية للتعبير عن ذلك.
صحيح ايضا ان المغرب عرف تحولات عميقة في تركيبته الاجتماعية، لكن هذه التحولات نفسها غيرت ارضية الصراع الطبقي، حيث لم تعد العوامل الاقتصادية هي الدافع والمحرك الوحيد للصراعات الطبقية. وتدريجيا، بدأت العوامل المرتبطة بالديمقراطية والحريات والهوية والخصوصيات الثقافية والجنسية ....تكتسي دورا محوريا في الصراعات الجارية في المرحلة الراهنة.
ولعل الاحتجاج على مختلف مظاهر التمييز (الحكرة) والاقصاء (عدم الاعتراف) الذي يميز الكثير من النضالات الراهنة ،هي "احتجاج" عملي على قصور رؤية لا تنظر للصراع الطبقي الا بنمظار اقتصادوي. واذا استحضرنا المثال الذي تسوق الماركسية الامريكية نانسي فريزر( إطار بنكي أسود من أصول أفرو-أمريكية يتعذر عليه ركوب سيارة الأجرة بشارع وول ستريت، اوالى جانبه عامل أبيض مطرود من شركة السيارات يستقل سيارة الأجرة بسهولة ) فان الرؤية الاقتصادوية ستكون قاصرة عن فهم وتصنيف احتجاج الأمريكي الأسود ضد التمييز ولن تنظر إلا إلى العامل الأبيض المطرود من معمل السيارات .
نحن امام تناقضات لا يمكن فهمها سوى بتجاوز المنظورات الاقتصادوية والثقافوية معا، وتوسيع الاطار التحليلي ليشمل مختلف ابعاد الصراع الطبقي الذي يبقى صالحا كمنظار لفهم مجمل التحولات الاجتماعية الجارية.
فالحركات الاحتجاجية التي تطالب برفع الاحتقار والإقصاء عن هويات ثقافية منبوذة، وبمطالب المساواة الجنسية والمثلية والحقوق الفردية والاعتراف بالمواطنة وتجاوز مفاهيم الرعية، ومطالب التعددية الثقافية هي حركات نضال طبقي لكون مطالبها لا حل لها دون إعادة النظر بشكل جدري في بنية المجتمع الطبقية ونظام التوزيع اللامتساوي للثروات و الغاء شكل الدولة التوتاليتاري .
ان العدالة الاجتماعية بمعناها الحقيقي ومضمونها الشامل (العدالة الاشتراكية) لا تعني خلق التناقض بين ما يجب ان يكون متكاملا: بين الاعتراف والتوزيع العادل، بين الطبقي والهوياتي، بين التعددية الثقافية والديمقراطية السياسية......
فلا الاعتراف كاف لرفع الظلم وتحقيق العدالة الاجتماعية ، ولا التوزيع الاقتصادي العادل كاف لوحده لحقيق المساواة بكل ابعادها السياسية والثقافية والجنسية ...الخ.
ان العدالة الاجتماعية هي نسق متكامل بين التوزيع الاقتصادي العادل والاعتراف بالمواطنة الفردية والجماعية بكل حمولاتها المادية و الرمزية المتعددة.
لقد اصبح النضال من اجل هذه القضايا الجديدة، بمثابة براديغم الصراعات السياسية والاجتماعية منذ نهاية القرن العشرين. فغياب العدالة الاجتماعية يتجسد أيضا في الهيمنة السياسية والثقافية وليس فقط في الاستغلال الاجتماعي والاقتصادي. وعليه، فمن أجل عدالة اجتماعية فعلية لا بد من تفكيك بنية الاستغلال وبنية الهيمنة التقافية وبناء ديمقراطية فعلية بمفهومها الواسع . أي الدمج بين عدالة التوزيع وعدالة الاعتراف .
عوامل القوة والاستمرارية
1-قدرة النشطاء الريفيين على غرس وتحقيق مشروعية المطالب الاجتماعية (التي تضمنتها وثيقة مطالب الحراك الشعبي) ولف اوسع الجماهير حولها مباشرة بعد حادث طحن محسن فكري (العامل المفجر لبركان خامد في حالة كمون) والمطالبة بمعاقبة الجناة وعقد جموعات لتنظيم الحركة الشعبية هوما غدى روح الاستمرارية على مدى ثمانية أشهر.
2-قوة الجانب الإعلامي حيث ان الحراك يستعمل بكثافة أدوات التواصل الاجتماعي والواتساب وتقنية اللايف ... الخ وهو ما يمثل أدوات تواصل فعالة لا يمكن ضبطها أو التحكم فيها.
3- التضامن الخارجي خاصة من طرف الجاليات الريفية بالخارج شكل سندا قويا للحراك إعلاميا حيث يتم الإشعاع وتدويل الحركة ومطالبها.
قاعدة الحراك : جيل 1984 وجيل 20 فبراير
يرتكز الحراك الشعبي على قواعد اجتماعية تابثة خاصة التلاميذ والشباب عموما ثم مناضلوا حركات المعطلين اضافة الى قوة الحضور النسائي (مسيرة 08 مارس حضرها حوالي 7000 امرأة) وهو ثمرة امتزاج الجيل الذي عايش انتفاضة 1984 والجيل الذي شارك في نضالات حركة 20 فبراير. اضافة الى التجربة النضالية المكتسبة من الحركة الطلابية ونضالات جمعية المعطلين (ANDCM)
التنظيم قوة
تكمن قوة هذا الحراك الشعبي في ديناميته القاعدية، حيث أن لجن الحراك موجودة في كل مناطق الريف الكبير، دون ان ننسى ان الريف الاوسط هو مركز الحراك. والسلطة للجموعات العامة التي تقرر في الاشكال النضالية وتصوت في حالة وجود خلافات خاصة بين النشطاء. كما تشكل اللجن الممثلة للحراك وتطعمها او تجدد الثقة فيها.
الحالة الاستثنائية الوحيدة تنظيميا هي لجنة الحراك الشعبي بالحسيمة ولجنة الاعلام والتواصل التابعة لها. حيث تعتبر مغلقة منذ تشكيلها وتعتبر ناصر الزفزافي ناطقا رسميا باسمها.
وعلى العموم هناك احساس جماعي لدى الجماهير المشاركة بان لجن الحراك تمثلها انطلاقا من مشاركتها الجماعية في التنظيم واتخاذ القرارات، سواء من خلال الجموعات العامة او من خلال استعمال الوسائط الاجتماعية في بلورة المواقف والقرارات.
مسألة الدكاكين السياسية
ما فتئ التحرر الديموقراطي في كتاباته يكرر خلاصات يؤكد حراك الريف صحتها :
أزمة الأحزاب والنقابات التقليدية : من مظاهر هذه الأزمة التي طالت كل المجالات، عدم قدرة أشكال النضال والتنظيم الموروثة عن المراحل السابقة على مواكبة التحولات العميقة التي عرفتها تركيبة الطبقات الشعبية . والنتيجة هي بحث القطاعات الاجتماعية عن التشكل في حركات مستقلة، لكن في ظل اختلال فظيع لموازين القوى التنظيمية والسياسية بين طبقات شعبية مفككة وطبقة رأسمالية منظمة، يتمركز القصر كقوة توحد التعبير عن مصالحها الإجمالية .
أزمة أدوات التعبير والتمثيلية: تجد هذه الأزمة مظهرها في عدم ثقة قطاعات شعبية واسعة ( خاصة تلك التي تشكلت في حركات اجتماعية مستقلة) في التيارات والأحزاب المنحدرة من التجربة التاريخية للحركة الوطنية والعمالية. وتجد هذه الأزمة تفسيرها في تدرير الوعي الاجتماعي كانعكاس لواقع التفكك الاجتماعي (طبقة مفككة ووعي مدرر).
يعتبر حراك الريف درسا جديدا للشروع في بلورة البدائل أمام الأزمة التاريخية للحركة النقابية والقوى السياسية سليلة الحركة الوطنية.
إن عدم استحضار أزمة أشكال النضال والتنظيم والتعبير والتمثيلية والعمل على تجاوزها، يجعل عمل القوى السياسية والنقابية التقليدية مرفوضا ودون فائدة . فأسلوب العمل الروتيني على تشكيل هيئة من القوى السياسية والنقابية لقيادة الحركة ودعوة الجماهير الى المشاركة في تنفيذ قرارات لم تشارك فيها والتقيد بمواقف لا تعكس مواقفها والتصفيق لزعماء لا يمثلونها ....هو تعبير عن انفصام هذه القوى عن الواقع. وهذا ما يجعل معظمها مجرد "دكاكين" لا هم لها سوى اصطياد زبناء جدد لملئ فراغها السياسي للاستمرار في زمن وواقع سياسي ليس هو واقعها وزمنها.
على عكس ذلك، ومنذ اعتصام الليلة الاولى للحراك الشعبي في الريف، برزت قيادات جديدة غير منتسبة لتنظيمات سياسية بعينها، كان ناصر الزفزافي وجهها البارز. وعلى عكس نماذج الحركات التي تقودها تنسيقيات الهيئات السياسية، اضحى وجود هذا النوع الجديد من القيادات عامل قوة للحراك، واستطاع ان يتجاوز الاحزاب والنقابات "التاريخية" بما في ذلك احزاب اليسار الجديد.
واستطاع الحراك مسلحا باستقلاليته السياسية طرد احزاب الوساطة (العدالة والتنمية وحزب الاصالة والمعاصرة) وجمعيات الرعاية الاجتماعية تحت شعار "مع الحراك .. ضد الدكاكين السياسية".
اما على صعيد الخطاب فقد اظهر نشطاء الحراك قدرة عالية على التماهي مع مستوى الادراك الشعبي للأمور، وبذكاء حاذق استعمال قيم الدين الايجابية في تحريض الجماهير في بيئة محافظة، دون ان يكون اداة لخدمة التيارات السياسية الدينية.
كما طور نشطاء الحراك خطا سياسيا جذريا يتوجه صوب السلطة الفعلية بدل التوجه الى مؤسسات الواجهة (الحكومة والبرلمان) الفاقدة لأية سلطة (مخاطبة الملك مباشرة كحاكم فعلي بصيغة مقبولة لدى الجماهير الواسعة المخبول وعيها بقدسية النظام الملكي). بشكل عام لقد نجحت قيادة الحراك في ملئ شروط القيادة : مطابقة القول بالفعل والاستعداد للتضحية. و هو ما افشل كل حملات التضليل والتخوين والقمع والاجتثات.
لكن مقومات الصمود والاستمرارية يمكن تلخيصها في التالي:
1- شرعية المطالب الاقتصادية و الاجتماعية ضد التهميش والحكرة التي تشكل الاساس المادي لتراكم الغضب الشعبي
2- تركيز الحراك ،في خطابه الاعلامي والتحريضي، على المطالب الاجتماعية كأساس للمشروعية في مواجهة خطاب الفتنة والاتهام بالنزعة الانفصالية.
3-وجود قاعدة تابثة من السكان (خاصة الشباب) راكمت وعيا متقدما بأهمية النضال وتمرست في تنظيمات سابقة (الحركة التلاميذية وجمعية المعطلين والحركة الطلابية)
4-الاشعاع الدولي: قوة عمل لجان الحراك في الخارج
5-التشبت بالعزة القومية الريفية (تاريفيت كهوية شعبية تمتزج فيها اللغة والارض والاثنية بهوية حضارية تاريخية يلهمها شخص البطل محمد بنعبد الكريم الخطابي) الذي يشكل العامل الجوهري ووقود التحريض على الاستمرارية ولو بالفداء والتضحية.
الافاق .. أية رهانات؟
يكشف حراك الريف من جديد ازمة النظام السياسية للنظام وتآكل ادوات المشروعية والوساطة الاجتماعية كجهاز واق من الضربات الاتية من الاسفل. لكن بحجم تعمق الازمة في اعلى الهرم ، بقدر استمرار الازمة في قاعدة الهرم. ففي غياب قوة سياسية جماهيرية تتمتع بثقة وتفويض شعبيين سيبقى الوضع في المغرب محبوسا بين ثنائية " قمة الهرم عاجزة... قاعدة الهرم غير قادرة".
امام هذه الازمة السياسية المركبة، يناور النظام عبر المزج بين القمع واجراءات امتصاص الغضب الشعبي، عملا بمقولة نابوليون الشهيرة "الحراب تصلح لكل شيء عدا الجلوس عليها" من اجل تحقيق الرهانات التكتيكية التالية :
• القمع المباشر للاشكال النضالية، لاتباث فعالية القمع وجبروته. لهذا كان التركيز على اعتقال النشطاء (خطة اعتقال الزعماء والمخططين ثم الوسطاء) بهدف تحقيق الرهان الكلاسيكي ( تحويل الحركة وحرفها عن المطالب الأصلية لاحتوائها في مطلب إطلاق سراح المعتقلين). وفصل الجسد عن الرأس والرهان على عامل الزمن لزرع روح اليأس والفوضى في الجماهير المناضلة وصولا إلى الخمود النهائي للحركة. وهي وصفة تم تجريبها واتباث جدواها في التعامل مع كفاح افني ايت باعمران رغم بعض الاختلافات.
اما المطالب الاجتماعية، فلن يحيد تعامل السلطة معها عن قاعدة سياسة التسويف والوعود اضافة الى الهجوم القمعي وتخوين الحركة، وذلك سعيا للحفاظ على "الاعراف السلطانية للمخزن التاريخي": المخزن لا يقدم تنازلات تحت الضغط الشعبي.
• الرهان الثاني وهو رهان سياسي: أمام انكسار البارشوك، لم يعد امام سائق السيارة سوى النزول من السيارة الى الشارع. فالمؤسسات التمثيلية هي محط سخط شعبي، والأحزاب السياسية فقدت ما تبقى لها من رصيد بعد بيانها المشترك مع وزارة الداخلية. ولم يعد أمام النظام السياسي سوى التدخل المباشر للملك، رئيس الدولة، كمخاطب مباشر للجماهير المحتجة.
وفعلا بدأ الملك خطته الجديدة في المجلس الوزاري الاخير بتوبيخ بعض وزرائه وحرمانهم من العطلة الصيفية، ثم التحقيق معهم حول درجات المسؤولية عن عدم انجاز المشاريع المبرمجة في "الحسيمة منارة المتوسط"، وذلك كله في إخراج مسرحي يروم تسويق خدعة "الملك نزيه والمحيط فاسد". ولابتلاع الطعم المسموم ، قد يقدم الملك على بعض الاجراءات العقابية للتضحية ببعض موظفيه بصيغ متعددة، من بينها الاقدام على تعديل وزاري. وبعد ذلك سيلتزم الملك بتتبعه "شخصيا" انجاز المشاريع المبرمجة مع التزام الجماهير بالعودة الى منازلها خلال الزمن المطلوب لانجاز تلك المشاريع.
وفي حالة انجاز هذا السيناريو بتدخل الملك الشخصي والعلني، سيكون الحراك قد نجح في اختصار المسافة أمام الحركات الاجتماعية بالمغرب:
ففي حالة عدم التزام الملك بوعوده (وهذا أمر مؤكد) ستكون الملكية هذه المرة، وليس الحكومة والأحزاب السياسية فقط ، قد وضعت نفسها في موقع المحاسبة. وهي محاسبة شعبية، مسرحها الشارع وليس المؤسسات وصناديق الاقتراع.
أما في حالة التزام الملك بتلبية مطالب الحراك، وإطلاق سراح المعتقلين، فإن الحركات الاحتجاجية المقبلة، ستحول هذا العرف إلى قانون فعلي يجعل الناس يوجهون مطالبهم مباشرة للملك.
آنذاك سيكون المناخ العام مواتيا لنقاش علاقة الحاكم بالمحكومين في النظام السياسي. وفي جميع الحالات، ووفق كل السيناريوهات المحتملة، ستنتقل الأزمة الاجتماعية ومخارجها الى مربع النظام السياسي، وعلى هذه الرقعة ليس لدى الجماهير ما تخسره. بغض النظر عن نتائجه المباشرة، فسيكون الحراك الريفي قد حقق ما فشلت في تحقيقه الحركات الاحتجاجية السابقة له: انتزاع مكاسب وتحقيق مطالب و انتصارات جزئية. وسيكون هذا النصر الذي حققه حراك الريف عاملا مغذيا لأمل وإمكانية الانتصار في مناطق أخرى. وهنا تكمن المهمة الحقيقية لليسار المنتسب قولا وفعلا لقضايا المضطهدين:
عدم حصر لجان الحراك الحركة القائمة في العديد من المدن والقرى في خانة التضامن والعمل على نقل نموذج حراك الريف إلى كل ربوع الوطن لبناء حركات نضال محلية بمطالب مباشرة للسكان، والتحول من تنسيقيات الهيئات إلى تنسيقيات شعبية، كمقدمة لحركة وطنية للنضال من اجل العدالة الاجتماعية والديمقراطية الفعلية.



#تيار_(التحدي)_التحرر_الديمقراطي_المغرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دروس حراك الريف: الوعي القومي عامل مساهم في معركة التحرر ...
- الريف الكبير: التنمية والتسيير الذاتي
- رسالة من رفاقنا في الحراك الشعبي بالريف


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار (التحدي) التحرر الديمقراطي المغرب - الحراك الشعبي بالريف: رصد لملامح كفاح استثنائي