رسالة من رفاقنا في الحراك الشعبي بالريف

تيار (التحدي) التحرر الديمقراطي المغرب

الحوار المتمدن-العدد: 5596 - 2017 / 7 / 30 - 06:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تجري الأحداث في الريف بوثيرة متسارعة. وشأنها شأن كل الأحداث العظيمة فهي لا تسمح للمشاهد البسيط سوى برؤية مؤخرتها ولا تسمح للمتتبع سوى بالتقاط صورة لمشهد من مشاهدها، ولا تسمح للمحلل... سوى بالوقوف عند احد تفاصيلها. إن الأحداث العظيمة الجارية بالريف تستدعي من كل إنسان لم يفقد هويته الإنسانية، سواء أكان مشاهدا أو متتبعا أو محللا، أن يلتزم قدرا كبيرا من المسؤولية الأخلاقية والنزاهة الفكرية والرصانة العلمية قبل إصدار أحكامه وتقديراته.
عاش الريف ولا عاش من خانه
في غمرة انشغال سكان الريف في كتابة تاريخهم وفي غمرة مشاركتهم الجماعية في الدفاع عن أقدس مقدسات الإنسان فوق كوكب الأرض (الحرية والكرامة والعدالة) في غمرة هذا الانشغال الذهني والجسدي، يجد كثير من المصابين بداء العطالة الفكرية وكثير من المعوقين والمستلبة عقولهم والمسلوبة إرادتهم والتابعين والمأجورة أقلامهم وأفعالهم، فرصة لعرض ما يستطيعون تقديمه من سندويتشات سريعة وبخسة مطلوبة في سوق التضليل السياسي والإعلام لإفساد وعي الرأي العام الشعبي.
وهذه قائمة بعض هذه الساندويتشات الإعلامية الفاسدة والمسمومة التي نحذر من تناولها وبيعها والمشاركة في تسويقها:
1- اتهام قيادات ونشطاء الحراك (الخارج، التمويل، رفض الحوار...إلى آخره من التوابل المخزنية )
2- تخويف الناس من خطر(الانفصال ،الفتنة،عدم الاستقرار،هروب المستثمرين إلى آخره من المخاطر المزعومة)
3- شيطنة المنطقة ( افتعال خلايا إرهابية، ادعاء العثور على أسلحة، سرقة ممتلكات واعتداء على مواطنين.....)
4- عسكرة المنطقة ( استفزاز الناس خاصة الشباب منهم لافتعال اشتباكات تبرر لدى الرأي العام الداخلي والخارجي وجود قوات لحفظ الآمن)
لمواجهة هذه القائمة وغيرها من المواد الإعلامية السامة، ننصح بعدم هدر الوقت والطاقات في الرد على مروجيها . يكفي تنبيه رواد السوق الإعلامية بعابرة :انتبه سلامة عقلك في خطر....
الحراك الميداني والفكري
أما جهود نشطاء التواصل الاجتماعي والمثقفين والمفكرين والإعلاميين، أنصار الحراك الشعبي، فيجب أن تنصب حول خلق رأي عام شعبي مضاد واستثمار الحراك الشعبي لفتح قنوات النقاش والتوعية والتثقيف مع عامة الناس حول معضلات مجتمعنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. وبالموازاة مع جهود تجدير وتوسيع الحراك تنظيم حملات التضامن الشعبي مع المعتقلين، على الثوريين استثمار دينامية الحراك الشعبي لتشكيل خلايا التفكير في مستقبل الحراك (أي حركة شعبية نريد ؟) وبناء أدوات التنسيق والتعاون بين لجان الحراك (أية جبهة موحدة ؟ ) وفتح النقاش بين الثوريين المغاربة، قوميين وامميين، حول سبل واليات الوحدة والتضامن بين مختلف مكونات الشعب المغربي (أي مغرب نريد؟)
خاتمة
يشكل الحراك الشعبي الراهن في الريف حدثا عظيما بحجم حدث حرب الريف في بداية القرن الماضي. وبغض النظر عن نتائجه المباشرة، فان الحراك قد نجح في فتح مسار جديد في تاريخ كفاح المغاربة، فلنعمل، كل من موقعه،على تعميق هذا المسار وترسيخه وتجذيره.
ملحوظة: يلجأ العدو دوما إلى اختطاف واعتقال قادة الحركة لفصل رأس الحركة عن جسدها. في هذه الحالة يتوقف مستقبل الحركة على قدرتها على تجديد قيادتها. ومن هذه الزاوية لا خوف على الحراك مادامت لجانه قائمة ومتناسقة الفعل والقرار. لكن اخطر ما يهدد الحركة هو الضغط على القيادة (عن طريق التعذيب والابتزاز ) لاستصدار نداءات وتوجيهات إلى الحركة بغرض وقفها أو حرف اتجاهها. في هذه الحالة يجب التزام اكبر قدر من الحذر واليقظة: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.

#تيار_(التحدي)_التحرر_الديمقراطي_المغرب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات