أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر حميو - (ذاتية العنوان وفلسفة المتن القصصي في أريج أفكاري لفلاح العيساوي)














المزيد.....

(ذاتية العنوان وفلسفة المتن القصصي في أريج أفكاري لفلاح العيساوي)


عامر حميو

الحوار المتمدن-العدد: 5596 - 2017 / 7 / 30 - 00:05
المحور: الادب والفن
    


(ذاتية العنوان وفلسفة المتن القصصي في أريج أفكاري لفلاح العيساوي)
أريج أفكاري ..عنوان لمجموعة قصصية, للقاص فلاح العيساوي الصادرة هذا العام عن دار تموز للطباعة والنشر والتوزيع، يوهمك عنوانها للوهلة الاولى كأنك إزاء عنوان لديوان شعر حديث، فينعكس داخلك شعور لا ارادي انك ستكون إزاء نص موغل بالذاتية والتغني في نرجسيتها، غير إن الابحار بين مضامين القصص، سيفاجئك بغير ما ذهب له ذهنك لا طوعيا، وقبل ان ألج لمحاور القصص لابد لي من الاعتراف بشيء لا استطيع اتيانه كما فعل كاتب نص أريج افكاري، ولكي اضع قارئي بملخص ما توصلت له، لابد لي من التعريج على حكاية اسطورية تجعل من الاساس العلمي مستهلا لها، ومجملها ان علماء البيئة ولك ان تسميهم علماء الحيوان، يذكرون معلومة ان حيوان الذئب إذا جاع فهو على استعداد ان يقطع في الليلة الواحدة مسافة800كم بحثا عن غذائه، وجدّاتنا تقتنص هذا الاستهلال العلمي للدلالة على ان هذا الحيوان وهو يقطع بليله هذه المسافة الطويلة (ان توفق بليلته وحصل على طريدته، افترسها ثم أشبع جوعه منها مزدردا طعامه) فان انتهى راح ينهش قطع اللحم ويبلعها دون مضغ، ثم يرجع الى جحره ليتقيأ ما بلعه لمن تركهم خلفه، لكن اسطورة جدّاتنا تستدعي مخيالها، واصفة نهاية الذئب عندما يهرم بأن شعر جلده يتساقط ويصيبه العمى قبل ان ينفق ميتا، وهن يذكرن ان صغار الابوين ستتولى رعاية المكفوف وتطعمه مثلما كان يطعمها وهي صغيرة، بمعنى ان صغير الذئب يطعم والديه عند الكبر من ذات لحم الكتف، أو من لحم الفخذ الذي كان احد الوالدين يداوم بجلبها له وهو صغير، وبعيدا عن حكمة جدّاتنا في حكايتهن للبر بالوالدين عند الكبر، فاننا لو افترضنا تناصا فكريا لهذه الحكاية( بعيدا عن مدى مطابقتها للواقع من عدمها) مع أي مبدع قصصي، وافترضنا في سبيل ذلك ان شيخوخة الذئب وعماه هي اللحظة التي يمسك بها المبدع القصصي او الروائي لقلمه ويكتب، فستكون قطعة اللحم التي يجلبها صغير الذئب لاحد ابويه في الكبر هي مقدار هيام الكاتب في قراءاته الاولى، وانعكاسها على مايكتبه عندما يصل للحظة الكتابة، وهي لحظة الهرم والعمى عند احد الابوين للذئاب الصغيرة، وفي لحظة هرمي استطعت ان اكتب القصة القصيرة والمسرحية والرواية اخيرا، لكني وقفت عاجزا عن كتابة نص واحد ينتمي للقصة القصيرة جدا أو مايصطلح عليه بقصة الومضة، لان ماعلمتني له قراءاتي في بداياتها يكفي وانا ازمع ان اجرب حظي مع الومضة ان اتذكر ( الحرب والسلام ) و (الطفولة . المراهقة .الشباب) لتولستوي وثمانية عشر مجلدا لدستويفسكي مع كل ماكتبه مكسيم غوركي وجل ما كتبه نجيب محفوظ، ومجموع ماخطه عبد الرحمن منيف، ومتون السرد لحنه مينا وعشرات غيرهم، حتى اقف عاجزا امام قلمي الذي يدعوني لان اجرب تقمص دور الخجول بافكاري(اذا جاز هذا التعبير لوصف القاص للومضة ووصف الطرف الآخر بالجريء الذي لايكفيه الابتسار في الفكرة فينتج عملا مثل القصة القصيرة والمسرحية والرواية) اذ حالما اكتب نص ومضة من بضع كلمات حتى يتبادر لذهني تساؤل: ثم ماذا بعد ذلك؟. لكني اذا طالعت مجموعة قصصية لكاتب ومضة وقفت مبهورا امام قدرته على كتابتها ونسيت تساؤلي وانا اجرب حظي العاثر معها!.
ففي ومضة (جشع) يقول القاص فلاح العيساوي : ( اتخم بطنه، تقيأ عقله)ص86 وفي ومضة (جهل) يقول: (نقد ومضاتهم،ازدادوا له كرها)ص90 وفي ومضة (منافق) يقول: (سل سيفه، قطعوا لسانه)ص102. واقتناصة الحدث في كل قصص المجموعة كانت ميزة برع فيها الكاتب، وأجاد توظيفها بلمسات كانها ضربات فرشة رسام يجيد صنعته ويبتسر الاقتصاد في ادوات اشتغاله.
وفي الوقت الذي اغبطه لا أستطيع جمح عقال تساؤل: وماذا بعد ذلك؟. هذا التساؤل الذي ماانفك يراودني كلما حاولت ان اجرب تناول قصة الومضة ك(فكرة/ قطعة لحم) غير تلك التي اطعمتني اياها (قراءاتي الاولى/ والدي او والدتي من فصيلة الذئاب تلك)!.فانني احاول كثيرا ان ألجم ثرثرة الجريء داخلي( القصة القصيرة والمسرحية والرواية) لكني امنى بالفشل كلما حاولت التقرب من الومضة، التي اجاد صناعتها صاحب ( اريج افكاري) من بين الكثير من كتاب القصة القصيرة جدا في العراق.
وبالرجوع لبداية ماكتبته عن مدلول العنوان الذاتي الذي يحيلنا لفكرة ان العنوان مغرق في الذاتية التي تتباهى بأنين نرجسيتها، فان القارئ لمجموعة (أريج أفكاري) للقاص فلاح العيساوي، حالما يلج للصفحات الاولى ويتفاعل مع متون السرد فيها سيتلبسه هاجس معاناة الإنسان البسيط وما يقلقه في حياته اليومية، ثم يتماهى اكثر مع المتون ليجد نفسه ازاء اسئلة وجودية يحك لها فروة رأسه متسائلا مع الكاتب في جدلياتها، فان أبحر عميقا وسط المجموعة هام عشقا متوهما ان العمر أرجعه عشرات السنين للوراء ليعيش صبابة العشق ثانية. ولايختلف اثنان على اجادة القاص العيساوي بتوظيف الموروث الديني في الكثير من متنون ومضاته القصصية، ومع كل ومضة خطها الكاتب يتمخض في ذهن القارئ تساؤل ممتليء: بالغضب، أو الحيرة، أو الهيام، أو التقوى مقرونة بالوعيد في عقاب القدر للمسيء، أو يخلف فيه شعورا بالحزن والقنوط، مما يدفعه لان يكمل القراءة لاستكشاف عوالم التضادات بين عبارة الومضة الاولى مع عبارتها الثانية التي تقلب كيان الفكر وتعكس ردة الفعل داخل ذهنية قارئها. وتلك سمات حفلت بها المئة صفحة التي احتلتها متون السرد القصصي دون حساب السيرة الذاتية للمؤلف وباقي اضافات الاخراج والتنضيد للمجموعة القصصية.



#عامر_حميو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكواتي والروائي
- السيدة التي جعلت في بهار إشكالية إقحام وفبركة


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر حميو - (ذاتية العنوان وفلسفة المتن القصصي في أريج أفكاري لفلاح العيساوي)