ذكرى وفاة العفيف الأخضر

أكرم هواش

الحوار المتمدن-العدد: 5591 - 2017 / 7 / 25 - 05:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تمر هذا الشهر ذكرى وفاة العفيف الاخضر الكاتب والمفكر الاممي الذي توفي في اواخر شهر تموز من عام 2013

العفيف الاخضر كان واحداً من طليعة المفكرين التنويريين العرب الذي تنبه للخطر الأصولي الاسلامي، والإسلاميين وإنخضاع الانظمة العربية التي قامت بقصد أو بدون قصد تطبيق برامجهم وخوفاً من معاكستهم بدأت الدولة-الدول العربية بتعزيز المفاهيم الدينية في المؤسسة التعليمية، في المدارس والجامعات وايضاً بناء الجوامع وتوظيف شتى أنواع المشايخ الاصوليين حتى أصبح الشيخ ليس فقط داعية ديني بل مفتي يفتي بالقتل والعقوبات الإلهية. وبهذا تم تعزيز افكار الاخوان المسلمين والانصياع لبرنامجهم وبرنامج الوهابية الظلامية وغدت الايديولوجية الاسلامية تحكم كل مرافئ الاسرة والمجتمع وأصبحت اليوم كابوساً يسرح ويمرح وينخر كل مراتب الدولة، وغدى تجار الدين ومشايخ الظلام الاصولية، في كل مدرسة وبلد ومدينة وقرية عربية حتى أصبح الدين أداة تخريبية للعقل العربي.

صارع العفيف الاخضرمنذ شبابه ومن خلال كتاباته ضد الأيديولوجيات الدينية، والقومية العربية والاحزاب الستالينية الشيوعية، وما يسمى بالاشتراكية ورفض الرأي العام العربي والعادات والتقاليد البالية، وسار في عكس التيار العام، وكشف زيف الانظمة الديكتاتورية العسكرية التي حكمت بالحديد والنار منذ استقلالها من الاستعمار الأوروبي .

عمل العفيف مع الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين من عام 1969 الى 1970 وكان يقدم محاضرات في مدرسة الكوادر عن الأفكار الماركسية وعن البيان الشيوعي بشكل خاص. ساهم العفيف في وضع برنامج الجبهة الديموقراطية بخصوص الدولة العلمانية آلتي يجب على الاديان الثلاثة التعايش في ظلها.

عزل العفيف نفسه عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، وعاش في بيروت يكتب ويترجم مقالات في جورنال دراسات عربية .

رفض العفيف فكرة النضال المسلح كوسيلة لتحرير فلسطين.

في أوائل السبعينات بدأ بترجمة البيان الشيوعي لكارل ماركس مع شروحات وتفاصيل المصطلحات التي جاءت به تم ترجمة مع محمد كبـه نصوص حول الدين تضمنت أفكار لينين حول الدين. وعند إنتهاء هذه الترجمات. ترجم أيضا كتاب كارل كورش النظرية الثورية الماركسية وتم أيضاً إصدار العدد الأول لسلطة المجالس.

وقبل أن تبدأ الحرب الأهلية في لبنان سافر العفيف إلى فرنسا وعاش في باريس حتى وفاته. من أهم الكتب التي صدرت له هي مجموعة من مقالات صدرت في إيلاف. وفي التسعينات من القرن الماضي كان يكتب مقالات اسبوعياً في جريدة الحياة حتى تنبه له الأمير السعودي صاحب الجريدة وتم فصله على الفور.

اخر كتاب أصدره العفيف قبل وفاته كتاب من محمد الإيمان إلى محمد التاريخ (تجده وكل كتاباته ومقالاته الاخيرة في مركز الدراسات العربية) ،هذا الكتاب يبقى قمة التحليل لسيرة رسول الإسلام وبه فكفك العفيف شخصية محمد الخيالية وشخصية محمد التاريخية. صدرت مؤخراً ثلاثة كتب اخرى رسائل تونسية، اصلاح الاسلام، ومن محمد الايمان الى محمد التاريخ.

توفي العفيف على اثر اصابته بمرض السرطان في القولون. وبعد وفاته تم نشر رماده في إحدى الحدائق العامة في باريس.

مات هذا العقل الكبير ومات خيرة العلمانيين والمفكرين العرب، عاش ملحداً ومات ملحداً. كان ثوري وعقلاني بكل معنى العقلانية.
وداعاً يا صديق العمر و يا اصدق الصادقين.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل