أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عطوان - أحزاب تلتحف الذاكرة














المزيد.....

أحزاب تلتحف الذاكرة


محمد عطوان

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 07:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنطلق أغلب الأحزاب والحركات السياسية في قيادتها للجماهير مرتكزة على قيم مجتمعية خالصة، وتصورات فلسفية عامرة عن الله والطبيعة والإنسان، ودُرج أمر تعبئتها في مجال ما جرت تسميته بالإيديولوجية منذ بدايات القرن العشرين، تلك التي تسوغ لمعتنقيها سلوك هذا المسار أو ذاك. وتعبئ وتُقنِع جماهيرها بالأهداف الأساسية الكبرى الوطنية أو فوق الوطنية للدولة.
وبعد انهيار النظام الاشتراكي وتفكك المؤسسة السياسية في الاتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية سابقاً، سقطت الأيدولوجيا مجازياً، في المناحي التي تتصل بالممارسة الوظيفية والإجرائية، وشمل ذلك الإدهاش/الصفع العنيف، العالمَ كله. قابله في ذات اللحظة صعود طاغ لقيم الليبرالية وهي تراكم مستحصلاتها باضطراد واستحكام ، مقدمة حلولاً مُنَجّزة ما كان للاشتراكية المكنة في توفيرها إجرائياً يوما ما، سواء في ميادين الاجتماع أو الاقتصاد أو أنماط الحكم. ما جعل من تلك الأحزاب وما تنطوي عليه من شعارات، والأيديولوجيات التقليدية تمسي تراثات فكرية سياسية محبوسة ومأسورة وملتحفة الذاكرة، مركونة على رفوف الماضي، ليس بوسع باحث أو متتبع الرغبة في مراجعتها أو استنهاضها على سبيل التسلية أو التعقل والمثاقفة في الأقل.
وما يكتسح من ذلك التغيير والتكسيد باد كذلك في التجربة الحزبية لعراق ما بعد صدام اليوم، ومنعكس على عمل عديد من الأحزاب الجماهيرية سواء العلمانية منها أو الدينية، وتنكرها للأدوار التي كانت تسوقها ممارسة وتنظيراً عبر فترة تاريخية معروفة سبقت سقوط نظام الحكم الصدامي . مثلما شوهد كذلك عطل واضح في أجهزتها الأيديولوجية وضموراً وعجزاً عن استمالة الجماهير نحو المبادرة والعمل السياسيين، ويمكن تأشير ذلك في؛ أن عديداً من هذه الأحزاب أتت بخطابات سياسية/ أيديولوجية بالية لم يكن في جُعبتها ما يعوض الخلل الأساسي الكامن في جوهر الممارسة السياسية في العراق اليوم. ولم تنظر تلك الاحزاب والحركات إلى منحني carve المهيمنات الأيديولوجية الداخلية والخارجية بعين أخرى جديدة. بل فاقمت ذلك حينما راحت تستدرج وتستميل المنتمين لها أو الأتباع عن طريق آخر، غير الطريق المستخلص من مناطاته الوطنية الخالصة، من خلال إغراءات بائسة خارج ما معهود في سياقات العمل الحزبي، إغراءات تؤملهم في الحصول عليها ، ويتأتى هذا الدور للبعض من تلك الأحزاب من الامتيازات التي وفرها ويوفرها لها سلوكها الاستحواذي على السلطة إبان التغيير، وإن ما نذهب إليه تأشير لحالة خلل حادثة وحسب تقتضي التأمل وإعادة النظر فيها، ولا يعني قدحاً بخط بيان التجربة السياسية العراقية اليوم، فما يعتقد به كاتب المقال يتفق تماماً مع فلسفة التغيير بكلياتها في العراق.
يقودنا هذا الفهم إلى مفصل ضروري؛ هو أن هذه الأحزاب لم يعد وجودها وجوداً مُلحاً ومُجدياً ، بل باتت تمثل عالّة مفاهيمية في أسس وسياقات العمل التنظيمي الجديد سواء بسواء، إنها أخفقت في تقديم أنموذج حياتي واقعي، ومتحقق، قادر على إقناع الجماهير بصور ومباهج العيش والرفاهية والعدالة والحقوق العامة. ولا أَقل أن معظم هذه الأحزاب الجماهيرية كشفت عن الحصرية في تقريب مصالحها الحزبية، ما أوقعها ذلك في فخ التناظر مع أحزاب النخب السائدة في الغرب اليوم مع الأخذ بنظر الاعتبار احتساب الفارق المعياري بين خطابين متغايرين والأرجحية فيه للمثال الثاني بالتأكيد. لذلك من الضروري إعادة موضعة ما في البنى المعرفية المؤسِسة لتلك الأحزاب، التي في ما يبدو لا تحيل على معنى حقيقي لوجودها، لتغدو هذه الآلية بمحرضاتها وتوجهاتها من أولويات التجربة الحزبية السياسية في العراق الجديد.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسميل صورة مُصغرة من حكومة وطنية منتخبة


المزيد.....




- الإمارات.. طحنون بن زايد يبحث مع ويتكوف وكوشنر تطورات وقف إط ...
- من مذيعة أخبار إلى رئاسة الوزراء، من هي رئيسة وزراء اليابان ...
- تقرير يكشف مساعي نتنياهو لخفض العتبة الانتخابية وتعزيز موقعه ...
- روسيا: بوتين يشرف على تدريبات ضخمة للقوات النووية الاستراتيج ...
- الكنيست يصوت لصالح مناقشة مشروعي قانون بشأن ضم الضفة الغربية ...
- أوكرانيا توقع مع السويد صفقة ضخمة لشراء مئات المقاتلات من أح ...
- هيغسيث: قتلنا اثنين بغارة على مهربي مخدرات شرق المحيط الهادي ...
- إدانات لمصادقة الكنيست على مشروع ضم الضفة
- -الموت أفضل من الجيش-.. شعار آلاف الحريديم في مظاهرات بإسرائ ...
- طواقم الإنقاذ في غزة يبحثون بأيديهم عن عظام الشهداء تحت الرك ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عطوان - أحزاب تلتحف الذاكرة