شعر درويش و الخرافة

يوسف مرزوك

الحوار المتمدن-العدد: 5587 - 2017 / 7 / 21 - 19:03
المحور: الادب والفن
    

يقول درويش في مزموره الأول
دلني على مصدر الموت
اهو الخنجر ........ أم الأكذوبة؟
اغلب الناس لا تتعمق في الأمور بل تأخذ ما هو ظاهر منها و تترك الخفي. لكن الدرويش الذي عاش في فلسطين (الوطن المتكرر في الأغاني و المذابح) حسب وصفه, يعرف الخفايا وراء الموت. يعرف ليس الخنجر أو الرشاش هو سبب الموت ,ولا الصراع من اجل السلطة أو النفوذ أو المال, بل الأسطورة هي السبب من وراء الموت حين يقول.
أخذت الأسطورة
مكانتها المكيدة في سياق الواقعي.
و كما ورد في التلمود « الواحد القدوس تبارك اسمه قاس جميع البلدان بمقياسه ولم يستطع العثور على أية بلاد جديرة بأن تمنح لجماعة يسرائيل سوى أرض يسرائيل» ليس هذا فحسب بل أن الاله حدد المساحة التي ستمنح لليهود ,كما جاء في سقر التكوين "وفي ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام عهدا، وقال :" لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات—أرض القينيين، القنزيين، القدمونيين والحثيين والفرزيين والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين "
يجيب درويش على هذا الويل بالبحث عن التعايش بحفظ كرامة الطرفين بعيدا عن الأساطير و الأقاويل و ألا لن تنتهي الحرب ,لكن درويش لا يرى امل في مطالبة فيقول:
ليس في وسع القصيدة
أن تغير ماضيا يمضي و لا يمض.
رغم الحرب و الموت و الخراب و المخيمات و الإعاقات ( المادية و النفسية) يبقى هناك الحنين و الحب المغروس في جذور درويش لهذه الأرض لان درويش من طينتها فيقول عنها:
( على هذه الأرض ما يستحق الحياة : على هذه الأرض سيدة الأرض, أم البدايات أم النهايات, كانت تسمى فلسطين. صارت تسمى فلسطين. سيدتي: استحق, لأنك سيدتي, استحق الحياة)
كما اخبرنا محمود درويش أن الحرب في الأعم الأغلب قائمة على أساس معتقد أو فكرة أو خرافة, ليست في فلسطين وحدها, بل حتى الحروب الموجودة لدينا الأن في العراق أو في الدول العربية قائمة على أساس فكرة معينة و في الغالب هي ذات أصول دينية. طبق هذه الأفكار في أوقات ضعف الدولة و ضياع القانون, حيث ينضح الأناء بما فيه. أما القول أن الفقر وراء إيجاد حروب فهذا لا يعقل, ممكن الفقر يدفع شخص للسرقة, أو حادث قتل فردي, أو تكوين عصابة للسرقة. أما بناء دولة يجب أن تكون قائمة على أسس متجذرة في المجتمع المؤسس لها كالدولة اليهودية والدولة الإسلامية في العراق و الشام ( مع فارق مهم أن اليهود قننوا دولتهم دوليا ,لكن الدولة الإسلامية لم تقم بذلك)
بعد أن فقد دروش الأمل في أن يحل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عاد للاعتقاد بأن يعود أبناء بابل إلى فلسطين لتحريرها فيقول في مزموره الثاني عشر:
تغني القدس
يا أطفال بابل
يا مواليد السلاسل
ستعودون إلى القدس قريبا
و قريبا ستكبرون.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات