أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الغني اليعقوبي - عن الثورة الاجتماعية














المزيد.....

عن الثورة الاجتماعية


عبد الغني اليعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:30
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


هناك شبح يحوم فوق العالم هو شبح الشيوعية". هكذا بدأ ماركس وإنجلس مقدمة "البيان الشيوعي" في العام 1848. كان هدف الكاتبين إبراز قلق البورجوازية، الحديثة العهد حينذاك، من بداية تشكّل حركة عمّالية ضمن الطبقة النقيض لمشروعها. ماذا تبقى اليوم من هذا الشبح في عصر الرأسمالية الجديدة أو عصر "العولمة" – كما يحلو لبعض المثقفين البرجوازيين تسميتها لإغفال طابعا الرأسمالي الاستغلالي، أو القرية العالمية، كما يطيب للبعض الآخر تصويرها للغرض التضليلي ذاته.

منذ بداية تشكّلها، بدأت الرأسمالية تنمو بشكل منفلت وسريع. توسُّع الإنتاج والاستعمار وفتح أسواق جديدة والحروب المتعددة حتّمت تطوراً علمياً لتمكين استغلال الموارد الطبيعية إلى حدّها الأقصى. لكن هذا النمو لم يؤدي إلا إلى تركز رؤوس الأموال ضمن مجموعة من الشركات التي أصبحت تتحكم بمصير الكوكب وشعوبه من خلال تشكيلها لاحتكارات عالمية تسيطر على تدفق رؤوس الأموال والبضائع.

ترافق هذا النمو مع تكدس كبير للرساميل كنتيجة للتوسع الإنتاجي، وهذا الفائض الإنتاجي توقف عن إيجاد منافذ وافية الربح، هنا يكمن السبب الأساس الذي يؤدي إلى الأزمات. فتاريخ الرأسمالية بالتالي ليس إلا "سلسلة متواصلة من الأزمات، القصيرة والطويلة..."

رغم تلك الأزمات يستمر النمو السرطاني والانفلات الإنتاجي بتهديد مستقبل الأجيال المقبلة وسط تجاهل دولي للمشاكل وللنتائج الكارثية التي ستنتج. فأعداد الفقراء في تزايد مضطرد، أضف إلى ذلك التزايد السكاني الذي بلغ حدود مقلقة مما ينذر بكارثة اجتماعية إذا استمر تهميش هذه المجتمعات واستغلالها بالشكل الوحشي الذي يتم الآن. فشركة NIKE مثلا تمتلك 700 معمل في آسيا (124 معمل في الصين، 73 في تايلاند، 35 في كوريا الجنوبية، 34 في فيتنام، الخ.) يعمل فيها 650,000 إنسان. وتفيد التقارير عن معاملة لا إنسانية "جسديا وفعليا" خاصة في دول آسيا، فـ25% إلى 50% من هذه المعامل تمنع العمال من دخول المرحاض أو حتى شرب المياه خلال دوام العمل!! أما يوم عطلة كل سبعة أيام فهو مرفوض. ودوام العمل في أكثر من نصف معامل NIKE هو60 ساعة في الأسبوع، وتتم معاقبة العمال الذين يرفضون ساعات العمل الإضافي. وهذا مثال واحد من مئات الأمثلة.

إضافة إلى استهلاك البشر، يستهلك النظام مقدّرات الكوكب الطبيعية والحيوية وبالتالي قدرته على استيعاب المليارات السبع التي تعيش فيه. فالتلوث بلغ مؤشرات خطرة خاصة على صعيد انبعاث الغازات الدفيئة، التي بحال استمرار معدلاتها الحالية، فإن الزيادة في حرارة الكوكب ستبلغ بحلول العام 2100 الـ5.1 درجة مئوية بحسب مؤشرات ألـUNFCC (United Nations Framework Convention on Climate Change ). هذه النسبة كفيلة بالقضاء على جميع أنواع الحياة على الأرض.

مؤتمر كيوتو الذي عقد في العام 1997 للحد من الانبعاث الحراري نتج عنه ميثاق لتخفيض انبعاث ثاني أكسيد الكربون ووقّعت عليه معظم الدول. لكن ما من آليات لفرض تطبيقه. فالولايات المتحدة الأميركية ترفض التوقيع عليه لأن "الاتفاقية تضع قيوداً على الاقتصاد" بحسب جورج بوش. كما أن مجلس الشيوخ الأميركي رفض تطبيق البنود بأغلبية جمهورية وديمقراطية. وبالرغم من الاتفاقية فإن معدلات الانبعاث من دول الاتحاد الأوروبي ما زالت تتزايد وبلغت نسبتها 1.5% بين عامي 2002 و2003. ومن السخرية أن تكون من أوائل الظواهر الطبيعية المدمرة المترافقة مع الارتفاع العالمي للحرارة هي إعصار كاترينا الذي ضرب أكبر دولة منتجة لثاني أكسيد الكربون، الولايات المتحدة.

من المؤكد أن السبب أساسي وراء رفض هذه الدول تخفيض انبعاث الغازات هو الخوف على انخفاض نسب الأرباح بسبب زيادة كلفة الإنتاج إذا تم تطبيق المعايير البيئية. ومن نافل القول أن سبب الربح ذاته وضع العالم كلّه تقريبا في حالة حرب، على النفط وغيره.

نتيجة لما تقدم، فإن حفنة من أصحاب الشركات الرأسمالية تقرر مصير الأغلبية المتبقية من السكان في جميع أنحاء العالم. وبسبب الاستغلال والحروب والتلوث، أصبح شعار تغيير العالم يضم شريحة ربما هي الأكبر في تاريخ النضال ضد الرأسمالية.

الاقتصاد المعولم بحاجة إلى جبهة عالمية لمواجهته. إنها مسؤولية الجميع: من الجمعيات البيئية وجمعيات حقوق الإنسان إلى الأحزاب والمجموعات المناهضة للعولمة... جميعها بدأت تطرح شعارات أكثر راديكالية وأصبح لديها سجل نضالي حافل من سياتل إلى أدنبره... طريق التغيير ما تزال في بدايتها، لكن التغيير حقيقة تاريخية، وهذا النمو المنفلت لا يمكن أن يستمر إلى ما لانهاية.



#عبد_الغني_اليعقوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مارسيل خليفة -ممنوع- في تونس لإهدائه أغنية للسجناء السياسيين
- عولمة البطالة والفقر
- البطالة في المغرب
- الاستغلال الاستعماري بالمغرب
- الامبريالية الامريكية بعد 11 شتنبر....إلى أين ؟
- النساء والاضطهاد المزدوج
- اضطهاد المرأة عبر التاريخ
- الاصلاحات في ظل الحركة الوطنية المغربية
- الحركة الوطنية المغربية من الاصلاحات الى المسلسل الديمقراطي


المزيد.....




- الببغاء ينحرف يمينا والنحل يسارا.. لماذا لا تتصادم الطيور في ...
- فرنسا: انطلاق الحملة للانتخابات التشريعية واليمين المتطرف في ...
- بايدن يتجاهل دور الاتحاد السوفييتي ويصف إنزال نورماندي بـ-أو ...
- صعود اليمين المتطرف في أوروبا.. ما سر الارتياح الروسي؟
- اليمين المتطرف يحقق مكاسب -غير متوقعة- في انتخابات البرلمان ...
- مخططات القوى المرتبطة بالنظام لا يمكنها سد الطريق امام تطور ...
- مخاوف في فرنسا وألمانيا بعد فوز اليمين المتطرف بانتخابات أور ...
- أوروبا.. رغم تقدم اليمين المتطرف أحزاب الوسط تحتفظ بالأغلبية ...
- الانتخابات الأوروبية: ما أسباب ودلالات صعود اليمين المتطرف ف ...
- فرنسا: هل بإمكان اليمين المتطرف الفوز بالأغلبية في الانتخابا ...


المزيد.....

- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الغني اليعقوبي - عن الثورة الاجتماعية