أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - تداعيات ما بعد عملية القدس















المزيد.....

تداعيات ما بعد عملية القدس


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5581 - 2017 / 7 / 14 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الإرتباط عميق جداً ما بين الشعب الفلسطيني خاصة والأمة العربية والإسلامية عامة وما بين المسجد الأقصى فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الذي تشد الرحال إليه ومسرى الرسول محمد (صلعم)وكذلك دائما هو في قلب الإستهداف للإحتلال الإسرائيلي على المستوى الحكومي والحزبي والجمعيات التلمودية والتوراتية...على إعتبار أنه حسب الزعم التلمودي التوراتي "جبل الهيكل" وأقدس مكان لليهود، ولذلك كمقدمة للحلم الصهيوني جرى السيطرة على ساحة البراق بعد الإحتلال مباشرة من خلال هدم حارة الشرف المقدسية والسيطرة على مفاتيح باب المغاربة ..ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف المشاريع الصهيونية للسيطرة على الأقصى،ليس فقط عبر شرعنة عملية الإقتحامات للمستوطنين والحفريات أسفل وحول المسجد الأقصى وإقامة الكنس والأبنية التلمودية والتوارتية حوله،لتغيير الطابع العروبي الإسلامي للمدينة،ولكي يبدو المشهد والفضاء اسرائيلياً وليس عربياً إسلامياً وترافق ذلك مع محاولات لنزع الوصاية الأردنية عن المسجد الأقصى وكذلك إنهاء مسؤولية وسيطرة وإدارة الأوقاف الإسلامية عن وللمسجد الأقصى....ومنع المسلمين والفلسطينيون من حرية الوصول إليه وممارسة العبادة فيه ..وانا هنا لست بصدد شرح التفاصيل حول الإستهداف للأقصى ولكن نحاول ان نسلط الضوء على التطورات والتداعيات والسيناريوهات الممكن ان يلجأ اليها الإحتلال بعد العملية التي نفذت صباح اليوم بالقرب من بوابة باب الإسباط المؤدية للمسجد الأقصى وما تبعها من اشتباك عسكري داخل المسجد الأقصى..مدركين تماماً بان الإحتلال ليس بحاجة الى حجج او ذرائع او مخططات قد يقدم عليها ما بعد هذه العملية لفرض حقائق ووقائع جديدة في الأقصى والقدس،فالمحتل عقليته قائمة على العنجهية والتطرف والإقصاء ورفض الإعتراف بحقوق شعبنا الفلسطيني ..ولسان حاله يقول الفلسطيني الذي لا يخضع بالقوة سيخضع بالمزيد من القوة ..وهناك الآن هدف اخر تحديداً سعى ويسعى الإحتلال اليه،هو نقل الصراع والنقاش الى داخل بيتنا المقدسي والفلسطيني،بأن الإحتلال ليس جذر وأساس المشاكل والبلاء،بل من يقومون بالعمليات او حتى مقاومة مشاريع الإحتلال ومخططاته لتهويد المدينة وأسرلتها،هم من يورطون شعبنا الفلسطيني ويجلبون له المشاكل والعقوبات،ووجدنا مثل هذا النقاش والصراع قد انتقل الى البيت الفلسطيني بعد العملية التي نفذها ثلاثة شبان فلسطينيون من منطقة دير ابو مشعل برام الله في شهر رمضان الفضيل،حيث هناك من رأى بان تلك العملية،جعلت الإحتلال يلغي عشرات الآلاف التصاريح الممنوحة لسكان الضفة الغربية،وبالتالي أثر ذلك على الأوضاع الإقتصادية للمدينة والحركة التجارية فيها،وعلى الوصول للأقصى للصلاة فيه... ولذلك الإحتلال دائماً يريد ان يجعل الضحية جلاداً والجلاد ضحية،وحتى الضحية هي ضحية ممارسة شعبها او من يقاومون اجراءاته وممارساته القمعية والتنكيلية بحق قدسنا ومقدساتنا وشعبنا العربي الفلسطيني فيها...
واليوم جاءت هذه العملية في القدس ونحن هنا لسنا بالصدد التحليل للعملية من زاوية المكان ومكان التنفيذ أو التوقيت لها...فنحن هنا نحتاج الى معطيات دقيقه وحاسمة قد يكون من السابق لآوانه بناء تحليل عليها. او الغوص فيها ...ولكن بخبرتنا في عقلية المحتل جزء اساسي من عقليته قائم على نقل الصراع الى داخلنا الفلسطيني...وتذكروا جيداً الرئيس الراحل ابا عمار كان واحد من المرشحين لنيل جائزة نوبل وعندما رفض المشروع الأمريكي- الصهيوني للحل أصبح قائداً إرهابياً ويدعم الإرهاب والتخلص منه سيجلب اللبن والعسل للشعب الفلسطيني ...وها هي بركات لبن وعسل الإحتلال تلمسونها بمشاريع تصفية للقضية وتفكيك للمشروع الوطني الفلسطيني....ولذلك الإحتلال له مشاريعه ومخططاته لمدينة القدس والأقصى وللداخل الفلسطيني – 48 -....مشاريع قائمة على اعتبار ان القدس عاصمة لدولة الإحتلال،بل لكل يهود العالم ولن تقسم او يجري التخلي عن أية أحياء عربية فيها،بل يجب تعزيز السيطرة عليها وتوسيعها،لتص مساحتها الى 10% من مساحة الضفة الغربية بضم المزيد من المستوطنات لها من مجمع "غوش عتصيون" جنوباً على مشارف الخليل وحتى "معاليه ادوميم" شرقاً،وبما يمنع تحولها لمدينة ثنائية القومية،او يكون فيها اغلبية عربية مستقبلاً،ولكن لا مانع من اخراج احياء عربية خارج جدار الفصل العنصري مثل كفر عقب عناتا قلنديا ومخيم شعفاط.
وفيما يتعلق بالأقصى الإحتلال ماض في إجراءاته وممارساته بحق الأقصى حتى في ظل قرارات دولية واخرى صادرة عن منظمة " اليونسكو " ولجنة التراث العالمية،والتي تؤكد على بطلان كل إجراءاته وممارساته بحق الأقصى،باعتباره ارث حضاري وتاريخي وتراثي عربي اسلامي ومكان مقدس لأتباع الديانة الإسلامية دون غيرهم من أتباع الديانات الأخرى بما في ذلك حائط البراق....وبالتالي أي اجراء سيتخذ بحق الأقصى يجب ان يفهم في إطار السياسة الممنهجة والمدروسة التي تتبعها حكومة الإحتلال ضد الأقصى وليس في إطار ان ما قام وسيقوم به هو ردة فعل وفرتها له ذريعة تنفيذ عملية هنا او هناك،فالمحتل يتعاطى ويتعامل ضمن استراتيجيات وليس ردات فعل.
تذكروا جيداً يجري الحديث الآن عن تنفيذ ما يسمى بصفقة "القرن" وليبرمان لديه مشروع سياسي حول التبادل السكاني والجغرافي،والحديث جرى عن موافقة السلطة على التبادل الجغرافي،ولذلك ما بعد تنفيذ هذه العملية من قبل ثلاثة شبان فلسطينيين من منطقة ام الفحم،سيعود طرح هذا المشروع مجدداً بملحاحية كبيرة ،فهناك مخططات تطبخ للقضية الفلسطينية في غرف مظلمة كثيرة عربية وإقليمية ودولية.
دائماً الإحتلال سعى ويسعى بأن تكون القضية الفلسطينية هامشية وليس أساس الصراعات في المنطقة،وظل يعيش الأوهام بأن الظروف المتوفرة له فلسطينيا من حالة ضعف وتشظيٍ وإنقسام،والحالة العربية المنهارة والداخلة في حروب التدمير الذاتي،وتعطل الإرادة الدولية والإنحياز الأمريكي الأعمى ستوفر له الفرصة السانحة لرسم مشاريع تصفية القضية الفلسطينية بعيداً عن خيار حل الدولتين أو المواطنة الكاملة في دولة واحدة،ولكن يعود ليكتشف بأن ما يحلم به مجرد أوهام،وبأن القضية الفلسطينية عصية على التصفية والتهميش وستبقى متصدرةً للمشهد العربي والإقليمي والدولي ما دام هناك صراع وإحتلال قائمين.
الإحتلال جرب كل أشكال العقوبات الجماعية بحق المقدسيين،والتي بلغت ذروتها برفع قضايا مدنية من قبل دولة الاحتلال على عائلتي الشهيدين فادي القنبر ومصباح أبو صبيح تطالبهم فيها بتعويضات تصل عشرات ملايين الشواقل كتعويض عن الجنود والمواطنين الذين قتلوا او اصيبوا في هاتين العمليتين،وبعد هذه العملية سيستأسد على شعبنا الأعزل في مدينة القدس،وسيواصل حربه ظاناً ومتوهماً بان المقدسيين سيرفعون الراية البيضاء، سالكاً نفس الخيار والممارسات القمعية والتنكيلية،دون ان يكلف نفسه إعادة النظر في هذه الخيارات،التي من شانها فقط صب الزيت على النار والدفع بالأوضاع في المدينة نحو انفجار أشمل وأعم.

القدس المحتلة – فلسطين
14/7/2017
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلبة المقدسيون ...وإستقطاب الجامعات الإسرائيلية لهم
- حول المشاركة الفلسطينية في انتخابات بلدية -القدس-
- خطاب هنيه منفتح ومهم.....ولكن داخلياً سيتعقد الوضع الفلسطيني
- بيوت الشهداء الفلسطينيين تُهدم...وبيوت القتلة المستوطنين تُح ...
- شعبنا الفلسطيني....والقدرة على إفشال المشاريع التصفوية
- ما بعد سقوط دولة الخلافة -الداعشية-
- حول ما يسمى بمبادرة السلام الإسرائيلية
- في العيد ...عرب يحاصرون عرب...وفلسطينيون يحاصرون فلسطينيون
- في ذكرى يوم القدس العالمي.....ماذا تبقى من القدس....؟؟
- خروج حماس من تحت عباءة قطر ...وتبدل المعادلات الفلسطينية
- -قمم- الرياض ...عبدت الطريق امام -طوفان- التطبيع
- في القدس ....إستباحة شاملة والهدف سياسي بإمتياز
- الحروب آتية لا محالة ...والقضية الفلسطينية في صلبها
- الأزمة القطرية................الى أين ..؟؟؟
- مخططات تصفية القضية ....وتجريم المقاومة
- جرائم القتل... الفوضى والإنهيار مستمرة...أين الخلل...؟؟
- هل بدات مرحلة ما بعد -قمم- الرياض ....؟
- هل أوشك الدور القطري على الإنتهاء في المنطقة...؟؟
- خيارات حماس...... ما بعد قطر
- تاجيل نقل السفارة الأمريكية....والثمن المطلوب


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - تداعيات ما بعد عملية القدس