أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مجموعة مناضلين ماركسيين لينينيين - هل يمكن ان يكون حراك الريف قاطرة لحراك وطني ؟















المزيد.....

هل يمكن ان يكون حراك الريف قاطرة لحراك وطني ؟


مجموعة مناضلين ماركسيين لينينيين

الحوار المتمدن-العدد: 5580 - 2017 / 7 / 13 - 05:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


خفتت انتفاضة 20 فبراير وتقلصت معها إلى حد كبير القاعدة الجماهيرية لحركة 20 فبراير بفعل غياب قيادة سياسية ثورية لها تمشي بها إلى مستوى تقرير الشعب مصيره، ولعجز مناضلي الشعب عن اجتراح أدوات نضالية تبني الحركة وتنظم فعلها بما يضمن استمراريتها، ما سهل امام النظام وأسياده الإمبرياليين مهمة السيطرة عليها واحتوائها ومن تم العمل على كثم أنفاسها، واستغلال شعور الإحباط الذي سيطر على أوسع قطاعات الشعب، لتغذية فكرة لا جدوى النضال، وان النظام قادر كل مرة على شراء من يزعمون الحديث باسمه والدفاع عنه (أي الشعب)، وأنه قضاء وقدر لا راد له، مستعينا من عدم مبارحة الحركة للشعارات العامة : حرية، كرامة، عدالة اجتماعية، دون نزع مكاسب "ملموسة" للجماهير التي لا تشبعها شعارات "الحرية"، في هجومه الإيديولوجي الذي أخذ شعار "الإستثناء" عنوانا له، وتتبيث ذلك في وعي الجماهير كحقيقة سهل من بلعها عجز الحركة عن إنتزاع مكاسب ذات شأن للشعب، قياسا وحجم الإنتفاضة والتضحيات الكبيرة التي بذلت فيها وما قدمته الجماهير تحت راية 20 فبراير وزكاه حجم الهجوم على الحركة الجماهيرية واستهداف حتى ابسط المكاسب التي انتزعتها في مراحل سابقة من الصراع (حق الإضراب، التوظيف بالتعاقد، ضرب المدرسة والوظيفية العموميتين..)
تضحيات كان للمناضلين الماركسيين اللينينيين النصيب الأوفر منها، وهو ما تتحدث عنه لوائح شهداء ومعتقلي حركة 20 فبراير، فرغم الحضور والانخراط الواسع في الحركة إلا ان المناضلين الماركسيين اللينينيين عجزوا عن ضمان استمرارية الحركة بزخمها وتطوير إنتفاضتها وتحصينها والاسهام في رسم أفقها الذي يعكس تطلعات الجماهير، كنتيجة حتمية تتناسب وغياب تصور سياسي واضح يوجه فعلهم في الحركة، وبدائل تنظيمية للأشكال التنظيمية غير الديمقراطية التي سارعت لهندستها القوى الرجعية والاصلاحية المفزوعة من هبة الشعب والتي لعبت أدوارا قذرة في تخريب الحركة. حيث إكتفى المناضلون الماركسيون اللينينيون في ترجمة المبدأ من الإنخراط في معارك الجماهير والتواجد معها، دون خطة عمل شاملة تتناسب ووضعهم الذاتي، بل وقادرة على الاسهام في رسم إجابة عن هذا الوضع الذاتي نفسه وتطويره. ليجدوا أنفسهم "فلاحين بهروات" يقاتلون جيوشا منظمة من الأعداء والخصوم في قلب الحركة وهامشها، إندست فيها وتوجهت إليها بكامل عدتها وعتادها، للسيطرة عليها والتوظيف الانتهازي لها في مساومة النظام والبحث عن حلول مشتركة معه.
واليوم، لا مفر امام المناضلين الماركسيين اللينينيين من تقييم مسار حركة 20 فبراير وفهم مآلها الذي انتهت إليه فهما علميا، والوقوف على أخطائهم فيها، حتى لا يتم إجترار ذات الأخطاء والممارسات التي غالبا ما تغرق في الرومانسية الثورية أو في البحث عن مثالية ثورية يؤطرها فهم ذاتي للصراع، إما يحمل الحركة ما لم تقوى عظامها بعد على حمله، أو يعاديها لأنها لم تنتظره لأخذ كامل زينته، ولم تستشره ليقرر لها: متى وأين وكيف. فستكون خيانة للشعب أن نعيد ذات الفعل والممارسة في تعاطينا وإسهامنا في الحراك الإجتماعي الشعبي الذي إنطلقت شرارته من الريف المنتفض لتأخذ في الإتساع وطنيا.
إن الإنتفاضة الشعبية هي خطوة جبارة في مسار الثورة، وهي في ذاك المسار تتطور وترتقي بارتقاء الوعي السياسي للجماهير ووضوح معادلة الصراع أمامها، إرتقاء على مستوى الوعي يواكبه ارتقاء على مستوى الأشكال التنظيمية، يتحول معه وجود التنظيم المغلق القائد والموجه للمسار الثوري ضرورة، دونه تفقد إحدى حلقات التحويل الثوري للمجتمع. لكن هذا التنظيم المغلق والحديدي والصلب هو في حد ذاته تتويج لسيرورة تنظيمية تبدأ بآليات يبدعها المناضلون للفعل والتأثير في الحركة وتوجيهها، قد تكون جد بسيطة في بداياتها، لكنها خطوة أولى في مسافة الثورة، دون خطوها تعمق جراح شعبنا وتتضخم فاتورة التغيير التي يلزم سدادها، والأخطر ترك الجماهير تقاتل دون درع، و بعشوائية دون تلمس الطريق، ما يجعل منها فريسة سهلة لأعدائها.
وإذا ما إتفقنا أن المعبر السياسي الثوري عن الطبقة العاملة قائدة الشعب نحو تقرير مصيره، لا يمكن بنائه إلا في قلب نضالات الحركة الجماهيرية وليس خارجها، أضحى العمل على تقوية الحركة الجماهيرية وإعداد تربتها لغرس بذرة الحزب الثوري، مما لا يجب التلكؤ فيه أو إدارة الظهر له من قبل المناضلين، بل العمل عليه من خلال بناء تصور سياسي لا يترك فعل المناضلين مشتتا فيها، تصور تتحدد معه آليات هذا الفعل، فوحدها حركة جماهيرية قوية، هي القادرة على تحصين المكتسبات وعدم ترك الفرصة لأعداء الشعب لتبديد تراكمات نضاله والعودة به كل مرة للخلف.
فلا يجب على المناضلين أن يتهربوا من مسائلة أنفسهم عن دورهم في الانتفاضات الشعبية التي تندلع هنا او هناك، وآخرها انتفاضة الجماهير بالريف، وهم اولى من غيرهم للإهامام بها، بل أن يؤدوا دورهم كمناضلين طليعيين متملكين للوعي الثوري، وأن ينتجوا إجابات نظرية تمفصل بين الفعل الطليعي والفعل الجماهيري، يختبرونها ويدققونها ويطورونها في معمعان النضال والإرتباط بمعارك الجماهير. والسير بنضالاتها لإنتزاع مكاسب لها، ولإنضاج التناقض الإجتماعي الرئيسي في المجتمع وتأزيم وضع النظام، وتطوير الإنتفاضة لمراحل متقدمة يتم فيها حل هذا التناقض.
ومما يلزم لبلوغ ذلك، الخروج من التهيئات والأحلام الثوروية غير الواقعية، او الطهرانية الزائفة المشترطة للصفاء والكمال الثوري قبل أي فعل، والإنطلاق في التعاطي مع الواقع في صورته الحقيقية وكما هو وضعنا الذاتي فيه. فإذا كان من اهدافنا القريبة المنتظرة من الحراك الإجتماعي القائم ببلادنا، هو توسيع دائرة الإنتفاض لتشمل رقعة الوطن ككل، والخروج بالحراك من طابعه الإحتجاجي وصبغه بطابع سياسي، وتحصينه من الإحتواء والتوجيه في آفاق مغلقة، وقطع الطريق على القوى الإصلاحية والرجعية المسترزقة بنضالات وتضحيات الشعب، فإنه يتوجب طرح ملف مطلبي للحراك: يضم مطالب إجتماعية وإقتصادية وديمقراطية، تعكس هموم وتطلعات اوسع فئات الشعب، التي يتوجب جرها للانخراط في الحراك عندما تجد ذاتها ومصالحها فيه، ورسم برنامج نضالي يتلاءم والأهداف المسطرة، يحضر فيه المحلي والوطني، ويواكب سير تطور الحراك وتقدمه، دفاعه وهجومه. والعمل على تنظيم الحراك وإنتشاله من عفويته وارتجاليته وتيهه في المستجدات اليومية دون رؤية بعيدة المدى، تحت وطأة ضربات العدو، وذلك ببناء آليات تنظيمية ديمقراطية تسمح للجماهير بالتقرير وقيادة معاركها، والتي يمكن ان تكون في اللحظة على شكل مجالس للمناضلين في كل موقع نضالي، تكون مفتوحة امام مختلف المناضلين، بمعزل عن إتجاهاتهم السياسية ومشاربهم الفكرية، شرط الانضباط لتقدمية وديمقراطية وجماهيرية واستقلالية الاطار التنظيمي، ينخرط فيها المناضل بصفته الفردية لا التنظيمية، وتكون جموعاتها العامة هي جهازها التقريري الوحيد، والذي تنتج فيه الخلاصات بالنقاش الديمقراطي. وهي صيغة تقطع مع أساليب الوصاية على الجماهير والتقرير نيابة عنها، والمساومة باسمها، التي سارعت مرة أخرى القوى الظلامية والإصلاحية الإنتهازية لطرحها من جديد لفرملة الحراك والحد من تناميه، وإدخاله من جديد على غرار حركة 20 فبراير في إحتجاجات بدون هدف، بل تتحول هي نفسها إلى هدف لا وسيلة لتحقيق أهداف محددة كما ينبغي أن تكون عليه في الأصل.
فعدم ربط الفعل الإحتجاجي بأهداف محددة عبر صياغة ملفات مطلبية في مختلف مواقع النضال، ووضع خطة برنامجية لإنجازها، سينعكس سلبا على الحركة ككل، وستجد الجماهير نفسها مرة أخرى في دوامة "الحركة كل شيء والهدف لا شيء" أي الكثير من الجهد والكثير من التضحيات دون أدنى مكاسب تشجعها على الاستمرار في النضال، وتفتح أعينها على حقيقة، أن تكلفة التغيير أخف بكثير من التكاليف التي تسددها بشكل دائم تحت وطأة هذا النظام.
ان إصرار القوى الظلامية ومعها الاصلاحية المفلسة على مصادرة قرار توجيه الحراك ورسم افاقه من الجماهير، يعكس مدى خوفها من كل تململ ونهوض نضالي جماهيري من المؤكد لديها انه لن يقف عند حدودها الضيقة، كما يبين الأدوار التي تلعبها في تنفيس الاحتقان لصالح النظام ونجدته من أزماته، واستعدادها للمساومة بتضحيات الشعب، ولنتذكر تنكرها للمعتقلين السياسيين لإنتفاضة 20 فبراير فور تراجع حضورها الجماهيري، بعد أيام من التغني بهم زمن المد، لتبيعهم مقابل "هامش الديمقراطية" و "وصولات الايداع". والامر ذاته مرشح للتكرار اليوم ايضا، وهو ما تدفع اليه هذه القوى من خلال عملها على افراغ الاحتجاجات الشعبية من اي مضمون سياسي، وتحويلها لمناسبات لتفريغ الغضب، ريتما تعود دار لقمان لحالها.
مجموعة من المناضلين الماركسيين اللينينيين



#مجموعة_مناضلين_ماركسيين_لينينيين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مجموعة مناضلين ماركسيين لينينيين - هل يمكن ان يكون حراك الريف قاطرة لحراك وطني ؟