منهل باريش
الحوار المتمدن-العدد: 1451 - 2006 / 2 / 4 - 10:25
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
الحرب القذرة>؟
بعاطفته الجياشة .يوطئ للكتاب بحديثه عن الأكاديمية الأحدث في إفريقيا,> : (( روي أن الأفارقة يأتون إلى شرشال للدراسة فيها,وحين عودتهم ينجحون في انقلاب عسكري ويصبحون رؤساء)). هذه <<الإمبراطورية الحقيقية >> كانت بوابة العبور إلى السلطة ,وقد تسلم قيادتها أكثر جنرالات الجزائر شهرةَ .مثل قاصدي مرباح "مدير جهاز الأمن العسكري القوي"في ظل حكم بومدين ,والرئيس اليمين زروال /1981-1982/ ,وطيب دراجي /1986-1987/قائد قوات الدرك الوطني,وعبد المجيد شريف والزبير قدايدية .
يفصل حبيب سويدية و بتحليل منطقي ,التوتر المتصاعد خلال سنوات /88-89-90-91 /, فبعد أحداث أكتوبر 1988 التي قام الجيش خلالها بقتل أكثر من 171 شاباَ حسب الإحصاءات الرسمية.فقدت إثرها جبهة التحرير الوطني شعبيتها العظمى واستاء الشعب حينها من الرئيس الشاذلي بن جديد .وبعد شهر من دستور 23شباط 1989 , تأسست جبهة الإسلامية للإنقاذ .وخاضت الانتخابات الجزائرية واعدة الشباب الجزائري المفتون بخطابها, بالجنة.
نتيجة الانتخابات كانت مفاجئة لكل الأطراف ,وبالأخص رابحيها اللذين صوت لهم معظم شباب الجزائر واللذين يشكلون 70%من الشعب الجزائري الفتي.
ابتهج الإسلاميون بالنصر, وبدأوا بتسميات بلدياتهم بالبلديات الإسلامية,بدلاَ من بلديات "الثورة من الشعب إلى الشعب",وشيئا َفشيئاَ بدأت مشاهد الإسلام الراديكالي تظهر<< ممنوع التدخين –ممنوع المشروبات الكحولية – الحد من الحريات الفردية والعامة-ظهور حواجز للإسلاميين توقف المارة وتتأكد من بطاقاتهم-فتح معسكرات تعلم القتال والرياضة- التشبه بالمجاهدين الأفغان من خلال لباسهم وتكحيل عيونهم>>, علي الحاج , الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ يهدد الجيش على منبر جامع ابن باديس في قبى.بينما بقي الجيش يراقب ولا يتدخل ,كان الجيش يريد من الجبهة الإسلامية أن تبالغ في<< تقدير قوتها , والتقليل من قوة الجيش>>.
في نهاية أيار1991 أعلنت الجبهة إضراباَ تمردياَ لدعم مطلب انتخابات رئاسيةمبكرة,والاحتجاج على تقسيم المناطق الانتخابية الذي قررته حكومة مولود حمروش.احتل بعدها أنصار الجبهة مفارق هامة في العاصمة ,وطالبوا بدولة إسلامية .
أقال الجنرالات حكومة حمر وش وعينوا أحمد غوزالي,واعتقلوا قائدي الجبهة(عباس مدني وعلي بن الحاج) ,وحكمت المحكمة العسكرية في بليدة عليهما بالسجن لمدة اثنتا عشر عاماَ بتهمة إعلان الجهاد في الجزائر .
هجوم مسلحين الجبهة على ثكنة غِمّر العسكرية واستيلائهم على الذخيرة وقتلهم الجنود,بقيادة الطيب الأفغاني (عيسى مسعودي) ,المحارب السابق في أفغانستان .كان الشرارة التي أشعلت الحرب . بدأ الجيش بعدها بشن الحرب على الإرهابيين ,قام خلالها الجيش بالكثير من الخروقات ,بدأَ بالاعتقالات التعسفية ,واعتقال مدنيين يزعم إنهم ((متواطئون مع الجماعات المسلحة)), وجعل الصحراء معتقلاَ لآلاف الشبان الجزائريين في( ريغان – وادي الناموس -عين امقل ).
ويروي حبيب سويدية ,مشاهداته من تعذيب الأسرى.وتعذيب الجرحى ومن ثم قتلهم. وحرق فتى في الخامسة عشر من عمره وهو حيً .ذاكراَ اسم الضابط الذي سكب عليه صفيحة الوقود.!!مجازر كالزعترية والأخضرية,قام بها الجيش بإشراف جهاز الاستخبارات العسكرية.
كتاب حبيب سويدية وثيقة هامة,لما حدث في الجزائر.وما استعجال الجنرال خالد نزار وزير الدفاع الجزائري السابق لرفع دعوى على حبيب سويدية والقناة الخامسة الفرنسية لدى القضاء الفرنسي بتهمة التشهير بسمعة الجيش الجزائري ,ما هي إلا محاولة لوقف مسلسل ظهور الشهود ,وقطع الطريق على شهود عيان آخرين , هي مؤشرات لرغبة الجنرالات بدفن حقائق "الحرب القذرة " التي ذهب ضحيتها أكثر من 150 ألف قتيل .
وتوجت مساعي الجنرال خالد نزار أخيراَ بصدور حكم الإعدام غيابياَ على حبيب سويدية في الجزائر.وحكم الإعدام صدر من قضاء تنعدم استقلاليته وبالتالي"لا يساعده ذلك في تعزيز دولة القانون"حسب تقرير هيومن رايتس ووتش والتي انتقدت قضاته بأنهم"لا يأمرون بالتحقيق في شكاوى التعذيب" وأن "العديد من الصحفيين يتعرضون للمتابعة القضائية لأسباب غير واضحة" .
ربما من الأجدى أن يضغط المجتمع الدولي على السلطة القائمة ,و<<بالأخص الإتحاد الأوربية صاحب المصالح الإقصادية والتجارية والسياسية,وربط المساعدات بشرط احترام حقوق الإنسان في مكافحة الإرهاب .كما حدث عام 2001عندما منح الجزائر مساعدة قدرها /8/مليون يورو في إطار التعاون الدولي المضاد للإرهاب.دون أي شرط من هذا النوع>> حسب المحقق الإيطالي فرديناندو أمبوزيماتو,مكافح الإرهاب والمافيا وأحد ألمع المحققين العالميين.
الكتاب :الحرب القذرة
المؤلف : حبيب سويدية
ترجمة :روز مخلوف
الناشر :دار ورد – دمشق 2002
#منهل_باريش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟