أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين المظفر - الحس العاطفي في المجموعة القصصية (عطر الحب) للقاصة غادة م سليم















المزيد.....

الحس العاطفي في المجموعة القصصية (عطر الحب) للقاصة غادة م سليم


أمين المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5569 - 2017 / 7 / 2 - 18:56
المحور: الادب والفن
    


في البداية اود ان اوضح اني اقدم د غادة سليم في هذه المجموعه القصصية كقارئ وليس كناقد ادبي فهذا الامر متروك لذوي الاختصاص. وربما لا تتفق معي القاصة في بعض الوصف والتفسير لقصصها وخاصة لرموز القصص وتنقلات احداثها .ان هذا حق مكتسب لي ولها فقصصها تذكرنا بالرسم التشكيلي .
قرأت بعض القصص لاكثر من مرة وكلما يزداد المرء امعاننا في قراءتها يجد معان جديدة لم يكتشفها من قبل فتحلو له قراءتها من جديد. كما ان كل قصة من قصصها تفك لغزا من الغاز حياتنا اليومية وتعيد لملمتها بمراة تعكس حقيقة ثنايا الواقع بتناقضات الوانه المتداخلة. فقصصها كما ذكر د سيار الجميل الذي كتب مقدمة المجموعه "انها تهدف لاحداث تاثير قوي مهيمن على القارئ". وقد لاحظت من خلال قراءتي لهذه القصص ان من اهم اسباب هذا التاثير ان د غادة كثيرا ماتعرض حكاياتها بصورة سردية مع ذاتها فتطوي حوار صراع شخصيات الحدث وتختزلها بشكل فني رفيع محدثة تفاعلا سريعا قويا بينها وبين القارئ فيجد القارئ نفسه منساقا لفعل هذه القوى دون ردة فعل معاكسة لذلك.
رقة التعبير وجمال التصوير
ان قراءة كل قصة لاتستغرق سوى دقائق معدودات لكنك لاتستطيع الافلات من سحر ايقاعتها فتبقى تلازمك حتى تملا خيالك احداث قصة اخرى ففي قصة الشفق القطبي نجد الحبيبة ترفض خلع قلادتها التركواز لانها تعتبرها تعويذة تقي حبهما
ولكن ما ان يفتح الحبيب عينيه حتى يجد اختفاء الحبيبة كالسراب ولم منها سوى كرات التركواز تتدحرج على الارض.
لاتخلو اية قصة من تعبير فني تصويري يهيمن على احاسيس القارئ تصوير.. نجده كالهدهدة حينا وصراخ صامت حينا اخر. منها ماقرأته في قصة زائر القلب حيث توظف د غادة اجمل الكلام عن اسوأ حال لحبيبة ويمكن وصفها بأنها تحفر الامل في صخرة اليأس ونجدها ترسم ببضع كلمات لوحة فنية رائعه تستفز الاحاسيس الانسانية بقولها " وتركها تغزل الشوق بالصبر وتكتب حكايا للعاشقات الصغيرات..." الا ترى عزيزي القارئ ان هذا التعبير بجملة واحدة فقط يوحي بلوحة فنية لأمرأة تغزل وفي نهاية خيط مغزلها قلم وتجلس بجنبها شابه يافعة تقرأ في قصة منحوتة على الصخر. على عكس الفكرة التقليدية ومايكتب عند هجر اوفقدان الحبيب حيث يفيض الكاتب في وصف حال الحبيبة المزري والبكاء والعويل.
النقلات النوعية
كثيرا ماتنقلنا الكاتبة في لحظات فقط من ارقى الاحاسيس الانسانية والمشاعر المفعمة بالحب الى ادنى حالاتها في الخوف والرعب كما في قصة الافتراس"اندفعا يتقلبان ضاحكين .... يؤرخان لحياتهما بالدقائق التي يقضيانها معا مرحين متالقين" تنقلنا فجأة الى " أخذ نباح الكلاب يعلو .. الى اخره من الوصف المرعب تعابير تنقلك الى اجواء الحدث فيزداد قلبك اضطرابا وتتحرج الكلمات اذ يتراءى لك سماع عواء ذئابهم وهي تنهش جسم الوطن.
اما في قصة التلويحة فتتمتم الحبيبة "كنا مثل عطشان اندفع ملهوفا نحو الماء العذب ينهل منه بشغف وجنون من دون ان ينطفئ عطشه او تخف حدته" ثم تنتقل فجأة وبدون استئذان الى لب الموضوع وكأنها لاتريدك ان تغادر الاجواء التي رسمتها لك فنسمعها تتساءل:
" لكنه لم يبرح المبنى ابدا , كيف السبيل الى الدخول اليه؟ اودعت افكاري وكل شيئ عند الباب....
ولابد ان اشير هنا الى ان النقلات النوعية عامة تكاد تكون صفة مميزة للكاتبة غادة سليم لم تكن لتلجها وتزهو بها لولا ملكتها اللغوية العالية وخيالها الخصب.
الرمز
لقد علمنا النظام المقبور فن الرمز في جميع نواحي حياتنا تعلمنا ان نكتب بالرمز فقط بل نرمز بالصمت وحتى نقطع انفاسنا وانسالنا كي لانعيش في الرمز وحتى احلامنا الورديه شوهتها قوارض تدبي باسنان وحشية.
لذا نرى د. غادة وهي تعيش اليوم في المهجر في رحاب الحرية لاتلجأ كثيرا الى البناء الرمزي السياسي في مجموعتها الجديدة (عطر الحب 2016) الا في بعض القصص وابرزها الافتراس والتلويحه وكذبة نيسان على عكس مجموعتها الاولى الهاوية والتي صدرت في بغداد 1987 . ان الرمز هو جزء من بناء قصصها وهو جزء من قوتها وصورها الجميلة والا لتحولت القصة الى حلقه من قصص كان ياماكان الشعبية. في قصة الافتراس تلخص الكاتبه مرحلة الهروب بكلمات قليلة دخل"احد البيوت المظلمة" ليؤدي امتحانه المطلوب "اجتاز الامتحان بجدارة" ووافق مرغما على شرطهم في ان يقطع علاقته بحياته الماضيه "وعندما خرج ليخبرها لم يجد سوى يدها وقد علقت بها بعض بقايا من ثوب". هذه اللقطه الفريدة تفتح الافق واسعا لكل ذوي القدرات الخلاقه , شاعر يحلق بخياله الى مهد الحضارة الى بلاد سومر ليحكي لها تداعي حضارتنا والرسام يجسد صورة مأساة امه بكاملها والروائي يحكي رواية نزوحنا وهجرتنا. اما انا فقد رأيت في هذه اللقطه يدا تشهد على جريمة اجهاز النظام وكلابه على الحرية وابكتني اصابعها المعطرة برداء الوطن وهي تشير الينا، الى كل من ترك الوطن اعزلا لينفرد به جبابرة النظام.
الاساس العلمي
الاساس العلمي يظهر خلال كتابات بعض الفقرات في قصص الكاتبة (د. غادة م. سليم متخصصه في علم الجيولوجيا وليس الادب وقد حصلت على شهادة الماجستير من بريطانيا والدكتوراه من نيوزيلندا) فمثلا في قصة (كذبة نيسان) ذات البناء الرمزي المتكامل نجد ان د. غادة تجيد الاستخدام العلمي لخصائص قطرة الزئبق فالقطرة فيزياويا تقاوم التجزئة والانفصال والمارد لايستطيع تقطيع اوصال حب الحياة والحرية فقطرة الزئبق تقاوم بشدة رغبته العارمة في تحطيم قوى الانسان من الداخل. اما في قصة (زائر القلب) تصف استاذة الجيولوجيا وبرونق جميل هادئ تراكم الالم على الحبيبة عندما نقرأ " اما هي فمن طول الانتظار تحولت تدريجيا الى صخرة ملساء نحتتها الامواج بين المد والجزر فيتكئ عليها العشاق، ذابت كل الملامح مرة اخرى بعد ان اصبح العذاب طبقات وطبقات بين الامل والانتظار والاشتياق".
الغزل
اما في الغزل فالكلمات الرقيقة تنساب ببطء الى اعماق قارئها فتصيبه خمرة الحب ويطير ثملا في فضاءاته ، كما تخللت قصصها تعابير جريئة لم تبلغ مداها المرأة العراقية من قبل فهو اسلوب جديد امتازت وحدها به الكاتبة (المرأة) د. غادة دون منازع. حاولت ان اجمع شواهد يسيرة من ثورة غزلها ومن رصاص كلماتها فوجدت اني اعيد كتابة وبعثرة قصصها مرة ثانية وعندها ادركت وهم بلوغ غاية الحلم ...حلم ستجدونه انتم بقراءة نصوصها



#أمين_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الأربعين لرحيل الفقيد هلال السباك


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين المظفر - الحس العاطفي في المجموعة القصصية (عطر الحب) للقاصة غادة م سليم