أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسمة البطاط - خالد ينتصر














المزيد.....

خالد ينتصر


باسمة البطاط

الحوار المتمدن-العدد: 5561 - 2017 / 6 / 24 - 15:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


الخالد ينتصر
بقلم: باسمة البطاط
انعقد لسان الرفيقة ماجدة المصري وانحبس صوتها وهي تلقي الخبر باقتضاب، الرفيق خالد نزال استشهد.
خالد نزال اغتاله الموساد في أثينا في حزيران 1986، طالته يد إرهاب الدولة.
لم يمض وقت طويل لتبدأ علاقتي بريما التي جاءت من سوريا لتستقر في عمان حاملة سوادها وحزنها ووجعها وطفليها ديمة وغيث .
تلك الجميلة المتشحة بالأسود ، الفراشة السوداء كما وصفتها قصيدة شاعر، كانت تبدو لي وكأنها خارجة من نص "شكسبيري" تسير أو تراوح بين مكانين وزمانين وعالمين ، هما خالد ونحن.
واصلت نضالها في الأردن، وكان من ترتيبات القدر أن تكون هي مسؤولتي الحزبية لنقود سوية المنظمة الطلابية النسائية، مما تطلب أن ازورها بشكل شبه يومي في بيتها المعلقة على جدرانه دموع على شكل وجه خالد، وحتى لا أسرف في وصف تلك التجربة لأنها قد تجتاح، لا تحتاج، صفحات سأتوقف عند بعض ملامحها الإنسانية والأشياء المشتركة الجميلة التي شبكت بين روحينا .
أم ديمة وغيث وزوجة الشهيد خالد، كانت لها تجربتها النضالية منذ كانت طالبة تعيش في فلسطين وتم ابعادها من قبل سلطات الإحتلال في مطلع السبعينات لتنتقل إلى سوريا، درست وتعرفت على خالد وتزوجا، كنت الحظ من بين الحزن تسلل شيء مختلف من روحها التي تسكنها طفلة تضحك وتُضحك، وعلى هوامش تلك الاجتماعات كان يحلو لنا الحديث عن الحب والأغاني وأفلام السينما، ولا أذكر حديثا خلا من ضحكة من القلب على مفارقة ما، كان الضحك واحدا من تجليات وتداعيات الحزن العميق .
امتدت صداقتنا ورفقتنا في العمل سوية في الصندوق القومي الفلسطيني، حتى عادت للبلاد، وكانت من أواخر الوجوه التي تعرف عليها زوجي رائد الدبس اذ التقينا على مائدة فطور فلسطيني قوامه الرئيسي الزيت والزعتر في أحد مقاهي رام الله قبل أن يرحل عن عالمنا هو أيضاً.
واحد وثلاثون عاما ونحن نتأمل خالد في نص سنوي موجع تستحضر فيه ريما وجهه وغيابه، كان هذا مدار حديثي مع ابنهما غيث الذي أصبح شابا آخر مرة التقيته بعد سنوات من الغياب، كان ذلك في استراحة أريحا في زيارتي الأخيرة إلى رام الله .
كنا بانتظار الراكب الأخير، ليصل شاب وسيم يأخذ مكانه بهدوء في المقعد الذي أمامي ، وضعت يدي على كتفه : غيث ؟ بلمعة فرح رد خالتو باسمة ! التف وتعانقنا وكان حديثنا الذي علا فيه صوتنا على صوت الركاب عن تدشين ميدان في جنين باسم خالد والجدارية التي تحمل اسمه. تم ذلك الاحتفال ليمر أقل من أسبوع لتجتاحنا حالة من الذهول والغضب من خبر انصياع "بلدية جنين" لتهديدات سلطات الإحتلال باجتياح المدينة في حال لم يتم إزالة النصب التذكاري.
-صباح الخير ريما

- مستاءة كتيرا وحزينة في محادثة سريعة معها فور سماعي الخبر.
يا ريما: افتحي بيت عزاء في قباطية ، خيمة كبيرة مشرعة على جنين ، على فلسطين ، على ذاكرتنا وأقيمي هناك وابك خالدا كما لم تبك إمرأة أحدا من قبل، ولنبك معك كلنا ما وصلت إليه فلسطين بهذه الكلمات عبّرت لها. لكن وشعبنا على أهبة الكرامة والانتصار للشهداء في هبة شعبية، هي هبة الذاكرة التي شحذت بمحاولات غبية في تشويشها أو محو أجمل من يضيئونها، أعادت السواعد الشريفة النقية إعادة النصب التذكاري والجدارية انتصاراً للذاكرة لنردد مفعمين بالنشوة الخالد نزال ينتصر.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترامب يعلن رسومًا جمركية على 7 دول تصل لـ40%.. ماذا قال في ر ...
- قانون الإيجار القديم يفتح باب الجدل مجدداً في مصر، وخبراء يح ...
- -ريفييرا الشرق الأوسط-.. خطة مثيرة للجدل لإعمار غزة تربط رجا ...
- الرئيس الإيراني: إسرائيل حاولت اغتيالي خلال اجتماع رسمي
- ترامب - نتنياهو: لقاء الفرصة الأخيرة؟
- رحلة عبر الزمن.. اكتشف كنوز نينوى العريقة والنابضة بالحياة
- مقتل رجل بنيران حرس الحدود في تكساس
- كيف خططت حماس لاختراق الوحدة 8200 الإسرائيلية بطاقم تنظيف؟
- متجر دانماركي يطلق مجموعة أزياء مناهضة لإسرائيل
- جالية كوت ديفوار في باريس تطالب بانتخابات شفافة في وطنها


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسمة البطاط - خالد ينتصر