أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الجارالله - المنبر الإسلامي والخواء الفكري














المزيد.....

المنبر الإسلامي والخواء الفكري


احمد الجارالله

الحوار المتمدن-العدد: 5559 - 2017 / 6 / 22 - 22:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما نذكر مصطلح " المنبر الإسلامي " تقدح في الذهن عناوين الثقافة والعلوم والمطارحات الفكرية والنقاشات البناءة التي تهدف لبناء فكر وشخصية الفرد المسلم وتحصينه ثقافياً وفكرياً بحيث يصل لدرجة كافية من مواجهة كل الشبهات التي تطرح على الساحة الفكرية الإسلامية بشقيها السنية والشيعية, خصوصاً وإن وسائل الترويج لأي فكر أو ثقافة أصبحت متاحة عند كل فرد كوسائل التواصل الإجتماعي والقنوات الفضائية, ويضاف لذلك كثرة الدعوات الموجهة التي تريد النيل من الإسلام والمسلمين والتي إتخذت من عنوان الإسلام غطاءً لها كعقيدة التجسيم للذات الإلهية المقدسة.
لكن ما يحصل الآن إن المنبر الإسلامي – والكلام هنا عن الأعم الأغلب – لم يقدم شيء من الثقافة الفكرية للفرد المسلم, بل كل ما يقدمه هو عبارة عن معلومات معروفة عند الفرد ويتم تكرارها على مسامعه من قبل هذا الشيخ وذاك القارئ في هذه المناسبة أو تلك, مثلا خطيب المنبر الشيعي يتكلم عن كرامات ومناقب آل البيت " عليهم السلام " أمام جمهور من الشيعة؛ وهنا نسأل ماذا قدم هذا الخطيب للجمهور المتلقي ؟ هم من الشيعة ويعتقدون بإمامة آل البيت " عليهم السلام " ويعرفون كراماتهم وفضائلهم ويعرفون ما حصل وجرى عليهم من ظلم وحيف, فلم يحصل أي تطور فكري وثقافي عند الفرد المتلقي, بل كل ما حصل هو تدوير لمعلومة هي بالأساس موجودة عن هذا الفرد ولم يتم تحصينه ثقافياً وفكرياً في الدفاع عن عقيدته ودينه, فكل ما يتلقاه الفرد عبارات وكلمات معلومة لديه وليست بجديدة وهذا ما لا يحتاجه الفرد المسلم بصورة عامة لأنه مؤمن بالأساس بكل ما يذكر على المنبر ولا يحتاج إلى ذكر كرامات وفضائل لأنه مؤمن ويعتقد بها, بل الذي يحتاجه هو التحصين الفكري والثقافي, فكل ما يطرح الآن على المنبر – الأعم الأغلب – هو عبارة عن تدوير لأحداث ووقائع معلومة عند كل فرد وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على الخواء الفكري الذي مني به المنبر الإسلامي.
لذلك يجب أن تكون هناك ثورة فكرية ثقافية إسلامية تحصن الفرد وتمكنه من الدفاع عن دينه ومذهبه خصوصاً وهناك ثورة علمية إسلامية الآن تملأ وسائل التواصل الإجتماعي يمكن للقارئ وخطيب المنبر أن يستلهم منها الفكر ويطرحه في الشارع من خلال الخطب والمحاضرات الدينية تمكن الفرد من مواجهة الفكر الدخيل كعقيدة التجسيم عند ابن تيمية وفيها إنتصار للذات الإلهية المقدسة وللإسلام ورموز الإسلام وكذلك فيها محاربة للفكر المتطرف المتشدد الذي أخذ يقرع الأبواب ويتسلل إلى عقول العديد من أبناء الإسلام لعدم وجود الحصانة الفكرية والثقافية عن الفرد المسلم, وهذا سببه المنبر الإسلامي الذي لم يقدم المطلوب منه بشكل تام بل اكتفى بجانب وأهمل جوانب أخرى مهمة.
فالحراك الفكري والثقافي الإسلامي الموجود الآن والذي نلاحظ تصاعد وتيرته خصوصاً على مواقع التواصل الإجتماعي والذي ضرب عقيدة التجسيم والفكر الإرهابي المتطرف بالصميم هو عبارة عن منبعاً عذباً للفكر الإسلامي ويمثل مورداً مهماً لإرفاد المنبر الإسلامي بالفكر والثقافة الإسلامية التي تبني شخصية الفرد المسلم وتحصنه وتجعله قادراً على مواجهة أي فكر دخيل وتمكنه من الدفاع عن دينه ومذهبه وهي عبارة عن بحوث توحيدية وبحوث فلسفية فيها الفكر والعلم وبعبارات مبسطة وواضحة وحجج تامة تدحض كل فكر دخيل على الدين والمذهب.


بقلم احمد الجارالله



#احمد_الجارالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العمود الثامن: الثورة ومعارك الطائفية
- نيجيريا تدين 44 عنصرا من بوكو حرام بتهمة تمويل الإرهاب
- خلال زيارته لبلدة الطيبة والاطلاع على اعتداءات المستوطنين د ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- 400 عالم يؤيدون فتوى تصنيف من يُهددون المرجعية، بالحرابة
- بروجردي.. إيران الإسلامية ستتحول لواحدة من القوى الكبرى في ا ...
- الاحتلال الإسرائيلي يعتقل عرفات نجيب أحد حراس المسجد الأقصى ...
- الاحتلال يعتقل أحد حراس المسجد الأقصى
- إيهود أولمرت: اليهود يقتلون الفلسطينيين يوميا بالضفة
- -المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد- انتصا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الجارالله - المنبر الإسلامي والخواء الفكري