أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الله الحريف - العلاقة بين النضال من أجل مطالب إجتماعية واقتصادية وثقافية والنضال من أجل مطالب سياسية علاقة تفاعل وتكامل














المزيد.....

العلاقة بين النضال من أجل مطالب إجتماعية واقتصادية وثقافية والنضال من أجل مطالب سياسية علاقة تفاعل وتكامل


عبد الله الحريف

الحوار المتمدن-العدد: 5553 - 2017 / 6 / 16 - 09:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



هناك من يريد إقامة صور صيني بين المطالب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من جهة والمطالب السياسية من جهة أخرى.
إن هذا الطرح قد يشكل نوعا من التكتيك الضروري لتفادي خوض صراع مباشر مع المخزن والكتلة الطبقية السائدة وسيدتهما الإمبريالية الغربية من خلال عدم طرح مسئوليتهم الواضحة في التردي المريع للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وقد يمكن من انتزاع مكاسب جزئية لا يجب احتقارها لأن من شأنها أن تقنع الجماهير بجدوى وضرورة النضال. لكن هذه المكاسب محدودة وقابلة للتراجع ما أن تخمد أو تضعف جذوة النضال. كما أن هذا الطرح سديد من حيث تأكيده على خصوصية المطالب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
لكن هذا الطرح، إذا أصبح قناعة ومسلمة نهائية وخاصة إذا استعمل لمعاداة النضال والعمل السياسي، سيصبح مضرا، ليس فقط بالنضال من أجل المطالب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لأنه سيدخله في سيرورة لا متناهية وسيزيفية يضل المخزن والكتلة الطبقية السائدة والإمبريالية هم الرابحين فيها وقد يعزله عن القوى السياسية المناضلة، بل أيضا معرقلا لطموح ونضال شعبنا من أجل التغيير لصالحه الذي يجسده، الآن، النضال الموحد والمتصاعد ضد المافيا المخزنية على طريق تحرره من هيمنة الإمبريالية والكتلة الطبقية السائدة.
فمن سابع المستحيلات أن يحقق الاقتصاد المغربي التبعي للإمبرياية الغربية، وخاصة فرنسا الضعيفة اقتصاديا مقارنة مع ألمانيا مثلا، والذي بسبب ذلك وبسبب طبيعة الكتلة الطبقية السائدة يحتل موقعا متخلفا في قسمة العمل على المستوى الدولي( أنشطة اقتصادية جلها ذو قيمة مضافة ضعيفة) والذي ينخره النهب والافتراس والريع الذي يمارسه المخزن والكتلة الطبقية السائدة والإمبريالية الحد الأدنى من العيش الكريم لشعبنا. وتفشي البطالة على نطاق واسع وانهيار التعليم والصحة وباقي الخدمات الاجتماعية تأكد ذلك. ولذلك فشلت فشلا ذريعا ومدويا كل السياسات “الإصلاحية” للنظام في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
والنظام الذي يعي جيدا الأهمية القصوى لترسيخ فكرة الفصل بين المطالب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من جهة والسياسية من جهة أخرى وسط الشعب للحفاظ على مصالحه ووجوده كان سباقا، غداة الاستقلال الشكلي، إلى تحييد المركزية النقابية الاتحاد المغربي للشغل القوية والوحيدة آنذاك عن لعب أي دور سياسي لصالح التغيير مكرسا ما سمي ب”سياسة الخبز”.
كما أن النظام يوظف بمكيافيلية وانتهازية قضية الفصل هته: فلتكريس هذا الفصل وسط الجماهير الشعبية وإبعاد المناضلين السياسيين المخلصين يستعمل كل الوسائل: ترهيب الجماهير وترسيخ فكرة أن كل المناضلين السياسيين يسعون إلى الركوب على النضالات الاجتماعية لتحقيق مصالحهم الحزبية الخاصة( والحال أن قوى “الحركة الوطنية” غالبا ما استعملت النضالات الشعبية بشكل انتهازي) وأن الجماهير بقدر ما تبتعد عن السياسة والسياسيين ستتمكن من تحقيق مطالبها. وهو بذلك يريد عزلها عن محيطها الطبيعي المساند لها لتسهيل قمعها و/أو الالتفاف عليها. وتعامل النظام مع كفاح شعبنا من أجل مطالبه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، غالبا بالتجاهل أو المناورات أو القمع، آخره التنكيل بحراك الريف واعتقال قادته ونشطائه والحكم القاسي بالسجن على مجموعة منهم، برهان على ذلك.
لكن المخزن لا يتردد في توظيف أدوات النضال من أجل مطالب اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية لدعم مواقفه وسياساته لعل أخطرها دعوة الاتحاد المغربي للشغل للتصويت بنعم على دستور 2011 الممنوح.
وخلاصة القول أن العلاقة بين النضال من أجل مطالب اجتماعية واقتصادية وثقافية والنضال من أجل مطالب سياسية هي علاقة تفاعل وتكامل وليست علاقة تجاهل أو تناحر.



#عبد_الله_الحريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفانا من أنصاف الحلول
- لنستفد من دروس حراك الريف
- تأملات في واقع اليسار وأسباب أزمته وإمكانيات تجاوزها
- خصوصية القضية الفلسطينية
- حركة 20 فبراير: بين أسباب الخفوت ومتطلبات النهوض
- الحل السديد للقضية الامازيغية: أحد أهم أسس بناء جبهة الطبقات ...
- موجة جديدة من السيرورة الثورية في المغرب
- كيف نواجه المافيا المخزنية؟
- بعد المقاطعة الشعبية العارمة لمهزلة 7أكتوبر، ما العمل؟
- ملاحظات سريعة حول موقف بعض المتياسرين من مقاطعة انتخابات 7 أ ...
- حوار حول المؤتمر الرابع للنهج الديمقراطي
- معضلة التعليم بالمغرب
- التحولات الإقليمية الراهنة، أي دور للنخب والشعوب
- العلمانیة منھج حتمي لتطور المجتمعات بالعالم العربي
- بعض دروس الثورات في العالم العربي
- حول الملكية البرلمانية
- حركة 20 فبراير في مفترق الطرق
- نداء النهج الديموقراطي للشعب المغربي
- الصحراء بين أمنيي المغرب وجنرالات الصحراء
- بناء المغرب الكبير يتطلب البحث عن حل ديمقراطي سريع لقضية الص ...


المزيد.....




- سياسة جديدة للمنظومة التربوية في الجزائر
- ارتفاع عدد ضحايا هجوم العصابات في هايتي إلى أكثر من 50 قتيلا ...
- استقطاب يهيمن على المشهد السياسي في تونس قبل انتخابات الرئاس ...
- واشنطن بوست تكشف: إيران نجحت في تجاوز الدفاعات الإسرائيلية و ...
- السود في نيويورك يواجهون حرج دعم إريك آدامز المتهم بالرشوة و ...
- رئيس الاستخبارات الألمانية يحذر من اضطرابات في 7 أكتوبر
- بوريل يحذر من دخول روسيا ودول أخرى في صراع الشرق الأوسط إذا ...
- باكستان.. إغلاق إسلام آباد وتعليق خدمات الهاتف لمنع تجمع حاش ...
- القاذفة الروسية -سو-34- تدك معقلا لقوات كييف في كورسك بقنابل ...
- بيان سوري عن قصف إسرائيل -الوحشي- للطريق الدولي الرابط بين ل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الله الحريف - العلاقة بين النضال من أجل مطالب إجتماعية واقتصادية وثقافية والنضال من أجل مطالب سياسية علاقة تفاعل وتكامل