أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الحسين شعبان - مسؤولية الأمم المتحدة إزاء المأساة الفلسطينية














المزيد.....

مسؤولية الأمم المتحدة إزاء المأساة الفلسطينية


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5551 - 2017 / 6 / 14 - 18:36
المحور: القضية الفلسطينية
    



أعاد إضراب الأسيرات والأسرى الفلسطينيين التساؤلات القديمة الجديدة حول مسؤوليّة الأمم المتحدة إزاء مأساة الشعب العربي الفلسطيني، خصوصاً وقد سبقه قرار للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس بسحب تقرير «الإسكوا» الخاص ب«الممارسات «الإسرائيليّة» تجاه الشعب الفلسطيني، ومسألة الأبرتايد» وبسببه قدّمت ريما خلف الأمينة العامة التنفيذية السابقة لل«إسكوا» استقالتها، بعد أن أشارت بإصبع الاتهام إلى القوى المتنفّذة التي مارست ضغوطاً على الأمين العام لاتخاذ هذا الإجراء.

وبغض النظر عن تقرير «الإسكوا» (المسحوب) فإن «إسرائيل» عملت منذ قيامها على تأسيس نظام فصل عنصري «أبرتايد» يهدف إلى تسليط جماعة عرقيّة على أخرى. حيث تُعرّف قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان جريمة الفصل العنصري بأنّها «أية أفعال لا إنسانيّة ترتكب في سياق نظام مؤسسي قوامه الاضطهاد المنهجي والهيمنة المبرمجة، من جانب جماعة عرقيّة واحدة إزاء أيّة جماعة أو جماعات عرقيّة أخرى، وترتكب بنيّة الإبقاء على ذلك النظام».
وإذا كان نظام الفصل العنصري قد انقرض على الصعيد العالمي بعد نهاية نظام جنوب إفريقيا ونظام ناميبيا (جنوب غربي إفريقيا)، فإنّ رحيلهما لم يُبطِل وجود أنظمة عنصريّة أخرى، وهو ما حاول تقرير «الإسكوا» تأكيده، من خلال وقائع وممارسات تخضع للتعريف المذكور، وتقوم بها «إسرائيل».
الدليل الذي حاول تقرير «الإسكوا» الاستناد إليه، هو الوضع المأساوي والتمييزي الذي يعيشه الشعب العربي الفلسطيني في كلّ مكان، سواء في الداخل «الإسرائيلي» أو ما يطلق عليه «عرب ال 48»، فهؤلاء يخضعون ل«القانون المدني» مع قيود خاصّة، ويبلغ عددهم أكثر من مليون وسبعمئة ألف نسمة. أمّا الذين يعيشون في مدينة القدس فيطبّق عليهم قانون «الإقامة الدائمة» ويربو عددهم على ثلاثمئة ألف فلسطيني.
ويطبّق على الفلسطينيين الذين يعيشون منذ العام 1967 تحت الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزّة أو مخيّمات اللجوء «القانون العسكري» ويبلغ عددهم اليوم ستّة ملايين وستمئة ألف فلسطيني، أكثر من ثلثيهم في الضفّة، والبقيّة في القطاع.
والقسم الرابع من الفلسطينيين خارج «إسرائيل» وهؤلاء متضرّرون أيضاً من قوانين الفصل العنصري، ومحرومون من حقّهم في العودة، طبقاً للقرار 194 لعام 1948، لأن «إسرائيل» تعتبر عودتهم تهديداً ديموغرافياً لها، وهي التي تخشى «القنبلة الديموغرافية الفلسطينيّة». إنّ هذه الفضاءات التمييزيّة الأربعة، إضافة إلى محاولة «إسرائيل» تكريس نفسها كدولة «يهوديّة أحاديّة التكوين» خصوصاً، بغياب مبادئ المساواة والعدالة، تلك التي تضع ممارساتها في خانة الفصل العنصري، فماذا ستقول الأمم المتحدة بشأن التعريف الدولي للأبرتايد ؟ الذي يرتكز على عنصرين أساسيين هما:

الأول، الانتماء إلى جماعة عرقيّة يشملها التمييز والاضطهاد.
والثاني، حدود وخصائص الجماعة العرقيّة، والمقصود هنا وضع الفلسطينيين الذين لهم الحق في تقرير المصير، طبقاً للعهدين الدوليين الصادرين عن الأمم المتحدة، العام 1966، وقد أشار إلى ذلك قرار محكمة العدل الدوليّة في لاهاي العام 2004، بخصوص الآثار القانونيّة الناشئة عن تشييد جدار الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة.

ويبدو أنّ الأمم المتحدة تقف منذ فترة ليست بالقصيرة عاجزة أمام تغوّل القوى المتنفّذة وتنكّر «إسرائيل» إلى قراراتها. وإلّا كيف تُصدر قرارات تدعوها للانسحاب من الأراضي المحتلّة عام 1967 (القراران رقم 242 لعام 1967 و338 لعام 1973) في حين أنّ الأخيرة تتمادى في تجاهلها لدرجة أنّ الكنيست اتخّذ قراراً العام 1980 بضمّ القدس، وقراراً آخر في العام 1981 بضمّ الجولان، ولم تأخذ الأمم المتحدة أي خطوات عمليّة رادعة، أو من شأنها مساءلة المرتكب جرّاء خرقه المستمر لقواعد القانون الدولي، وتهديده للسلم والأمن الدوليين وفي المنطقة.
وإذا كان الأمين العام جوتيريس قد استجاب لضغوط القوى المهيمنة وسحب تقرير «الإسكوا»، فكيف سيتعامل مع قرارين دوليين تمّ اتخاذهما من جانب جهتين دوليّتين رفيعتي المستوى؟ الأول من منظّمة اليونيسكو في 18 أكتوبر(تشرين الأول) 2016 ، يعتبر الأماكن المقدّسة في القدس من تراث العرب والمسلمين. والثاني من مجلس الأمن الدولي في 23 ديسمبر(كانون الأول) 2016 يطالب «إسرائيل» بوقف الاستيطان، الذي هو جريمة دوليّة يعاقب عليها القانون الدولي.

وإذا كان يجدر بالعرب ودولهم انتهاز فرصة إضراب «الأمعاء الخاوية»، الذي استمر أكثر من 40 يوماً وصدور قرارات دوليّة مهمّة، شنّ حملة دبلوماسيّة وقانونيّة لمساءلة المرتكبين «الإسرائيليين» ومن ثمّ تجريمهم ؟ فإن ذلك يقع في صلب مسؤولية الأمم المتحدة.
ويمكن للمجتمع المدني العالمي أن يُسهِم فيها، وهو الذي سبق له أن اتّخذ قراراً تاريخيّاً بمشاركة نحو 3000 منظّمة دوليّة في المؤتمر العالمي ضد العنصريّة المنعقد في «ديربن» (جنوب إفريقيا) العام 2001، حيث دمغ الممارسات «الإسرائيليّة» بالعنصريّة.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل المواطنية والانتماء الطائفي - مقاربة للحالة العراقية
- في التباس مفهوم الإرهاب الدولي
- عبد الحسين شعبان - سيرة تمرّد ومغامرة قلم
- في تجديد الفكر الديني: مساهمة في الحوار الدائر حول الإسلام و ...
- حرّية التعبير بين القانونين الدولي والداخلي- المبادئ والقيم ...
- لإنسانيات ومقاربتها التنموية
- الحب وسط المأساة!!
- ما الذي تبقّى من المشروع الفلسطيني؟
- -الهويّة والمواطنة- كتاب جديد لعبد الحسين شعبان
- العروبة والقوميّة
- سؤال الإرهاب أيضاً
- في تجديد الفكر الديني
- ماذا يعني تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين ؟
- عن ثقافة الكراهية
- عمران القيسي:عبد الحسين شعبان في ثقافته الإستثنائية
- المجتمع المدني.. رؤية ليست بريئة
- ترامب و-المناطق الآمنة-...!
- ما بعد الصدمة والترويع
- بيروت والعشق الملوّن
- ما بعد مؤتمر الأستانة: قراءة في البعدين الإقليمي والدولي للأ ...


المزيد.....




- حزب أردوغان يرد على وصف رئيس بلدية إسطنبول -حماس- بـ-الجماعة ...
- مظاهرة حاشدة في هامبورغ لوقف موجة الكراهية ضد المسلمين والسل ...
- قبيل توجهه لإسرائيل.. بلينكن يحض حماس على قبول مقترح الهدنة ...
- جورجيا.. القوات الخاصة تستخدم الرصاص المطاطي لتفريق احتجاجات ...
- -هذا لاقانوني ولاأخلاقي ومثير للاشمئزاز-.. محتجة مؤيدة لفلسط ...
- الجيش المالي يعلن قتل قيادي في تنظيم -داعش- هاجم القوات الأم ...
- جامعة السوربون تحاصر طلابا مؤيدين لفلسطين
- -انطلقت ووصلت إلى هدفها-..الحوثيون يعرضون مشاهد من استهداف س ...
- الولايات المتحدة تواصل تشييد رصيف بحري عائم على شاطئ غزة
- الخارجية الأمريكية تصدر بيانا بشأن مباحثات الأمير محمد بن سل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الحسين شعبان - مسؤولية الأمم المتحدة إزاء المأساة الفلسطينية