أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علاء العراقي - الداخلية وحملة البكالوريوس (المعظلة)














المزيد.....

الداخلية وحملة البكالوريوس (المعظلة)


علاء العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5549 - 2017 / 6 / 12 - 16:42
المحور: حقوق الانسان
    


لم تكن السنوات الخمسة عشر التي قضيتها في المهجرسعيدا بها رغم اني اعيش في وضع انساني ومادي جيد وتُحترم كافة حقوقي كاْنسان وكمواطن سويدي, لكن الحنين الى الوطن له وقع اخر في نفسي فتأريخي وجذوري تستدعيني دوماً (ثم عدت) .
كنت متشوقاً جداً لأصدقائي وأخوتي الذين فارقتهم منذ زمن بعيد وكعادة أبناء عمومتي وأصدقائي دعيت لوليمة لاكثر من مرة. تذكرت فيها تلك الاًيام التي قضيناها سويةً ,دُعيت الى وليمة في بيت عمي (ابو علي ) رحمه الله, دار حديث بيني وبين ابن عمي ( علي ) الذي لطالما كان انساناً مجتهداً ومثابراً وعاملاً لايكل ولايمل يساعد نفسه ويساعد عائلته ولا يُحمّل والده الكبير بالسن اي مصاريف تذكر, كنت ولازلت من المعجبين به واكُن له كل الاحترام والتقدير, لانه كان أنموذجاً يُحتذى به فبادرته بالسؤال, اين اصبحت او باللهجة العراقية ( شلونهة الدنية وياك )؟.
تأفف (علي) بشدة وقال:
ياأخي تعرف مدى حرصي على اكمال دراستي وتعرف كم عانينا ونحن شباب صغار من نظام صدام الشوفيني والذي كان احد اسباب خروجك من العراق, وتعرف كيف كانت عائلتي لا تستطيع ان تسد مصاريف دراستي ,مما اضطرني لاعالتهم واعين نفسي لاكمل دراستي واحقق حلمي الذي كنت اصبوا اليه, وهو اكمال دراسة القانون واستحصالي بعد الجهد الجهيد وضنك المعيشة على شهادة البكالوريوس بالقانون وكما تعرف اني قد تعينت مجبوراً في سلك الشرطة لظروف البلد وعدم وجود فرص عمل تليق بشهادتي ,بدوت يا أخي نادماً على عمري ودراستي وحبي للعلم والمعرفة في بلد مثل العراق لا تُحترم فيه الكفاءات والشهادات العليا ويُعامل اصحابها بكل سخرية واذلال ورغم اني اعمل في سلك الشرطة وفي وزارة مهمة وفي ظل ظروف صعبة يمر بها بلدي ورغم انني أُصُبت اكثر من مرة وهُددت بالقتل من قبل تنظيمات ارهابية , لكني لم اترك وظيفتي لان بلدي كان يحتاجني وكم من المُعيب ان اترك العمل وابناء وطني يحتاجون لوجودي, لكن مايشعرك بالاحباط والاذلال اكثر ان شخص لايعرف ان يكتب ثلاث كلمات على بعض وليس له خبرة يصبح في يوم وليلة برتب عسكرية عليا فقط لان هذا هو استحقاق حزبه ومن حصتهم ان يدمج في الوزارات الامنية وانا صاحب الخبرة والشهادة غير المزورة وتعبت وناضلت من اجلها وسهرت الليالي اتُرك في الشارع كحرس يتحكم بي جهال القوم والمصيبة الاكبر ان مدرائي لايمتلكون شهادتي ولا يسعهم الا معاملتنا باحتقار.
الالاف من حملة الشهادات العليا من شأنهم ان يُقيّموا الوزارة بخبرتهم ومعرفتهم . هل تعلم ياأخي ان نظام البعث الهدامي كان يشجع المنتسبين في الداخلية على اكمال دراستهم الاعداية والجامعية والدراسات العليا ويوفر لهم فرص عمل تناسب شهاداتهم؟ هل تعلم ان من يحصل على شهادة البكالوريوس بالقانون يذهب للمعهد القضائي ليصبح قاضي؟؟ وهم اليوم موجودين وناجحين جدا بعملهم في ساحات القضاء لما يمتلكونه من خبرة. كم هو مؤلم عندما نضرب مثلا كهذا ونحن ابناء المحرومين والمظلومين والمضطهدين والمعدومين والشهداء .
ياأخي وضعنا غريب عجيب لايشبه اي بلد في العالم فلا نحن ضباط ولا نحن موظفين مدنيين على الملاك العسكري ولا نحن موظفين مدنيين, معلقون لا للسماء ولا للارض فقط للاذلال والتحقير .
بدوت وانا مندهش من كلام (علي ) والصدمة شلت تفكيري ولم استطع ان اغمض عيني وهو يروي معاناته وهو ينزف على عمر ضاع بين حكم البعث الهدامي وبين حكم ساسة اليوم الجدد .
وهنا بادرت بالكلام, اتعرف كيف تعامل الشهادات العليا في السويد ( ياعلي ) ؟ اتعرف كيف تعامل الكفاءات في السويد؟ اتعرف سبب تطور الغرب في كافة العلوم الطبيعية والعلمية والامنية والمعلوماتية ؟ووضع الانسان المناسب في المكان المناسب ورفد وزاراتهم بكل ماهو حديث وبكل كفاءات وخبرة .هل تعرف اهم شيء لديهم هو الخبرة ؟كيف يعاملوكم بهذا الشكل المزري ويستهينون بكم بل ويقومون بالتفنن باذلالكم والسخرية منكم .؟؟
ثم سكت قليلاً .
وتحدث (علي) مرة اخرى قال: حاولنا جاهدين ان ننبه الحكومة والوزارة على مظلوميتنا وقد استبشرنا خيراً بعد طول عناء اذ وافق البرلمان ورئيس الوزارء وبموافقة رئيس الجمهورية على اضافة مادة تخص تحويل حملة شهادة البكالوريوس الى الوظائف المدنية وكانت الفرحة شبه خلاص من سجن (الكاتراز) سيء الصيت, لكن صدمنا باعتراض غير مسبوق وبعد الموافقة ,طعن رئيس الوزارء بالمادة 18 من الميزانية العامة ليقتل حلمنا الاخير ويحيلنا الى رماد, ويقتل اخر نفس للحياة الكريمة فينا, حياة تليق بتعب سنوات الدراسة والمجهود والعقلية التي نحملها اصبحنا مدار للصراعات السياسية والدهشة والغموض يكتنف كل الحلول التي تليق بنا .
فيا ابن العم انصحك بالعودة الى السويد وان تعيش في بلد يُحترم فيه الانسان ويجد وظيفة تليق به وبكرامته و بشهادته ويستطيع بها ان يستكمل دراسته العليا ويصبح ما يريد, فهذا البلد لايحب ان يحتضن ابنائه ولايريد لهم ان يعتلوا النجوم بالعلم والمعرفة .



#علاء_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علاء العراقي - الداخلية وحملة البكالوريوس (المعظلة)