نقطة تحول في مسار النضال الفلسطيني

سلام ابو شرار

الحوار المتمدن-العدد: 5543 - 2017 / 6 / 6 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رغم محاولات التغييب والتجاهل والالتفاف التي تعرض لها على مدى 42 يوما ثمة انجازات لا يمكن ان تخطئها العين للاضراب البطولي الذي خاضه الاسرى في سجون الاحتلال واسفر عن تحسين ظروف اعتقالهم.
بين الانجازات التي انتزعها اضراب الامعاء الخاوية ما يندرج في سياق التاشير على امكانية تصحيح حركة البوصلة وتأكيد اهمية العودة للاسس التي استمدت منها الحركة الوطنية الفلسطينية شروط البقاء وفي هذا السياق يمكن التوقف عند بعض الدلالات بينها :
1) قدرة الشعب الفلسطيني على الحاق هزيمة بالعدو الصهيوني اذا توفرت اللحمة الوطنية.
2) امكانية تحقيق القيادة الوطنية الحكيمة جزء من مطالبها رغم الواقع الرديء المحيط بها وبشعبها .
3) القدرة على افشال محاولات زرع اليأس والفتنة التي يقوم بها العدو الصهيوني لاذلال الشعب الفلسطيني وادامة خضوعه.
4) استعادة استقلالية القرار الوطني الفلسطيني باعتبارها حقيقة وليست ضربا من الخيال رغم صعوبة الظرف الدولي والاقليمي.
5) ابراز الشعبية والدعم الواسع النطاق الذي يحظى به الشعب الفلسطيني على الصعيد الشعبي والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية العالمية الامر الذي يرد على ادعاءات عزلة الفلسطينيين ويظهر زيف ما كان يروج له العدو الصهيوني .
6) التاكيد على فشل العدو الصهيوني في فرض ارادته على الاسرى وقدرة الحركة الاسيرة على اخضاع السجان لمطالبها.
7) رغم الموازين المختلة وثقافة الخضوع التي نشأ فيها أثبت الجيل الفلسطيني الشاب قدرته على تسلم مشعل الحرية ومواصلة المسيرة ليفشل بذلك محاولات تحييده التي مارسها العدو مستخدما كافة امكانياته ومن بينها وسائل الدعاية والتواصل الاجتماعي .
بهذه الانجازات التي تعيده الى زمن الانتصارات الحقيقية يكرس الشعب الفلسطيني قناعة بانه لم يكن في يوم من الايام ولن يكون استثناء عن الشعوب التي انتصرت في معارك الحرية والاستقلال ومن بينها الفيتنامي والجزائري والكوبي والجنوب أفريقي.
انجازات بهذا الحجم تستحق الترجمة على أرض الواقع للخروج من المأزق الفلسطيني ففي قوة الدفع التي اتاحها الاضراب ما يمكن استثماره في رسم خطة وطنية فلسطينية تستعيد هيبة المشروع الوطني والاستفادة من الرأي العام الشعبي العالمي المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني.
تستعيد حركة التحرر الوطني الفلسطينية بعض القها المفقود باضراب الاسرى وتذكر متجاهلي تاريخها بانها كانت على الدوام في طليعة النضال الاممي من اجل تكريس قيم الحرية والعدالة ولم يحل دون قيامها بدورها رداءة الاوضاع العربية والتفوق العسكري الصهيوني وسلسة الهزائم التي منيت بها امتها في الستينات، وبأنها فهمت الواقع جيدا في ذلك الزمن وادارت ظهرها للمزايدات وكانت عاملا مؤثرا في التوازن العسكري الاستراتيجي .
امام البطولات التي اظهروها في مواجهة سجانهم لا يسعنا سوى أن الانحناء أمام الذين كرسوا مقولة العين التي تجابه المخرز وكسروا ارادة العدو الصهيوني ورفعوا معنويات شعبهم الاحوج لانتصارات من هذا النوع .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل