أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن أوزال - على إثر حراك الريف و مايجري في المغرب اليوم















المزيد.....

على إثر حراك الريف و مايجري في المغرب اليوم


حسن أوزال

الحوار المتمدن-العدد: 5541 - 2017 / 6 / 4 - 19:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


"عندما تكون الديكتاتورية واقعا،فالثورة تغدو واجبا"فيكتور هيغو


لعل ما يجري اليوم في المغرب،لا يمكن لأي إنسان عاقل أن ينْسُبه أو يَعزُوه إلى شيء آخر عدا سطوة أهل النفوذ و تجبُّر أهل السلطة الذي وصل إلى حدّ التهوّر و عماء البصيرة.وهذا ما يتجلى جلاءا تاما عندما نستحضر سلسلة من الزلات و الأخطاء القاتلة التي وقَعَتْ فيها الحكومة المغربية،سواء بسياساتها الإعتباطية أوأثناء تدبيرها لقضية حراك الريف.ولعل أول هذه الأخطاء هي ما يتجلى في كون هذه الحكومة،بادرت بدون سابق إنذار،باتهام أهل الريف بالانفصال(دون إتيانها بحجج ) و التخوين و كونهم يخدمون أجندة خارجية ؛إلا أنها ويا للعجب سرعان ما تراجعت عن هذا الاتهام في أقل من اثنا عشرة ساعة، سيما بعد مظاهرة ربع مليونية حاشدة ،فاجأت الجميع ،فاضطرت إلى العدول عن صك نظير تلك التهم، معترفة بعدالة الحقوق الإجتماعية و الإقتصادية لسكان الريف بل ومشروعيتها،واعدة إياهم بتلبيتها فورا؛ فطارت نحو الحسيمة تَعقِد اجتماعات أقل ما يمكن للمتأمل للمشهد السياسي أن يصفها بها كونها فولكلورية و مثار السخرية.ذلك أنها اجتماعات بدل أن يُستدعَى إليها المعنيون(نشطاء الحراك)، جرى استدعاء جهات و أشخاص لا علاقة لهم لا من قريب و لا من بعيد، بالجماهير و لا بمناضلي الحراك؛ وهو الخطأ الثاني الذي زاد الطين بلة و الوضع تأججا وكان أن صبّ الزيت بدل الماء على النار الملتهبة الصاعدة من عمق آهات الناس البسطاء و المحرومين .هكذا استرسلت الهفوات واحدة تلو الأخرى ،بحيث مباشرة بعد هذا الخطأ السياسي الفادح ترتكب الحكومة مرة أخرى خطأ ثالثا قاتلا،صدر هذه المرة من طرف وزارة الأوقاف ،التي حاولت في شخص أحد أئمتها،تسريب موقف سياسي مناصر للحكومة ومناهض للحراك،مستفزة ،بشكل صريح الشعور الجماعي للمصلين ،ومستدرجة أنصار الحراك للتوقيع بهم في شراك أفخاخ تُيَسِّر اتهامهم و الأمر باعتقالهم الفوري.وهذا بالفعل ما حدث حيث لم يتمالك ناصر الزفزافي أعصابه ، و ردّ على الإمام موضحا للمصلين أن هذا الأخير يخدم أجندة المخزن ليس إلا .و لا يفوتنا ههنا أن نسجل نقطة نظام لنوضح من خلال هذه الواقعة ،كيف أن المزج بين الدين و السياسة ،سيف دو حدين ،يلزم على الجماهير المقهورة أن تحترس منه ،و تتشبَّث بالفصل ما بين الاثنين حتى يسهل عليها الإنعتاق و التحرر .فإذا كانت السياسة والحالة هاته، مجالا عاما للتفاوض و إبداء الرأي و الرأي المضاد تحقيقا للمساواة الاقتصادية و العيش الكريم بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين أو الجنس ،فالدين مجال خاص للتعبّد ،لا يلزم إقحامه في الفضاءات العامة أو الزجّ به في مستنقع السياسة .و عودة لنقاشنا السالف الذكر،يتبدى أن "ما يحدث" اليوم يُعطينا فضلا عما سلف ، أكثر من درس في السياسة و التغيير،أولها هذه القدرة العجيبة على التنظيم العفوي ثانيها الاستماتة الغريبة في النضال السلمي على مقاس حركة غاندي و مانديلا التاريخيتين،ثالثها الحضور المُكثف لكل المشارب ،نساءا ورجالا،أطفالا وشيوخا،شبابا وشابات،أصحاء و دوي الاحتياجات الخاصة.رابعا كونه حراك بلا قيادات أو زعامات حزبية.خامسا انعدام الخوف و بزوغ الشجاعة التي صار يتحلى بها أغلب الناس ،وذلك بالرغم من التجييش المرعب للمنطقة،و الترسانة الحربية و العسكرية التي بسطتها الحكومة في كل الأنحاء، دونما جدوى .لذلك ،فالحراك ينطوي على إشارات قوية،ينبغي للحكام التقاطها ،إذا ما أرادوا بالفعل أن يصونوا أوطانهم ،درءا للخراب الذي قد يأتي في أية لحظة على الحابل والنابل ،أولها إنما هو كون جماهير وشباب اليوم ،قد تجاوزوا حاجز الخوف الذي كبّل آباءهم و أجدادهم لعقود خلت ،بحيث لم يعُد من الممكن للسلطة اليوم ،أن تُكْرِهَهم على تجرُّع سُمِّ العبودية دون شعورهم بمرارته.و هذا ما يرددونه في شعاراتهم و خطاباتهم بوضوح تام،حينما يؤكد كل واحد منهم أنه يفضل الموت ألف مرة على أن يبقى مدلولا و مهانا. لقد أدرك هؤلاء أن لا أحد سواهم قادر على حلّ مشاكلهم ، فترسّخَت لديهم هذه القناعة ،ما أن جرى "طحن محسن فكري " و ما تلا هذه الواقعة من محاكمة للمتهمين في هذا الملف ،وُوصِفت هي الأخرى بغير المنصفة وقِيل من طرف المعنيين بأنها لم تكن عادلة البتة.مما أثار غضبا جامّا ،تضاعفت حِدّته مع طول الوقت ،لمّا أبانت الحكومة عن عجز تام عن تحقيق المطالب البسيطة التي يضمها ملفهم ،و عدم قدرتها عن توفير الاستقرار و الأمان و الإدارة العادلة لشؤون الناس العامة.كل ذلك بطبيعة الحال ، جعل الحراك يمتد كالنار في الهشيم إلى باقي البقاع ،حيث تردّد صدى المظاهرات المتضامنة مع الريف هنا وهناك ،لا احتجاجا على الحكرة و التعاسة التي تسببت فيها لعقود خلت مسلسلات التفقير المُمَنْهج الذي نال من أغلبية الجماهير و وصل بهم إلى حد لا يطاق فحسب ،بل تزامنا أيضا مع أحداث مثيلة تشهدها هذه المنطقة من المغرب أو تلك .إن السخط العارم الذي بات يتجلى سواء تجاه السياسيين أو الأحزاب المتعاقبة على الحكومات ،نتاجه غياب الثقة المتبادلة،التي كان الناس البسطاء يعقدونها عليها،في كل مرة ،بحيث يجري استنفارهم لانتخاب أشخاص سرعان ما يخونون كل العهود.مما أدى إلى انهيار تام لمشكلة الميثاق و تداعي أدنى فرصة للتعاقد مع المواطنين.وهو أمر خطير ينبغي للدولة أن تعيد النظر فيه ،سواء بتغيير جدري للنخب الحاكمة أو بسن قوانين منصفة تعكس الطموحات الحقيقية لعموم البسطاء.ذلك أن الناس إن كانوا، سابقا ،ينساقون وراء العبودية إما مكرهين أو مخدوعين على حد تأويل لابويسي ،فهم اليوم كما أسلفنا قد تجاوزوا حاجز الخوف بالمرة،تماما مثلما لم تعد الخدع المحبوكة من لدن الحكومات و السياسيين تنطلي عليهم ؛وما على الدولة و مُدبِّريها بالتالي إلا أن تستجيب لمطالبهم المشروعة و التعاقد معهم على نحو جديد ،يخلو من النفاق و التزلف و يقوم على المصداقية و المشروعية .ذلك أن عزة النفس و الحق في العيش الكريم و المساواة أمور لم يعد من الممكن اليوم، تلافيها أو غض البصر عنها ،من لدن الدولة المغربية ،المجبرة على إعادة النظر في الترسانة القانونية التي تحكم بها الناس،و مراجعة ذاتها قبل فوات الأوان، بالانتصار للعقل و إحقاق العدالة الاجتماعية،و توزيع الثروات بشكل منصف،يخرج المجتمع من حالة الاحتقان وينقذ البلاد مما لا تُحمد عقباه،لأن الإنسان كما قال "جوزيف برودون "لا يمكنه أن يكون إلا على نَحْوَيْن اثنين لا ثالث لهما :فهو إما أن يكون داخل المجتمع (أي مواطنا يتمتع بكل حقوقه إسوة بباقي المواطنين)و إما أن يكون خارج المجتمع(أي عبدا محروما من أبسط الحقوق).



#حسن_أوزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن أوزال - على إثر حراك الريف و مايجري في المغرب اليوم