الكوبوي

جميل فتحي الهمامي

الحوار المتمدن-العدد: 5535 - 2017 / 5 / 29 - 22:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تحتفظ الذاكرة بصورة نمطية لرجل الكوبوي في أفلام رعاة البقر الامريكية ، هذه الصورة عبارة عن حصان و مسدس معلّق في الخصر و قنينة ويسكي. لكن هذه الصورة تغيرت تماما بعد زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للملكة العربية السعودية في إطار القمة العربية الامريكية. فالكوبوي الامريكي جاء على ظهر طائرة ضخمة و يعلّق على خصره ملفات إقليمية و دولية. و قد نجح الرجل في ضبط الزيارة و تعديل البوصلة لناحيته و هذا ما يفسّر تغريدته مباشرة بعد ان اقلعت طائرته من الرياض : لقد عدت ب460 مليار ضخّت في ميزانية الخام الامريكي مما سيوفّر آلاف مواطن الشغل. إنّ صورة الكوبوي الصعلوك في الافلام الهوليودية القديمة قد قلبها ترامب رأسا على عقب ، فالكوبوي الامريكي في القمة العربية الامريكية كان داهية و ماكرا حيث جاء في صورى رئيس امريكا لكن تحت عباءة رجل الاعمال.
إنّ المصالح الامريكية العربية قد تثرجمت إلى ارقام مضبوطة مهدت الطريق لتقديم خطّة استراتيجية تتحدّد بموجبها الخطوط الخضراء و الحمراء التي تلتقي عندها امريكا بالعالم العربي و اسرائيل حيث طرح الملف اليمني و السوري و الفلسطيني إضافة إلى ملف داعش و الإرهاب. إنّ المبلغ الهائل الذي ضخّته المملكة السعودية في الخزينة العامة الامريكية قد حافظ شيئا ما على نسقية الصراع الدائر في الشرق الاوسط بمعنى تغضّ امريكا الطرف عمّا تفعله السعودية في اليمن و سوريا مقابل صمت العالم العربي تجاه القضية الفلسطينية و تقديم ما يشبه الضوء الاخضر لإسرائيل لقضم ما تبقّى من الاراضي المحتلة.
ختاما لا يسعني سوى التذكير بلقطة طريفة بقيت في ذاكرة كل مشاهد عربي شاهذ مسرحية الزعيم عادل إمام " الواد سيد الشغّال" في حواره مع المرحوم مصطفى متولي عندما قال له : سلّمني نظيف أسلّمك نطيف ...

#جميل_فتحي_الهمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات