أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بقلم الأستاذ: جميل دويكات - رؤية في ديوان -ظبي المستحيل- للشاعر بكر زواهرة















المزيد.....

رؤية في ديوان -ظبي المستحيل- للشاعر بكر زواهرة


بقلم الأستاذ: جميل دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 5535 - 2017 / 5 / 29 - 22:10
المحور: الادب والفن
    


رؤية في ديوان "ظبي المستحيل" للشاعر بكر زواهرة
الغلاف: لون أخضر داكن على الوجهين، الوجه الأول الخضرة يزيل كدرتها لون ذهبي إشعاعي يخترق الخضرة الداكنة ذهب الشمس يطرد عن الخضرة وحشتها السوداء، تستفيق على زهرٍ لوزي على غصنٍ يرتفع من أسفل إلى أعلى، وزهرة بيضاء تعانق حمرة اللوز المشوب في السواد في الأسفل، صورة لشبه رجل يرنو ملبيًا لتفاحة الحياة، تختلط في الأسفل المتضادات اللونية، الحمرة والخضرة والسواد ولون تفاحة الحياة يتسع نورها على الجسد المُنْصَّبِ يداه خلف ظهره "كحنظلة" عند ناجي العلي.
العنوان: ظبي المستحيل.. حالة جمالية في الظبي يعاكسه استحالة من التضاد بين كلمتي الديوان جمال الغزال وشدة الاستحالة.. ولعل العنوان بعد قراءة الديوان يبوح لك بانزياحه عن كمّ عناوين الشاعر.. فالعناوين منها من هو جمالي ومنها من هو صعب شديد فتجد مضامين متطابقة مع العنوان وأخرى مختلفة معه.
الإهداء: بما أن الشاعر منحاز مع قضايا الناس وهموم الوطن جاء منسجمًا مع نفسه ومع الآخر، أما الأسلوب فقد اعتمد لغة التكثيف التي تشي بهشاشة الوقت وتفلت الزمن، الشمس تطعن بطن الأرض بأشعتها كي تزيل بقايا الخضرة من الربيع الداكن حيث يتلون كالحرباء، صورة تشاؤمية تشي بإحساس الشاعر القابض على جرح الكلمة، وبالرغم من تشاؤم الشاعر نرى أن في الحياة حياة لمن يصارعون هولاكو، المتمسكين بإنسانيتهم، وإصرارهم على الكتابة في زمن القابض على حرفه كالقابض على جمرة من جنون.
دخلت النصوص فرقصت على إيقاعات الحياة وأحزان الموت، فالطفل النبي لم يمت إنما هو خالد فينا قصيدة جميلة في موسيقاها وإيقاعات القهر حيث الطفل "برعم الينبوع" في أرض الرسالة الخالدة فكل ما عداه باطل وسخيف فالطفل نوارٌ ونحل من نشيد.
الشاعر أورد تناصات متعددة سواء في قصيدة (الطفل النبي) أو بقية النصوص الشعرية والنثرية.

من ألف يحيى ربما نرضى بهم "أزبيل" حيث لا زالت سالومي ترقص رقصة الموت التي كانت رشوة للإطاحة برأس يحيى، إن موت يحيى يمثل العجز المقدس في الهزيمة، حيث الأطفال لا يكذبون في رسم الوجع، ففي الحرب يكذب الرصاص على الحليب.
لقد كانت القصيدة في نهاياتها فجّة، حيث تُبقي المتلقي مستعدًا للمزيد لكن إنهاء القصيدة المفاجئ أفسد علينا جمالية النص، علمًا أن النص موزون وهو على البحر الكامل وهو من الشعر الحر.
أما قصيدة ظبي المستحيل والتي سمي الديوان باسمها، فهو عنوان منزاح حيث لا يوجد للمستحيل ظبي، ففي هذا العنوان إحالة إلى الأرض.
لقد اختار الشاعر حرف الروي قافية ساكنة ما قبلها مد طويل منح القصيدة نفسًا شعريًا مع الاعتماد على الصورة الشعرية الفنية غير التقليدية حيث يتحفنا بما يسمى فن تهشيم المصطلح، مثل: أرض على وشك الزفاف: تعبير رائع وجميل يمنحك قدرة على التخييل.
كذلك: حبر سماوي على شوق الرمال – تزني فروخ الطائرات فحملها يلد الدمار – ظبي غفا للمرة الأولى كما طفل ينام وقد علا صوت الغبار: لكن المفجع أن الشاعر بعد كل هذا الجمال يتحول وفي نفس القصيدة إلى الشعر التقليدي، حيث القصيدة نصفها الأول شعر حر على البحر الكامل، والنصف الثاني من الشعر التقليدي على البحر البسيط، فقد انتقل الشاعر نقلة نوعية إلى الأسفل بدل من أن يزداد علوًا.. بالنصف الأول من القصيدة.. حيث يبدأ النصف الثاني:
لا شيء أجمل من إظهار أحرفها يا سدرة المجد قبل الوصف تنعرفُ
ألاحظ البون الشاسع بين جمالية النص الأول وتراتبية النص الثاني وتقليديته، أنا مع أي شكل للقصيدة بشرط أن يفي الشاعر بأسباب الوزن والمعنى الجيد المبتكر والصور الفنية الجميلة، لقد أضعف النصف الثاني التقليدي نصف القصيدة الأول (شعر التفعيلة) كما أنوه إلى أن البيت الأخير من القسم العمودي مكسور أراده الشاعر على البحر البسيط كبقية الأبيات، إلاّ أنه بعد تقطيعه تبين بأنه مكسورٌ لا وزن له.
هناك ملاحظة في الكثير من القصائد هي أن النهايات دائمًا إما أن تكون فجّة أو تكون غير منسجمة مع القصيدة.
شكل القصيدة: قصائد الديوان أنماط أربعة:
1) القصيدة التقليدية على بحور الخليل الفراهيدي: وهي جيدة تثبت للشاعرة قدرة شعرية ولكنها تخالف نمط العصر القائم على الإيقاع والسرعة لا على التلقائية والنمطية، هناك قصائد جميلة وقصائد ليست كذلك ولا بدّ للشاعر أن يقف عند قصيدة التقليدية كي يجدد منها أنماط شعرية أخرى.
2) التفعيلة: وهي القصيدة التي تقوم على وحدة التفعيلة لا على وحدة البيت، فنجد بيتًا من تفعيلة واحدة وآخر من خمس تفعيلات، وهذا ينسجم مع النفس الشعري الذي يعلو ويهبط لدى كل الشعراء.
وقد جاء نوعان: نوع جميل موزون له موسيقى داخلية عذبة بالرغم من تحرره من القافية، ونوع ثاني لا إيقاع له ولا وزن وهو أقرب للعمل النثري منه إلى الشعري.
3) قصيدة النثر: وكانت نوعين: منها ما جاء مكثفًا يثير الدهشة من حيث نظرت إليه وهي قصيدة نثريه جميلة مثل (كاس، عسل، جاذبية)، وأخرى جاءت غير ذلك منها (الحجر، أنا، أنت).
المضامين: لعل قول الجاحظ في القرن الثالث الهجري لا زال يصلح لهذا العصر ولكل العصور، وهو أن الصراع بين الشكل والمضمون صراع أبدي، فقد جاء الجاحظ وحسم هذه المسألة حيث يقول: المعاني مطروحة على قارعة الرصيف من أرادها فليغترف، يعرفها كل الناس بدو وحضر، كتابٌ وغير كتاب، فالمعنى لا يصبح ذا قيمة إلاّ إذا تجسد بأسلوب جمالي، إذن، جمالية الأسلوب هي الأهم، يعني أن إيجاد جمالية الشكل تضفي جمالاً على النص الشعري، وليس العكس صحيحًا، صوابية المعنى لا تجعله أدبًا دون جمالية الأسلوب، وقد رأيت في هذا الديوان ما يلي:
1) أن كثيرًا من النصوص مُعَمّاة، أي تقرأها غير مرة ولا تكاد تجد سبيلاً للفهم والوصول إلى المراد بالرغم من أنك متلقي تملك أدوات الوصول.
2) أكثر من قصيدة جاءت رخيصة مباشرة، أنت تحتاج أن ترتقي بمتلقيك لا أن تهبط به، ووجدت مثالاً على ذلك قصيدة "دخان الحروف".
3) أنت تحتاج إلى قصيدة ليست مباشرة ولا مُعَمّاة وهذا كثير في الديوان، مثل: قبل – الطفل النبي – ظبي المستحيل – الحريق – أمل الحياة.
4) أن هناك أخطاء مطبعية وإملائية ونحوية وصرفية لا نحتاج إلى ذكرها.
5) أن الكثير من نهايات القصائد إمّا ليست منسجمة، أو حتى غير موفقة النهايات في النصوص الأدبية فهي كالافتتاحيات، لا بد من الاهتمام بها.
6) أن هناك تناصات جميلة في الديوان أضفت عليه جمالية فوق جمالياته، مثل:
- سخافات داحس والغبراء (الأدب الجاهلي).
- وأغنياتهم في الخيل وفي الليل وفي السيف (المتنبي).
- مدن نائمة في الملح (عبد الرحمن منيف).
- من لا يسقط لا ينهض (مظفر النواب).
- نغني للحور العين (القرآن الكريم).
- القمصان المثقوبة بخرافات الدين (القرآن الكريم/ يوسف عليه السلام).
7) حاول الشاعر أن يؤسطر بعض نصوصه وهناك مجموعة من الإحالات إما إلى ملحمة جلجاش... أو أساطير فانتازيا.
وبعد يبقى بكر زواهرة شاعرًا يمتلك مخزونه اللغوي والفكري والثقافي، وكلما اطلع كثيرًا واستفاد من ناقديه أكثر من مادحيه سيصبح مع الوقت عَلَمًا من أعلام الشعر المعاصر الفلسطيني، يحاول أن يشق طريقه وطرائقه في بحر الشعر المتلاطم.
جميل دويكات



#بقلم_الأستاذ:_جميل_دويكات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بقلم الأستاذ: جميل دويكات - رؤية في ديوان -ظبي المستحيل- للشاعر بكر زواهرة