أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسن محمود - الشاعر اليمني ونيس المنتصر شاعر اللحظة واحداث لا تغيب من ذاكرة الزمن.














المزيد.....

الشاعر اليمني ونيس المنتصر شاعر اللحظة واحداث لا تغيب من ذاكرة الزمن.


رولا حسن محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5535 - 2017 / 5 / 29 - 02:04
المحور: الادب والفن
    




لقد ظهرت أصوات جديدة ورائعة في المشهد الشعري اليمني, وهذا دليل واضح على أن الشعر هو السبيل الامثل لنجاة الثقافة اليمنية من التدهور خصوصا ًفي ظل اوضاع الحرب ومن هذه الأصوات يبرز صوت شاعر يمني بعيدا ًعن  الضوضاء, شاعر يفرض ذاته ولا يحتاج الى التوصية، شاعر مرموق لديه من الاحساس والتجربة الناجحة ما يكفي لنقف مرارا ًوتكرارا ًامام تجربة نادرة وفريدة، شاعر مساره واسعة الآفاق ومتنوعة وجديدة، شاعر يرى ذاته خلف نافذة مفتوحة على المستقبل، يكتب ويدهش القارئ كثيرا ً ، يكتب عن اشياء واحداث كثيرة ولا يتقيد بشيء او حدث معين بل يتسع بالكثير من التفاصيل والافكار المدهشة كما إنه لا يتقيد بأي مدرسة او نمط شعري معين حتى في ما بعد الحداثة بل يعتبر  مدرسة بحد ذاته،
شاعر لاتغيب الاحداث اليومية من ذاكرته بل ابسطها تشكل له نص اجمل من رواية،  إنه الكاتب المتمكن والشاعر الراسخ والمرموق ونيس المنتصر، يكتب بانزياح مذهل، عن الحرب والغربة والحلم والعشق والجنون  كما في نصه الفائز في المركز الاول في مسابقة شاعر السلام التي تمنحها مؤسسة الفكر للثقافة والاعلام في النص المفتوح "مآسي من مسلسل يومي":

ايها الحالم
تغادرك احلامك قبل أن تنام
تنام على جريمة وتستيقظ على اخرى 
تثمل قبل أن تستفيق
لا الشجرة التي تسند ظهرك إليها
منحتك الأمان ولا حتى عصاك التي تتكئ عليها
تشعل سيجارتك وتحاول نسيان ما مضى من رائحة الدخان واصوات القذائف
انفاسك تتنفسها خلايا مميتة
ايها العاشق
 تنتظر نهاية لأغنية طويلة
لم تكن كما توقعتها
تنتظر لأي صوت مع أن لا قادم هنالك
 في هذه الليله المثقلة بالموت
لا قهوة بطعمها ولا وردة بلونها
حتى حبيبتك التي كثيرا ما انتظرتها
لا حزن يمررها عليك ولا حتى فرح
ايتها الجميلة
ذلك الذي انهكته الحروب
اعضائه المهملة ترهلت 
جسده تشقق كقميصك
حتى اليد التي صفعتك
لدغها جسدك
ايها المجنون
النار
كرصاصة يصرخ منها دماغك..!!

والى جانب ذلك يكتب عن الحلم الغريب المتوقف في مسافة زمنية محبطة:

حلمي واقفا ً
في الطائرة
في القطار
في الحافلة
إلى أين سأصل؟!.

ينادي الضمير ويكتب عن الندم والفقر في حالة يأس والحياة اليومية والموت المفاجئ وعن الزمن ومساراته:

النّدم حاد الوجع
والحياة عادة صارمة
مثل العاصفة
لا خيار سوى البقاء
حتى لو أن المناخ متغير المزاج
لا يمكنُ الخروج من العراءِ الى العراءِ
الاشياء العاجزة عن لملمة ذواتها
مهددة للموت بأي لحظة
يجب الحذر من اطلاق النّار في الفضاء
الجثث كثيرة هناك
والقّاتلُ مجهول
افرغَ كل أفكارهَ برصاصةٍ
هشمَ الاملَ على النّافذة
وتركَ الجثةَ مثل الكابوس
تنامُ على وسادتهِ
والقاءَ الهمَ في طريق المارة
هاربا من العدالة
التي تركَتْ وجههَا قناعَ للخونة
الوباءُ يتسللُ عظامَ الفقراءَ
الجميع يراهنُ على عودة المعجزات
يتشبثُون بالأشياء الغائبة التي انقرضَتْ
دموع الابرياء والقدامى
الذين يؤمنون بالشعوذة
لم تعدْ تجدِ بشيء
الارواحُ نكهة طيبة للحياة
لكنها لا تمنح فرصتها إلا للعذابِ
اليس ذلك مدهشا؟!
حتى الجثث التي نسعى إلى انقاذها
ماتَتْ دون أن تتذكرَنا.

يكتب عن الفراغ مع اللذة والألم والرغبات والكيان الانساني واحداث كثيرة:

ايقن أن اليأس شيء مزمن
قبل أن يحدثني عنه أحد
احلم بأن سقف غرفتي اصبح سماء صفراء
فجأة استيقظ ولا أثر لأي اصفرار
الزمن يحدد الأشياء
ولا علاقة للمكان بذلك
أتمنى لو أنني الضوء
او لو أنني الوقت
لكنت جزء من هذه السماء الجميلة 
لأنطوينا معا كساعة واطارها
بعيدا عن العقارب

الظلال والدموع والاحلام والذكريات والامنيات
جميعهن مرايا في غابة واسعة
صرخاتي مجرد ردود افعال لا ارادية
وحين تكاد انفاسي أن تنقطع من شدة الصراخ
اصمت
ربما يحدث ذلك بفعل الصدى
الصمت جنبنا الكثير من الأخطاء
لكنه لا يساعدنا على الصبر كما كنا نظنه
لم اعد اقابل الماضي او حتى لمجرد الصدفة
بل عدت إلى الفراغ
وجود شخص مثلي في الفراغ
لا يعني الفراغ
بل سيفعل ما بوسعه
يمقت الألوان الزاهية
يمارس العادة السرية
يدخن السجائر
ويشارك الموتى همومهم
كجندي بُتِرَتْ أحدى يديه في الحرب
يفعمل كل ما بوسعه كي لا يفقد الأخرى.

اما في الحب فيغرد من اعماقه يشدو لذكريات الماضي البعيدة والقريبة القديمة والحديثة حلوها ومرها:

تعالي نتحدث في ما لو عدنا لنلتقي
تعالي وقبلي هذه الشفتين التي ذبلت وهي تردد اسمك
واصرخي استجابة لهذا الأنين
تعالي وارفضي معي القدر
الذي يخطف الصدف التي غالبا ما نعيش لأجلها
أُوهِ، تذكرتك لقد رحلتي ولم يعد احد ينتظرني هناك 
إِذاً ، من ينجي يدي من هذا الظلام 
لأنه العطر لا أنام مطمئنا
حتى أشتم رائحته
لأني أنا لا شيء جديد هنا. 

يكتب عن اللمحة واللحظة، يكتب عن الصورة كأنه مرآة وعن المكان كأنه ذاكرة:

يكفي ان تقفين صامتة
هذه المرة
ملامحك هي التي ستتكلم بدلاً عنك
ثم لن تغيب صورتك من المرآة
ارتباكاتك المفاجئة تكذبك
-"ما أغربك!"
هكذا قالت لكِ المرآة بدلاً عني.

ملاحظة:-
مقاطع النصوص من اختياري مقتبسة من صفحة الشاعر في "فيسبوك" مع العلم ان هناك نصوص اخرى للشاعر كثيرة وجميلة منشورة في العديد من المجلات والمواقع.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رعب وأبطال خارقون ومخلوقات خطيرة.. 8 أفلام تعرض في يوليو
- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- العمود الثامن: في حكاية الشيخ والشاعر !!
- الاحتفاء بالشاعر والمترجم ياسين طه حافظ بمناسبة اختياره رمزً ...
- جاهزون يا أطفال .. أحلى الأفلام الكارتونية على تردد قناة سبي ...
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- يحصل على جائزة أفضل فيلم صيفي لعام 2025 “فيلم مشروع أكس”
- رابط مباشر نتيجة الدبلومات الفنية الدور الاول برقم الجلوس فو ...


المزيد.....

- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسن محمود - الشاعر اليمني ونيس المنتصر شاعر اللحظة واحداث لا تغيب من ذاكرة الزمن.