أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حيدر علي الدليمي - تأثيرات الفساد المستشري














المزيد.....

تأثيرات الفساد المستشري


حيدر علي الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 27 - 19:47
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


كثيراً ما نسمع عن الفساد وخاصة في السنوات الأخيرة، وأعتقد الكثير منا يسأل ما المقصود بالفساد؟ وما السبب الذي يجعله متعمداً والأهم من ذلك ما الذي يجعله يستشري على هذا النحو السيء؟
هناك دراسة قام بها العالم المشهور (روبرت كلايغيرد) وهو متخصص في مجال التنمية الاقتصادية، وهذه الدراسة ركزت على كيفية تأثير الفساد على الأداء الاقتصادي بصورة عامة، عندما قال: الفساد بمفهومه الواسع هو سوء إستغلال المناصب لأغراض غير قانونية أو رسمية . وللفساد أنواع وأشكال كثيرة، فتارة يتمثل في شكل رشوة وإبتزاز، وتارة أخرى في صورة المحسوبية وإستغلال المناصب لمحاباة الأقارب والمعارف في شغل الوظائف الحكومية، وكذلك يمكن أن يأتي الفساد في أساليب النصب والإحتيال وإهدار الأموال العامة والاختلاس وغيرها من الطرق غير المشروعة وهذه منافية للقانون والأخلاق . وعلى الرغم من ميلنا المستمر بإلقاء اللوم على الحكومة، إلا أننا لا نستطيع أن نخفي بان هناك فساد في القطاع الخاص أيضاً، ويجب ان نبيّن بان القطاع الخاص يشكل جزءاً كبيراً من الفساد الحكومي .
للفساد درجات متفاوتة في الخطورة، فمثلاً اذا كان الفساد على مستوى خرق القواعد والقوانين (كما يحدث في أنظمة مهمة كالعدل أو حقوق الملكية أو النظم المصرفية وتحويلات الاموال الى خارج البلد مثلاً) فإن ذلك معناه إلحاق الضرر الكبير وتدمير سياسة التنمية الاقتصادية والسياسية . أما الفساد الذين يسمح لمخالفي القانون بتلويث مياه الأنهار أو ابتزاز المرضى في المستشفيات، فيمكن اعتباره مصدر إساءة على المستويين البيئي والاجتماعي . ولو قارنا بين من يقوم بصرف الأموال بغرض تسهيل موضوع معين أو تمويل الحملات الانتخابية، فهذه يمكن اعتبارها صور قد تكون مقبولة لأنها ذات ضرر قليل على اقتصاد البلد، وطبعاً أن حجم الفساد وكميته له مدلولات عديدة . فهناك بعض الأنظمة التي قد تتعايش مع وجود قدر من الفساد . بل انه من الغريب ان هناك بعض النظم الخارجة عن القانون ويمكن تطويرها وإصلاحها من خلال وجود هذا الفساد . ولكن عندما يكون الفساد هو القاعدة هذا معناه بانه ستصاب مفاصل الدولة باجمعها بالشلل وسيكون من الصعب ظهور بادرة أمـــل نحو النمـــو والتقـــدم والازدهار.
يمكن أن نقول إن الفساد متغلغل في جميع دول العالم ولكن بدرجات متفاوتة من مكان الى آخر بالنسبة الى حجمه ومدى إنتشاره، فمثلاً الفساد المالي نوعان هما فساد في رأس المال وهو الأخطر - وهذا النوع للأسف موجود في العراق - وفساد في الأرباح، وهذا النوع الأخير موجود في كثير من دول العالم حتى في الدول المتقدمة حيث يتمثل بشكل هدايا أو ما يشبه ذلك، حين يقوم المقاول بتقديم الهدايا ذات الأثمان المرتفعة بعض الشيء الى موظف الدولة وهذه الهدايا هي جزء بسيط من أرباحه، ولكن في الدول المتقدمة وفي حالة وجود خرق أو تجاوز في مشروع ما يقوم موظف الدولة المسؤول بمحاسبة المقاول على أشد وجه، ولكن نوع الفساد المدمر حقاً هو ذلك الفساد الذي يخرق كل القواعد والقوانين، ويكون المسؤول الأول عن بقاء الدولة تحت ظلال الفقر في حين انها (أي الدولة) تكافح لأجل التنمية، مما يكون الأمر أشبه بالمستحيل على الدولة للوصول الى غاياتها في التنمية الاقتصادية .
هنا ستصبح عملية مكافحة الفساد صعبة جداً، والسبب يكمن في أن الدولة التي يفترض ان تقوم بحماية الفرد والمجتمع وأن تكون أداة لتحقيق العدالة به، نجدها قد أصيبت هي نفسها بداء الفساد فهي بحاجة الى من يداويها وينقذها من هذا الداء .!!



#حيدر_علي_الدليمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائدات النفط العراقي اساس التمويل الاستثماري (الجزء الثاني)
- عائدات النفط العراقي اساس التمويل الاستثماري (الجزء الاول)
- نبذة تاريخية عن نفط العراق - الجزء الاخير
- نبذة تاريخية عن نفط العراق - الجزء الثالث
- نبذة تاريخية عن نفط العراق - الجزء الثاني
- نبذة تاريخية عن نفط العراق
- النظام الرأسمالي الى أين ؟


المزيد.....




- جميع اسماء المرشحين للكرة الذهبية لعام 2025 “أبرزهم مو صلاح” ...
- المجلس الاقتصادي يجتمع ببغداد قبيل القمة
- ارتفاع كبير لأسعار الأسهم الأمريكية بعد إعلان الهدنة في الحر ...
- العراق يدعو إلى بناء تحالف اقتصادي بين الدول العربية
- البنك الدولي: اقتصاد نيجيريا يحقق نموا قويا رغم التضخم المرت ...
- من البيروقراطية إلى التحول الرقمي.. كيف تعيد وزارة الاتصالات ...
- هدنة الرسوم بين أميركا والصين.. الرابحون والخاسرون وماذا بعد ...
- السوداني: صندوق النقد الدولي شريك أساسي للعراق في إصلاح الاق ...
- ترامب: ندرس رفع العقوبات عن سوريا -لمنحها بداية جديدة-
- ترامب يتوقع اتفاقا تجاريا مع الصين ويستبعد عودة الرسوم الجمر ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حيدر علي الدليمي - تأثيرات الفساد المستشري