أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - : جميل دويكات - دراسة في ديوان (حروف على أشرعة السحاب) للشاعر نعيم عليان















المزيد.....

دراسة في ديوان (حروف على أشرعة السحاب) للشاعر نعيم عليان


: جميل دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 5523 - 2017 / 5 / 17 - 13:34
المحور: الادب والفن
    


دراسة في ديوان (حروف على أشرعة السحاب) للشاعر نعيم عليان
الداخل على الديوان يشعر أن للكلمات أشرعة تحلق بنا إلى فضآت نصوصه، حيث يشعر المتلقي للوهلة الأولى بجماليات نصوصه، حيث تفوّق الشاعر على نفسه ولكنه لم يتفوق على أسلوبه البارع، حيث يدرك المتلقي جمالية أسلوبية لا يشعر بكنهها إلا عندما يعدد قرآته، فهذا اللون من الشعر الحديث وهو ما يسمى بقصيدة النثر، إن جازت التسمية... حيث يقوم هذا اللون من الشعر على الإيقاع الداخلي للتركيب، والتي لا يفلح الكثير من الشعراء في هذا اللون الشعري وذلك لعيب فيهم لا لعيب في القصيدة، فهذا اللون من الشعر يقوم على إيقاع الكلمة وانسجامها في تركيبها، فكثير من هذه القصائد عند الكثير من الشعراء عبارة عن رصف كلمات كرصف الطرق بالحجارة.
لكننا في هذا الديوان نجد العكس، كلمات متناسقة في إيقاعها الداخلي، تقوم على الصورة وتعتمد على الإدهاش، أما من يعيبون مثل هذه النصوص فإنما يعترفون بأنهم لم يصلوا إلى المستوى الجمالي للشعر، فلا نجد نصًا من نصوص الديوان فيه نبو أو قطع.. لكنه لا يعطيك المعنى مجانًا وإنما يحتاج إلى أذنٍ سليمة وإلى قدرة على التمييز بين الغث والسمين، فنرى تجليات من الإدهاش والإيهام (إحالة المعنى بطريقة فنية) والترميز يسمي الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية، والقاري لهذا الديوان يرى كل هذه الإحالات موجودة في معظم القصائد، حيث تهوم في سمو روحي مع النص فيدفعك إلى عالم متجلٍ من الروحانية العليا في النص فنعيد القراءة مرات وفي كل مرة يوصلك إلى معنى مختلف عن المرة السابقة، إنه يعطيك المرأة مرة كحبيبة، وأخرى كوطن، وثالثه لمطّهدة، ورابعة كأم، إلا أنه بجمالية أسلوبه، لا يعطينا المعنى إلا من وراء ستار ليكتمل السمو الروحي والإنساني، كما يعتمد على الترميز والإيهام والتناص الصادر عن مورث الشاعر الثقافي الديني (الكتب المقدسة) والدنيوي (التاريخ – التراث – القصص والحكايا الجميلة).
أرجع إلى قصيدة (أرجوحة): تجد فيها الأصوات المتعددة التي تعطي الشعر ثوب القصة، كما تجد تجليات الصورة الشعرية، يقول الشاعر:
(أقسّم الحلم بيني وبينك): إنه مقطع فيه صوتان (صوت الشاعر وصوت الحبيبة) وهما متشاركان لأنهما يقتسمان الحلم، فكأن الحلم مادة تُقتسم، إنه تصور رائع بكل المقاييس، حيث يقتسم الحبيبين الحلم ويتشاركان في الفرح وفي الحزن وفي كل شيء..
(يرقص الشاعر مع قناديله): فكلمة يرقص تنطبق على الحبيبين، يرقصان كما يرقص فتيل القنديل عندما يهيجه الوجد، إنها حالة جمالية لا يمكن أن يتصور المعنى سوى من نام على ضوء القنديل عندما يهبه الهواء يبدأ بالصعود والنزول، وهذا ما يسمى بأنسنة الجمادات كالقنديل يرقص، والحبيبان يرقصان، إنه صورة غاية في التأثير والروعة، حيث أنسنة الجماد (القنديل) وجله يشاركنا الرقص.
أما القصيدة الأولى نفسها فهي تضم عدة أصوات.. التي منحتها النفس القصصي وهي:
• صوت أم الشاعر أحُطُ: (فاعل) الفعل أحط أنا وهو الشاعر
• ص2 المرأة التي تقتحم الحلم مع الحبيب
• ص3 الحدث، التطلع إلى تحقيق الذات وكنس الاحتلال
• ص4 أقول حكايتي/ أطفو قاربًا يغازل الموج/ يلعق الفجر.
حيث الحكاية الحدث تتجلى بوضوح
• ص5 الزمن: الخراب العربي (الربيع)
حيث الزمان والمكان يفرضان سطوتهما على الكاتب والمتلقي، فالزمن محدد دون إيضاح، إنه زمن الخذلان والخيانة العربية لقضايا الأمة.
لقد استخدم الشاعر في أصواته المتعددة الإيهام، حيث لم يعطينا الفكرة عامة، ولكن أعطانا الصورة ضبابية كي تتمتع بالقدرة والكشف.
والجاحظ يقول في ذلك: حيث العلاقة بين الشكل والمضمون:
"المعاني ملقاة على قارعة الطريق يعرفها العربي والعجمي والصغير والكبير، ولكن المهم هو الأسلوب، فانحاز - من قبل (1300) عام- للأسلوب وعدّة الإبداع، ولذلك نرى الشاعر يوحي بأشرعته المُحَلّقة في عالم التخييل، حيث التكثيف في اللغة وحيث الضبابية بالفكرة، فالفكرة كالمرأة، جمالها سترها.
إذن، نحن أمام شاعر يمتلك أدواته مثقف يستخدم التناص بشكل رائع وملفت، كما اعتمد على الرمز، فالمرأة هي الوطن أو الثورة، القصة كما اعتمد عليها الإيهام (عدم الوضوح) كي نتمتع بمتعة الكشف من جهة، ولنعدد الدلالات بين القراء حتى بين في القارئ الواحد.
لقد تعامل الشاعر مع المرأة: حبيبة – أم – زوجة – مضطهدة – تعاملاً إنسانيًا، حيث يربأ بها عن السقوط في شراك الذكورية والتي ينظر من خلاله للمرأة إليها كقطعة حلوى خلقت لتُقضم، إنه من أنصار احترام المرأة والإرتقاء بها والبعد بها عن الدنايا.
التناص عند الشاعر: لعل التناص شيء مفروغ منه لأن النص يحمل ثنياه نصوصًا أخرى، فالشعراء في الشعور أو اللاشعور يحملون موروثهم الثقافي في نصوصهم شاءوا أم أبوا، ولكن الإبداع في أسلوب طرح الفكر الذي يرفع العمل الأدبي، أم إقحام التناص متجانسًا دون تبصر، هذا ما يقلل من قيمة العمل الأدبي، وشاعرنا أتى بكل التناصات المتساوقة مع الموقف غير نشاذ دون تقليدية.
الصور الفنية: لعل التصوير الفني للكتابة الأدبية يفتح الشاعر على عوالم يكن يتصورها ومن أمثلة ذلك:
(الهو بين المآقي وزمن البيلسان): (أنا) سألنا الشاعر كيف أتى بهذا التصوير، ينفي معرفته كيف أتى بصورته- وعند كتابته لم يكن يتصور أنه بهذا الجمال والإبداع.
الهو: الهو من صفات الطفولة إذا التصوير من مفردات طفولته اليومية.
أين يلهو؟ بين المآقي، والمآقي جمع مفرد مؤق، والمؤق: هو طرف العين.
وزهر البيلسان نوع من الزهور، إذ يشبه عين المحبوبة زهر البيلسان في الجمال.
إذن، نحن أمام مجموعة صور فنية في عبارة أو اثنتين، فهذا يحسب للشاعر نعيم عليان يلقح السحاب شعرا فالسحابة كالحيوان الملقح لا بد أن ينتفع منها.
ثم يلقحها بالشعر وهذا يضفي على النص أهداب الجمال، وهنا غيض من فيض الصور الجميلة.
من المآخذ على الديوان:
إن النصوص جميعًا تستوي في الجمال، لكنها تختلف في التكثيف والترميز والإيهام لدرجة أن نصًا واحدًا يغني عن الديوان كي أكون صريحًا، أرجو أن نبتعد عن التكرار حتى الجمال عندما يتكرر بفقد جماليته، وكأني أقرأ قصيدة واحدة، لذا أرجو الانتباه إلى هذه المسألة ولك خالص حبي وتقديري.
إن هناك أخطاءً نحويةً وصرفيةً ومطبعيةً متعددة في الديوان ولا أريد أن أمثل عليها.
جميل دويكات



#:_جميل_دويكات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - : جميل دويكات - دراسة في ديوان (حروف على أشرعة السحاب) للشاعر نعيم عليان