أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني نسيره - الأصولية العربية المعاصرة وأسئلة الإيمان














المزيد.....

الأصولية العربية المعاصرة وأسئلة الإيمان


هاني نسيره

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في رسالته المهمة التي ختم به حياته متحولا من الكلام إلى التصوف " المنقذ من الضلال " طرح الإمام أبو حامد الغزالي " ت 505 هـ " سؤالا مهما نظن أن كثيرا من الحركات الإسلامية المعاصرة سواء منها المعتدلة الإصلاحية أو الراديكالية العنفية لم يعد موجودا على أحندتها أو صار وجوده هشا إن أردنا الدقة وهو ما أسباب ضعف الإيمان وفتور الخلق ؟ وهو ما دفع الغزالي بعد ذلك لاستعادة حركته ونشاطيته في التدريس بنيسابور حتى وفاته بعد أن أمره الأمير أمرا بذلك ، وكان قبلها قد واظب على العزلة والخلوة عشر سنين ترك فيه التدريس في بغداد إلى الشام وبيت المقدس منخلعا من الدنيا التي كانت له بعد أن وزع جل ماله ومفارقا لشهوات نفسه وبهائها وحشمة المقام الذي فاق كما يروي معاصره وتلميذه عبد الغافر الفارسي ت 529 هـ حشمة وبهاء الملوك و الأمراء في بغداد حينئذ . لكنه رأى في العودة واجبا توجبه إجابة هذا السؤال الذي استقصى إجابته ممن يعرف من الخلق الذين أصابهم هذا الأمر فوجدها - بعد أن استقصى آراء من عرف ممن أصابهم ضعف الإيمان والعبادة - واحدة من أربع إجمالا ترد إلى تأثرات بالفلسفة والمتجملين بها " يقصد هنا الفارابي وابن سينا " الرائين أن التعبدات للعوام والحكمة للخواص ، أو مضلي المتصوفة من أهل الإباحة أو المدعين توقف العبادة عند الوصول إلى اليقين الذي وصلوا إليها ، أو فساد الدعاة والموسومين بالتعليم ممن يخالفون ما يأمرون الناس به أو يجارون الناس في عباداتهم وهم على غير ذلك حقيقة أو المكتفين بآرائهم بعد أن تشتتت الآراء والمذاهب ودان برأي نفسه بدلا من رأي غيره . وقد أجاب الغزالي وفق سياقه وقناعاته الزمنية والثقافية حينئذ ولكن ما نود أن نثيره هو الحركات الأصولية العربية المعاصرة ومدى حضور مثل هذا السؤال عندها ؟ هل يحتل المرتبة الأولى في فكرها ومرجعياتها أم أتى إصلاح الناس بعد إصلاح الدولة والأمة والعالم ؟ هل مطلب عودة الناس إلى الله وإلى رحابة الإيمان وأخلاقياته وسمات أهله وأصحابه رحمة ونورا على الخلق والكون والمجتمع من حولهم غلبته وتغلبت عليه معقولية الخلافة والصراع على الدولة والحزب وهي مطالب لها شرعيتها التاريخية والواقعية التي لا نجادل فيها الآن ، ولكن أليس هذا تضييق موسع حين تتم أدلجة الدين والإيمان وآثاره في اتجاه واحد هو تغلب عليه سمات الصراع مع الآخر الداخلي السياسي والفكري أو الأخر الحضاري والدولي . إن نظرة سريعة على الواقع الإسلامي المعاصر قد تكشف عن أولوية المنظورات الصراعية و الجمعية على الأصولية المعاصرة في العالم العربي ، دون دور ملموس في معالجة أزمة الإيمان واليقين الروحي في المجتمع العربي الإسلامي حقيقة اللهم إلا من وجهين لا ثالث لهما هما : جهود فردية أو شخصية بمعنى يعالجها ويهتم بها أفراد نذروا أنفسهم لهذا الدور " التزكية " أو الأشخاص أنفسهم يقومون برحلة المنقذ من الضلال مع أنفسهم بحثا عن اليقين أو الاستقامة الدينية . أو جهود جماعاتية تقليدية من قبيل الدعوات الصوفية أو جماعة الدعوة والتبليغ ذات الأصول الصوفية الهندية ، أو كمرحلة أولى للحركات الأصولية السياسية في إطار التجنيد والتعبئة في أزمنة الصراع الداخلي وأمكنة الصراع الخارجي اهتماما بأثر ذلك في نمو الحركة أكثر من مسألة الهداية ذاتها . إن الخطاب الأصولي المعاصر في العالم العربي خطاب يبين سلبيا أي في مدار نقد الآخرين ، سواء كانوا الجماعات الإسلامية المختلفة معه ، أو الجماعات الفكرية والسياسية الأخرى أو المنظور الحضاري الغربي عموما ، فسؤال التحدي والاستجابة هو الفاعل أكثر من بناء استراتيجية دعوية إصلاحية إيمانية للفرد المسلم تنعكس على كل هذه القضايا الأخرى بل قد تتيح فعلا وتعاطيا مختلفا معها كذلك .
وهذا الأمر له إسناداته القديمة منذ نشأة وتأسيس الفرق الإسلامية في القرنين الثاني والثالث الهجري ، حيث غلب الكلام وقضايا الجدل على الفضاء الإيماني حتى كان اكتشاف الغزالي أهمية البعد الإيماني وأن القضايا الكلامية قد تفي بمقصودها لكنها لا تفي بمقصوده " كفرد " وهو ما نجد قريبا منه عند الفخر الرازي في وصيته التي نقلها عنه تلميذه إبراهيم بن أبي بكر الأصفهاني وسجلها تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية ، فإن كان الكلام والجدل مع المخالفين قد يقيم بناء أيدولوجيا وخطابا لكنه لا يوفر يقينا إيمانيا ، بل عل مخلص على طريقة – هي في عرف أهل السنة مخالفة – شأن حاتم الأصم وعمرو بن عبيد المعتزليين يظل محل تقدير من الجميع ، أهل السنة قبل المعتزلة ، ولم يرفض أصحاب الحديث من شهد بصدقه من أهل الفرق وعرف بعدالته شأن معبد الجهني الذي روى له البخاري ومسلم ، فقضية الإيمان والحال غير قضية الجدل والكلام والمقال من أجل الانتصار . نظن أننا الأن في عصر كعصر الغزالي ويزيد عنه فما أكثر الجدل الذي لا يقبل حسما ، وما أكثر القضايا السياسية القطرية والإقليمية والدولية التي تمثل تحديات صعبة يمكن أن تفجر الكلام والخطاب الأيدولوجي والفعل وهو ما نشاهده ونتحفظ عليه من عديد من تجليات الأصولية العربية المعاصرة ، ولكن يبقى السؤال ضروريا أن يطرح على أجندتها من جديد لكونها حركات إحيائية هل هي إحيائية سياسية أم إحيائية دينية وإيمانية ؟ فأين سؤال فتور الخلق وضعف الإيمان من استراتيجيات هذه الحركات . خاصة وأن هذا المناخ المحتدم قد يقدم الإسلام الروحي والصوفي كالبعد الإنساني في الإسلام كما يتنبأ المستشرق الفرنسي إريك جيوفروي" (المختص في الصوفية بجامعة لوكسمبورج، شمال فرنسا) الذي يصرح أن المستقبل في العالم الإسلامي سيكون حتما للتيار الصوفي. فأعظم أزمات الجماعات المسلمة الآن هي أزمة اليقين وأزمة الإيمان فعلا وسلوكا كما كانت أيام الغزالي إذا شئنا الحديث في مجال الإسلام دينا وواقعا ودورا في التنمية أو العالم وهو ما ينبغي أن ينال ما يستحقه ممن يتكلمون بشرعيته ويحملون بناءاتهم على أصله وقاعدته .



#هاني_نسيره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تنتصر الليبرالية وينهزم الليبراليون
- الكادر النسائي لللإخوان المسلمين !
- الفلسفة والفكر فض للإشكال المفاهيمي !
- لماذا صعد الإخوان ... سؤال أعمق من إجاباته الصاعدة !
- محمود عزمي أول ناشط عربي في مجال حقوق الإنسان
- هامش على الصعود الإخواني الأخير


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني نسيره - الأصولية العربية المعاصرة وأسئلة الإيمان