أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني نسيره - هامش على الصعود الإخواني الأخير














المزيد.....

هامش على الصعود الإخواني الأخير


هاني نسيره

الحوار المتمدن-العدد: 1435 - 2006 / 1 / 19 - 07:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن ما شهدته الساحة المصرية في الانتخابات البرلمانية كان جديدا في كل جوانبه وكان أكبر من توقعات من توقعوا بعض مشاهده ، كان فرزا حقيقيا لمشهد سياسي وثقافي سجالي ملئ بالضجيج الأيدولوجي والدعائي ، عرف كل من خاضوا مضماره حجمه الحقيقي أفرادا ومؤسسات وقوى سياسية . فقد حكم الشارع حين غاب الأمن المركزي وتدخل الشرطة بشكل كبير وملموس ، وحكمت الناس حين التزمت الحكومة بدرجة كبيرة ومقبولة – تستحق الشكر عليها – رغم وجود التجاوزات هنا وهناك – و من الجميع - ! . فقد عرفنا نائب الظرف في المرحلة الأولى كما عرفنا نائب البلطجة في المرحلة الثانية وظل نائب الوطن " صاحب البرنامج " مختفيا فلم يخاطب أحدا هذا الشارع ببرنامج في حملاته الانتخابية ولكن فقط اعتمد على شيئين لا ثالث لهما :
1- المزايدة على حاجات الناس سواء بإغرائهم بالمال وشراء الأصوات أو المزايدة على أزماتهم باستنفار سوء أوضاعهم الحياتية والمعيشية وتحميل الحكومة والحزب الحاكم كل المسئولية !
2- المزايدة على العواطف وبرز فيها شعار الإخوان " الإسلام هو الحل " الذي اختاره الغالبية في دوائر ترشحهم ، حيث كان شعارا خلاصيا ومهدويا هروبا من الشعور بالاغتراب حين تتحكم الواسطة والشلة ويزكم الفساد الأنفاس ويسمعون عن رواتب بالملايين يتقاضاها فلان رغم ثبوت فساده فيما بعد وهو ليس واحدا ولكن أحاد ! وبين الطريقين في غياب الطريق الثالث " الفكر المدني " والدعوات العلمانية الذي تمثله الأحزاب القائمة ، وضعف حوامله سواء في الصحف او الجامعة أو الشارع ، وانشغال كثير من ممثليه بمنح الرضا والتفرغ وصراع الكراسي والهبات من هنا وهناك سواء كانت كوبونا ت صدام أم كوبونات غيره ! فقد أثبت " الإخوان المسلمون " بشعارهم واستراتيجيتهم – التي كانت وحيدة في هذه الانتخابات – في التعبئة الجماهيرية التي استثمروا فيها قدراتهم ومختلف منابرهم وتدوير كوادرهم بينما ظلت في الأحزاب المدنية الأخرى مجرد خطاب – بلا استراتيجية للتمكين والتعبئة – وكذلك ثبات مقيت في النخب تستمر لعقود دون استبدال ، وتركيز محض على هبات السلطة وصراعها دون تركيز مواز على الشارع وعلى الوعي العام للجماهير ، مما جعل النخب العلمانية – في كثير من القوى السياسية المختلفة نخبا رخوة – بلاجذور في الأرض – أو نخبا فاسدة في أحيان أخرى . إن أبرز دلالات هذه الانتخابات الماضية هو تفوق النخب والأفكار الدينية – التي لا ننكر استنارة كثير منها – على النخب والأفكار المدنية التي تشكو الشيخوخة وضعف البنية وحاجتها لإعادة الهيكلة سواء كانت الحزب الحاكم أو أحزاب المعارضة ، هم بحاجة لنضالية مختلفة تجاهد من أجل الأفكار المدنية مثلما يجاهد الإخوان من أجل الأفكار الإسلامية ، وأخلاقية مختلفة تقر الالتزام الحزبي تمنع من انشقاق من لا يصبه الدور أو بيع الشريك من أجل النجاة بالنفس كما يحدث في انتخابات النقابات وهذه الانتخابات .. لماذا لانعرف منشقا إخوانيا في الانتخابات .. مجرد سؤال !
نريد نخبا مختلفة تحترم حق التعبير وحق الاختلاف وتقدر أي تطور إيجابي عند الآخرين دون تكرار واجترار لمقولات واسطوانات محفوظة عن " الحظر والمنع " فقد أخذ الإخوان صك شرعية من الشارع ، فرغم إيماني بخطورة الدوجما والنسق المغلق عموما – وبخاصة الديني منه – إلا أن ما نشاهده من هشاشة الفكرة المدنية وفساد كثير من نخبها يؤكد عندي ضرورة إنتاج نخب بديلة . لنتجاوز الهشاشة التي تمارسها مؤسسات وحوامل الوعي المدني والحضاري في بلادنا .. فحين يكتب في كبرى جرائدنا القومية من لا يمكن أن يكون خلفا لطه حسين والعقاد وزكي نجيب محمود ولويس عوض ، وفقا لمعايير مغايرة لمفهوم الكتابة والثقافة أساسا ، فإننا نقتل الفكرة المدنية ونغتال التنمية الثقافية والإنسانية المطلوية ونعطي الوعي لساحة التقليد ودعاتها يكسبونها متى شاءوا ! وحين يخلف أحمد بهاء الدين وإحسان عبد القدوس من لم يكتبوا كتابا واحدا نكون في خطر ! وحين يكون صراع المكاسب والهبات هو الغالب لا تطوير الأفكار نكون في خطر !
والأهم أنه حين لا نستطيع صوغ مشروع مدني متكامل يستلهم الإسلام ولا ينغلق عليه ويصنع كوادره وجنوده في الشارع – وليس فقط مستفيدين منه في أروقة وغرف مكيفة – يمكن أن نواجه به – مواجهة شريفة - مشروع الإخوان السياسي فالنخب العلمانية في أزمة لا يمكن إنكارها ! حين لا نرى عوارنا بينما نحمل غيرنا العار .. نقول نحن في حاجة أكيدة لنخب بديلة .



#هاني_نسيره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- 31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو وخطة الاحتلال ال ...
- وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية يدينون تصريحات نتنياهو و ...
- -إسرائيل الكبرى-.. 31 دولة عربية وإسلامية تصدر بيانا مشتركا ...
- فلسطين تحذر من هجمة إسرائيلية -غير مسبوقة- على الكنائس
- حركة طالبان الأفغانية تحيي الذكرى الرابعة لاستيلائها على الس ...
- 31 دولة عربية وإسلامية تهاجم تصريحات نتنياهو وخطط الاستيطان ...
- في ذكرى السيطرة على أفغانستان.. زعيم طالبان يُحذّر من أن الل ...
- الرئاسية العليا: الاحتلال يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية في القد ...
- إسلاميون أجانب يطالبون الدولة السورية بمنحهم الجنسية
- زعيم طالبان يحذر الأفغان: الله سيعاقب بشدة الذين لا يشكرون ا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني نسيره - هامش على الصعود الإخواني الأخير