امجد المصرى
الحوار المتمدن-العدد: 5522 - 2017 / 5 / 16 - 02:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فى عالمنا الجديد المتسارع الايقاع والذى سيطرت عليه ادوات الاتصال الاليكترونيه الحديثه وعلى رأسها بالطبع ذلك المارد الفيسبوكى الذى اصبح يحكم العالم جهرا وليس سرا يصبح القابض على عقله ومعتقداته وثوابته كالقابض على الجمر فألى متى سيرضخ البشر تحت رحمة هذا الشاب الغامض صاحب الــ33 عاما ...!!!! .
فى بيان له منذ اسابيع قليله وجه المدعو مارك زوكيربيرج بيانا الى مستخدمى موقعه الشهير والذين تجاوزوا الـــ 2مليار مشترك حول العالم اوضح فيه سياسته التى ينتوى انتهاجها خلال الفتره القادمه لجعل مستخدمي الفيسبوك يشاركون في عملية التعافي من الأزمات العالمية وفهم الأخبار من زوايا متعددة وفرز أنفسهم ضمن مجتمعات داعمة لبعضها مضيفًا أن ما يحدث في العالم الآن هو تنامي للاستقطاب ومؤكدا ان ادارة الفيسبوك سوف تقوم بمساعدة الأشخاص على فهم بعضهم البعض والقضاء على معظم المشكلات التى يواجهونها على ارض هذا الكوكب الحزين ..
تطرق مارك فى بيانه الى انه سيحكم العالم بأسره بل انه قد قرر فجأه ان يكون للفيسبوك دورا هاما فى حل النزاعات السياسيه والايدلوجيه حول العالم ومساعدة الشعوب فى تقرير مصيرها واعادة ترسيم الخريطه الدوليه وفقا لافكاره التى بثها او ساهم فى نشرها عبر موقعه الاخطبوطى المريب... هذا الشاب يتحول رويدا رويدا مدعوما بعشرات المليارات من المكاسب سنويا التى يجنيها موقعه الى امبراطور بل ديكتاتور يحاول ان يفرض واقعا معينا على العالم باسره فمن اين أتى بهذه القوه وكيف تركته الدول والحكومات واصحاب الفكر والمثقفن المعتدلين ليعبث بعقول شبابها ويهدد السلم والامن القومى للجميع .. ظاهره غريبه ومريبه تستحق التوقف كثيرا خاصة مع التحولات النفسيه والفكريه التى تطرا يوما بعد يوم على اغلبية مستخدمى الموقع وخاصة من الشباب صغير السن فى بلدان العالم الثالث على وجه التحديد وبالاخص فى الدول الاسلاميه والعربيه فنشاهد لاول مره ربما فى تاريخنا المعاصر انماطا بشريه واخلاقيه لم نعتاد عليها من قبل ليس فقط فى طريقة الشكل الظاهرى ولكن ايضا فى وجدان هذا المجتمع الذى اصبح عاكفا ليلا نهارا على متابعة هذا الساحر الاليكترونى دون ان يتسائل ولو للحظه واحده "ماذا سيحدث ان تم اغلاق موقع الفيسبوك وماهى تلك القوه الغامضه التى جعلت الجميع منكبا على متابعته بهذه القوه والتركيز؟؟ " .. مجرد طرح هذه الفكره ربما تقود الى ما لا يحمد عقباه فالارتباط النفسى بين الشباب وبين الموقع قد وصل الى مرحلة الادمان بما ينذر بعواقب ليست جيده فكيف يفعل مارك وموقعه ذلك وكيف استطاع ان ينتصر على العالم باكمله فينتزع منه اجمل زهرات شبابه لضمهم الى جيشه العالمى الحبيس داخل قفصه الحديدى المغلق كالاسرى المسحورين فكريا ونفسيا بوقوعهم تحت تاثير السحرالفيسبوكى الاسود .. يبدو ان كلمة السروالسلاح الاقوى للسيد مارك للسيطره على ثلث سكان العالم واغلبية شبابه كانت فى اتاحة الفرصه ربما لاول مره لهؤلاء الصغار وبعض الكبارلأن يكتبوا ما يريدون دون قيد او شرط ففى صدارة صفحة الفيسبوك دائما هناك الجزء المحبب لدى الجميع حيث يجد نفسه يكتب ما يريد وما يشعر به وما ينتوى فعله وما يتابعه خلال احداث نهاره وليلته .. انه يخدعنا ويخدع الجميع بهذه المساحه المزعومه من براح الحريه التى يفتقدها الصغار فى البيوت والمدارس وحتى دور العباده فبأستطاعتك الان ان تكتب ولن يقاضيك احد حتى ان سخرت من معتقدات المجتمع او رموزه الثابته ..حتى انه كان شديد الذكاء والفطنه لحال المجتمعات العربيه وبلدان الفقر فهو يدرك جيدا ان فكره الديموقراطيه وتقبل الاخر وتبادل الاراء لن تكون موجوده دائما لدى ابناء هذه الشعوب قليلة الثقافه وان الاغلب ان المناقشات قد تنتهى دائما بشكل مختلف تماما فحتى وان نادى سكان هذا العالم الثالث دائما بحاجتهم الى غايات ساميه مثل الحريه والديموقراطيه وتقبل الاخر والتى يفتقدوها على ارض الواقع الا انك ستجدهم عند التطبيق العملى دائما ابعد ما يكونوا عن هذه المفاهيم الراقيه ..فعن اى ديموقراطيه يتحدثون وقد اتفقت هذه الشعوب الا تتفق ابدا بل واصبح من النادر ان يتحاور طرفان منتميان الى مدرستين فكريتين مختلفتين دون ان ينتهى النقاش باستخدام الكارت الاصفر المسمى بالغاء الصداقه او قد تتطور الامور لتصل الى استخدام الكارت الاحمر الشهير بالبلوك النهائى بلا رحمه اوهواده .. كم انت ذكيا مستر مارك .. ولكن هل ينقلب السحر على الساحر يوما وهل تفيق شعوب الارض لتدرك انها قد وقعت فريسه لهذا الشاب الغامض شدي الذكاء حتى سيطر على عقولهم وسرق اوقاتهم وهدم ترابطهم العائلى والاسرى وغير سلوكياتهم الى الاسؤا ام سيستمر الوضع هكذا الى ان يقضى الله امرا ... حفظ الله شباب الوطن .
#امجد_المصرى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟