أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي ناصر سعيد الباقر - قصه من تاريخنا ؟ ما اشبه اليوم بالبارحه ؟














المزيد.....

قصه من تاريخنا ؟ ما اشبه اليوم بالبارحه ؟


هادي ناصر سعيد الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 6 - 23:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قصـــــــــــــه من تاريخنـــــــــــــــــــــــا ؟
وقف ابو عبد الله آخر ملوك غرناطة بعد انكساره امام جيوش الملك فرديناند والملكة ايزابيلا على شاطئ الخليج الرومي تحت ذيل جبل طارق قبل نزوله الى السفينة المعدة لحمله الى افريقيا وقد وقف حوله نساؤه واولاده وعظماء قومه من بني الاحمر فالقى على ملكه الذاهب نظرة طويلة لم يسترجعها الا مبللة بالدمع، ثم ادنى رداءه من وجهه وانشأ يبكي بكاء مراً وينشج نشيجا محزنا حتى بكى من حوله لبكائه، واصبح شاطئ البحر كانه مناحة قائمة تتردد فيها الزفرات، ويستبق العبرات، فانه لواقف موقفه هذا وقد ذهل عن نفسه وموقفه اذ احس هاتفا يهتف باسمه بصوت كانما ينحدر اليه من علياء السماء فرفع رأسه فاذا شيخ ناسك متكئ على عصاه واقف على باب مغارة من مغارات الجبل المشرف عليه ينظر اليه ويقول:
نعم.. لك ان تبكي ايها الملك الساقط على ملكك بكاء النساء فانك لم تحتفظ به احتفاظ الرجال.
انك ضحكت بالامس كثيرا، فابك اليوم بمقدار ما ضحكت بالامس فالسرور نهار الحياة والحزن ليلها، ولا يلبث النهار الساطع ان يعقبه الليل القاتم.
لو ان ما ذهب من يدك من ملكك ذهب بصدمة من صدمات القدر، او نازلة من نوازل القضاء، من حيث لا حول لك في ذلك ولا حيلة، لهان امره عليك، اما وقد اضعته بيدك، واسلمته الى عدوك باختيارك، فابك عليه بكاء النادم المتفجع الذي لا يجد له عن مصابه عزاء ولا سلوى.
لا يظلم الله عبدا من عباده، ولا يريد باحد من الناس في شأن من الشؤون شرا ولا ضيرا، ولكن الناس يأبون الا ان يقفوا على حافة الهوة الضعيفة فتـزل بهم اقدامهم، ويمشوا تحت الصخرة البارزة المشرفة فتسقط على رؤوسهم.
لم تقنع بما قسم الله لك من الرزق فأبيت الا الملك والسلطان فنازعت عمك الامر واستعنت عليه بعدوك وعدوه فتناول راسيكما معا وما زال يضرب احدهما الاخر حتى سال تحت قدميكما قليب من الدم فغرقتما فيه معا.
لي فوق هذه الصخرة يا بني الاحمر سبعة اعوام انتظر فيها هذا المصير الذي صرتم اليه واترقب الساعة التي ارى فيها اخر ملك ملكا يرحل عن هذه الديار رحلة لا رجعة من بعدها، لاني اعلم ان الملك الذي يتولى امره الجاهلون الاغبياء لا دوام له ولا بقاء.
اتخذ بعضكم بعضا عدوا، واصبح كل واحد منكم حربا على صاحبه فسقتم المسلمين الى ميادين القتال يضرب بعضهم وجوه بعض، والعدو رابض من ورائكم يتربص بكم الدوائر ويرى ان كلا منكم قائد من قواده ينبعث بين يديه لقتال اعدائه، والمناضلة على ملكه، حتى رآكم تتهافتون على انفسكم ضعفا ووهنا فاقتحمتكم فما هي الا جولة او جولتان حتى ظفر بكم معا.
ستقفون إذا بين يدي الله يا ملوك الاسلام، وسيسألكم عن الاسلام الذي اضعتموه وهبطتم به من علياء مجده حتى الصقتم انفه بالرغام. وعن المسلمين الذين اسلمتموهم بايديكم الى اعدائهم ليعيشوا بينهم عيش البائسين المستضعفين، عن مدن الاسلام وامصاره التي اشتراها اباؤكم بدمائهم وارواحهم ثم تركوها في ايديكم لتذودوا عنها، وتحموا ذمارها، فلم تحركوا في شأنها ساكنا حتى غلبكم اعداؤكم عليها، فاصبحتم تعيشون فيها عيش الاذلاء وتطردون منها كما يطرد الغرباء، فماذا يكون جوابكم ان سئلتم عن هذا كله غدا؟
ها هي النواقيس ترن في شرفات المآذن بدل الاذان، وها هي المساجد تطأ نعال الصليبيين في تربتها مواقع جباه المسلمين، وها هو المسلم يفر بدينه من مكان الى مكان، ويلوذ باكناف الهضاب والشعاب، لا يستطيع ان يؤدي شعيرة من شعائر دينه الا في غار كهذا الغار الذي اعيش فيه!…
ليت المسلمين عاشوا دهرهم فوضى لا نظام لهم ولا ملك ولا سلطان، كما يعيش المشردون في افاق البلاد، فقد كان ذلك خيرا لهم من ان يتولى امرهم رجال مثلكم طامعون مستبدون يلفون على اعناقهم جميعا غلا واحدا يسوقونهم به الى موارد التلف والهلاك من حيث لا يستطيعون ذودا عن انفسهم. وما تفعل الفوضى وبامة ما يفعل بها الاستبداد.
يسألكم الله يا بني الاحمر عني وعن اولادي الذين انتزعتموهم من يدي انتزاعا احوج ما كنت اليهم، وسقتوهم الى ميادين القتال ليقاتلوا اخوانهم المسلمين العرب قتالا لا شرف فيه ولا فخار حتى ماتوا جميعا موت الاذلاء الادنياء فلا انتم تركتموهم بجانبي انس بهم في وحشتي والجا الى معونتهم في شيخوختي، ولا انتم ذهبتم بهم الى ميدان قتال شريف فاتعزى عنهم من بعدهم بانهم ماتوا فداء عن دينهم ووطنهم.
فها انذا عائش من بعدهم وحدي في هذا الغار الموحش فوق هذه الصخرة المنقطعة ابكي عليهم، واسال الله ان يلحقني بهم فمتى يستجيب الله دعائي.
ثم اختنق صوته بالبكاء، فادار وجهه ومشى بقدم مطمئنة يتوكأ على عصاه حتى دخل مغارته وغاب عن العيون، فنالت كلماته من نفس الامير ما لم ينل منها ضياع ملكه وسقوط عرشه، فصاح: ما هذا بشرا انما هو صوت العدل الالهي ينذرني بشقاء المستقبل فوق شقاء الماضي، فليصنع الله بي ما يشاء فعدل منه كل ما صنع.
ثم انحدر الى سفينته وانحدر اهله وراءه فسارت السفينة بهم تشق عباب الماء شقا فسجل التاريخ في تلك الساعة: ان قد تم جلاء العرب عن الاندلس بعد ما عمروها ثمانمائة عام.



#هادي_ناصر_سعيد_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاضرة(( التطوع اداة اساسيه في بناء المجتمع الحديث ))
- مشاكل واستثمار الجهود والطاقات في البيئه العراقية هوالتقشف
- تفعيل منتديات حديقة الامه
- الكوميديا الكهربائيه في العراق ؟ من كهرباء سوسه في الحله الى ...
- توثيق موقعي بدار الكتب والوثائق
- الكوميديا الكهربائيه في العراق ؟ والتفنن في اضطهاد الشعب
- حقوق الشعب يسرقها (( ترامب )) من سارقيها
- آية الله الشيخ بشير النجفي ينصح ويقول ؟
- معاناة مهجر ؟ العراق يتدهور بخطوات مدروسه ؟ من التهجير الى ا ...
- كانت صرخة تنوير وتحذير للمالكي في ولايته الاولى
- رفقا- بالقوارير ؟ منبع الحياة واساس المجتمع
- اشكالية خلق الصراع بين الماديه والروحيه ؟ هي من اسس مشاكل ال ...
- النظام الداخلي للاتحاد العام للقبائل والعشائر العربيه في الع ...
- تشييد مستوطنات بشريه للاجئين – باسلوب البناء الجاهز السريع ( ...
- شارع الرشيد ؟ بين الامس واليوم ؟
- النظريه الاستعماريه وسياسة الرعب ؟
- لماذا سينهار سد الموصل ؟؟
- من الاقتصاد الرأسمالي الى اقتصاد الحقوق
- سد الموصل المفخخة واللغم الموقوت لتفجيره لتحقيق سياسة تمزيق ...
- اشباه المنظمات غير الحكوميه ومخالفتها لحقوق الانسان والشرع


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي ناصر سعيد الباقر - قصه من تاريخنا ؟ ما اشبه اليوم بالبارحه ؟