أحمد جبار البديري
الحوار المتمدن-العدد: 5510 - 2017 / 5 / 3 - 06:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الإصلاح هو عبارة عن الإصلاح السياسي في مؤسسات الدولة، فهو المهني، و الاقتصادي، يراد به تقويم مؤسسات الدولة، و معالجة الترهل الحاصل فيها، تم استخدام هذا المصطلح في السياق السياسي في أواخر عام 1700 من قبل حركة كريستوفر التي سعت إلى الإصلاح البرلماني.
كثير ما نسمع بالإصلاح و المنادين به، و تعددت الطرق في المطالبة به، فالكثير من الأحزاب و الكتل السياسيه العراقيه اليوم تنادي به، و الكل يدعي أن مشروعه الإصلاحي في بناء الدولة و القضاء على الفساد، و معالجة التراكمات السابقه، و القضاء على البيروقراطية، و تعديل القوانين، من أجل بناء دولة المؤسسات، هو المشروع الأنجح و الافضل.
برزت على الساحة العراقية كثير من المشاريع الاصلاحية، لكن من هو الأفضل؟
اتجه بعض القادة السياسين إلى وسيلة جديدة في الإصلاح، و هي الضغط على الحكومة و البرلمان، من خلال التظاهرات و إثارة الشارع ضد الحكومة، فالتظاهرات من الوسائل التي استخدمت لمطالبة بالإصلاح، لكن هل أدت شيء بسيط مما نادت به؟!
الكل يعلم منذ بداية التظاهرات إلى اليوم لم يتغير شيء، و لم يحدث اصلاح جوهري في المنظومة الحكوميه.
فالمطالب التي نادى بها المتظاهرون كانت بعضها مشروعة و دستورية، و البعض الآخر لا يتماشى مع الوضع الذي يمر به البلد.
من الواضح لجميع أن هذه التظاهرات لم يكن هدفها الإصلاح فقط، فهي طالبت بتغير قظايا بسيطة لا تحتاج إلى التظاهر، و أنما تحل من خلال السياقات الدستورية في الحكومة او البرلمان، و هذا يدلل إنها ليست تظاهرات وطنية ، او عفوية، بل هي سياسية بالدرجة الأولى.
فهناك الكثير من المشاريع الإصلاحية، نادى بها بعض الزعماء، لكنهم لم يستخدموا جماهيرهم من أجل الضغط على الحكومة.
و استطاعوا ان يعدلوا الكثير من القوانين، و أن يصححوا الكثير من الأخطاء، و ان لم تكن بالمستوى المطالوب .
فالتظاهر ظاهرة صحية و دستورية، اذا كانت فعلا غير مسيسه او مدعومة من جهات هي فاسدة و متهمه بالفساد، كان الأحرى بها اصلاح نفسها.
فهل طبقوا الإصلاح على أنفسهم؟!
#أحمد_جبار_البديري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟