أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشال يمين - أردوغان: أهو نصر أم هزيمة؟














المزيد.....

أردوغان: أهو نصر أم هزيمة؟


ميشال يمين

الحوار المتمدن-العدد: 5503 - 2017 / 4 / 26 - 02:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أجرت تركيا استفتاء وطنيا، في 16 نيسان، تمت بنتيجته الموافقة على 18 تعديلا للدستور من شأنه أن ينقل السلطة الرئاسية إلى مستوى الملكية المطلقة.
فكرة التركيز الأقصى للسلطة في يد واحدة ليست جديدة على تركيا. ومع ذلك، فإن أردوغان على ما يبدو ألهمه ذلك "هنا والآن" ليس مثال سلاطين الدولة العثمانية بقدر ما ألهمه إياه مثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي بفرضه سيطرته الكاملة على الوضع السياسي والعمليات الاجتماعية في روسيا أتاح لنفسه مزيداً من حرية التحرك المستقل في مجال السياسة الخارجية. مثل هذه الفرصة هي لأنقرة الآن "مصلحة حيوية" أكثر حتى منها لموسكو.
بيد أن المجتمع التركي الحديث يبدو مختلفا بشكل ملحوظ عن المجتمع الروسي. بادئ ذي بدء، من حيث درجة تأثير المجتمع على التطورات السياسية في البلاد. فعلى النقيض من روسيا، حيث الشعب لا يزال أكثر الأحيان يتأمل في ما تتخذه السلطة من قرار وهو صامت ومنتظر ومتكل على حكمة السلطة عموماً، تتم السياسة التركية في الواقع في الشوارع والساحات. فالجماهير التي خرجت إلى الشوارع في يوليو تموز من العام الماضي لتقول كلمتها ضد الانقلاب العسكري هي التي أوقفته ولم تدع تركيا تنزلق إلى حرب أهلية شاملة يضحي فيها "الجميع ضد الجميع". علاوة على ذلك، تخوض الأحزاب السياسية التركية حقا غمار النضال بين مختلف الأفكار والفلسفات والمناهج بعكس روسيا، حيث غالباً ما تُنشأ الأحزاب لا بمبادرة من القاعدة الشعبية، بل أكثر "من فوق"، من أعالي السلطة بوصف هذه الأحزاب أداة لتأثير السلطة على المجتمع، وليس لتأثير المجتمع على السلطة.
ولذلك، فإن من غير المحتمل أن يحصل أردوغان بالنتيجة على نسخة تركية من النظام السياسي الروسي. وهو هنا يخاطر كثيراً جدا لأنه بنتيجة الفوز في الاستفتاء يستدرج نهائياً "النار صوب شخصه" من لدن جميع خصومه، من الأكراد إلى الكماليين فأنصار مسار التنمية الموالي للغرب في تركيا. لذا يصبح منصب الرئاسة الآن مثابة "الجائزة" الرئيسية والوحيدة للمنتصر في الصراع على السلطة، وهدفاً لرغبة جامحة من قبل جميع القوى السياسية، الأمر الذي يضع صاحبها تحت ضغوط قوية جدا على الصعيدين الداخلي والخارجي.
يمكننا القول بكل ثقة إن نتائج الاستفتاء ستكثف وتنشّط التطورات السياسية في تركيا، وستطلق آلية جديدة لنقل السلطة، وربما لزعزعة الاستقرار من جديد. وهذا ذو صلة، على وجه الخصوص، بوجود أغلبية ضئيلة جدا من أنصار أردوغان حيال خصومه (51.41٪ الأصوات قالت "نعم" فيما كانت نسبة المشاركة 85.32٪ في المواطنين)، وما هو أهم من ذلك، بتوجهات السياسة التركية بعد الاستفتاء.
إذا كان الرئيس الحالي لتركيا سيستخدم الصلاحيات الجديدة لمزيد من التقارب مع روسيا وللانخراط في مسعى التكامل الأوراسي، فسوف يكون قادراً ليس فقط على الحفاظ على السلطة، بل سيعزز أيضا إلى حد بعيد قدرات تركيا كعنصر متماسك من عناصر السياسة الإقليمية والعالمية. أما إذا كان سيتم استخدام هذه الصلاحيات لتنفيذ مشروع "القومية التركية" التي تهدف إلى خلق إمبراطورية تركية موحدة، تضم في عضويتها إلى جانب تركيا الحد الأقصى من أراضي المنطقة التي يعيش فيها الناطقون باللغة التركية (وهذا يعني أن تضم إليها منطقة الفولغا الروسية، وأذربيجان، وجمهوريات آسيا الوسطى ومنطقة شينجيانغ الأويغورية الصينية الذاتية الحكم، فإن تركيا والمنطقة بأسرها ستكون قد دخلت في فوضى دموية، وهذا هو الهدف الذي يصبو إليه المنظرون الإستراتيجيون الأميركيون. فبعد أن هزموا في يوليو 2016، شرعوا في العمل بمهارة أكبر وسرية أخفى يغية المساعدة بدايةً على تركيز السلطة في مركز بنيوي واحد، وبعد ذلك – بغية مساعدة أنصارهم على القبض على زمام هذه السلطة. هذا السيناريو يحمل في طياته خطرا كبيرا على روسيا والصين وجميع الدول التي قد تصبح بطريقة أو بأخرى بين أهداف مشروع "القومية التركية"، الذي تلهمه الولايات المتحدة. فعلى اردوغان اتخاذ الخيار السليم وتوجيه السلاح وجهة تعزيز "السلطة الهرمية الرئاسية" لصالح تركيا، أي لصالح توحيد ورص صفوف القوى السياسية التركية والتقارب مع أوراسيا ضد الغرب المعولم والولايات المتحدة.
بقلم فاليري كوروفين
جريدة "زافترا" في 20 أبريل/نيسان 2017
ترجمة ميشال يمّين



#ميشال_يمين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان لروسيا تأثير فعلاً على انتخاب ترامب؟
- أنظمة الظلم بنات السِفاح
- -الدولة الإسلامية- (داعش) مشروع أميركي
- وضع الرئيس بوتين في روسيا اليوم: رِفْعَة وسؤدد أم أفول واحتض ...


المزيد.....




- ناصيف زيتون ودانييلا رحمة يحتفلان بذكرى زواجهما الأولى
- فرنسا: قضية -المجوهرات المخفية- للوزيرة رشيدة داتي تعود إلى ...
- قضية اختطاف وقتل الطفلة الجزائرية مروة تثير تساؤلات عن ظاهرة ...
- تقارير: قرار واحد لترامب قد يُفضي إلى أكثر من 14 مليون وفاة ...
- من العزلة إلى الإعمار... هل ستفتح واشنطن أبواب سوريا للعالم ...
- قتيلان على الأقل في موجة حر شديدة وفيضانات تجتاح إيطاليا
- دعم خليجي متجدد للبنان.. تأكيد على الأمن والاستقرار والتنمية ...
- شبهة تجسس ـ برلين تستدعي السفير الايراني وطهران تنفي ضلوعها ...
- ماكرون يبحث مع بوتين الملف النووي الإيراني وحرب أوكرانيا في ...
- عاجل| ترامب: رفعت العقوبات عن سوريا من أجل منح البلاد فرصة


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشال يمين - أردوغان: أهو نصر أم هزيمة؟