أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ولاء عبد الهادي - كومونة باريس... ثورة بروليتارية تحارب البورجوازية















المزيد.....

كومونة باريس... ثورة بروليتارية تحارب البورجوازية


ولاء عبد الهادي

الحوار المتمدن-العدد: 5501 - 2017 / 4 / 24 - 20:58
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



الحلم الذي حلمت به الطبقة العاملة في فرنسا هل تحقق ؟!

قبل أن نطرح إجابة لهذا السؤال، علينا أولا أن نعرف بعض الأمور!

ماذا كان يحدث في العالم في آنذاك؟

البداية كانت عام 1870م في سلسلة من الأحداث التاريخية المهمة، والمتصلة والمؤثرة !

المشهد الأول: يناير، "مئة ألف" شخص يتظاهرون ضد إمبراطورية "بونابرت الثانية" بعد مقتل الصحفي الجمهوري "فيكتور نوير" على يد ابن عم الإمبراطور.

المشهد الثاني: مايو، اعتقال أعضاء فيدرالية باريس بتهمة التآمر ضد "نابليون الثالث"، في نفس يوم الاستفتاء على الثقة في الإمبراطورية، حيث وصلت نسبة الموافقين إلى 84%.

المشهد الثالث: يوليو، "لويس بونابرت" يعلن الحرب على بروسيا.

المشهد الرابع: "والهام جدا " في نفس الشهر وفي تحديث البيان الشيوعي الأول "ماركس" يكمل ما أصبح يسمى فيما بعد بــــ "البيان الأول"، والموافقة على البيان من قبل المجلس العام لجمعية العمال العالمية وبداية توزيع البيان.

المشهد الخامس: أغسطس، هزيمة متكررة للجيش الفرنسي أمام الجيوش البروسية بقيادة ولي العهد "فريدريك".

المشهد السادس: سبتمبر، وبعد هزيمة "سيدان"، يستسلم "نابليون الثالث" والماريشال "ماكماهون" ومعهم ثلاثة وثمانين ألف جندي فرنسي، وفي نفس الشهر وبعد يومين فقط من استسلام الإمبراطورية الفرنسية، وبعد وصول أخبار الهزيمة والانسحاب يقوم العمال الباريسيون بالتظاهر أمام قصر "بوربون"، ويجبرون الجمعية التشريعية على إعلان حل الإمبراطورية، وقبل حلول المساء تعلن سقوط الإمبراطورية، وإعلان الجمهورية الفرنسية في دار البلدية في باريس، ويعلن تأسيس حكومة مؤقتة تحاول السيطرة على الأوضاع، ومواصلة الكفاح المسلح، وطرد الألمان من فرنسا، ويتبع ذلك مظاهرات في لندن ومدن أخرى تنادي بالاعتراف بالجمهورية الفرنسية الجديدة.

وفي نفس الشهر، تصدر الحكومة الجديدة بيانًا يُحمّل الإمبراطورية مسؤولية الأحداث، وتعلن رغبتها في السلام الآن دون أن :"تتخلى عن بوصة من أرضها، أو حجر من قلاعها"، وقبل نهاية الشهر تقع باريس تحت حصار جيشان بروسيان.

المشهد السابع: أكتوبر ونوفمبر، وفي تصعيد كبير للأحداث وبعد هزيمة للجيش الفرنسي في "لابورغية" واستسلام أخر في "متز". ينتفض العمال البارسيون بقيادة "بلانكي"، ويستولون على دار البلدية، ويعلنون حكومتهم الثورية، وبعد الضغط على الحكومة تعلن الحكومة نيتها في الاستقالة محاولة منها لتهدئة الأوضاع؛ لتقوم بعد ذلك بإعادة سيطرتها على البلدية، والقبض على "بلانكي" بتهمة الخيانة العظمي !

وبهذا ينتهي عام 1870م المليء بالأحداث المهمة التي ترتب عليها ما جرى في عام 1871م، وقيام "الكومونة" La Communeالتي تعد أول دولة عمالية في التاريخ، ولأول مرة ترفرف راية العمال عالية، ويصحو العالم على فزع وخوف من سقوط الرأسمالية.

يبدأ عام 1871م عام "الكومونة" بمقتل العمال غير المسلحين بعد مظاهرة سلمية طالبوا فيها بإسقاط الحكومة التي قدمت باريس على طبق من فضة للبروسيين.

وبعد أيام تُوقع معاهدة بين فرنسا وألمانيا تنص على أن تسلم فرنسا "الألزاس" و"اللورين" إلى ألمانيا، وتدفع لها تعويضات بقيمة خمسة مليارات فرنك، وبناء عليه يتم سحب الجيوش الألمانية من الأراضي الفرنسية .

وفى بداية مارس، ترد البروليتاريا بغضب على الاستسلام المستمر للحكومة أمام الجيوش الألمانية، وتتحد البروليتاريا مع الحرس الوطني، ويتم تشكيل لجنة مركزية، وفى مشهد جديد لـ " انقلاب السحر على الساحر " يحاول "آدولف ثاير" نزع سلاح باريس، ويرسل القوات الفرنسية (الجيش النظامي) للسيطرة على الأوضاع، ولكن القوات الفرنسية تتحد مع العمال، وترفض تنفيذ الأوامر، وتنسحب القوات بسلام، ليبدأ في نفس اليوم 18 مارس 1871م إعلان الكومونة وبعد أيام يجري انتخاب أعضاء الكومونة

أيام بعدها وتستقيل اللجنة المركزية التي كانت تباشر أعمال الحكومة، وقبل استقالتها تعلن قرارها بإلغاء أية قوة بوليسية دائمة.

وبداية من آخر مارس، تبدأ الكومونة في أخذ بعض القرارات المهمة :

إلغاء التجنيد الإلزامي، والجيش الدائم، والحرس الوطني وتلغي دفع إيجارات المنازل من أكتوبر 1870 حتى أبريل 1871.
يوحد علم الكومونة على كل الأرجاء.
وتعلن الكومونة أيضا حدا أدنى وحدا أقصى لراتب أي عضو فيها، حيث لا يتجاوز الــ ستة آلاف فرنك.
وفي محاولة لإخماد كومونة باريس أو "حلم البسطاء " طلب "ثاير" من المستشار الألماني "بيسمارك" الإذن بضم أسرى الحرب الفرنسيين إلى جيش "فرساي"، معظمهم كان يخدم في الجيشين اللذين استسلما في "سيدان" و"متز". في مقابل 5 مليارات فرنك من التعويضات، فوافق "بيسمارك" وبدأ الجيش الفرنسي في حصار باريس .

في نفس الوقت، تُعلن "الكومونة" قرارا علمانيا بــ "فصل الدين عن الدولة"، وإلغاء أية أموال حكومية تدفع لأغراض دينية، إضافة إلى تحويل ممتلكات الكنيسة إلى ملكية وطنية، وفى خطوة جديدة تعلن في مرسوم بإلغاء الرموز والصور والعقائد الدينية من المدارس، وإعلان الدين رسميا شأنا خاصا .

تبدأ الحكومة الفرنسية بإعدام أعضاء الكومونة الأسرى في محاولة منها للضغط من أجل كسر إرادة الثوار، فحين كان الجيش الفرنسي يقتل بدم بارد أعضاء الكومونة الرهائن ! تعاملت البرولوتاريا وأعضاء الكومونة بنبل إنساني ومثالية عالية، حيث رفض العمال الرد على القتل بقتل، مؤكدين: "أن العمال لن يلطخوا أيديهم بالدماء".

وتتماسك الكمونة، وتحاول النجاح وتعلن بعض القرارات الجديدة، فتقرر أن قوس النصر في قصر الفيندوم، الذي صنع من المدافع التي استولى عليها نابليون بعد حرب عام 1809م يجب أن يهدم كرمز للشوفينية والتحريض على الكراهية القومية، وتعلن الكومونة تأجيل كل الديون المستحقة لثلاث سنوات وإلغاء كل فوائدها، وتأمر بجدولة إحصائية لكل المصانع التي أغلقت من قبل مالكيها، مع وضع الخطط لإدارة هذه المعامل من قبل العمال الذين كانوا يعملون فيها سابقا، وتنظيمهم في جمعيات تعاونية، وأيضا خطط لتنظيم هذه التعاونيات في اتحاد واحد كبير .

كما ألغت الكومونة العمل الليلي للخبازين، وأيضا بطاقات تسجيل العمال، التي كانت منذ الإمبراطورية الثانية تستخدم كاحتكار لمرشحي الشرطة – المستغلين من الدرجة الأولى، ونقل إصدار هذه البطاقات إلى محافظي الدوائر العشرين.

كذلك أمرت الكومونة بإغلاق محلات الرهن، باعتبارها نوعا من أنواع الاستغلال، وكونها تتعارض مع حق العمال بامتلاك أدوات عملهم، كما أمرت بهدم كنيسة التكفير، التي كانت قد بنيت تكفيراً عن إعدام لويس السادس عشر.

كل هذه القرارات لم تقف أمامها البرجوازية صامتة؛ فالكومونة تهدد رأس المال والبرجوازيين والنظام العالمي فاتحد الأعداء من أجل هزيمة الاشتراكية.

وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل تحذير ماركس للعمال إبان الثورة، حيث حذر عمال باريس في خريف سنة 1870م قبل الكومونة بعدة أشهر، من أن أية محاولة لإسقاط الحكومة ستكون حماقة دفع إليها اليأس، ولكن عندما فرضت على العمال المعركة الفاصلة في مارس 1871م، وعندما قبلها هؤلاء وغدت الانتفاضة أمرًا واقعا، ساند ماركس الثورة البروليتارية بمنتهى الحماسة، رغم نذر السوء. ولم يعتبرها « جاءت في غير أوانها» كما فعل الماركسي الروسي بليخانوف، عندما كتب في نوفمبر 1905 مشجعا نضال العمال والفلاحين، ولكنه أخذ يصيح بعد ديسمبر سنة 1905على طريقة الليبراليين «ما كان ينبغي حمل السلاح».

لم يكتف ماركس بالإعجاب الحماسي ببطولة أصحاب الكومونة الذين «هبوا لاقتحام السماء» على حد تعبيره. فقد رأى في هذه الحركة الثورية الجماهيرية – ولو أنها لم تحقق هدفها - خبرة تاريخية ذات أهمية كبرى، وخطوة إلى الأمام للثورة البروليتارية العالمية، خطوة عملية أهم من مئات البرامج والمناقشات. وقد وضع ماركس نصب عينيه مهمة تحليل هذه التجربة، واستخلاص الدروس التكتيكية منها وإعادة النظر في نظريته على ضوئها.

لقد كان «التصحيح» الوحيد الذي رأى ماركس ضرورة إدخاله على «البيان الشيوعي» مستوحى من الخبرة الثورية لكومونة باريس[i].

مشهد النهاية :

جاءت النهاية قاسية ومؤلمة ودموية، حيث قام الجيش الفرنسي بقتل العمال على مدار ثمانية أيام في مذبحة بشعة، رغبة في مقاومة خطر الاشتراكية، كان يُطلق النار على المدنيين بمجرد رؤيتهم. قاد العملية الماريشال ماكماهون الذي أيصبح فيما بعد رئيساً لفرنساً، فأعدم عشرات الآلاف من أعضاء الكومونة والعمال .

وتعتبر ثورة "كومونة باريس" "ثورة خالدة" لا ينبغي تناسيها عند دراسة تاريخ الحركة العمالية البروليتارية، رغم عمرها القصير الذي لم يزد عن "72 يوما"، فقد بدأت في الأول من مارس 1871م وتم سحقها في 28 مايو من العام نفسه من قبل قوات "الجيش الجمهوري"، بعد معارك دامية في شوارع "باريس" والمدن الأخرى أنهت على الكومونة وتركتها في بحر من الدماء، دماء البروليتاريا.

ورغم هزيمة "الكومونة"، إلا أننا لابد أن نعترف بملائكية أعضائها ومثالية أفكارهم، ونبل أخلاقهم ونعترف أيضا أنها كانت ثورة طرحت وبقوة الفكر الاشتراكي وقضية تحرر الطبقة العاملة من قيود الطبقة البرجوازية الحاكمة، أو كما ذكر التاريخ أنها كانت سببا في اندلاع ثورات اشتراكية، مثل ما حدث في روسيا والصين وفيتنام وكوبا.

* باحثة مصرية

[i]- من كتاب لينين "الدولة والثورة".

http://www.ysina.org/ysina/book/%E3%C7%D1%DF%D3%ED%C9/book/may5.pdf

المعرفة، كومونة باريس.

http://www.marefa.org/index.php/%D9%83%D9%88%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A9_%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3

الموسوعة العربية، الكومونة.

http://www.arab-ency.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%85%D9%88%D9%86%D8%A9
صورة من قرب ولاء عبد الهادي ذوات كومونة باريس البروليتاريا



#ولاء_عبد_الهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
- الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024


المزيد.....

- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ولاء عبد الهادي - كومونة باريس... ثورة بروليتارية تحارب البورجوازية