أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مهنة أمين - مفارقات غريبة في العلاقات الاسرائيلية الأمريكية















المزيد.....


مفارقات غريبة في العلاقات الاسرائيلية الأمريكية


مهنة أمين

الحوار المتمدن-العدد: 5501 - 2017 / 4 / 24 - 20:19
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إن إشارة كل من البروفسور "ستيفن والت" والبروفسور "جون ميرشيمر"* , في دراسة لهما حول تأثير اللوبي اليهودي على مصادر القرار الأمريكي لصالح إسرائيل" بأنه ليس لهذه الحالة مثيل في التاريخ السياسي الأمريكي " , وكما قال رئيس الوزراء السابق أرييل شارون ذات مرة متفاخرا بمدى تأثيره في الرئيس الأمريكي بوش الابن:" الولايات المتحدة تحت سيطرتنا" , هو تعبير عن مفارقة غريبة في التاريخ السياسي الأمريكي تؤكد مدى سطوة إسرائيل باعتبارها قوة إقليمية على الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها إمبراطورية عالمية.
حيث أن التاريخ يكشف لنا عن جوانب هذه الهيمنة التي تفرضها إسرائيل على أمريكا , حيث أدت مطالب اللوبي اليهودي إلى الحصول على دعم أمريكي لحروب إسرائيل العدوانية ضد الدول العربية عام 1967, 1973, 1982 وجر أمريكا للحرب ضد العراق 1991 , و2003 , واجتياح إسرائيل لبنان وغزة عام 2006 وتهديدات عسكرية ضد إيران وسوريا منذ 2001 دون النظر إلى مدى تأثير ذلك على مكانة الولايات المتحدة , فلقد بدأ المحافظون الجدد أو ما يصطلح عليهم الصهاينة الإيديولوجيين مسيرتهم الطويلة في مؤسسات الدولة الأمريكية في بعض الحالات كمستشارين لأعضاء يمنيين في الكونغرس موالين لإسرائيل وشغل آخرون مناصب اقل في البنتاغون ووزارة الخارجية , وكانوا أكاديميين أو قادة مؤسسات استشارية محافظة في واشنطن إبان إدارة الرئيس ريغان و بوش الأب وبانتخاب بوش الابن في 2001 انتقلوا إلى مواقع استراتيجية رئيسية في الحكومة , وكانوا قد كرسوا أنفسهم طوال حياتهم السياسية لتعزيز مصالح دولة إسرائيل بالتعاون مع المؤسسات اليهودية الرئيسية = الناشطة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أنهم يمارسون ضغوطا وتأثيرات فائقة الحجم على الكونغرس وسيطرة على وسائل الإعلام , المؤسسات المالية وصناديق معاشات التقاعد من أجل تسخير السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ونفوذها العسكري لصالح إسرائيل بغض النظر عن مدى تأثير ذلك على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ومكانتها الدولية.
لقد نجح المحافظون الجدد في حمل الولايات المتحدة على تطبيق مبدأ الحرب الاستباقية على أعداء إسرائيل دون النظر إلى مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ومكانتها الدولية والخسائر البشرية في صفوف الجنود الأمريكيين , والتكاليف المادية التي أرهقت الاقتصاد الأمريكي في العراق وأفغانستان , إضافة إلى نجاح اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية من تشويه صورتها ودفعها إلى استعداء مئات الملايين من المسلمين وملاين العرب من كافة الأديان والغالبية العظمى من الأوروبيين والأفارقة والأسيويين مضاعفة بذلك العزلة الأمريكية عالميا , ويتمثل الاجماع الحاصل بين منتقدي ادارة بوش الأمريكيين بان " أحداث11/09/2001 وفرت للمتعصبين الصهاينة اليمنيين فرصة جديدة لتسخير السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ونفوذها العسكري لصالح اسرائيل" .
ويندرج هذا المخطط في سياق إزاحة الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها الدولة الحاكمة في العالم , حيث اكدت التحليلات التي أجراها معهد تشتمهاوس البريطاني ( المعهد الملكي للشؤون الدولية Chatham house ) التي صدرت تحت عنوان : هل أمريكا مستعدة لقيادة العالم ؟ ... إعادة النظر في دور وسط عالم متغير للكاتب " روبرت نيبلت ", بأن الزعامة الامريكية للعالم باتت موضع شك, حتى وإن قال الرئيس باراك اوباما في خطاب التنصيب " نحن مستعدون لأن نقود العالم مرة اخرى " .
لقد لعب الإيديولوجيون الصهاينة* دورا مركزيا في تحديد السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط ضمن سياق العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية وقوة النفوذ الذي يتمتع به اللوبي الموالي لإسرائيل داخل الولايات المتحدة الأمريكية انطلاقا من المبدأ القاضي بوجوب الخيار بين مصالح إسرائيل أولا أو المصالح السياسية الأمريكية , وفي سياق إتباع سياسة لتعزيز موقع إسرائيل إقليميا أضعف الصهاينة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وأي خطط لها على المدى المتوسط في منطقة الشرق الأوسط لصالح التفوق الإسرائيلي في المنطقة , حيث إن معايير تقييم الحرب الأمريكية على العراق كانت مرتبطة بالمكاسب الإسرائيلية التوسعية في الشرق الأوسط أكثر منه بأهداف القوات المسلحة الأمريكية ومكانتها , لأن بنية النفوذ الصهيوني مؤلفة من مجموعات رسمية وغير رسمية مترابطة تعمل على مستويات دولية , ووطنية, ومحلية, وتتبع بصورة مباشرة ومنهجية دولة اسرائيل.
إن مسألة النفوذ الصهيوني داخل دواليب الإدارة الأمريكية في ما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية , وبمسائل الحرب والسلام في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى من العالم تحيلنا إلى الاطلاع على خصائص العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية التي وصفت بالعلاقة الفريدة من نوعها في تاريخ العلاقات الدولية حيث تتجلى لنا بعض العلاقات :

علاقة تاريخية بنيوية:
إن العلاقة بين إسرائيل وأمريكا تعكس لنا يهودية الولايات المتحدة الأمريكية , وهذا ما عبر عنه "وارنر سومبارت" في قوله :" إن الولايات المتحدة الأمريكية هي بلد يهودي في كافة أجزائه" , ومن المعروف أن الولايات المتحدة قد احتضنت الدولة اليهودية فور ولادتها , وخاصة في مجال التمويل , وقد قال عضو مجلس الشيوخ " فولبرايت" سنة 1974 : " نحن, ونحن وحدنا الذين جعلنا وجود إسرائيل كدولة أمرا ممكنا" , حيث أن المبالغ المالية الضخمة المقدمة من طرف الولايات المتحدة لإسرائيل* دليل على العلاقة البنيوية بين الدولتين , فمنذ عام 1948 استفاد الكيان الصهيوني ما قيمته 28 بليون دولار مساعدات عسكرية واقتصادية و كذا 14مليار دولار على شكل هبات لا ترد من مصادر أمريكية غير حكومية , منها 500 مليون دولار هبات يهودية غير خاضعة للضريبة ومن شراء السندات الإسرائيلية , هذا ما يكبد الخزينة الأمريكية خسائر فادحة, وتدفع الولايات المتحدة قيمة جميع الواردات الإسرائيلية العسكرية التي تبلغ قيمتها نصف ميزانية الدفاع أي أكثر من 25% من مجموع نفقاتها, هدفها تعزيز الدعم الغير مشروط لإسرائيل وتدعيم سياساتها ومؤسساتها المدنية والعسكرية وضمان تجسيد أهدافها التوسعية على حساب جيرانها وضمان تفوقها الإقليمي في الشرق الأوسط , كانت إسرائيل على رأس المتلقين للمساعدات الأميركية منذ العام 1967 والمتلقية التراكمية التصاعدية الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية, و تملك إسرائيل أيضاً إمكانية الوصول إلى عدد من المكاسب الأخرى والتي لا تملك بلدان أخرى في المنطقة، مثل القدرة على استخدام أموال المساعدات العسكرية الأميركية للأبحاث والتطوير في الولايات المتحدة أو استخدام 26 % من تمويل المساعدات السنوية باتجاه شراء تجهيزات عسكرية من الصناعة الإسرائيلية, كما تقدم الولايات المتحدة كل المساعدات المخصصة لإسرائيل خلال الثلاثين يوماً الأولى من سنة مالية مفترضة، على خلاف بلدان أخرى تتلقى إسرائيل أقساطاً مترنحة من المساعدات في أوقات مختلفة معتمدة بشدة على تمويل المساعدات الخارجية الأميركية والتي تمثل 21 إلى 22 % من الإنفاق الدفاعي الإسرائيلي , ففي العام 2007، أعلنت إدارة بوش بأن المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل سوف تزداد بحدود 6 مليار دولار على امتداد العقد المقبل، لتصل إلى مساعدات سنوية بمستوى 3.1 مليار دولار بحلول السنة المالية 2018.
ونذكر أنه بدون الدعم المالي الأمريكي ما كان باستطاعة إسرائيل تجاوز انهيار اقتصادها في الثمانينات وما كان باستطاعتها الغزو والاحتلال , وما كان باستطاعتها الاستمرار في استيطان الاراضي المحتلة حيث لم نرى في التاريخ مثيلا لهذه الدولة التي تأتيها الأموال بهذه الضخامة من وراء الحدود لتسمح لنفسها بسهولة في ظل هذه المكانيات المالية القيام بالاعتداءات , وانتهاج سياسة عدوانية وتهديد العالم أجمع , ومن المحتمل أن سلوك اسرائيل أصبح استثنائيا بفضل ضخامة السيل المقدم من الدول الغربية وبصورة رئيسية المساعدات المالية وغيرها من أمريكا .

علاقة هيمنة:
حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية قد جعلت من إسرائيل قوة إقليمية تتقاضى إتاوة قدرها حوالي 3 مليار دولار سنويا على صورة مساعدات مباشرة من الكونغرس الأمريكي وولوج الأسواق الأمريكية, بالإضافة إلى وضع إسرائيل في المنتديات الدولية حدودا للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ودام الموقع المهيمن لإسرائيل أثناء الرئاسيات الأمريكية أكثر من نصف قرن , بالإضافة إلى إن نحو 60 % من التمويل الذي يحصل عليه الحزب الديمقراطي و30 % من تمويل الحزب الجمهوري مصدره اليهود الموالين لإسرائيل , الذين يعملون بشكل جماعي ,فهم منظمون وناشطون ويركزون على قضية واحدة تتمحور حول كيفيات اخضاع سياسات الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الأوسط لصالح اسرائيل , ومن خلال هذا التمويل أمكن للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة التدخل مباشرة لوضع مقاييس السياسة الخارجية الأمريكية وبالخصوص في منطقة الشرق الأوسط والسيطرة على صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية , وهذا ما أقره الرئيس الأسبق للجنة العلاقات الخارجية للكونغرس الأمريكي السيناتور" ويليام فولبرايت" في برنامج تلفزيوني لمحطة ABC أمام الآمة الأمريكية كلها:" أن إسرائيل تسيطر على مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأمريكية", إضافة إلى الأعمال العسكرية المباشرة التي تمارسها إسرائيل على أمريكا , ففي عام 1967**, خلال حرب الأيام الستة قامت القوة الجوية الإسرائيلية بقصف سفينة جمع المعلومات المخابراتية الأمريكية "يوأس أس لبرتي" LIBERTY"" في المياه الدولية وقتل وجرح أكثر من 200 بحار وضابط من أفراد البحرية الأمريكية في خطوة تاريخية غير مسبوقة* , ولم يذكر أي ردة فعل من الإدارة الأمريكية , كان الرئيس الأمريكي " جونسون" يعرف ذلك الا أنه تواطأ مع الذين قتلوا الأمريكيين بدل انتقاد الإسرائيليين , يقول "جيمس أينز" أحد ضباط السفينة :" لم ينتقد أي مسؤول أمريكي وهو في السلطة اسرائيل بسبب هجومها المتعمد" , وقد جاء هذا الهجوم الإسرائيلي الحربي على البارجة الأمريكية في سياق الايقاع بين الولايات المتحدة الامريكية ومصر من أجل نشوب حرب أمريكية على مصر لصالح اسرائيل, وعندما علمت اسرائيل = ان خطتها قد اكتشفت , انسحبت, وادعت أن الأمر كان خطأ في التعرف على هوية البارجة , وانهم ظنوها بارجة حربية مصرية, الا أن وزير الخارجية الأمريكي " دين رسك " وقائد القوات المشتركة الأدميرال" توماس مورر " أدلى في حينها " أن الهجوم لم يكن حادثة عرضية , بل إن اسرائيل هاجمت البارجة الأمريكية قاصدة ومتعمدة فالبارجة كانت ترفع علما امريكيا كبيرا , والهجوم تم في وضح النهار, وكان على بدنها أرقام تعريف دولية واضحة , وقد حلقت الطائرات الحربية الاسرائيلية النفاثة فوق البارجة على سطح منخفض قبل وقت طويل من الهجوم , لدرجة أن الطيارين كانوا يستطيعون رؤية أيدي البحارة تلوح لهم" .
اضافة الى ذلك, نلاحظ تلك الهيمنة المعلوماتية والاستخباراتية التي تفرضها اسرائيل على الولايات المتحدة الامريكية , حيث تقوم وكالة الأمن القومي الأمريكية "NCA" بتقاسم المعلومات الاستخباراتية الخام مع الوحدة الوطنية الاسرائيلية لاستخبارات الاشارات "ISNO" بشكل روتيني , دون غربلة المعلومات الخاصة بمواطني الولايات المتحدة والعمل على ازالتها , كما تظهر وثيقة سرية سربها الى صحيفة "الجارديان" من قبل المتعاقد السابق بالوكالة "ادوارد سنودن" وترد تفاصيل تقاسم المعلومات الاستخباراتية في مذكرة تفاهم بين وكالة الأمن القومي الأمريكية ونظيرتها الاسرائيلية , والتي تبين كيف قامت حكومة الولايات المتحدة بتسليم بيانات الاتصالات التي تم اعتراضها , والتي من المحتمل أن تحتوي على مكالمات هاتفية أو رسائل بريد الكتروني تخص مواطنين أمريكيين , بالرغم من وجود اتفاق مسبق بين الولايات المتحدة ووكالات الاستخبارات الاسرائيلية "المتعلق بحماية الأشخاص الأمريكيين" , يؤكد مرارا وتكرارا على "الحقوق الدستورية للأمريكيين في الخصوصية", ووجوب أن يقوم موظفوا المخابرات الاسرائيلية باحترام هذه الحقوق , لكن يتناقض مع هذه التأكيدات ما تم كشفه , من أنه يتم السماح لإسرائيل بالحصول على البيانات الخام للمواطنين الأمريكيين , حيث لا يغربل محللوا وكالة الأمن القومي الأمريكية الاستخبارات والمعلومات التي تتم مشاركتها , لإزالة الاتصالات الخاصة بالأمريكيين على الرغم من أن الاتفاق بين الوكالتين يؤكد على وجوب التعامل مع المواد الاستخباراتية وفقا للقانون الأمريكي , وان الإسرائيليين قد وافقوا على عدم الاستهداف المتعمد للأمريكيين الذين يتم ايراد معلومات عنهم في البيانات غير أن هذه القواعد لم يتم تدعيمها من خلال مواد ملزمة قانونيا للطرف الاسرائيلي.
هذا ما يؤكد علاقة الهيمنة التي تفرضها إسرائيل على الولايات المتحدة الأمريكية , حيث أنها تعرضت لضربة عسكرية وتعاملت مع اسرائيل بشكل اعتيادي , اضافة للسطوة المعلوماتية والاستخباراتية وعلى نطاق واسع كالتي يقوم بها لوبي أمريكي يعمل لصالح قوة خارجية " لصالح إسرائيل" , في اشارة واضحة الى انتهاك حقوق المواطنة الأمريكية وانتهاك فاضح لما جاء به الدستور الأمريكي في ضمان الحريات الفردية والجماعية للمواطنين الأمريكيين , وهو مظهر من مظاهر الهيمنة والسيطرة الإسرائيلية على الولايات المتحدة .

علاقة عدائية:
إن مسألة التجسس الإسرائيلي على الولايات المتحدة الأمريكية تشكل منعرجا حاسما في تاريخ العلاقات بين البلدين يؤكد العدوانية المفرطة التي تكنها إسرائيل لأمريكا وتثبت حقيقة الهيمنة المعلوماتية التي تمارسها إسرائيل باعتبارها قوة إقليمية على أمريكا الإمبراطورية العالمية , هدفها النهائي إضعاف الولايات المتحدة وإزاحتها من موقعها بوصفها الدولة الحاكمة في العالم , فقد أشار مستند صادر عن مكتب المحاسبة الحكومية (شعبة تحقيق تابعة للكونغرس الأمريكي) يثبت أن إسرائيل تقوم بعمليات التجسس الأكثر عدائية ضد الولايات المتحدة وأي حليف لها وجاء في تقرير لمخابرات الدفاع الأمريكية "أن إسرائيل تملك شهية نهمة للمعلومات فهي تكتسب تكنولوجيا عسكرية وصناعية بطريقة عدوانية والولايات المتحدة من أولى أولوياتها".
لقد جندت إسرائيل في الثمانينات يهوديا أمريكيا يدعى " جوناثان بولارد"*, للتجسس على الولايات المتحدة الامريكية , واستخدمت المعلومات والمستندات المتعلقة بالمخابرات الامريكية, ومكافحة الجاسوسية, والخطط الاستراتيجية , والأسلحة العسكرية, التي كانت تحصل عليها من طرفه لتخريب عملياتها الاستخباراتية في الشرق الاوسط , وتخريب عملياتها الاستخباراتية في الاتحاد السوفياتي والمعسكر الشرقي بسبب مقايضة اسرائيل للمعلومات, التي كان يسرقها "بولارد", مع السوفيات, لقد باعت اسرائيل أكثر الاسرار حساسية وخطورة , الى الاتحاد السوفياتي , حيث أن« KGB » حصل على شفرات للولايات المتحدة تمثل قيمة السرية , إما من اسرائيل مباشرة أو عبر جواسيس في الحكومة الإسرائيلية, ويظهر مؤشر العلاقة العدائية التي تكنها اسرائيل للولايات المتحدة الامريكية , في الأحداث التي سبقت وتلت هجمات 11/09/2001 على مركز التجارة العالمي والبنتاغون , حيث أكدت المخابرات الامريكية والمحققين الفدراليين بأنه تم اعتقال واحتجاز اكثر من 140عميل اسرائيلي* منذ11/09/2001 كانوا قد دخلوا في مسعى طويل الأمد و على نطاق واسع للتجسس على مسؤولي الحكومة الأمريكية وكان العديد من أولئك المعتقلين عملاء ناشطين في القوات المسلحة أو جهاز المخابرات الاسرائيلية " الموساد" , كما أن اسرائيل أعطت معلومات عن تكنولوجيا عسكرية حساسة لدول تعد منافسا لأمريكا في الواقع مثل الصين, وهو ما أطلق عليه مستشار الأمن القومي الأمريكي أنه:" اتجاه منظم ومتنامي لنقل غير مخول به للتكنولوجيا العسكرية".
إن عمليات التجسس التي تقوم بها إسرائيل داخل الولايات المتحدة الأمريكية , أساسها اختراق العديد من الشركات الاسرائيلية العاملة في مجال البرمجيات والحماية الالكترونية للسوق الأمريكية , واعتمادها على هذه الشركات بنسبة مرتفعة للغاية, إلى درجة أن 80% من الاتصالات في الولايات المتحدة الأمريكية تتم من خلال تكنولوجيا الشركات الإسرائيلية, وتجدر الاشارة إلى ان معظم هذه الشركات التي تعتمد عليها الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتأسيسها المؤسسة العسكرية الاسرائيلية وجيش الدفاع الاسرائيلي عن طريق شخصيات عملت في الماضي في أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية .
ففي وثيقة سرية اطلعت عليها صحيفة "الجارديان" مؤرخة في 2008 , يشير مسؤول كبير في وكالة الأمن القومي الأمريكية "NCA" الى أن اسرائيل "تتجسس بشكل قوي وكبير على الولايات المتحدة الأمريكية " ويقول : "من ناحية فان الإسرائيليين هم شركاء جيدون للغاية بالنسبة لنا في ما يتعلق بالسجينيت *, ولكن من ناحية أخرى , انهم يستهدفوننا لمعرفة مواقفنا بشأن مشاكل الشرق الأوسط" ويقوم "تقدير المخابرات القومي الأمريكي" بوضع اسرائيل في المرتبة الثالثة لأجهزة المخابرات الأكثر عدوانية ضد الولايات المتحدة .
ان عمليات التجسس التي تقوم بها اسرائيل على الولايات المتحدة الأمريكية هي دلالة على مدى العدوانية المفرطة التي تميز العلاقة بين البلدين , في اشارة الى انعدام الثقة ضمنيا بالرغم من وجود التعاون الاستخباراتي والعسكري بين أجهزة مخابرات الدولتين على مستوى الملاحظة الخارجية , غير أن التدقيق في مجرى الأمور يثبت لنا الاستراتيجية الاسرائيلية الهادفة الى الهيمنة على الشرق الأوسط بعيدا عن الوصاية الأمريكية في المنطقة , بل تسعى الى تعريض مصالح الولايات المتحدة الأمريكية الى الانهيار والدمار.
الهوامش:
1- جايمس بتراس , سطوة اسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية , ترجمة حسان البستاني, الدار العربية للعلوم ط1 بيروت لبنان 2007.
2- د.سرمد زكي الجادر, د.كوثرعباس الربيعي , الأزمة المالية والدور العالمي للولايات المتحدة الأمريكية بين التراجع والممانعة , مجلة قضايا سياسية العدد 19/20 سنة 2010,ص: 28.
3 - برنار غرافييه , اسرائيل سبب محتمل لحرب عالمية ثالثة , ترجمة اللواء محمد سميح السيد , مركز الدراسات العسكرية دمشق 1984,ص:141.
4 - د. جيرمي سولت , تفتيت الشرق الوسط .. تاريخ الاضطرابات التي يثيرها الغرب في العالم العربي, ترجمة نبيل صبحي الطويل , دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع ,ط1 دمشق 2011, ص445.
5 - يوسف العاصي الطويل, حملات بوش الصليبية على العالم الاسلامي وعلاقتها بإسرائيل الكبرى, صوت القلم العربي ط2 ,2010 مصر,ص:225.
6 - جلين جرينوالد و بوين ماكاسيكيل, وكالة الأمن القومي الأمريكية تتقاسم المعلومات الاستخباراتية الخام مع اسرائيل بما فيها بيانات خام عن مواطنين أمريكيين , مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات, بيروت سبتمبر 2014,ص:18.
7- ديفيد ديوك, امريكا واسرائيل و11 سبتمبر2001, ترجمة سعد رستم , الأوائل للنشر والتوزيع ط1 دمشق2002, ص:41.
8- جون ميرشيمر, ستيفن والت, حرب الأفكار واللوبي الاسرائيلي في أمريكا, ترجمة د. مدحت طه , تصوير أحمد ياسين , ص:6.
9 - ربيع محمد يحي, اسرائيل وخطوات الهيمنة على ساحة الفضاء السيبراني في الشرق الأوسط , دراسة حول استعدادات ومحاور عمل الدولة العبرية في عصر الانترنيت (2002-2013) , مجلة رؤى الاستراتيجية ,يونيو2013, ص:74.
10- جلين جرينوالد و بوين ماكاسيكيل, نفس المرجع,ص:23.



#مهنة_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التواجد الأطلسي في ليبيا .... الحقيقة والأهداف
- الثورات العربية ... المآلات والنهايات
- الحرب الاسرائيلية الايرانية ... حتمية تاريخية
- الزعامة الامريكية للعالم نحو التراجع والانهيار


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مهنة أمين - مفارقات غريبة في العلاقات الاسرائيلية الأمريكية