أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لؤي ثابت - داوُود النبي والزِّنَى بين القُرْآن والكِتَاب المُقدَّس















المزيد.....



داوُود النبي والزِّنَى بين القُرْآن والكِتَاب المُقدَّس


لؤي ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 5501 - 2017 / 4 / 24 - 01:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سفر صموئيل الثاني 11
1 وَكَانَ عِنْدَ تَمَامِ السَّنَةِ، فِي وَقْتِ خُرُوجِ الْمُلُوكِ، أَنَّ دَاوُدَ أَرْسَلَ يُوآبَ وَعَبِيدَهُ مَعَهُ وَجَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فَأَخْرَبُوا بَنِي عَمُّونَ وَحَاصَرُوا رِبَّةَ. وَأَمَّا دَاوُدُ فَأَقَامَ فِي أُورُشَلِيمَ.
2 وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا.
3 فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ هذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟».
4 فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ، فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا.
5 وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنِّي حُبْلَى».
6 فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى يُوآبَ يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ». فَأَرْسَلَ يُوآبُ أُورِيَّا إِلَى دَاوُدَ.
7 فَأَتَى أُورِيَّا إِلَيْهِ، فَسَأَلَ دَاوُدُ عَنْ سَلاَمَةِ يُوآبَ وَسَلاَمَةِ الشَّعْبِ وَنَجَاحِ الْحَرْبِ.
8 وَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «انْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ وَاغْسِلْ رِجْلَيْكَ». فَخَرَجَ أُورِيَّا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَخَرَجَتْ وَرَاءَهُ حِصَّةٌ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ.
9 وَنَامَ أُورِيَّا عَلَى بَابِ بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ جَمِيعِ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى بَيْتِهِ.
10 فأَخْبَرُوا دَاوُدَ قَائِلِينَ: «لَمْ يَنْزِلْ أُورِيَّا إِلَى بَيْتِهِ». فَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «أَمَا جِئْتَ مِنَ السَّفَرِ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَنْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ؟»
11 فَقَالَ أُورِيَّا لِدَاوُدَ: «إِنَّ التَّابُوتَ وَإِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي الْخِيَامِ، وَسَيِّدِي يُوآبُ وَعَبِيدُ سَيِّدِي نَازِلُونَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ، وَأَنَا آتِي إِلَى بَيْتِي لآكُلَ وَأَشْرَبَ وَأَضْطَجعَ مَعَ امْرَأَتِي؟ وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ نَفْسِكَ، لاَ أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ».
12 فَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «أَقِمْ هُنَا الْيَوْمَ أَيْضًا، وَغَدًا أُطْلِقُكَ». فَأَقَامَ أُورِيَّا فِي أُورُشَلِيمَ ذلِكَ الْيَوْمَ وَغَدَهُ.
13 وَدَعَاهُ دَاوُدُ فَأَكَلَ أَمَامَهُ وَشَرِبَ وَأَسْكَرَهُ. وَخَرَجَ عِنْدَ الْمَسَاءِ لِيَضْطَجِعَ فِي مَضْجَعِهِ مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَإِلَى بَيْتِهِ لَمْ يَنْزِلْ.
14 وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ مَكْتُوبًا إِلَى يُوآبَ وَأَرْسَلَهُ بِيَدِ أُورِيَّا.
15 وَكَتَبَ فِي الْمَكْتُوبِ يَقُولُ: «اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ».
16 وَكَانَ فِي مُحَاصَرَةِ يُوآبَ الْمَدِينَةَ أَنَّهُ جَعَلَ أُورِيَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي عَلِمَ أَنَّ رِجَالَ الْبَأْسِ فِيهِ.
17 فَخَرَجَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ وَحَارَبُوا يُوآبَ، فَسَقَطَ بَعْضُ الشَّعْبِ مِنْ عَبِيدِ دَاوُدَ، وَمَاتَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا.
18 فَأَرْسَلَ يُوآبُ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِجَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ.
19 وَأَوْصَى الرَّسُولَ قَائِلاً: «عِنْدَمَا تَفْرَغُ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ الْمَلِكِ عَنْ جَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ،
20 فَإِنِ اشْتَعَلَ غَضَبُ الْمَلِكِ، وَقَالَ لَكَ: لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ الْمَدِينَةِ لِلْقِتَالِ؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُمْ يَرْمُونَ مِنْ عَلَى السُّورِ؟
21 مَنْ قَتَلَ أَبِيمَالِكَ بْنَ يَرُبُّوشَثَ؟ أَلَمْ تَرْمِهِ امْرَأَةٌ بِقِطْعَةِ رَحًى مِنْ عَلَى السُّورِ فَمَاتَ فِي تَابَاصَ؟ لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ السُّورِ؟ فَقُلْ: قَدْ مَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا».
22 فَذَهَبَ الرَّسُولُ وَدَخَلَ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِكُلِّ مَا أَرْسَلَهُ فِيهِ يُوآبُ.
23 وَقَالَ الرَّسُولُ لِدَاوُدَ: «قَدْ تَجَبَّرَ عَلَيْنَا الْقَوْمُ وَخَرَجُوا إِلَيْنَا إِلَى الْحَقْلِ فَكُنَّا عَلَيْهِمْ إِلَى مَدْخَلِ الْبَابِ.
24 فَرَمَى الرُّمَاةُ عَبِيدَكَ مِنْ عَلَى السُّورِ، فَمَاتَ الْبَعْضُ مِنْ عَبِيدِ الْمَلِكِ، وَمَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا».
25 فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّسُولِ: « هكَذَا تَقُولُ لِيُوآبَ: لاَ يَسُؤْ فِي عَيْنَيْكَ هذَا الأَمْرُ، لأَنَّ السَّيْفَ يَأْكُلُ هذَا وَذَاكَ. شَدِّدْ قِتَالَكَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْرِبْهَا. وَشَدِّدْهُ».
26 فَلَمَّا سَمِعَتِ امْرَأَةُ أُورِيَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا، نَدَبَتْ بَعْلَهَا.
27 وَلَمَّا مَضَتِ الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا. وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.

تفسير أصحاح 11 من سفر صموئيل ثاني للقس أنطونيوس فكري
عند تمام السنة: قيل في (14:10) أن يوآب رجع عن بنى عمون وأتى إلى أورشليم وفي الصيف التالي حارب داود الأراميين (10: 15-19) والحرب المذكورة هنا في هذه الآية كانت في الصيف الذي يليه أي بعد (14:10) بسنتين.
ملحوظة:- أخبار هذه الحرب مع بنى عمون توقفت هنا لتدخل قصة سقوط داود وأمّا بقية القصة فنجدها في (2صم12: 26-31).
في وقت خروج الملوك= أي في فصل الصيف الذي يخرج فيه الملوك للحرب فهذا هو الوقت المناسب. فأخربوا بنى عمون= أي البلد كلها فالتجأوا إلى ربة مدينتهم المحصنة فحاصرها يوآب. في الحرب الأولى أمام أبيشاى حينما ذهب يوآب ليحارب الأراميين التجأ بنى عمون داخل ربة المحصنة ولم يكن عدد رجال أبيشاى كافيًا لحصار ربة. والآن هم مستعدون وطبعًا هدف الحرب منعهم من أن يهاجموا إسرائيل ثانية فلا يمثلوا خطرًا على المملكة طالما نواياهم سيئة.
آية (2):-
و كان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جدًا.
داود قام عن سريره وتمشى= يقول المثل العامي "اليد البطالة نجسة" وهذا ما حدث الآن فالجيش يحارب وداود في قصره لا يحارب. وكان قبل ذلك يجاهد في صلواته ومزاميره ولكن لا جهاد في الحرب ولا جهاد في الصلاة فهو الآن يتمشى ويترك العنان لعينيه تتطلعان فيشتهى امرأة أخيه. فالخطوة الأولى في السقوط هي التهاون والاسترخاء. ولاحظ أن داود لم يسقط في هذه الخطية وهو شاب يرعى الغنم ويصلى أو وهو مطرودًا من أمام شاول أو وهو يحارب وهذه بركة التجارب والآلام. أمّا الآن وهو مستقر بلا جهاد ها هو يسقط. وهناك من قال أن بثشبع قصدت هذا أن تجذب أنظار الملك. هي رأت أنه فخر لها أن تكون زوجة الملك فهي تعلم أن سطوح الملك يكشفها. على أي الأحوال لو كان داود على حالته الطبيعية وفي صلواته وجهاده ما كان قد سقط إلاّ أنه الآن في حالة تراخي خلق فراغًا في القلب والحواس وهذا الإنسان يطلب أن يشبع حواسه بالجمال الخارجي.
آية (3):-
فأرسل داود وسال عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة أوريا الحثي.
بثشبع بنت أليعام وهي بثشوع بنت عميئيل في (1أى5:3). بثشبع هي بثشوع مع اختلاف النطق وأليعام (شعب إلهي) وعميئيل (إله شعبي) بنفس المعنى ويكون والد بثشبع له اسمين بنفس المعنى.
آية (4):-
فأرسل داود رسلا وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها ثم رجعت إلى بيتها.
مطهرة من طمثها: هو وقت مناسب للحمل. ولا نجد أنها اعترضت على داود بل هي دخلت عليه لعل داود لم يكن يتوقع في نفسه أن ينحدر يومًا إلى هذا السقوط الشنيع لكن الخطية خاطئة جدًا وكل قتلاها أقوياء وتعرف كيف تصطاد الجبابرة. ولكن بدايتها تراخي في الجهاد ثم نوم على سرير الكسل ثم مشى على السطوح عوضًا عن الصلاة لأجل نفسه ولأجل رجاله في الحرب وما يضاعف خطية داود أي خطية الزنا:-
1- سنه الكبيرة فسنه الآن 50 سنة. بالإضافة إلى خبراته الروحية ومزاميره.
2- هو متزوج من كثيرات.
3- هو أخذ من الله كثيرًا. وهو مسيح الرب ونبيه.
4- هو الملك الذي يحكم على الزناة بالقتل.
5- المرأة متزوجة.
6- زوجها في الحرب التي لم يذهب إليها داود،
7- بل هو أحد أبطال داود. وهو غريب الجنس ومتهود. أوريا= أور يا: نور يهوة وهو حثي من الحثيين.
لقد شلت الشهوة كل تفكير جاد فكان للشهوة أنياب أفتك من أنياب الأسد والدب ولها قوة أكبر من جليات ولننظر أسباب أخرى للسقوط:-
التهاون بالثعالب الصغيرة المفسدة للكروم. فهو ظن نفسه قويًا فلم يهرب من النظرة الأولى بل ترك العنان لشهوته. لذلك علينا أن نغلق أبواب حواسنا ونهرب من الشر ولا ندخل في حوار مع الحية بل نرفضها ونرفض وسائلها (فلا نسقط مثل حواء).
السبب الثاني هو عدم الشعور بالحضرة الإلهية. فيوسف كانت ظروفه أصعب كثيرًا من داود ولكنه كان شاعرًا بوجود الرب وهذا الشعور بالحضرة الإلهية يكون كنور يرشد صاحبه لذلك قيل هنا كان وقت المساء أية (2).
وقت الجهاد والحرب أو الصلاة تحول إلى تمشية على السطوح. فيكون السبب الثالث هو طلب الراحة عوضًا عن الجهاد. فداود اعتاد التنعم والترف ونسى الجهاد.
آية (5):-
وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت أنى حبلى
بحسب الشريعة فهي مستوجبة الموت فأرسلت للملك ليدبر لها وإلاّ تشهر به. كم تذل الخطية أحسن الناس وتفقدهم سمعتهم.
الآيات (6-13):-
فأرسل داود إلى يواب يقول أرسل إلى أوريا الحثي فأرسل يواب اوريا إلى داود. فأتى اوريا إليه فسال داود عن سلامة يواب وسلامة الشعب ونجاح الحرب. وقال داود لاوريا انزل إلى بيتك واغسل رجليك فخرج اوريا من بيت الملك وخرجت وراءه حصة من عند الملك. ونام اوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده ولم ينزل إلى بيته. فاخبروا داود قائلين لم ينزل اوريا إلى بيته فقال داود لاوريا أما جئت من السفر فلماذا لم تنزل إلى بيتك. فقال اوريا لداود أن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام وسيدي يواب وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء وأنا أتى إلى بيتي لأكل واشرب واضطجع مع امرأتي وحياتك وحياة نفسك لا افعل هذا الأمر. فقال داود لاوريا أقم هنا اليوم أيضًا وغدا أطلقك فأقام اوريا في أورشليم ذلك اليوم وغده. ودعاه داود فأكل أمامه وشرب وأسكره وخرج عند المساء ليضطجع في مضجعه مع عبيد سيده وإلى بيته لم ينزل.
أراد داود أن يخفى الجريمة بأن يطلب أوريا لينزل إلى بيته ويضطجع مع زوجته فينسب الحمل لأوريا وكم كانت عظيمة إجابة أوريا ونفسية أوريا بل كانت إجابته فيها توبيخ لداود الذي لم يذهب إلى الحرب واكتفى بالتنعم في قصره.وأوريا حسب أن دخوله على امرأته هو إهانة لله المرموز لهُ بالتابوت وللشعب وللملك ولقائده وإخوته في الميدان. فوقت الحرب هو وقت بذل وليس وقت تمتع شخصي. وداد بعد رفض أوريا أسكرهُ ليذهب لبيته ومع هذا رَفَضَ. وفي (8) حصة= أي من طعام الملك.
الآيات (14-21):-
وفي الصباح كتب داود مكتوبا إلى يواب وأرسله بيد اوريا. وكتب في المكتوب يقول اجعلوا اوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت. وكان في محاصرة يواب المدينة أنه جعل اوريا في الموضع الذي علم أن رجال الباس فيه. فخرج رجال المدينة وحاربوا يواب فسقط بعض الشعب من عبيد داود ومات أوريا الحثي أيضا. فأرسل يواب واخبر داود بجميع أمور الحرب. وأوصى الرسول قائلًا عندما تفرغ من الكلام مع الملك عن جميع أمور الحرب. فان اشتعل غضب الملك وقال لك لماذا دنوتم من المدينة للقتال أما علمتم أنهم يرمون من على السور. من قتل ابيمالك بن يربوشث ألم ترمه امرأة بقطعة رحى من على السور فمات في تاباص لماذا دنوتم من السور فقل قد مات عبدك أوريا الحثي أيضا.
الخطايا تلد خطايا. فحينما ضاق الأمر بداود فكر في قتل أوريا بمكيدة. وهنا نجد أن داود استهان بالعدل والأمانة بل يسلم قائده الأمين ومعهُ نفوسًا بريئة أخرى للموت ليستر فضيحته. ولكن ليس خفي وإلاّ ويُعلن وما تقولونه في المضاجع ينادون به على السطوح. وربما لم يُدرك يوآب في البداية السر وراء طلب داود قتل أوريا الحثي ولكنه نفذ أمر الملك. ولكنه فهم فيما بعد حين وجد داود قد تزوج أرملته. بل أن يوآب نفذ الأمر ببراعة ليتصيد زلة على داود فلا يعود يزله لقتله أبنير. فكل خاطئ يتمنى أن يكون الكل خطاة مثله. فيوآب قطعًا قد اشترك مع داود في قتل أوريا لأنه فرح بهذا التخطيط من داود. ونجد قول يوآب في (21) فقل قد مات عبدك أوريا أيضًا= أنه يريد أن يصل لداود أن يوآب فهِمَ أن قتل أوريا هو لمصلحة الملك وسيعطيه السرور. بل أن يوآب غالبًا أراد نشر الفضيحة بأن أرسل هذا الخبر مع الرسل لإذلال داود. ولقد شعر داود فعلًا بنوع من الإذلال أمام يوآب فنجد داود لا يتجاسر أن يكلم يوآب وقد حاول عزله من منصبه فلم يقدر فترك الأمر لسليمان بل أوصاه بقتله (1مل2: 5،6). وكم تذل الخطية الإنسان. ولاحظ أن القتل أعقب الزنا فإن القساوة تلتحم مع النجاسة فالإنسان الساقط تحت ثقل النجاسة تجده عنيفًا وقاسيًا في أعماقه. والسؤال كيف لم يتحرك قلب داود لكل هذا، قلبه الذي سبق وضربه على قطع جزء من جبة شاول؟ الإجابة أن الخطية تقسى القلب وتعمى العينين. والعجيب أن ضمير داود ظل مستريحًا عامًا كاملًا.
آية (27):-
ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنا و أما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب.
فقبح في عيني الرب= الله يحب داود ولكنه لا يتستر على جريمته فالله ليس عنده محاباة.




هل داود عليه السلام زني بامرأةِ أوريا( بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ) بشهادة بعض المفسرين المسلمين ؟!!

أُثيرت شبهةٌ حول داودَ النبي تقول:

إن النبيَّ داود زنا بامرأةِ قائدِه (أوريا الحثي) بعد أن قتل زوجَها... وتعلقوا بما جاء في بعضِ كتبِ المفسرين من السلفِ تحت قولِه :]وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25)[( ص ).

جاء في تفسيرِ الطبري :حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله:( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ) قال: كان داود قد قسم الدهر ثلاثة أيام: يوم يقضي فيه بين الناس، ويوم يخلو فيه لعبادة ربه، ويوم يخلو فيه لنسائه وكان له تسع وتسعون امرأة، وكان فيما يقرأ من الكتب أنه كان يجد فيه فضل إبراهيم وإسحاق ويعقوب فلما وجد ذلك فيما يقرأ من الكتب قال: يا رب إن الخير كله قد ذهب به آبائي الذين كانوا قبلي، فأعطني مثل ما أعطيتهم، وافعل بي مثل ما فعلت بهم، قال: فأوحى الله إليه: إن آباءك ابتُلوا ببلايا لم تبتل بها ابتُلي إبراهيم بذبح ابنه، وابتُلي إسحاق بذهاب بصره، وابتُلي يعقوب بحزنه على يوسف، وإنك لم تبتل من ذلك بشيء، قال: يا رب ابتلني بمثل ما ابتُليتهم به، وأعطني مثل ما أعطيتهم قال. فأوحي إليه: إنك مبتلى فاحترس قال: فمكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث، إذ جاءه الشيطان قد تمثّل في صورة حمامة من ذهب، حتى وقع عند رجليه وهو قائم يصلي، فمد يده ليأخذه، فتنحى فتبعه، فتباعد حتى وقع في كوّة، فذهب ليأخذه، فطار من الكوّة، فنظر أين يقع، فيبعث في أثره. قال: فأبصر امرأة تغتسل على سطح لها، فرأى امرأة من أجمل الناس خَلْقا، فحانت منها التفاتة فأبصرته، فألقت شعرها فاستترت به، قال: فزاده ذلك فيها رغبة، قال: فسأل عنها، فأخبر أن لها زوجا، وأن زوجها غائب بمسلحة كذا وكذا قال: فبعث إلى صاحب المسلحة أن يبعث أهريا إلى عدوّ كذا وكذا، قال: فبعثه، ففتح له. قال: وكتب إليه بذلك، قال: فكتب إليه أيضا: أن ابعثه إلى عدوّ كذا وكذا، أشد منهم بأسا، قال: فبعثا ففتح له أيضا. قال: فكتب إلى داود بذلك، قال: فكتب إليه أن ابعثه إلى عدوّ كذا وكذا، فبعثه فقتل المرة الثالثة، قال: وتزوج امرأته.
قال: فلما دخلت عليه، قال: لم تلبث عنده إلا يسيرا حتى بعث الله مَلَكين في صور إنسيين، فطلبا أن يدخلا عليه، فوجداه في يوم عبادته، فمنعهما الحرس أن يدخلا فتسوّروا عليه المحراب، قالا فما شعر وهو
يصلي إذ هو بهما بين يديه جالسين، قال: ففزع منهما، فقالا( لا تَخَفْ ) إنما نحن( خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ ) يقول: لا تحف( وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ) : إلى عدل القضاء. قال: فقال: قصّا عليّ قصّتكما، قال: فقال أحدهما:( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ ) فهو يريد أن يأخذ نعجتي، فيكمل بها نعاجه مئة. قال: فقال للآخر: ما تقول؟ فقال: إن لي تسعا وتسعين نعجة، ولأخي هذا نعجة واحدة، فأنا أريد أن آخذها منه، فأكمل بها نعاجي مئة، قال: وهو كاره؟ قال: وهو كاره، قال: وهو كاره؟ قال: إذن لا ندعك وذاك، قال: ما أنت على ذلك بقادر، قال: فإن ذهبت تروم ذلك أو تريد، ضربنا منك هذا هذا وهذا، وفسر أسباط طرف الأنف، وأصل الأنف والجبهة قال: يا داود أنت أحق أن يُضرب منك هذا وهذا وهذا، حيث لك تسع وتسعون نعجة امرأة، ولم يكن لأهريا إلا امرأة واحدة، فلم تزل به تعرضه للقتل حتى قتلته، وتزوجت امرأته. قال: فنظر فلم ير شيئا، فعرف ما قد وقع فيه، وما قد ابتُلي به. قال: فخر ساجدا، قال: فبكى. قال: فمكث يبكي ساجدا أربعين يوما لا يرفع رأسه إلا لحاجة منها، ثم يقع ساجدا يبكي، ثم يدعو حتى نبت العشب من دموع عينيه. قال: فأوحى الله إليه بعد أربعين يوما: يا داود ارفع رأسك، فقد غفرت لك،..... أهـ
قلتُ :إن ابنَ الجوزي في تفسيرِه زادِ المسير روى مِثْلُ هذا عن ابنِ عباسٍ ، ووهب ، والحسنٍ عن جماعة
، وذكرا بنحوها (القصة ) الجلالان في تفسيريهما،وغيرهم.

الرد على الشبهة

أولاً : إن هذه القصةَ ليست صحيحةً من كلِّ طرقها ؛وإنما هي من الإسرائيلياتِ فنحن - المسلمين- لا نعترف بها قط لعدة أسباب منها :
أولاً : إن القصةَ ليست واردةً في كتابِ اللهِ ، و ظاهر الآيات لا تتحدث عنها ،ولا عن زنا داود بامرأة آوريا الحثي، ثم قتله غدارًا، ثم تنجب له من الزنا نبي الله سليمان... كما ذكر العهد القديم (التوراة) بل ظاهر الآيات لها تفسير آخر كما سيتقدم معنا - إن شاء الله -
ثانيًا : إن القصة ليست ثابتةً عن نبيِّنا بسندٍ صحيحٍ أبدًا؛ بل هي من الإسرائيلياتِ المكذوبةِ التي تنافي عصمة الأنبياء التي يعتقد بها المسلمون.
ثالثًا:إن المسلمين لم يجمعوا عليها بل هي تنافي عصمة الأنبياء التي أجمع عليها المسلمون سلفًا وخلفًا ، فمصدرها الرئيس هو الكتاب المقدس كما سيتقدم معنا -إن شاء الله - تنقلها المفسرون عن من يقرؤون في التوارة ،مثل :وهبِ بنِ منبه، والسديِّ.... كما هو ظاهر من التفاسير ،وهي ليست مقبولةً عند أهلِ العلمِ من المفسرين والمحققين ، ذكروها لتحذيرِ الناسِ منها ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر بعضَ أقوالِهم في كما يلي :
1- قال ابنُ كثير- رحمه اللهُ- في تفسيره: قد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه... أهـ
2-قال القرطبيُّ- رحمه اللهُ- في تفسيره:وليس في القرآن أن ذلك كان، ولا أنه تزوجها بعد زوال عصمة الرجل عنها، ولا ولادتها لسليمان، فعمن يروى هذا ويسند ؟ ! وعلى من في نقله يعتمد، وليس يأثره عن الثقات الأثبات أحد. أهـ
3- قال ابنُ الجوزي - رحمه اللهُ- في تفسيره زاد المسير :وهذا لا يصح من طريق النقل ، ولا يجوز من حيث المعنى ، لأن الأنبياء منزَّهون عنه . أهـ
4-قال الشيخُ سيد سابق- رحمه اللهُ- في كتابِه العقائد الإسلامية : وما ذكر من أن المقصود بالنعجة هي المرأة ، وأن داود اغتصب زوجة أحد قواده بحيلة احتالها عليه ، فهو من الإسرائيليات المكذوبة ، ومن الدخيل الذي يتنافى مع عظمة الرسالة ، وكمال النبوة ،وشرف الدعوة التي انتدب الله لها خيار خلقه وصفوة عباده. أهـ

ثانيا : إن التفسيرَ الصحيح للآيات الكريمات هو أن داودَ كان يتعبدُ في المحرابِ فبينما هو كذلك وجد رجلين يدخلان عليه فجأة فخاف أن يقتلوه ؛لأن في ذلك الوقت كان بنو إسرائيل يقتلون الأنبياءَ والرسلَ كما هو معلوم لنا ، فخاف داودُ u؛ فما وقع منه أنه لا ينبغي له أن يخاف وهو واقفٌ بين يدي اللهِ يتعبد له ، فلا يلق بمكانة ذلك ، فقال الرجلان اللذان تسورا المحراب: لا تخف إنما نحن خصمان ظلم أحدنا الأخر فاحكم بيننا بالحق ولا تحيد عنه فقال الأول:
إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23)[فأجابه داودُ قائلاً :
لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ.
الملاحظ أن داود حكم للأول دون أن يستمع للطرفِ الثاني فكان هذا هو البلاء في حقِه إذ كيف يتعجل في الحكمِ بين الخصمين دون أن يستمع للأخر ،وهذه مخالفة في أصولِ القضاءِ، لا سيما أن القاضي هو نبيُّ اللهِ داود أتاه اللهُ الحكمةَ وفصل الخطاب، فلما علم بأمرِ الفتنةِ تاب إلى الله فخر ركعًا إليه ندمًا على ما قلناه ؛ يتضح ذلك من بقيةِ الايات:
وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25)[(ص ).
فما وقع من داود يُلخص في نقطتين:
الأولى: خوفه من الخصمين حينما تسورا المحراب، وهو واقف بين يدي اللهI .
الثانية: أنه تعجل في الحكمِ بين الخصمين دون أن يستمع إلى الطرفِ الأخر ....ومما يدل على ما ذكرناه الآية التي تليها مباشرة توضح ذات المعنى :
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)[(ص).

جاء في التفسير الميسر:
وهل جاءك -أيها الرسول- خبر المتخاصِمَين اللذَين تسوَّرا على داود في مكان عبادته، فارتاع من دخولهما عليه؟ قالوا له: لا تَخَفْ، فنحن خصمان ظلم أحدنا الآخر، فاقض بيننا بالعدل، ولا تَجُرْ علينا في الحكم، وأرشِدنا إلى سواء السبيل. قال أحدهما: إن هذا أخي له تسع وتسعون من النعاج، وليس عندي إلا نعجة واحدة، فطمع فيها، وقال: أعطنيها، وغلبني بحجته. قال داود: لقد ظلمك أخوك بسؤاله ضم نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيرًا من الشركاء ليعتدي بعضهم على بعض، ويظلمه بأخذ حقه وعدم إنصافه مِن نفسه إلا المؤمنين الصالحين، فلا يبغي بعضهم على بعض، وهم قليل. وأيقن داود أننا فتنَّاه بهذه الخصومة، فاستغفر ربه، وسجد تقربًا لله، ورجع إليه وتاب. فغفرنا له ذلك، وجعلناه من المقرَّبين عندنا، وأعددنا له حسن المصير في الآخرة.أه

ثالثًا : إن هناك سؤالاً يفرض نفسه علينا بعد بيانِ التفسيرِِ الصحيحِِ الواضحِ من الآياتِ هو: كيف يكون داودُ رجلاً زانيًا وقاتلاً .... وقد أثنى الله ورسولُه على عبادته وخشيته..... كما جاء في الاتي:

1- قولهI: ]فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25)[ (ص).

2- قولهI: ]اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)[(ص)

3- صحيح البخاري كتاب( الصوم )باب (صَوْمِ دَاوُدَ ) برقم 1843 قال النبيُّ لعبد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضى الله عنهما-: " فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا ، وَلاَ يَفِرُّ إِذَا لاَقَى " .
وأتساءل :
هل هذه الصفات تُنسب لرجلٍّ زان وقاتلٍ ... ؟!!

رابعًا :إن الذي وصف داودَ بالزنا مع زوجةِ قائدِه ثم قتله غدرًا ، وأنه أنجب منها نبي اللهِ سليمان هو الكتاب المقدس، بل إن التفاسير التي يذكرها المعترضون ليس فيها أنه زنا بامرأة أوريا بل تزوجها بخلافِ ما يذكر الكتابُ المقدس فهو يبيّن لنا أنه تزوجها بعد أن زنا بها ،وأنجب منها سليمان ،وذلك فيسفرصَمُوئِيل الثَّانِي إصحاح 1 كما تقدم !!

خامسًا :إن الأدهى والأعجب مما سبق هو أن الكتاب المقدس يبيّنُ لنا أن الربَّ لم يتب على داودَ ويثبت عليه التهمة ، بل يعاقبه عقابًا تقشعر منه الأبدان ، وهو أن يرسل قريبه ليزني بأهلِه أمامَ عينيه في عينِ الشمس أمام بني إسرائيل !! جاء ذلك في سفرِ صموئيل الثاني اصحاح12 عدد1فَأَرْسَلَ الرَّبُّ نَاثَانَ إِلَى دَاوُدَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: «كَانَ رَجُلاَنِ فِي مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ، وَاحِدٌ مِنْهُمَا غَنِيٌّ وَالآخَرُ فَقِيرٌ. 2وَكَانَ لِلْغَنِيِّ غَنَمٌ وَبَقَرٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا. 3وَأَمَّا الْفَقِيرُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ إِلاَّ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ صَغِيرَةٌ قَدِ اقْتَنَاهَا وَرَبَّاهَا وَكَبِرَتْ مَعَهُ وَمَعَ بَنِيهِ جَمِيعًا. تَأْكُلُ مِنْ لُقْمَتِهِ وَتَشْرَبُ مِنْ كَأْسِهِ وَتَنَامُ فِي حِضْنِهِ، وَكَانَتْ لَهُ كَابْنَةٍ. 4فَجَاءَ ضَيْفٌ إِلَى الرَّجُلِ الْغَنِيِّ، فَعَفَا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ غَنَمِهِ وَمِنْ بَقَرِهِ لِيُهَيِّئَ لِلضَّيْفِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ نَعْجَةَ الرَّجُلِ الْفَقِيرِ وَهَيَّأَ لِلرَّجُلِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ». 5فَحَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ عَلَى الرَّجُلِ جِدًّا، وَقَالَ لِنَاثَانَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ يُقْتَلُ الرَّجُلُ الْفَاعِلُ ذلِكَ، 6وَيَرُدُّ النَّعْجَةَ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا الأَمْرَ وَلأَنَّهُ لَمْ يُشْفِقْ».
7فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ! هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا مَسَحْتُكَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَنْقَذْتُكَ مِنْ يَدِ شَاوُلَ، 8وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ سَيِّدِكَ وَنِسَاءَ سَيِّدِكَ فِي حِضْنِكَ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَإِنْ كَانَ ذلِكَ قَلِيلاً، كُنْتُ أَزِيدُ لَكَ كَذَا وَكَذَا. 9لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ. 10وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً. 11هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ». 13فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ. 14غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ بِهذَا الأَمْرِ أَعْدَاءَ الرَّبِّ يَشْمَتُونَ، فَالابْنُ الْمَوْلُودُ لَكَ يَمُوتُ». 15وَذَهَبَ نَاثَانُ إِلَى بَيْتِهِ.
نلاحظهذه الفقرات 10وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً. 11هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».
وبعد ذلك كله ينجب داودُ من زوجة قائده(بَثْشَبَعَ) نبي الله سليمان بعد أن مات الطفلُ الذي حبلت به بَثْشَبَعَ أولاً،
وذلك في سفر صموئيل الثاني إصحاح12 عدد24
وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ امْرَأَتَهُ، وَدَخَلَ إِلَيْهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوَلَدَتِ ابْنًا، فَدَعَا اسْمَهُ سُلَيْمَانَ، وَالرَّبُّ أَحَبَّهُ.
والأعجب مما سبق هو أن الكتابَ المقدس ينسب إلى الربِّ بأنه ينفذ العقوبة على داودَ فنجد أن امنون بن داود زنى بأخته ثامار ، وما أقام داود عليهما الحد مع العلم أن داودَ كان زانياً من قبلهما – بحسب ما نسب إليه الكتابُ المقدس-
وأتساءل : كيف لم يقيم الحد عليهما وهو مُستحق الحد (فاقد الشيء لا يعطيه)؟!

قصة أمنون وأخته ثامار جاءت في صموئيل الثاني إصحاح13 عدد1-39 .

ومما نسبه الكتابُ المقدس إليه أنه بعد نصرِه في أحدى المعارك ظل يرقص حتى تكشفت عورته كالسفهاءِ،وذلك في سفر صموئيل الثاني إصحاح 6 عدد 18
وَلَمَّا انْتَهَى دَاوُدُ مِنْ إِصْعَادِ الْمُحْرَقَاتِ وَذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ بَارَكَ الشَّعْبَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ. 19وَقَسَمَ عَلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ، عَلَى كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ رِجَالاً وَنِسَاءً، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ رَغِيفَ خُبْزٍ وَكَأْسَ خَمْرٍ وَقُرْصَ زَبِيبٍ. ثُمَّ ذَهَبَ كُلُّ الشَّعْبِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، 20وَرَجَعَ دَاوُدُ لِيُبَارِكَ بَيْتَهُ. فَخَرَجَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ لاسْتِقْبَالِ دَاوُدَ، وَقَالَتْ: «مَا كَانَ أَكْرَمَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ الْيَوْمَ، حَيْثُ تَكَشَّفَ الْيَوْمَ فِي أَعْيُنِ إِمَاءِ عَبِيدِهِ كَمَا يَتَكَشَّفُ أَحَدُ السُّفَهَاءِ».!!
ونسب إليه أيضًا ( الكتاب المقدس)
أنه لما شاخ كان يتدفأ بأحضانِ النساءِ ،وذلك في سفر الملوك الأول إصحاح 1 عدد1
وَشَاخَ الْمَلِكُ دَاوُدُ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَكَانُوا يُدَثِّرُونَهُ بِالثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ. 2فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ». 3فَفَتَّشُوا عَلَى فَتَاةٍ جَمِيلَةٍ فِي جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، فَوَجَدُوا أَبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةَ، فَجَاءُوا بِهَا إِلَى الْمَلِكِ. 4وَكَانَتِ الْفَتَاةُ جَمِيلَةً جِدًّا، فَكَانَتْ حَاضِنَةَ الْمَلِكِ. وَكَانَتْ تَخْدِمُهُ، وَلكِنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَعْرِفْهَا.



#لؤي_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخنوخ عليه الصلاة والسلام والأرثوذكس
- نعيم الملكوت الأبدي في الكتاب المقدس
- الظاهر والباطن في المسيحية وجهنم نموذجا
- افتراءات وليد عطو والجنس في القرآن
- البراق في الكتاب المقدس !!
- النحل في الكتاب المقدس
- البقرة في الكتاب المقدس ويسوع !
- الكتاب المقدس والإنسان مسير أم مخير ؟
- القدر وكتابة المقادير في الكتاب المقدس
- ملائكة العرش والقتال في الكتاب المقدس
- وضوء وغسل وسجود في الكتاب المقدس !
- إله الكتاب المقدس البشري والنبي ....
- أنا والجنس والكتاب المقدس والأفلام الإباحية
- إله الكتاب المقدس والأمر باغتصاب الاطفال
- دياثة وزنى واغتصاب إخوة في الكتاب المقدس
- لماذا يجب لمس ذكر وخصيتي البابا قبل تنصيبه ؟
- أقنوم إنساني ومجمع خلقيدونية ورشيد المغربي
- قديسون من قدماء المسيحيين مثليو الجنس (1)
- الكتاب المقدس خرافات وإباحيات أم روحانيات ؟!
- العلمانية وصراع الأديان ومصر نموذجا


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لؤي ثابت - داوُود النبي والزِّنَى بين القُرْآن والكِتَاب المُقدَّس