أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الصوراني - رسالة أقرب الى خاطرة حزينة














المزيد.....

رسالة أقرب الى خاطرة حزينة


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 5499 - 2017 / 4 / 22 - 16:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أحزاب وفصائل اليسار العربي يعترفون باستمرار الأوضاع المأزومة عموما، والفكرية شبه المرتدة عن الماركسية ومنهجها خصوصا في أحزابهم، دونما توفر المقومات المطلوبة في نشر وتعميم الثقافة الديمقراطية العقلانية التنويرية الحداثية داخل هذه الأحزاب للخروج من الأزمة صوب النهوض. وهذا يعني أن الجميع يتحمل المسئولية أمام هذا العجز أو القصور أو الإهمال.
لذلك أقول لهم - مخاطبا ذاتي-….أما وقد مضى وقت طويل بين الإقرار بحال الأزمة، وبين اللحظة التي نعيشها الآن، ولم نتقدم على طريق حل الأزمة، فإن ذلك يؤشر على عدم نضج الوعي المعرفي العلمي المادي الجدلي أولا، وعدم نضج الوعي بتفاصيل الواقع المعاش ثانيا، واستمرار تغييب الوعي العميق بالديمقراطية ثالثا.
في مثل هذه الأوضاع يكون من الطبيعي انتشار أحزاب وتيارات اليمين الليبرالي الرث وحركات الإسلام السياسي بصور غير مسبوقة في تاريخنا الحديث والمعاصر، بسبب استمرار تخلف أو عدم نضوج أو توفر الأوضاع الذاتية - في أحزاب اليسار- القادرة على تقديم الحلول المناسبة للأزمة ببعديها المعرفي والمجتمعي/الطبقي، رغم أن الأزمة نفسها قد نضجت كفاية وأصبحت تراكماتها تنذر إلى أن تصبح - أو انها أصبحت فعلا - أزمة بنيوية شاملة.
وإذ يقضي المنطق البسيط أن لكل أزمة حلا، ولم يؤخذ به، فإن من واجب كل كادر وكل عضو (في هذه الأحزاب والفصائل) أن يطرح سؤالاً مباشراً حول الأسباب التي حالت وتحول دون معالجة الأزمة والخروج منها، لينتقل بعد ذلك إلى مناقشة السؤال المنهجي الأهم، وهو كيفية مواجهة العوامل أو التهديدات الداخلية التي أبقت حال الأزمة وأعادت إنتاجها، وحالت حتى اللحظة دون تقديم حلول لها، مما أدى إلى استمرار مظاهر الهبوط الفكري النقيض للماركسية، الى جانب الهبوط في التعاطي مع القضايا السياسية عموما والمجتمعية المطلبية الطبقية للجماهير الفقيرة خصوصا، في ظل استمرار تراكمات ضحالة الوعي أو غيابه، وهي تراكمات تعزز بالضرورة وجود مراكز القوى الانتهازية والتحريفية واليمينية والتكتلات الشللية، وضعف قوة وهيبة مركز هذا الحزب أو الفصيل أو ذاك، وضعف وحدة القرار فيه، واستمرار ظاهرة عدم الوضوح بالنسبة لماهية الحزب وفكره الماركسي ومنهجه العلمي الذي نريد، وغياب القدوة والمثل الأعلى في الهيئات القيادية، مع استمرار تزايد الفجوة بينهم وبين المجتمع عموما والشرائح الفقيرة خصوصا -وهي الأغلبية العظمى.
أخيراً .. يبدو أن أحزاب وفصائل اليسار العربي –بدرجات متفاوتة- أصبحت أو كادت تصبح في مساحة هامة من علاقاتها الداخلية ومواقفها الأقرب الى الصمت والمهادنة لهذا النظام أو ذاك، صورة مشوهة عن واقع التخلف الاجتماعي السائد في مجتمعاتها، الأمر الذي يفسر بوضوح ساطع أسباب تراجع وعزلة قوى اليسار العربي وانحدارها.
ان الصمت على تراكم عوامل الأزمة والمرض هو نوع من الصمت على الموت البطىء لهذه الأحزاب/الفصائل …لكنه لا يعني مطلقا موت الأفكار والمبادىء والتضحيات العظيمة التي انطلقت من أجلها.



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضفة الغربية وقطاع غزة .. بيانات إحصائية مقارنة 2017
- مشاريع التوطنين منذ النكبة الى اليوم
- نحو جهد وطني فاعل في مواجهة مشاريع التصفية
- المرأة الفلسطينية ودورها في المسار الوطني الديمقراطي
- معطيات وأرقام إحصائية حول الأوضاع الاقتصادية والمجتمعية في ق ...
- جورج حبش .. قائداً ومفكراً ومناضلاً ثورياً .. في ذكراه التاس ...
- حديث عن الخطاب الاسلامي ...و- فيدرالية - الأخ الصديق موسى اب ...
- معايدة... كلمات عن التنوير
- عن كوبا وقائد ثورتها الرفيق الراحل فيدل كاسترو
- هل بات عنوان المرحلة الراهنة اليوم هو : الانتقال من التسوية ...
- الانتخابات البلدية ومستقبل الوحدة الوطنية
- كتاب - البعد التاريخي للصراع الطائفي بين السُنَّة والشيعة
- المشهد الاجتماعي الفلسطيني الراهن وتحولاته الطبقية
- رؤية 2
- الطبيعة الطبقية للسلطة الفلسطينية
- ملامح التحول والتغير في البنية الاجتماعية ما بعد قيام السلطة ...
- التركيب الاجتماعي (الطبقي) في الضفة الغربية وقطاع غزة
- البنية[1]الاجتماعية وتحولاتها في الضفة الغربية وقطاع غزة
- معنى ان تكون ماركسيا
- الصهيونية - رؤية تحليلية مقارنة


المزيد.....




- لماذا يرفض الصينيون الحوافز المالية الحكومية للتشجيع على الإ ...
- تركيا.. فيديو محاولة حرق مسجد آيا صوفيا ترصده كاميرا مراقبة ...
- -صواريخ نووية-.. فيديو ما قاله ترامب من على سطح البيت الأبيض ...
- العراق.. ضجة بعد فيديو شجار وأحذية تتطاير بالهواء بمجلس النو ...
- فيديو مداهمة سوريين في السعودية بعملية -حية- تشعل تفاعلا
- مجلس الدفاع الإيراني.. هيئة أمنية قيادية عجلت بإنشائها الحرب ...
- -براهموس- صاروخ هندي روسي اشتق اسمه من نهرين
- المدرسة الرشيدية.. صرح مقدسي يقاوم منذ عهد السلطان عبد الحمي ...
- أسطول الصمود العالمي.. أكبر تحرك بحري دولي لدعم غزة
- جاك سميث مستشار خاص تولى التحقيقات الجنائية ضد ترامب


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الصوراني - رسالة أقرب الى خاطرة حزينة