جدي والطقوس الدينية

جمال جبر

الحوار المتمدن-العدد: 5499 - 2017 / 4 / 22 - 15:37
المحور: كتابات ساخرة
    

جدي والطقوس الدينية
كان عندي انطباع جميل عن شخصية جدي المؤمن
عاصرته ايام الطفولة لفترة ما كنت اشوف الايمان الهادئ الخالي من التطرف حاضر بشخصة
لكني لم اسأله عن رأيه بعائشة، بعمر، بالسنة، بالملحد او باليهود و المسيح
في احد الايام عرفت عن طريق أمي ان جدي كان يسخر من رموز السنة
جدي لم يكن يعرف شيء عن الأخوان المسلميين او آيات السيف او حد الردة او الناسخ والمنسوخ ولا يفرق بين القرآن المدني والمكي ولم يقرأ كتاب حروب دولة الرسول ولم يطلع على الشخصية المحمدية و لم يعرف ان العلم يتعارض مع دينه ولم يعرف ماذا فعله رمزه علي ابن ابي طالب بيهود خيبر ولم يعرف ان الحسين متزوج من سبيه بل كان قائد فتوحات عمر ابن الخطاب ولم يسمع بالعهدة العمرية ولا بجويرية بنت الحارث ولا بزيد ولا بزينب بنت جحش
كان يقرأ القرآن بدون تمعن كان يعاني العمى ومصاب بمرض الجهل المسبب للانحياز اللاعقلاني
شخصية جدي يراها بعض المثقفين بالمؤمنين السنة والشيعة المؤمن مثل جدي تعميه الفطرة . بتعبير ادق الجهل وليس الفطرة
لوقسمنا المؤمنين لصنفيين
الاول مثل جدي مؤمن مغيب
الثاني مؤمن مطلع
السؤال هو كيف يمكن التفريق بينمها ؟ ومن هو أخطر الصنفيين ؟
بالحقيقة كان لهذا السؤال قيمة قبل حلول ظلام التطرف المذهبي ،المذهبية اعادت صراع الزعامة بعد موت محمد بين خلفاء ورموز الاسلام الراشديين . التطرف كان موجود في بدايات الأسلام لكنه عاد بتسمية جديدة المذهبية السنية والشيعية
الصراع هو لتمثيل الأسلام المحمدي ، ضهرت حركات وافكار كالوهابية وانصار ولاية الفقيه او الحاكمية العامة و الاخوان المسلمين و التشيع الصفوي
انصهر انصار جدي كالجليد لم يقاومو سخونة الصراع المذهبي بدون وعي انخرطوا في بركان التطرف الديني
بعد ثورة التكنولوجيا وزمن السرعة اصبح الكلام عن شخص جدي ضرب من ضروب الخيال
اليوم قناة تلفزيونية او مقطع يوتيوب كفيل بتحويل أمراة ريفية أمية لمتطرفة دينية مطلعة ، وهذا ما يجهله بعض الكتاب الذين يدافعون
عن طقوس الزيارات الشيعية او المراسم الدينية
يعتقدون انها طقوس خصصت لمؤمن مثل جدي ، الشخصية هذه ماتت عندما وصلنا لعصر التلفاز والانترنت ولعصر مواقع التواصل الأجتماعي واليوتيوب
من يقود المراسم الدينية هم المتطرفيين المطلعيين غايتهم كسب اكبر قدر ممكن من المؤمنين لطريقهم وسوف ينجحون بذلك .
الدفاع عن طقوس المتطرفيين ومقارنتها بباقي الكرنڤالات الدينية والفلكلورية هو تدليس غير مقبول
لهذا انا ضد هذه الطقوس لأن جدي مات قبل ان يولد الخميني وقبل ولادة محمد عبد الوهاب وهو مواليد القرن التاسع عشر ومات بالقرن العشرين .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل