رائد عبد الرازق
الحوار المتمدن-العدد: 1439 - 2006 / 1 / 23 - 10:36
المحور:
القضية الفلسطينية
هل بعد هذا الهوان هناك هوان ؟؟؟
* على باب قسم الطوارئ في مستشفى فلسطيني تقف سيارة و ينزل منها مسلحان و يدخلا إلى القسم لأمر ما و كأنهما يدخلا منطقة حرب.
* نزاعات دموية مسلحة بين عائلات في بيت حانون و رفح و خان يونس و لا حل نهائي حتى اللحظة .
* قتل مواطن و الثاني في حالة موت سريري في ميدان فلسطين في غزة .
* اختطاف ضابط أمن قبل أيام .
* اقتحام مسلح لمقرات لجنة الانتخابات في عدة مواقع .
* إغلاق طريق رئيسي للمطالبة بوظيفة .
* اعتداء مسلح على السرايا في غزة .
* بنادق الصيد تباع علناً في ميدان فلسطين في غزة .
* مستشفى فلسطيني يعج بالعشرات من المسلحين بسبب إصابة قريب لهم في شجار عائلي دموي مسلح .
* منازل حرقت و عائلات شردت بسبب جريمة قتل .
* مقابل مركز الشرطة في ميدان ما لا تقوى الشرطة على تنظيم المرور و يقف رجال الشرطة و كأنهم ضيوف شرف أو مراقبين دوليين جاءوا لتقييم الوضع .
* الهجوم على عدة مؤسسات حكومية للمطالبة بوظائف لفئة محددة فقط حلال عليها حرام على غيرها .
* نزاع مسلح بين عائلتين و إغلاق لطريق رئيسي في القطاع .
* يسير في الشارع و يركب بعدها سيارة الأجرة و بعد فترة يؤشر للسيارة راكبان كل منهما يحمل سلاحاً فيصعدا إلى السيارة هكذا بكل بساطة و كأننا في غابة أو حظيرة حيوانات . * وزارة الداخلية تحذر و تدعو المواطنين لعدم شراء بنادق الصيد التي تباع علناً جهاراً نهاراً في السوق ، هل دور الداخلية هو لدعوة فقط أم تطبيق القانون بالقوة ؟
* الفصائل تتفق على تشكيل وحدات منها لحماية المؤسسات الفلسطينية .
القتل أصبح أسهل من أكل الخس و الخيار في بلدنا ، متى كنا كما نحن اليوم و من المسؤول عن كل هذا ؟
كل ذلك يحدث و لدينا حوالي 60 ألف موظف عسكري و تستأثر الأجهزة الأمنية بنصيب الأسد من الميزانية العامة ( 27 % ) أي أكثر من وزارات الصحة و التعليم و الزراعة معاً ،
فإذا كانت وزارتي الصحة و التعليم تخدمان بشكل مباشر و يومي و على مدار الساعة الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني داخل فلسطين و هما مجتمعتان بميزانية أقل من ميزانية الأجهزة الأمنية ، فلماذا توجد الأجهزة الأمنية ؟ و ما هو دورها ؟ و ما هي الخدمات التي تقدمها للمواطن ؟
إن المتتبع لحالة الوضع الأمني و القانوني في الأراضي الفلسطينية التي توجد بها مؤسسات السلطة الرسمية سيجد و دون أي جهد يبذل بأن هناك غياب تام للقانون و فوضى عارمة و غياب رسمي لدور مؤسسات الأمن لدرجة أن يبقى النزاع الدموي المسلح مشتعلا بين عائلتين لمدة 18 يومياً و لدرجة أن من يطالب بوظيفة يمكنه إغلاق الشارع في أي لحظة ، فلماذا توجد لنا أجهزة أمن و بماذا تقوم طوال النهار ؟
هذا يحدث على صعيد واحد فقط ، لكن مجالات حياة الشعب الفلسطيني متعددة و لكل منها قصة كاملة من الفوضى و الفساد الذي يغلفها و التي بشكل أو بآخر يتحمل المجلس التشريعي الحالي مسؤوليتها لعدم قيامه بواجبه على مدار عشر سنوات كاملة .
أما الآن ففي الأفق بارقة أمل و لمعة ضوء ليست بعيدة ، على الشعب أن يراها و يلتقطها و بسرعة كي لا تتهافت فتنطفئ ، هذه البارقة تتمثل في انتخابات المجلس التشريعي المزمع إجرائها في 25 من الشهر الجاري ، و هنا على الشعب أن يتحمل مسؤوليته الوطنية ليحافظ و يعمل على تثبيت إجراء هذه الانتخابات و أن يشارك فيها بقوة و يحميها و يراقبها عن كثب فالأمر يتعلق بمصيره لا بمصير شعب آخر ، على الشعب أن يرتقي على الخلافات و أن يتسامى على الرؤى الضيقة و الحزبية و الفصائلية و العشائرية و الجهل و التخلف و الزبائنية و التسول ، عليه أن يعي جيداً إلى أين هو يسير ، عليه أن يختار ما هو لخدمة الصالح العام و يمثله كاملاً ليكون الخلاص جماعياً ليس لفئة محددة فقط .
إن لم ينجح الشعب في هذا التحدي فعليه و على فلسطين السلام .
لي صديق يردد باستمرار على مسامعي مقولة مزعجة ، لكني لا أنفي أنها حقيقة ، و المقولة هي " شعبنا شعب كوبونة و بطالة " ، فهل سيثور الشعب و يقول كفى إذلالا لنا و احفظوا كرامتنا أم سيبحث عمن يوقع له تحويلة للعلاج في الخارج فقط ؟ الجواب يوم 25/1 نرى .
يوم العيد و نحن نسير من بيت لبيت كنا نقرأ ما يكتب على الجدران و يعلق من صور و يافطات ، دار حوار قصير عن أي قائمة ستنتخب بين شابين ، و كان السؤال مستفزاً للشاب الثاني عندما قال له الآخر " أنت خريج و تنتظر الوظيفة من سيوفرها لك ؟ سؤال حقير مبطن ، فرد صاحبنا الذي فهم المغزى من السؤال " حتى لو بقيت دون وظيفة لن أبيع صوتي فهو أمانة و لن أنتخب أي من الوجوه التي تلاعبت بمصالحنا من أجل مصالحها المرة السابقة و ضربت بنا عرض الحائط ، ثم عادت لتضحك علينا و لتسوق نفسها لنا مرة ثانية و كأن الشعب هو السبب في كل الفساد السابق ، إن في ذلك قمة الاستهتار بنا "
و هنا أوجه ندائي هذا للشعب الفلسطيني كاملاً " لقد سئمنا فئوية و فصائلية و جهل و تخلف و تراجع ، علينا أن نفيق ، هل يعقل و هل يقبل العقل أن يكون وضعنا كما نحن اليوم و نحن قدمنا من التضحيات القدر الهائل خلال السنوات القليلة الماضية ، هل بقيت شجرة واحدة مكانها ؟ ماذا تنتظرون إذا ، أن يبعث الله رسولاً جديداً من السماء ليحررنا من الظلم و القهر ؟ اطمئنوا ، لن يبعث الله رسولاًَ جديداً ، فإما أن نحرر أنفسنا بأيدينا اتكالاً على الله و ليس تواكلاً ، أو أن نبقى رقيقاً إلى يوم الدين .
نحن بحاجة لقيادة جديدة بعيدة عن عفن الماضي و أمراضه و فساده ، قيادة تضع مصالحها الشخصية جانباً و تولي مصالح الشعب الاهتمام اللازم ، كفانا استهتاراً بالدماء و بالشرفاء و بالتضحيات .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟