أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - موفق الطاهر - اللجوء إلى الوطن















المزيد.....

اللجوء إلى الوطن


موفق الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1439 - 2006 / 1 / 23 - 10:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نفط العراق والمطالبة بخروج المحتل!!!
’لقد نجحت المقاومة الوطنية بسياستها الخاصة بحرق النفط، وتفويت الفرصة على المحتل الأمريكي باستغلال النفط العراقي. فهم قد أعلنوا مراراً بأنهم سيسترجعون آخر دولار قد صرفوه في الحرب العراقية من النفط العراقي...!‘
هكذا أعلن أحد المحللين في إحدى مستشفيات السياسة على إحدى الفضائيات المعروفة بعهرها! وللأسف يحتسب هذا المحلل على السياسيين والمثقفين العراقيين! فلا عتب أذن على المواطن العراقي البسيط، الذي ظلّ في داخل البلد يعاني الأمرين من النظام المخلوع، ولم ير العالم الآخر كيف يفكر أو كيف يتصرف بإدارة حكم البلد والإقتصاد. لقد أعلن قبل أيام من قبل خبراء الإقتصاد العالميين بأن الحرب الأمريكية في العراق قد تكلف أمريكا ألفي مليار دولار وليس مائتي مليار كما أعلن سابقاً... ولو يفكر ذلك السياسي، وكل من يفكر بأن أمريكا قد جاءت إلى العراق من أجل نفطه، بأن نفط العراق بكل احتياطاته النفطية المعروفة أو التي ستكتشف لاحقاً، وبأسعار النفط القياسية فلن يوفي ربع هذه التكلفة! هذا ما قاله أيضاً خبراء الإقتصاد وليس أنا...!
سألني أحد الأقرباء: "هل يعطونكم هناك جزء (حلو) من النفط؟" أي نفط؟ أي حلو؟ أو أي جزء ذاك؟ فسألني: " أليس هم يعطونكم هناك جزءاً من النفط العراقي كل شهر؟" فأجبته بهدوء: "كلا يا عزيزي! هذا ما تسمع عنه يسمى هناك بالمساعدة الإجتماعية، وهي الزكاة التي ترفضون أنتم أن تدفعونها، وهذا يعطى إلى كل عاطل عن العمل سواء كان عراقي أو موريتاني أو هولندي أو سويدي، بمجرد أن يكون لديه إقامة هناك؛ وحالما يشتغل فأنهم سيقطعون عنه تلك المساعدة، ويبدؤون بإستقطاع (زكاة) من راتبه لإعطائها إلى غيره من العاطلين عن العمل."
في إحدى المناسبات ألتقيت بشباب كثيرين هناك. وفي حديث معهم، سألني فجأة أحدهم عن المدة التي قضيتها في هولندا؟ فأجبته بثمان سنوات! فسألني مستبشراً: "ينبغي أذن أن تملك الآن على الأقل ثلاثة بيوت!؟" فأجبته بسخرية: "كلا! ولكن لديّ بيت واحد وبستان كبير وشركة!" لم أكذب عليه، البيت مستأجر طبعاً، والبستان أسميه أنا هكذا، والهولنديون يسمونه حديقة شعبية، تستأجر من مؤسسة ليست حكومية بأجار رمزي سنوي، كي ينمّوا المهارات في الزراعة، أو يلهو بها كبار السن المتقاعدين...
سألني أيضاً أحد الأصدقاء اللطيفين الذي لم يكن مقتنعاً بسؤاله بأنه يسمع الكثير من المقيمين في أوربا بأنهم خلال سنتين أو ثلاث فهم يشترون عمارات ومحلات وسيارات فارهة...إلخ فأجبته بأن هؤلاء أما يكونوا مافيات تهريب الأشخاص التي ذاع صيتها نهاية التسعينيات، أو يكونوا مهربي مخدرات، أو يشتغلوا ثمانون ساعة في الأسبوع بالأسود، أي يتهربوا من دفع الضرائب! يعني دائماً أشغال مشبوهة، غيرها لا أصدق، ولن أصدق، ولا أدعوك أن تصدق هذا أبداً...
هؤلاء وأولئك أشباههم هم فقط من يطالبون برحيل الأمريكان، ممن تكثر أصواتهم في كل يوم! وهم في رأيي أما من الوطنيين القدامى الذين لا يعون ما يجري في البلد وخطورة الوضع الراهن، أو من التيار الصدري الذي يعج في داخله السرّاق والحرامية ممن يريدون أن يخلوا لهم الجو كما حدث بعد سقوط الطاغية! أو من البعثيين طبعاً الذين يتمنوا أن يرجع الوضع كما كان عليه قبل سقوط سيدهم القائد! أو يكونوا من القومجيين العربان!
في يوم الأنتخابات، كان واضحاً طبعاً مدى الخوف لدى الجميع من إحتمالية هجوم الإرهابيين على المراكز الإنتخابية. وكان واضحاً أيضاً ما هي الأوامر التي وجهت إلى الشرطة العراقية المنتشرة حول كل تلك المراكز. أنتبه أخي على أثنين من الشرطة المسلحين هناك وهم يلعبون بتلفونهم الموبايل، وينادي أحدهم على الثاني إلى أين وصلت؟ وهناك أثنان آخران يجلسان جانباً يدخنون السيكار! فقال أخي أين هؤلاء المنادون لخروج الأمريكان كي يروا شرطتهم؟
في اليوم الثاني من الأنتخابات كان حضر التجوال لازال ساري المفعول، رغم أنك ترى حركة السيارات واضحة، ولكن ليست بالازدحام المعروف في الأيام العادية... أتصلت بنا والدتي التي كانت صحتها متوعكة وتبات عند أختي وزوجها الذين يسكنان في حي آخر في بغداد يبعد عنا حوالي الأثني عشر كيلومتراً. ذهبت مع نسيبي الآخر في سيارته إليها لإحضارها، رغم أنني لم أكن مقتنعاً بأن الشوارع قد فتحت بعد! ولكن.. عند كل سيطرة مرور أو شرطة عراقية لم يكن على نسيبي أكثر من أن يقول لهم نريد فقط الذهاب إلى محطة البنزين تلك، أو نريد أن نصل إلى المستشفى ذاك! أو هكذا حجج واهية كي نستمر في طريقنا... ووصلنا إليهم أخيراً، ولكن ليس من خلال طرق المرور السريع التي كانت تقطعها الدبابات الأمريكية! عند العودة أصرّ نسيبي للذهاب عن طريق أحد الخطوط السريعة! فقلت له: "يا أخي هؤلاء ليسوا بالشرطة العراقية، ولن يقتنعوا بتوسلنا بهم لأن الحاجّة كبيرة السن مريضة!" ولكن نسيبي من الذين لا يقتنعوا بسهولة، فنزلت أنا من السيارة التي أوقفناها على بعد مائة متراً عن أحدى الدبابات التي تقف عند التقاطع، لم أكن مقتنعاً أبداً ولكني نزلت فقط محاولة مني لإزالة الشك! فخرج أحد جنود (الأحتلال) من فوق الدبابة يؤشر لي بيده أن أرجع، فسألته بلغته التي أجيدها أن يسمح لي... ولكنه قاطعني بأن أدار أولاً المدفع الرشاش، ثم بأقل من رمشة عين أدار مدفع الدبابة الكبير نحوي مباشرة! فلم يبق إلا أن أحترم نفسي قليلاً وأرجع راكضاً إلى السيارة، مستذكراً الأبجدية العسكرية الأمريكية! فكل الجنود الأمريكان عندما يخرجون لواجبهم فأول شيء يعملونه هو أن يسحبوا أقسام رشاشاتهم، وتراهم عندما يمرون بشارع فهم يوجهون بنادقهم يميناً ويساراً، وعندما يمرون بجسر فسيوجهون فوهات بنادقهم إلى الأعلى...
وهكذا هي الألف باء التي لا يتهاونون فيها أبداً، ولا ينسونها للحظة، وإلا كلفهم ذلك حياتهم الغالية! ذلك المنطق الذي لا يختلف عليه أثنين من السياسيين في العراق أو حتى من المواطنين العاديين، بأن الشرطة أو الجيش العراقي يفتقرون إليه كثيراً. ربما الجيش العراقي يتلقى تدريباً أكثر على ما سمعت من أحدهم، ولكنهم لن يصلوا إلى التدريب والخبرة التي يتمتع بها الجيش الأمريكي طبعاً! ولا إلى روح المسؤولية التي يفتقدها للأسف معظم أفراد الشعب...!
ولم يبق للحديث بقية... ولكني اليوم بعد أن أستسلمت ورفعت رايتي البيضاء، وعرفت بأني لا أستطيع الإستمرار بالعيش في بلدي ما دامت تلك الفوضى العارمة والفساد يجتاح كل مرافقه! ولكن اليأس لم يأخذ مني، ولابد أن أرجع يوماً إلى هناك لأقدم خدماتي إلى شعبي. على الأقل سأحاول أن أُسمع كلمتي هناك، وأوصل ما تعلمته هنا في أوربا، كحب الناس الآخرين، وحب الطبيعة والبيئة والحيوان، والإستماع للآخرين، وعدم تكفيري لكل من يخالفني الرأي... ولن أترك العراق للزرقاويون والصدريون وغيرهم من التيارات الدكتاتورية الجديدة في العراق الجديد!



#موفق_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللجوء إلى الوطن 4
- اللجوء إلى الوطن 3
- اللجوء إلى الوطن 2
- خـــط الهـــاتـف - قصة قصيرة
- المحكمة الجنائية العراقية وسجون (مونوبولي) التابعة لها
- فتــوى تحرّم الفســـاد الأداري!
- ماذا لو قال العراقيون لا للدستور العراقي؟
- الفرق بين منظمة إيـتـا الإنفصالية وبين هيئة علماء المسلمين
- من سينصف الطوائف الصغيرة في العراق؟


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - موفق الطاهر - اللجوء إلى الوطن