أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد السلام الشريفي - قول في موسم مولاي بوعزة














المزيد.....

قول في موسم مولاي بوعزة


عبد السلام الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 5489 - 2017 / 4 / 12 - 00:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قول حول "مولاي بوعزة"

أتوق لزيارة "الولي الصالح" أبي يعزى، " أو مولاي بوعزة مول الخبزة" كما يعرف لدى المريدين ، أنه صاحب المعجزات، الراقد في سفح أحد جبال الاطلس المتوسط، بإقليم خنيفرة محج أهل الشاوية هكذا حدثتني عنه والدتي" كان أبو يعزى شخصا حكيما "بهاليا" رث الثياب بسيط الملبس يصول ويجول في ربوع المغرب الاقصى زمن عبد الرحمان المجذوب، فحل بمنطقة الشاوية يطلب ضيافتهم وكرمهم لينالوا من حكمته... فاحتقره أهلها، لقد كالو له كل أنواع السب والشتم والاستصغار فغادرهم مكرها خائبا وصاغرا رافعا كفيه الى السماء يطلب الله ان يصيبهم بمرض "الجرب" عن آخرهم، إلى أن حل بأحد دواوير الأطلس المتوسط الامازيغية حيث يرقد الان . فوجدهم يقتسمون لحم بقرة بينهم فطلب حقه منها فرفضوا، فدخل معم في تحدي حتى ينال نصيبه منها والتحدي هو :أن يجعل البقرة حية من جديد!!!! فقبلوا بذلك فأمرهم أن يجمعو أقسام اللحم في كتلة واحدة فما أن فعلوا حتى أمر اللحم أن يقوم بقرة حية ترزق، فذبحوها من جديد ونال منها ، ...فصار من لحظتها شخصا مقدسا صاحب الخوارق والمكرمات..مات وزادت قداسته...تحج إليه قبائل الشاوية لاتقاء شره مخافة الإصابة بعدوى " الجرب "الفتاك"...في كل دورة من مواسمه تحيى طفولتي التي انبهرت بطقوس الزوار والمريدين المؤمنين بالخوارق والبركات.... الذين شاهدتهم وأنا طفل صغير يفترسون المواشي بينهم في مشهد أشبه بالأسود الضارية المتحلقة حول الفريسة، والرهان هو من ينال الحصة الأكبر .. ستباع للمشعوذين بالتقسيط ...شاهدت _ والعهدة على قدراتي الادراكية الطفولية_ الأشخاص البكم يتكلمون بمجرد صفعة على الوجه شاههدت أناسا يتدحرجون لولبيا في منحدر حجري تتفرق مسالكه بين الجنة والنار العمل والعبادة... مستقبلهم سيتوقف على المسار الذي صاروا فيه....شاهدت آخرين يعبرون تحت حجرة يقيسون مدى عقوقهم للوالدين..وآخرين يرمون بملابسهم الداخلية _والنساء على الخصوص_ على الأشجار طلبا للخصوبة... ومنهن من تتصيد لحظة جنسية مع باحث عن اللذة فتغادر المكان حبلى بمولود ﻷسرتها امام عقم او عجز زوجها عن فعل ذلك، ودرءا للقيل والقال....!!!! ورأيت آخرين يبنون أعمدة من الحجر والحصى الصغير بقرب المسالك الطرقية والممرات يعلقون عليها شرورهم وشقاءهم سيصاب بها من كان سببا في إسقاطها .واحتفظت ذاكرتي بآخرين يتمسحون بأروقة وأشياء مبنى الضريح وهم هائجون يصرخون هستيريا قبل ان يهدأ روعهم فيستكينون أرضا يرتجفون .... رأيت آخرين يرقصون على إيقاعات سريعة ويستحمون بدون ألم بماء ساخن جدا ..ويعانقون دون خشية أفاعي ضخمة قاتلة...بالمختصر.المشهد سريالي.............. بالرغم من أنني كبرت لازالت تفاصيل احداث أبي يعزى حاضرة في مخيالي ....لقد نما في داخلي وعي آخر يقول أنه معقل الخرافة، ليس بالمعنى الديني الذي يقصده المحافظون من رجال الدين الإسلامي فحسب بل ما وفرته نتائج العلم والفلسفة من تصورات و تحليلات مضادة... مايجري بالاضرحة عموما وهذا الضريح على وجه الخصوص من ممارسات تعبدية وطقوس وشعائر يثير أسئلة ومفارقات تعكس تطور الذهنية المغربية، تجسد حيويته وحاجة الجماعة إليه مادام يحقق حاجات الأفراد بصيغة مغلفة و يثير من جهة ثانية طموح التخلي عنه مادامت ممارساته بدائية لا تمت لعصرنا بصلة.... صراع العتاقة والتقليد من جهة في مقابل نمو وعي تقني عملي، يمكن إثارة بعض تلك القضايا على سبيل المثال لا للحصر:نريد إنسانا مغربيا واعيا يعيش عصر التقنية والعلم ولكننا بلد يقوم اقتصاده في جزء كبير منه على السياحة التي تقتضي الحفاظ على طقوس بدائية بكل حمولاتها الروحية والوحشية والخرافية تجذب السياح إليها .....نريد القضاء على الدعارة والميوعة والفساد بالمعنى الاخلاقي العامي....ولكننا نريد رواجا اقتصاديا من أحد حوافزه هو وجود بائعات هوى يستجلبن الباحثين عن اللذة والمتعة والمجون، "الجنس الرديئ" بطبيعة الحال، نريد مجتمعا عقلانيا قطع مع البدائية وطقوس الدم والفدية القربان واستلطاف الطبيعة بإرضاء أرواحها الشريرة..لكننا نحتاج الى عينة للدراسة الأنتربولوجية والسوسيولوجية، لدراسة روابط الدم والقرابة وطقوس الذبح وتقديم القربان والأفراح والأقراح ... هناك وعي ديني يدعو الى القطع مع هذه الطقوس كطقوس لا تمت للدين الاسلامي بصلة..من حيث هي بدع دخلت على الاسلام ما قال بها الله ورسوله...أو بلغة السوسيولوجيا هي طقوس وثنية وتمت أسلمتها ....وفي المقابل هناك نظام حاكم دينه الاسلام يقدم الهبات للزوايا والأضرحة و"الطرق الصوفية" ويدعم استمراريتها ومشروعية وجودها في المجتمع...مقابل الولاء....ويحارب الاسلام السياسي الذي ينافسه المشروعية.....مهما تطورت العلوم والتقنيات تجد الناس مسكونين بالخرافة...أليست الخرافة والوهم جزء لا يتجزأ من الانسان...أليس الاعتقاد في الخرافة يحقق سعادة البسيط أكثر من الذي غير وعيه نحو وعي ذاته والعالم المحيط به انطلاقا من العلم..؟؟! ألم يزد العلم والتقنية شقاء الانسان بينما البسيط الغفل من احتكر السعادة؟!.......والله أعلم ....عبدو شريفي
11 أبريل 2015/ وادي زم- المغرب



#عبد_السلام_الشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد السلام الشريفي - قول في موسم مولاي بوعزة