أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم امين مؤمن..........................قد ينشر بعد 6 ساعات - المغرّد تحت الماءِ....... قصة قصيرة .... ابراهيم امين مؤمن















المزيد.....

المغرّد تحت الماءِ....... قصة قصيرة .... ابراهيم امين مؤمن


ابراهيم امين مؤمن..........................قد ينشر بعد 6 ساعات

الحوار المتمدن-العدد: 5480 - 2017 / 4 / 3 - 22:34
المحور: الادب والفن
    


(المغرّد تحت الماءِ ).......... قصة قصيرة
كل شئ خُلق من ماء ويحيا بالماء , فهل يستطيع الماء أن يُحيي قلبا تبادلته سهام الأحبة تارة والمجتمع الفاسد تارة , تناوبوا عليه رمْيا بالطغيان فأدموْه ؟ .
قلبى ينبض بالماء ولكنه نبضٌ ما أردته بين هؤلاء الغادرين من الناس وإنما أردته بين أحياء من ماء وفى الماء معا, أريد ان أبحث عن حياة , أى حياة , ولتكن ما تكون ,غير هذه الحياة التى أعيشها لعل نبضى ينبض بروح الأمل فى مداوة قلبى الجريح فيحيا من جديد بغمره فى الماء فى لذّة ونعيم .
إنه أمل البائس الذى آيس من حياة على الأرض فأراد ان يغوص فى الماء .
يغوص هربا من وحوش الغاب كما يغوص أملا فى إحياء قلب ينبض بالدم المسفوك .
يغوص شكاية آملا أن يسمعه حيّا تحت البحر فيسغفه ممن فوق البحر .
لكنْ ...ما السبيل ؟
جلستُ على حافة شاطئ بحر ونادتنى رغبتى فأذهبَتْ روحى فى غفوة أعقبتها غفوات سراعا ... ماذا حدث ؟
لقد توثبتْ العزيمة من جوارحى فجرتْ مجرى الدم فى العِرق , واختلقَ القلب لنفسه مجالا من قيعان المحيطات حتى أنه تبدّل إلى قلب حى بحريْ غائص فى الأعماق .وتطاول مجال البصر حتى أنه اصبح يري أعماق البحار وسط الظلمات , وأخيرا تحول الوهم إلى حقيقة , وأيقنتُ ان الحقيقة هى ما صدّقه القلب وآمنتْ به الجوارح , وقُرّتْ به العين .
لقد غلبتْ رغبتى الخيالَ فصيّرته الى واقع وسط غفوات متتاليات .
ما هذا ؟
نوم ام يقظة ؟...........
اتُحييا الرغبة والأمل شئ على مشارف الموت ؟ ممكن
فجاة ..... وجدتُ نفسي فى قيعان أمواج تغشاها أمواج من فوقها .
ظلمات فوق ظلمات وأمواج فوق أمواج وأسماك فوق أسماك وملك فوق ملك .
رجرجات واصطفاق .
تلاطم واصطخاب .
تناسل وموت .
تخفُّ واعلان .
آكل وماكول.

تخفّ باللون تارة وتغطية بالنباتات تارة وافراز روائح كريهة تارة وكل هذا من أجل البقاء لوجود مطارد اقوى يعلن ويبحث ,افاعى تفحُّ , ,وأنياب تتوثب القضم ,وسمك بخّاخ يبخُّ السمّ فتجعل الحى من الأسماك ميتا حتى يفارق الحياة و.. ...... إنها غابية البحر .
فأخذتُ ادندن حياة الصبا .
وُلِدتُ بين أحضان الشوارع وكنت أتخفى من عراك فتوات الحارات , آثرت على نفسى ان أ عش عبد الشارع المشرد ولا اعش عبد الفتوة الطاغى .
أعيش هدفا لتشفّى زمهرير الشتاء يلفح جسدى وبين نوبات عربات البوليس التى تسأل عن هويتى وبين تسوّلى بين البيوت من أجل الطعام .
لقد كان اصطخاب الأمواج لحنٌ لدندنتى , فهل يكون ماؤها لحن ثورتى على اليأس ؟؟؟
لا أجد فى الحياة أشر من ان أكون عبدا مملوكا وليس كل مملوك من بيع بالدراهم ولكن الضعف دائما يكون ثمن عبوديتك .
الضعف يُذهب بالمبادئ الصحيحة ويلبسها قناع الباطل , والقوة تذهب بالمبادئ الباطلة وتلبسها لباس الحق ,, فيقذف بالباطل على الحق فيدمغه فى زمن كثر فيه الخبث .
هكذا الحياة ...للإنسان والحيوان ..
الضعيف ليس له حياة , حياته تبذل فداءا للقوى دائما .
وما زلتُ ادندن ارجوزتى البائسة تلك حتى انعطفتُ بروحى جهة اليمين وما ان استطال بصرى حول هذه المشاهد الرائعة حتى توقف تغريدى الحزين المصفّد المنكّس واُحضرتْ النشوات تترا على جسدي المريض.
إنها سمكة تذهل العقل , بها أعضاء تذكيرها وتأنيثها معا فتبيض من غير تزاوج .
سبحان من خلق فأبدع وأحكم .
لعلها مخلوق كالملائكة ,, ولكن اكتفائها بذاتها هل يحميها من التعامل مع البشر ,,أقصد مع السمك .
لا اظن .
فأخذتُ عازما على التغريد , تغريد يبعث فى نفسى حِمل نفسى ,وإن الأمل والبسمة والقوة لابد أن أبنيهم بيدي وبنفسى , لابد أن أعمل على وحدانية ذاتى دون التوحد مع غيري ,,فالتوحد فقر وذلّة .
هذه السمكة من أغنى المخلوقات فحبها من قلبها إلى قلبها وأملها فى نفسها من نفسها .
لقد ذكّرتنى بيوم فتوّتى , هذا اليوم العجيب الذى راودتنى فيها إحدى الغانيات الجميلات فأبيتُ, فهمّتْ بي وهممتُ بها أدفعها ولكنها تمتلك من أسلحة الإغراء ما يصيب ولا يخطئ, فتأخذ طيف البصر إلى حيث تريد من مفاتنها وفنون المداعبة ما يُرعش الجسد من أجيج اللذة , ولكنى أخذتُ أصرخ وأصرخ وأمسك عضوى بيدي أحكّه وأنكحه حتى استطعت أن أقاوم إغرائها وفنونها..
وأنهيت تغريدتى تحت الماء بأنشودة الطهر والنقاء .
كم كان تغريدي صافيا طاهرا نقيا !
تركتُ هذه الحسناء لنفسها وامتد بصرى لأجد رائعة من روائع قيعان البحار .
رأيتُ سمكة بمنقاردقيق جدا يسطيع أن يقوم بإزالة كل الحراشف الممرضه فى السمك الاكبر وكذالك الفطريات الضارة التى تغطى هذه الاسماك .
هذه السمكة الطبيبة لا تُقاتل ولا تُؤكل عرفانا بجميلها على كل الأحياء البحرية .
ولقد ذكّرنى هذا بالحدث الأكبر الذى جاء بي هنا .
هذه الفتاة التى رمُيتْ بالرصاص فحملتها على ظهرى جاريا بها الى الطبيب وأعطيتها دمى وهى ما بين الحياة والموت.
فشفاها الله وأطمعتنى بالحب .
فلما علمتْ فقرى وضيّعتى طردتنى , وبينما أنا خارج من المستشفى قامت الشرطة بإلقاء القبض علىّ واتهامى بقتلها .
ولقد استكان عزفى وأزبد , وانسكبتْ دموعى على شفتاى فسكتُّ.
كمْ فى هذا العالم من ظلمات أحلك من ظلمات البحر !
أفلا يتعظ الإنسان من جميل الحيوان على الحيوان !
أفلا يتدبرون !
كم توغل اللئم فى نفوس البشر !
أيُّها الناس :
ظلمات فوق ظلمات وأمواج تضرب أمواج ولكن ظلمتها وتصاخبها أقل من ظلمات وتصاخب هذا البشر اللعين .
لابد أن نحيي انفسنا ونطهّر قلوبنا من الدنس.
لابد أن ندفع طغيان النفس بذكرى الهالكين السابقين .
لابد أن نجذب خير النفس بذكرى المنْعَمينَ عليهم من السابقين .
كلنا من ماء ولابد أن يحكمنا ناموس واحد يحيي ولا يموت , يحيي بالعدل والخير ولا يموت بالظلم والطغيان ......

من سردى : ابراهيم امين مؤمن
19 MARS 2017






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرُد فى الشمس ............. مقال معدُل .......... اول مرة ...


المزيد.....




- -زعلانة من نفسي-.. مها الصغير تعتذر من فنانة دنماركية وفنانو ...
- onlin نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول برقم الجلوس عل ...
- الفنان المصري إدوارد يكشف رحلة مرضه من حقن التخسيس إلى الجلط ...
- ثبتها الآن واستعد لمتابعة البرامج الثقافية المفيدة “تردد قنا ...
- Sigg Art in Monte Carlo: A hybrid vision of what it means to ...
- -سيغ آرت- في مونتي كارلو: رؤية هجينة لما يعنيه أن نكون بشراً ...
- -النجم لا ينطفئ-، ظهور نادر للفنان عادل إمام يطلق تفاعلاً وا ...
- ماريانا ماسا: كيف حررت الترجمة اللغة العربية من كهوف الماضي ...
- حاتم البطيوي: سنواصل فعاليات أصيلة على نهج محمد بن عيسى
- رسومات وقراءات أدبية في -أصيلة 46- الصيفي استحضارا لإرث محمد ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم امين مؤمن..........................قد ينشر بعد 6 ساعات - المغرّد تحت الماءِ....... قصة قصيرة .... ابراهيم امين مؤمن