أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبدالله - المنهج المعرفى وإنجرافاتها الميتافيزيقة















المزيد.....

المنهج المعرفى وإنجرافاتها الميتافيزيقة


محمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5477 - 2017 / 3 / 31 - 23:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مع الخطوات الأولى للوعى على أرض الواقع بعدما كسر حاجز الظلام ، بدأ ذلك الطفل الجديد مبكرا بالقيام بمهامه الأساسية من بحث عن حقائق وتحليلها وتجريبها على واقعٍ لم يجد غيره إلا حضن يتلقاه بكل ثبات وإتزان فى كل خطوة ماذال يحبو بها أنذاك. ومنذ تلك اللحظة عرف الطفل أن الصلابة هى القوة وأن القوة شرط أساسى للعيش فى تلك الحياه التى تتظاهر دوما برعونتها. ومنها بدأ ذلك الوعى السير قُدما فى البحث عن القوة بالنسبة له بعدما أيقن أن القوة فى نطاق وعيه تختلف عن القوة الحيوانية التى فى الغالب تكمن فى القوة الجسدية فى معظم الأحيان، وحين أخر كانت فى كيفية إستغلال كل فرد لميزة الفصيلة التى إختارتها لها الطبيعة ان تتفرد بها بين كل باقى المجموعات. وبينما أخذ الوعى شوطا كبيرا فى حلبة الحياه فتارة زاحفا وتارة مُتكئا وتارة ماشيا، عرف ان القوة بالنسبة إليه خرجت من نطاق البدن فأنحرفت بعيدا عن مسارها القديم فإنجرفت نحو المعرفة فصلابتها تأتى بزيادة معرفة الحقيقة، حقيقة الماضى والحاضر والتنبؤ بالمستقبل القريب والبعيد وما كان عليه الا ان ينجرف نحو الصلابة المعرفية فأخذ يبنى فى طريق انجرافه المعرفى المناهج والمذاهب المتعددة كى يسير بأيسر الخطى نحو قوة قد سنتها الحياه له ويبتعد بها عن ضلال جهل قد وضعته فيها نفس الحياه. لذلك المنهج هو عبارة عن فرض على الفكر دون التأثير علي جوهره فهو ضامن للنظام والترتيب الفكرى حتى الوصول الى التطبيق الواقعى. فهو رابط بالواقع ليضمن سير مسيرة الفكر بالتوازى مع الواقع بعيدا عن الأبراج العاجية التى ربما قد يذهب اليها المفكر بفكره العشوائى.
_ المنهج التلقائى : فى البداية السحيقة أدرك الوعى بعض الموجودات بمدركاته البسيطة التى لم تثقلها التجارب بعد، حقائق قليلة فى مقابل الكثير من الجهل والضبابية كما لو كانت الحياه قد اعطته إشارة بدء فى مارثون إنطلاق لسباق كبير نحو المعرفة وازالة اكبر حيز من الظلام. مما جعل احد فلاسفة اليونان قديما يشبه الحياه باللوغوس او اللغز فالحقيقة الكبرى دائما ما تكون مستترة وراء بعض المدركات الحسية الصغرى ودائما ما تكون فى حاجة الى عقل استدلالى ونهج مُنظم للوصول اليها. وقد اطلقوا على ذلك المنهج المعرفى البدائي البسيط فيما بعد بالمنهج التلقائى والذى لا يتتطلب الا بعض البديهيات التى لا تحتاج لإثبات عقلى، فهى تُدرك بالحواس مع القليل من الملاحظة العقلية للوصول الى معرفة او حقيقة بسيطة او كما نطلق عليها المسلمات والتى هى المبادىء الاساسية للعلم الذى سيكون مفتاح الوصول للغز الوجودى.
_ المناهج التأملية :بعدما قطع الوعى شوطا كبيرا من الملاحظات البديهية وكون قدرا كبيرا من المسلمات العقلية ليُنشىء قاعدة فيها شيئاً من الصلابة المعرفية لبناء عليها إجابات راسخة لذلك اللوغوس العملاق، مستغلا بذلك منهجٍ تأملي لم يَــكُ يحتاج إلا لتربة جيدة من الوعى المُثقل بالتجربة. لذلك احتاج قطار النهج التأملى الى قضيبين لا يمكن الاستغناء عنهما للسير قدما فى مسيرته نحو الحقيقة. قضيبٌ عقلى واخرٌ نقلى يُحاذيه تماما يسجل ما توصل اليه العقل
أ_المنهج النقلى: اُستُخدِم بعد فترة من الزمان زادت فيها المسلمات والمبادىء العلمية المختلفة على متسع الذاكرة. فإتجه المفكرون الى استخدام اسلوب توثيق النص والافكار والمناهج ونقلها عبر الزمان ودراستها من خلال نسب الافكار لاصحابها وتحليلها والتحقق من سلامتها وفهم مدلولاتها بدراسة الجو البيئى التى نشأت فيه تلك الافكار فيساعد على عدم الوقوع فى الاخطاء الفكرية القديمة وبدء التفكير من حيث انتهى الاخريين.
ب_ المنهج العقلى: تلك هى النقطة التى قد بدأت الطبيعة الأم التخلى فيها عن التوجيه الأمومى لطفلها الذى اصبح الأن يعرف كيفية صناعة مفاتيح ابواب اللوغوس المغلقة. تاركة اياه سابحا بعقله ومدركاته الحسية وفضوله المعرفى مستخدما وعيا بلغ مرحلة الشباب التجريبى بعدما عرف النهج العقلى السليم لبناء عليه منشئات وقرى كاملة من الحصون الفكرية ضد ضبابية الطبيعة الساحقة مستخدما فيها القياس والاستقراء والاستدلال . وبعيدا عن تفرعات ذلك النهج سنلقى الضوء على اهم طرقه وهما الاستقراء والاستنباط اللذان هما بمثابة حجر الأساس لذلك المنهاج.
*الأستقراء: يبحث المفكر فى هذه الطريقة عن قاعدة أساسية صغيرة للوصول الى حقيقة اشمل مازالت فى عداد الضباب وذلك عن طريق جمع بعض المسلمات الفكرية التى كونتها له البديهيات الحسية يوما فيجمعها استدلاليا للوصول الى قاعدة عامة يستخدمها كحقيقة علمية. بمعنى اخر لا يستطع قطار المعرفة الإستقرائية السير الا على بساط استدلالى بحت يبدأ الفرد فيها بالملاحظة الحسية على البديهيات ليصل إلى افتراضات عقلية قياسيا ثم التجريب العقلى بمقارنة المقدمات فى المرحلة السابقة بالنتائج التى تم الوصول اليها ثم التركيب لتوفيق النتيجة النهائية مع المقدمات ليخرج منها حجراً صلب يُضَع فى منارة من المعرفة ليُبَدِل حيزاً من الضباب باخر من النور المعرفى.
*الاستنباط: وفى حديثنا عن حجر الاساس الثانى للمنهج العقلى لا يمكننا وصف الاستنباط بافضل من انه عابرة عن مرآه حقيقة للاستقراء فهو استقراء معكوس او ردة استقرائية بالمعنى الحرفى. ففيه الباحث يقوم بتحديد فرضية استبقائيا عن التجربة لوضعها كقانون عام فتعود لتجربتها فان تماشت مع الفرضيات الاولى اصبح الفرضية العامة قد استنبطت بطريقة صحيحة. والملاحظ ان الاستنباط اصلا هو قبل مسيرته الردية هو استقراء بشكل او باخر فالمفكر لا يبنى قاعدة عامة فى الاصل الا عن تجربة بشكل او باخر اى تجربة جزئية قام بالقياس العقلى عليها ليصل الى قاعدة اساسية.
إن المعرفة كما المادة هى لا تُخلق ولا تستحدث من عدم المعرفة تُكتشف فهى موجودة فعلياً فى عالمنا الحسى. فسترتها بين البديهيات وبين الموجودات الحسية لا تعنى انها فى حاجة لشخص يخلقها بل هى فى حاجة لإكتشافها. فالموجودات سترتها يشعر بها كل العوام ولكن لن يكشفها الا من يعرف كيف تُركب قطع اللوغوس البسيطة بطريقة ما فتتكون حقيقة بشكل اكثر تعقيداً. وأسرع الطرق تركيبا لتلك القطع هى الطرق الخاضعة لقانون الاستدلال فكل ما خارج ظلها ما هو الا وحى وجداني عارىٍ. فبينما كان يسير جزء من العالم فى طريق الحقيقة الوجودية بالمناهج الاستقرائية والاستنباطية والجدلية والتحليلية والتجريبية. وجدوا اناسا يسيرون بمحازاتهم على الشط الأخر من نهر الإستدلال، يسيرون على ما تسرب من ضوئهم المعرفى السليم. إناساً ربما انهكتهم التجربة والقياس والتركيب والعدول فى الافتراضات وبناء النظريات فحرفوا الطرق العلمية الى غايات غيبية. فتارة يستنبطوا قاعدة مطلقة خارجة عن الموجودات فيلصقوا بها الحقيقة فبينما تقوم بالقياس والاستدلال الطبيعى عليها يرددون حجة لا تشبه إلا استنباطهم بانها خارجة عن الموجودات واكبر من القياس والتجربة الحسية. وتارة يستنبطوا عتبة مطلقة فيجعلوها مظلة شاملة جامعة لكل الحقائق والبراهين وتجدهم يقوموا بلوى اعناق الاستدلال لتتماشى عما قد وضعوه من مظلات فرضياتهم مع شكل كل تلك الاعناق التى تلوى. فتقف حينها فى حيرة من امرك عن سبب كل تلك التراهات الميتافيزيقية ،فلماذا إذا الافتراض بالاساس بشيئا لم يجدوه لا بالقياس ولا بالتجربة. ولما يتبرأ البعض من الموجودات الحسية فى سبيل نصرة اللاموجود او ييعيثون بطريقة اخرى فى الموجودات فسادا لنصرة بديهية ليس لها وجود. ربما لرغبة لاشعورية منهم فى الرجوع الى غياهب الجهل نظرا لصعوبة طرق المعرفة، ربما لفقدهم الشجاعة التجريدية فى قياس او تجربة بديهياتهم، ربما لعنادهم مع انفسهم حتى فقدوا اليات مواجهة الافكار وردها ان فشلت. وربما تأصل المجهول والضباب فى نفوسهم حتى نسبوا الحقيقة اليه فخافوا منه فعبدوه فخضعوا اليه فاصبح العقل حينها شيطانا لهم يخافون من التسلل اليهم بمنهاجه فى جنان جهلهم.



#محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلية دحلان زوجة المناضل محمد دحلان
- عزيزي محمد دحلان ... حماس تحذر الإدارة الأميركية
- لماذا يا وفاء سلطان ؟
- علي سفر و اقتراف الإختلاف - رداً على أديب حسن محمد -


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبدالله - المنهج المعرفى وإنجرافاتها الميتافيزيقة