أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابو الحسن سلام - كناسة المسرح














المزيد.....

كناسة المسرح


ابو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 5477 - 2017 / 3 / 31 - 22:20
المحور: الادب والفن
    



كناسة المسرح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ.د أبو الحسن سلام
حتمية التحول الدرامي
بين عمى البصيرة ونهار اليقظة
هل هناك وجه للمقاربة بين بدايات شروع الكاتب المسرحي في تأليف نص من النصوص المسرحية ، وبدايات شروع الباحث الأكاديمي في التخطيط لمشروعه البحثي.
شغلني هذا السؤال في لحظة تأمل حول دور العلم وأثره على الإبداع المسرحي ؛ فتوقفت عند المقولات المسرحية لعدد من كلاسيكيات النصوص في المدارس المسرحية المتباينة ، بوصفها فروضاً أولية للون من ألوان كتابة النص المسرحي.. فالمقولة المسرحية التي ينسج عليها الكاتب المسرحي ، الذي ينطلق من فكرة يؤسس عليها البناء الدرامي لمشروع نصه المسرحي؛ هي بمثابة فرض يسعى الكاتب إلى تحقيقه عبر البنية الدرامية والفنية للنص الذي يشرع في كتابته ، وهو فرض شبيه بالفرض العملي الذي يفترضه الباحث مفتاحاً لحل إشكالية ما ، أي (منظومة مشكلات متداخلة ومتراكبة لا حل لإحداها منفردة دون حل المنظومة مجتمعة) وهو الفرض الذي يفترضه الباحث – من حيث الشكل – وإن كان الفرق بين عمل الكاتب أديباً وشاعراً مسرحياً وعمل الباحث الأكاديمي مختلفاً ، إذ يعول الكاتب المسرحي الأديب والشاعر على المشاعر والوجدانيات وتقنيات البوح في تعارضاتها في وحدة وفي إطار معالجة المعارف الظنية وتدويرها رأسياً أو أفقياً في بعض النظريات المسرحية.بين شخصياته الدرامية – كل على قدر حاجته – ليعبر بنفسه أمام الغير أو أمام نفسه تعبيراً مواجهاً عن جوهر ما يشعر به وجوهر ما يريد ، وذلك جنباً إلى جنب مع المعارف اليقينية وشبه اليقينية ، بحيث يكشف الجمع بين المظنون واليقيني والوسط بينهما في معارف الشخصيات عن إزكاء لهيب الصراع بينها.
ولا حاجة إلى التنبه إلى أن فعالية الفرض تستبين وتتوضح في النقطة المفصلية التي تتحقق فيها حتمية التحول الدرامي للشخصية من حالة عمى البصيرة إلى نهار اليقظة. والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة في جميع كلاسيكيات النصوص في كل المدارس المسرحية . ولو توقفنا عند بعض نماذجها وقفة تأمل منهجية فلسوف نلاحظ أن:
* جنون (الملك لير) جعله مدركاً ؛ حيث فعّل وعيه عن طريق لاوعيه ، وأن فقدان (جلوستر) لبصره جعله مبصراً . وإن يُتمَ (هاملت) جعله متأملاً ، وبإدعائه للجنون أصبح أكثر الناس عقلاً.
* وأن يُتْمَ (أوفيليا) أفقدها عقلها بينما حوّل أخاها (لايرتيس) إلى ألعوبة في يد (كلوديوس).
أما يُتْم (فورتنبراس) فقد جعله ينقض قوانين الفروسية وينقض الاتفاقات المبرمة بين مملكته ومملكة الدنمرك.
أما يُتْم (بلانش) في ( عربة اسمها الرغبة) في رائعة ويليامز فقد أحالها إلى ساقطة؛
بعد أن حطمت الأعراف والعادات الأرستقراطية بعد أن فقدت كل من أمها وسبعة آخرين من أسرتها.
وكان يتم جوليا في الأم سبباً في سقوطها وإهانتها لذاتها . أما الجبر الاجتماعي والطبقي الأمريكي فقد صنع من (ليزي) المومس الفاضلة عند سارتر!!
أما قوانين التأميم في نظام رأسمالية الدولة في مصر ، فقد جعلت من اللص صديقاً للقاضي في مجلس عدل (توفيق الحكيم) وأحالت (التبريزي) إلى محتال نبيل عند ألفريد فرج .. بينما قتلت شهوة السلطة مكبث وزوجته . وقتلت ريتشارد الثالث عند شكسبير ، وجسدت مواجهة جوهر وجود ( المومس المحترمة ليزي) مواجهة جوهر وجود الآخر (عضو الكونجرس) في (مومس سارتر الفاضلة). كما جسد انتحار (عطيل) إحساسه بالخديعة ويأسه من العنة التي أصابته . وجسد موت (لير) إحساسه بالفجيعة وفداحة قراره بتفكيك دولة الإقطاع التي يملكها ، ومخالفته لقانون الطبيعة . وجيدت من ومنظور قراءة الجدل المادي التاريخي لبريخت إنجاز مرحلة إنهاء النظام الإقطاعي . وجسدت مواجهة (أنتيجوني) للحاكم المتسلط (كريون) ونظامه إحساسها بالندِّيـّة ، بينما جسد فعلها بالنسبة للمتدينيين الإنتصار لقانون الغيب على قانون الوضعي . وكذلك جسّدت مقتلة كليبير بيد سليمان الحلبي إحساسه بالندية ( ندية حضارة إسلامية لحضارة أوروبية غازية) وجسد فقأ (أوديب) لعينيه إحساسه بالمسؤولية والتزام الحاكم أمام شعبه ، وجسّدت وقفة (نورا) في مواجهة زوجها (هيلمر) شوق المرأة القاتل للانفلات من سلطة الرجل . وجسد قتل (إلكترا) لأمها (كليتمسترا) إنتصار الأبوية بتوحد الابنة مع الأب ( عقدة إليكترا) وجسد إحراق القساوسة لجان دارك حية عند جورج برنارد شو وعند جان أنوي فشل نيابتها عن العناية الإلهية.. بينما جسدت عند بريخت سداجة الموت من أجل فكرة ؛ فالفكرة تحيي في الأساس ولا تميت. وجسدت رغبة (شايلوك) في اقتطاع رطل لحم من جسم (أنطونيو) احتقار التعصب اليهودي للجنس البشري . وجسد صراع (فرفور) و(السيد) عند يوسف إدريس فكرة الوضعية والجبر الميتافيزيقي و فكرة هوية الأنا والإلتزام بقبول الآخر وجسد التعاقد بين فاوست وإبليس ( في فاوست مارلو وفاوست جيته وفاوست فاليري ) طموح الإنسان إلى تجاوز إنسانيته وحيازة الخوارق.
والشواهد كثيرة على حتمية التحول الدرامي ونفي النقطة العمياء عن مرآة المسيرة الإنسانية المتسارعة.



#ابو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات زمكانية في مسائل مسرحية
- اللوحة القارئة واللوحة المقروءة في معرض أحمد فؤاد سليم - الأ ...
- المسرح بين الحقيقة التاريخية والحقيقة الفنية
- الخبرة الجمالية في حرفة النقد


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابو الحسن سلام - كناسة المسرح