أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد حمدان - حدود الدولة














المزيد.....

حدود الدولة


عبد المجيد حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 5470 - 2017 / 3 / 24 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كانت زيارة نتانياهو لواشنطن، وعودة الحديث عن حل الدولتين، والدولة الواحدة، واللاحل، قد أعادت التذكير بموضوع الحدود. وكالعادة، أقولها للمرة الثانية، قابل كُتاب أعمدة، محللون سياسيون، مثقفون وقادة رأي.. الخ، تصريحات نتانياهو وليبرمان عن رفض إسرائيل لفكرة الانسحاب من الأغوار والحدود مع الأردن، وكأنها انقلاب على عروض أو أفكار سابقة، ودفعة جديدة من ترامب لتدمير حل الدولتين.
والمحزن أنه إذا صح للمواطن العادي أن يكون من أصحاب الذاكرة القصيرة، فإنه لا يصح مطلقا لكاتب العمود السياسي، أو للمثقف، أو للمفكر أن يكون كذلك. فمنذ تشكل السلطة، وبدء مفاوضات الحل النهائي، لم يتزحزح القادة الإسرائيليون، منذ شامير ورابين وباراك وإيهود أولمرت وحتى نتانياهو، عن موضوع بقاء السيطرة العسكرية الإحتلالية على السفوح الشرقية، والأغوار، وضفة الأردن الغربية. كما لم يتزحزحوا عن موضوع الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح. وفي كل السنوات الماضية، بدا هذان الموضوعان وكأنهما معزوفتان موسيقيتان، تستهلان كل التصريحات الإحتلالية، وافتتاح أية جلسة مفاوضات.
وقبل تركي لمقعد الأمانة العامة للحزب، أي في العام 2002 على ما أتذكر، طرحت على اجتماع القيادة الوطنية موضوع الجدار الذي كانت إسرائيل قد قطعت شوطا في تحضير الرأي العام لبنائه. في ذلك الوقت سوقت إسرائيل العمليات الاستشهادية كأحد أهم المبررات لإقامته. وربما تذكرون أن سياسيين كثر من جانبنا رأوا في تلك العمليات تعديلا لما وصفوه بميزان الرعب الإستراتيجي مع إسرائيل، وبما قد يجبر إسرائيل على الاعتراف بحقوقنا، وتطبيق حل الدولتين.
ولأنني كنت أرى انعكاساته السلبية على قضيتنا، وقد أطلت في شرحها في كتابي "الانتفاضة محاولة تقييم"، ولأن هذا اللون من نضالنا غدا في تراجع، ويقترب من التوقف، فقد أشرت على الاجتماع، سحب هذا المبرر من بين يدي إسرائيل، كمقدمة لإحباط مشروع الجدار. وما زالت ترن في أذني الكلمات التي رد بها علي رفيقي وصديقي مندوب الجبهة الشعبية في الاجتماع. قال: سلامة تسلمك يا رفيق أبو وديدة. أي هي إسرائيل بحاجة لمبررات؟ رددت: أنتم كلكم تعرفون أن إسرائيل أكثر بلد في هذا العالم يحتاج للمبررات. إسرائيل تعيش على تضليل الرأي العام العالمي. تختلق الأكاذيب، وتسندها بجهاز دعاية وإعلام هائل القوة. ومن غير المعقول أن نواصل نحن منحها ما تحتاجه من مواد ومبررات تضفي صدقية على أكاذيبها وضمان نجاحها تضليلها للرأي العام. وفي النتيجة رفض اقتراحي. ولم يطل الوقت حتى توقفت العمليات الاستشهادية، بعد بدء العمل في الجدار.
وفي لقاءات لاحقة جرى الحديث عن الجدار ومقاومته. وتساءلت فيها إذا كان الجدار الغربي، ومبرره الفصل بين الكثافتين السكانيتين، الفلسطينية والإسرائيلية، قد التهم ما نسبته 7 أو 8 % من أرض الضفة الغربية، تساءلت عن النسبة التي سيلتهمها الجدار الشرقي. وأظنني قلت للحضور: ألا ترون أن هذا الجدار هو الحدود الشرقية لدولتنا العتيدة؟
وفيما بعد، وبعد استعفائي من المسؤولية الحزبية، عدت مرار وتكرارا للكتابة في هذا الموضوع، خصوصا وقد تكرر الطرح الأمريكي عن الحل بإقامة دولة فلسطينية متواصلة وقابلة للحياة. آنذاك وصفت هذه الحل النهائي بأن أرض الدولة، المعزولة بجداري الضم الغربي والشرقي، تشبه أكثر ما تشبه حدائق السفاري الإفريقية. ونبهت مرارا لأن هذا الحل سيتركنا في معازل تفصل بينها الحواجز الإحتلالية، يتصارع سكانها فيما بينهم كما يشاؤون، فيما يقف الاحتلال متفرجا على صراعهم من وراء الجدار، ويفصلهم متى شاء بتفعيل الحواجز.
وسؤالي الآن: هل اختلف الحال عن هذه الرؤية؟ أليس كل ما يقوم على الأرض هو ترسيخ لهذا الحل؟ في كل الأوقات ظل الاستخفاف بالواقع، والاستهانة بالمواقف وبالتصريحات تحكمنا. لماذا؟ لأننا أصحاب حق لا بد ينتصر، ولأن العالم يرى أن الوقائع الإحتلالية غير شرعية، أما الأهم فهو أن مواقفنا هي في حقيقة الأمر المنتج الطبيعي لعقلية الفهلوة الحاكمة للسياسي، للمفاوض، للكاتب، للمفكر وللمواطن. الفهلوة المعادية للعلم والقائمه على نقيضه.



#عبد_المجيد_حمدان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاطعات بين الأديان 7 قراءة في روايات خلق الكون
- تقاطعات بين الأديان 6 نظرية الخلق 1 خلق الكون
- تقاطعات بين الأديان 5 قراءة مقارنة في روايات الطوفان
- تقاطعات بين الأديان 4 الطوفان
- في البحث عن الأمل والسقوط في الأحضان االقاتلة
- تقاطعات بين الأديان 3 الأضاحي البشرية
- الإستراتيجية الفلسطينية .....وضرورة التغيير 3/3 البديل تقصير ...
- الإستراتيجية الفلسطينية ......وضرورة التغيير 2/3 الحركة بفعل ...
- الإستارتيجية الفلسطينية .......ضرورة التغيير 1/2 النشأة والأ ...
- في السياسة ......حديث ذو شجون
- الحجاب بين الاجتماعي والفرض الديني 2/2 القرآن ومجتمع المدينة
- الحجاب بين الموروث الاجتماعي والفرض الديني 1/2
- أوروبا ، الغرب .....والإسلاموفوبيا 2-2 تشخيص النبي ومفهوم ال ...
- أوروبا ، الغرب ......والإسلاموفوبيا 1-2
- قراءة في ثورة الشباب المصري 19 براءة مبارك
- ياحضرات المثقفين .....لطفا بتاريخنا السياسي 2 هل نحن أمام سا ...
- يا حضرات المثقفين .......رفقا بالتاريخ الحزبي 1
- بوكو حرام في نيجيريا ....داروين حرام في فلسطين
- في الذكرى ال 66 للنكبة ....ولكن آفة شعبنا قياداته
- انحدار التعليم إلى أين ؟ وإلى متى ؟ .....التلقين وطريق الخرو ...


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد حمدان - حدود الدولة