أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم إبراهيم حماد - من ذاكرة الأيام : الانتفاضة الفلسطينية الأولى














المزيد.....

من ذاكرة الأيام : الانتفاضة الفلسطينية الأولى


أكرم إبراهيم حماد

الحوار المتمدن-العدد: 5470 - 2017 / 3 / 24 - 02:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من ذاكرة الأيام :
الانتفاضة الفلسطينية الأولى :

إن كلمة الانتفاضة دخلت القاموس السياسي مع بداية أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وأنا هنا لست بصدد البحث عن صاحب السبق في تسميتها بهذا الاسم فيكفيني أن من سماها بهذا الاسم فلسطيني .
وكانت الانتفاضة شكل من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمخيمات، وعلى انتشار البطالة بين خريجي الجامعات، وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو انتفاضة الحجارة، سمّيت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة، وقد التصق هذا المصطلح بالأطفال الفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال في كل مناطق تواجده سواء بغزة أو بالضفة الغربية .
كنت أجلس في عصر هذا اليوم أشرب كأساً من الشاي ، وكانت السماء ملبدة بالغيوم ، وكانت الغيوم تحجب الشمس منذ الصباح ، فقد صحونا على أجواء ملبدة بالغيوم ولم يبزغ للشمس شعاع في هذا اليوم.
عاد بي هذا المشهد كما رواه لي بعض من حضروا ذاك اليوم إلى نفس وقائع الطقس الذي ساد في يوم الانتفاضة الفلسطينية الأولى ، نعم تلبدت السماء بالغيوم التي حجبت أشعة الشمس طوال اليوم ، وذهب الطلاب في صباح ذاك اليوم إلى مدارسهم ، ثم شاع خبر حدوث الجريمة النكراء التي أشعلت لهيب الغضب عند أبناء الشعب الفلسطيني ، وسرعان ما انطلق طلبة المدارس ، وجماهير الشعب الغاضب في أكبر حشود شعبية جرت في تلك الفترة .
كان ذلك في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1987 عندما أقدمت شاحنة إسرائيلية يقودها إسرائيلي من مدينة أسدود المحتلة على دهس سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا.
في ذلك الوقت كان سوق العمل مفتوحاً داخل الأراضي المحتلة للعمالة الفلسطينية الحرفية، وكانت الكهرباء على مدار الساعة ، وكان الوضع الاقتصادي منتعشاً إلى حد ما ، وكانت الأيدي العاملة الفلسطينية المقيمة في دول الخليج العربي والسعودية وليبيا ما زالت ميسرة لها الأمور، وتحويلاتها المالية للأهل بفلسطين كانت مصدر من مصادر الانتعاش الاقتصادي الذي يعيشه الفلسطينيون.
ولكن كل ذلك لم يحل دون جريان الانتفاضة مجرى الدم في عروق ذاك الجيل الغاضب الذي انخرطت فيه حركة المقاومة الإسلامية كقوة جديدة على الساحة السياسية مع باقي فصائل المقاومة الفلسطينية في تلك الفترة .
فانتشرت التظاهرات المعادية للاحتلال في جميع أراضي قطاع غزة والضفة الغربية. ولم يحدث في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية – باستثناء "ثورة 1936 " - أن استقطبت جميع فئات الشعب الفلسطيني وتنظيماته، كما استقطبتها الأحداث التي هزت الأراضي الفلسطينية المحتلة مدة ست سنوات (1987 –1993) والتي أطلق عليها اسم الانتفاضة، أو انتفاضة الحجارة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى الرغم من ممارسات جنود الاحتلال لسياسة تكسير العظام وإطلاق الرصاص على المتظاهرين واعتقال آلاف الشبان، إلا أن الانتفاضة استمرت ست سنوات، واستطاعت أن تفرض نفسها على (إسرائيل) التي عجزت عن القضاء عليها بشتى الطرق. وكذلك على الرأي العام العالمي الذي كان يراقب تصرفات جنود الاحتلال ضد المتظاهرين والسكان المدنيين، ومن شاشات التلفاز ووسائل الإعلام الأخرى.
وقد كان للانتفاضة آثار كثيرة إيجابية وسلبية ، إلا أن من أبرز تأثيرات الانتفاضة على (إسرائيل) ذاك التأثير الذي تجاوز البعد الاقتصادي ليحقق بعداً استراتيجياً نفسياً يقوم على التحدي ورفض الخنوع والضعف الذي اعتاده الاسرائيليون عبر طاعة المواطن الفلسطيني للأوامر العسكرية، كما ثبت لإدارة الاحتلال حقيقة ربما خالجه ما يخالفها في فترة من الفترات السابقة للانتفاضة ألا وهي استحالة تذويب الفلسطينيين في الكيان المحتل.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم إبراهيم حماد - من ذاكرة الأيام : الانتفاضة الفلسطينية الأولى