أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى الجوراني8 - قصة قصيرة ( انكسار قوة )














المزيد.....

قصة قصيرة ( انكسار قوة )


بشرى الجوراني8

الحوار المتمدن-العدد: 5469 - 2017 / 3 / 23 - 12:54
المحور: الادب والفن
    


(أنكسار قوة )

عينان مكسورتان ، صدر حانق ، شجرة لا تريد إلا ان ينحرف النهر عن مساره ويعلن لها الأنتماء .كانت قدماها قد ركبتهما فوق بعض كمن يريد ان يعلو فوق بعضِه مطلقة احدهما بوجه الفراع بقوة بينما رسخت الاخرى متحملة غضب اختها . ماسكة بقلمها تضغط عليه بغضب واحيانا تضرب به ورقها او يديها .كتنين ينفخ ناره بكل أتجاه
مكتبها بالقرب من الباب أمامه تقريبا في غرفة أتسعت لثلاث موظفين كانت هي احدهم وهو يترأسهم تراه وهو يقوم بما عليه من واجب بتدوين الحسابات بعدما قام بتوبيخها اثر اخطاء رصدها في عملها . كانت احاسيسها مشتعلة فليس هناك اقسى من حب كلما يرى الانسان قربه قد دنا كلما ازداد بعدا عنه ..
كم يصعب كسر ساق شجرة عنيدة متمردة على ساعدِ قاطِعها ..
كذا المرأة التي تتصور نفسها فوق ان ينتقدها رجل
واي رجل ..تذوب حنانا لأجله ولكنها تدعي العكس
اجتماع آمران متناقضان هو الجحيم بعينه
ثورة اشتعال صاخبة ضرب من المستحيل أُريد له التحقيق

لما لا يرضخ هذا المستبد اللعين ويرمي لها غصن الزيتون !!؟؟

كيف وعنصر التحدي موجود وهذا الكبرياء القاهر لكليهما
وتعاملها الحازم له كأمرأة حديدية
هي تفعل عكس ما تريد ولا تدري ما سبب ذلك لا تتحمل ان يراها وهي ضعيفة اتجاهه لا تريد لهذا العنفوان ان ينهزم أمام سلطته ..
تزاحمت الدموع في محجريها اغمضت عيناها وانحت كثيرا على الورق كي لا يشاهد احد ما حل بها من أنهيار
وبدأ عقلها يفتش عن فكرة تجعله يضعف امامها او يشعر بالحرج اتجاهها ولكن لم تجد الا ضوضاء حقد وغضب امتلكها
امسكت مقدمة رأسها كي تسكت هذا الصخب لكن عجزها هو من بدا مسيطرا
ولم تجد احدا ينصت لها إلا نفسها المجروحة
فأخذت تكلمه محدثة نفسها
سأوقف جماح غرورك واستكمالك لنفسك ، أنت تعتبر نفسك قد وصلت الى مرحلة عدم السقوط ..ولكنك ستسقط طالما لا تنظر الى ما تحت قدمك من طوفان ...تتصورني طفلة حمقاء أنت لاتدرك مدى الكُهن الذي اتقنه ....اي صدفة لعينة وضعتك امامي ...
سأجعلك تشعر معي بالكمال المطلق بالقوة والنشوة
ستتذوق معي طعم ولذة الملك المتوج على العرش ...
وفي قمة اطمأنانك ستتفاجأ بختفائي من بين يديك، كماء تسرسب من بين اصابع مقبوضة
سأُشعرك بأنعدام سيطرتك علي سأسلب تسلطك الفارغ وأضع نصب عينيك شخصيتك وهي عارية تماما من اي زيف
سأجعلك تشاهد قبح نفسك في مرآة وجهي وبعدها
لن تستطيع ان ترتب اوضاعك....
ستدور وتدور محاولا ان تمسك اطراف يومك الممتلئ بضجيجي العاصف سأضعِفك أمامي كأسد خُلعت منه نابه
ولن يستطيع بعد الأفتراس

أوتستهين بي ..!!!

هكذا هو الانسان عندما يشعر بالعجز لا يجد الا نفسه تصغي الى اوجاعه
غصت في ألمها وقالت (اي كيد هذا وهل أنا أجيده ؟!!
احست بكذبها وخداعها لنفسها كام تخدع أبنتها بانها قوية وهي غير ذلك فرفعت سوطها وبدأت تجلد نفسها
انا لا اجيد الا ان اوجع نفسي..
وظهر انكسارها امام عينيها وبدات تبكي حقيقة
أنتبه لأنفاسها وتنهيدة بكاءها وهي تحاول اخفاءها
وخزٌ اصاب قلبه ماكان له ان يصرخ بوجهها
شعر بالأسف قام من مكتبه بخطوات بطيئة مترددة
محاولا أرضاءها إلا انها عندما وجدته واقفا امامها

قاطعته حازمة
- لا يهمك أنا المخطئة ....أرجو أن لا نتحدث كثيرا في الامر

وفي لحظة انعطاف كبيرة ....كسيارة تريد انقاذ نفسها من منحدر عميق
بدا شعورا بداخلها يبصر النور ..شعور بالاستغناء عن حبه
بالزهد به ..بأنها لا تريد ان تراه او حتى تشعر بقربه
اوجعها الانتظار كثيرا .......
أوجعها احساسها كونها هي فقط من تعاني فليس لديها غير سكين تقطع هذا الحبل المشدود اليه كي ينتهي ألمها
لتبدا يومها بدونه بدون اي شعور بالاحتياج له
سرت في داخلها لحظة سكون وامتدت لوقت طويل نوعا ما
كم جميل هذا الاحساس .....
احساس الزهد اتجاه شيء طلبناه بشدة والآن بقوة لا نريده
كأننا أوقفنا صوت مطرقة كانت تدق في راسنا ولا نعرف كيف نسكتها
تيار جموح كان ياخذنا عنوةً ولا نستطيع إلا الإستسلام له

وبدا السلام كضوء ينتشر في اجزاء روحها وهي لا تريد إلا التمسك به ...
ها هي تتنفس الصعداء من تسلطه الدائم على تفكيرها ...
لم تتمنَ غير ان يطول هذا السكون إلى الأبد ...
ولكنها لم تكن واثقة من قدرتها على اخضاع قلبها لسلطة عقلها ولكن لا يهم الان سوى البدأ بخطوة والاخرى ستأتي حتما
أما هو فلأول مرة يشعر بجمال دموعها وانفها المحمر كزهرة رمان وليدة ....شعر بأنوثتها وطفولتها المخبأة تحت عباءة تجبرها
وبدأ ينظر اليها ولكن ليس مثل كل مرة .....



#بشرى_الجوراني8 (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة / ولادة
- قصيدة / ألم
- قصة قصيرة / التيار


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى الجوراني8 - قصة قصيرة ( انكسار قوة )