أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - رسالة في عيد المعلم














المزيد.....

رسالة في عيد المعلم


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 5462 - 2017 / 3 / 16 - 22:32
المحور: الادب والفن
    


عشتار الفصول:10119
رسالة في عيد المعلم
مباركٌ لكَ هذا المدى، مباركةٌ هي ثماركَ. ومبارك ،هو وجودك المفعم بالتقدير لمن يملكون ضمائر الحياة الصالحة .
في مثل هذا اليوم، من كلّ عام ،يحتفل العالم في وطننا، بعيد ٍ،خصوا به المعلم ، ليتذكر العالم فضائل هذا الإنسان ،سواء أكانت امراة، أو رجلاً، كم من الوقت يحرقه ،ومن أعصابه ،وفكره ،وسعادته حتى يقدمها لتلاميذه وطلابه.؟!! والتلاميذ بعد أن يُصبحوا في مكانات هامة، ينسون ذاك الذي علمهم وسهر من أجلهم.
كم من السهر ،والبحث ،والتنقيب ،في طرق ومناهج يقدم بها دروسه لطلابه، قد صرف ذاك المعلم.؟!! كم من السعادة تغمرهُ ، وهو على السبورة يكتبُ ، أو ها هو يشرح ،ويُسهبُ!!!كم من رذاذ الطباشير قد استنشق وهو لايدري؟!!
هذا الإنسان، الذي يُعطي، دون مقابل، لقاء راتبٍ زهيد، لو قيسَ بأهميته ..وهو بالأساس ، من أوجد عملياً،المعلم، والمدّرس ،القاضي، والحاكم، المهندس، والطبيب ،والصيدلي ،والسياسي،والضابط الذي يقف على حدود الوطن، والجندي الذي يقدم دمه في سبيل الوطن.وأرى أن ينضوي الحرفي تحت هذا العنوان العريض ،لكون الحرفة أيضا لها (شيوخ كارها )كما يقولون :عندنا في بلاد الشام. لهذا أعتبر ،هؤلاء أيضا ،ينضوون تحت تسمية المعلم.
التعليم ، والفلاحة ،من أشرف المهن، وأنبلها، وأغناها ، وأهمها، قاطبةً.ورغم هذا فالمجتمعات تقسو على المعلم في أحكامها، بدءاً من حبه لو هو أحبّ فتاة ً ، فأهلها على استعداد أن يزوجها لغني، أو صاحب صنعة، ولايزوجوها، للمعلم الفقير، وانتهاءاً، بعيشه الذليل ، والذي لو أعدنا صورة بعض من المعلمين ونحن منهم ، لأصابنا الدوار.،.
ولكنني على يقين ، أنّ رسالة المعلم، وبالرغم من أنها شُوهتْ ، وتمتْ مصادرتها، عبر العديد من القضايا التي بدأنا نرى ظهورها ،في الحركة التعليمية ،والتعلمية،والتربوية. بحيث أصبحت هذه المهنة ،لا ترتقي لنبل جوهرها، وذلك لتداخل عناصر ،عدة في تشويه ،ذاك الجوهر، ورسالتها، من بين أهم تلك الأسباب الرئيسة، هو فشل السياسة الوطنية، في وضع دراسة واقعية وموضوعية وتنموية من حيث الراتب الذي يجب أن يناله المعلم.وبعدها تأتي عناصر الفوضى، والمحسوبيات ،وأعني بكلّ وضوح، أبناء المتنفذين ،الذين يُشكلون العائق الأهم في تحقيق المساواة، والعدالة في العملية التربوية.
إنّ المعلم الذي يعود، إلى بيته بعد جهد ٍ وعمل ،ووقوف ٍ لمدة تتجاوز خمس ساعات ،أمام تلاميذه وطلابه، ولايجد طعاما يليق به، أعتقد من حقه، أن يُناضل في عمل إضافي، وهذا العمل والهدف منه، هما من يجعل ذاك المعلم ،لايقوم بواجبه ،كما لو أنه كان مكتفياً ، اقتصاديا …
لهذا أدعو جميع المعلمين في الأوطان التي رواتبها لاتتناسب والمعيشة الوسطية، أن يثوروا ويناضلوا في سبيل تحقيق ،عدالة الأجر لقاء التعب والجهد .
أدعو الحكومات أن تتنبه لهذا الأمر ، فإنّ خراب الأوطان ،لايكون إلا بإهمال هذا الإنسان ،المهم والذي من خلاله ،يتم رسم معالم المستقبل والتنمية الوطنية.
إنّ توزيع الثروة الوطنية ، يجب أن تُرسم من خلال راتب المعلم وحقه وكرامته.
وبعد، أن يتم تقليم أظافر أبناء المسؤولين والمتنفذين وال…...مخبرين ،وحتى الوجهاء في المجتمعات ،فهؤلاء شوهوا صورة المعلم أمام طلابه، أو تلاميذه.
ولهذا أدعو أن يكون للمعلم حصانة ،كحصانة المحافظ رئيس السلطة التنفيذية في أية محافظة كانت.وأن يشعربكرامته وهو بين مجتمعه.حتى تكون العملية التعليمية والتعلمية بعافية وتُعطي ثمارها.
المعلم هو أول وآخر من يجب أن يُحترم في مجتمعه.لأنه رأس مال التنمية الوطنية.
كما وأدعو إلى أن يتم تكريمه، قبل فوات الآوان ،وأن يُخصص مرتبة في حال مرضه ، أن يتم علاجه بشكل يليق به.
إنّ الدولة التي معلمها (شحاذ) ليست دولة قانون وإنما دولة ،عصابات ومافيات، أريد أن يكون المعلم هو ملك الوطن.لا أن يكون فيما هو عليه.لو نحن أردنا أن يكون الوطن عزيزاً.
في الختام أوجه التحية والعيدية إلى كل المعلمات والمعلمين، المدّرسات والمدّرسين.وحتى من طلابي وطالباتي. وأشكر من قدم لي التهنئة بهذه المناسبة.
وللبقية صلة.
اسحق قومي
15/3/2017م



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبدع الخالد ،والتجربة الإبداعية.
- الصراع الديني ، والفكري والاقتصادي ،والأسرة الكونية إلى أينْ ...
- إشكالية ،مفهوم التقمص، قرأته ، منطقيته ، فلسفته ؟!
- حماية الإنسان من العنف الديني.والدعوة لثورة بيضاء.ومؤتمر عال ...
- الفارس الغنائي يعقوب شاهين وفلسطين
- الولادة الإبداعية ، وطول القصيدة العامودية ، العصرية.
- رؤية في الماضي ،لمستلزمات الحاضر ،والمستقبل.
- الطلاق في الكنيسة الانطاكية الأرثوذوكسية في العالم.
- حركة الترجمة السّريانية
- سوريا ومستحقات ما قبل مؤتمر جنيف الثاني.
- تعقيباً على ما جاء في مقالة للسيد ميشيل كيلو وما ردَّ عليه س ...
- اسحق حنا قومي
- كتابنا القصور والقصوارنة في الزمن المقهور.
- قصيدة بعنوان: حبيبتي من سليكون...
- أسئلة للنقاش والحوار....
- اللوتس المهاجر يقول كلّ عيد فطر وأنتم بخير
- قصيدة بعنوان: الروح تصهل بالموت.
- رسالة من اسحق قومي إلى الأستاذ ميشيل كيلو.
- قصيدة بعنوان: الجريمة...
- لنستيقظ جميعاً قبل فوات الأوان


المزيد.....




- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - رسالة في عيد المعلم